سلسلة ناظرين إلى.. يسوع - الصفحة 2 - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-06-2012, 02:28 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي







طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني


كتب الحكيم قديمًا في أمثال29: 18 «بلا رؤيا يجمح الشعب، أما حافظ الشريعة فطوباه». ومن هذا نفهم أن وجود رؤيا وأهداف واضحة في حياة الإنسان تحدِّد مسار حياته وتحفظه من التخبّط والضياع. وهذا ما نتعلمه بكل وضوح من حياة سيدنا العظيم عندما جاء وعاش بيننا كإنسان على الأرض.
أولاً: ما هو مفهوم الرؤيا؟

  1. هو الموضوع الرئيسي الذي يسيطر على تفكير الشخص، ويتحكم في أسلوب حياته ومسارها، حاضرًا ومستقبلاً، وهذا ما نسمعه من السيد حين قال «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمِّم عمله».
  2. هو الشيء الذي يحدِّد أولويات الشخص، ويجعله يضحّي بأي شيء آخر في سبيل تحقيقه. وهذا ما فعله السيد عندما «علم أنهم مزمعون أن يأتوا ويختطفوه ليجعلوه ملكًا انصرف أيضًا إلى الجبل وحده» (يوحنا6: 15).
  3. هو الشيء الذي يجعل الشخص مستعِدًّا لتحمل أي تكلفة في حياته حتى يتممه، مهما كانت كبيرة وعظيمة، وهذا ما نسمعه من سيدنا وهو يصلي في بستان جثسيماني «يا أبتاه، إن أمكن فلتعبر عني هذه الكأس ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت» (متى26: 39).
ثانيًا: من أين تأتي الرؤيا؟

1- العالم الذي نعيش فيه:
إن العالم الذي نعيش فيه ويسيطر عليه إبليس، عدو البشرية، يحاول جاهدًا تحويل تفكير الإنسان وقلبه إلى أهداف خاطئة مدمِّرة لحياته وهذا ما سقط فيه سليمان قديمًا، وكتب اختباره الشخصي «قلت أنا في قلبي هلمَّ أمتحنك بالفرح فترى خيرًا... ثم التَفَتُّ أنا إلى كل أعمالي التي عملتها يداي وإلى التعب الذي تعبته في عمله فإذا الكل باطلٌ وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس» (جامعة2: 1-11). ويمكن تلخيص الرؤيا العالمية الباطلة في ثلاثة أمور قد حذر منها الرب يسوع بأقوال كثيرة:

    • الغِنى: «لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض حيث يُفسد السوس والصدأ، وحيث ينقب السارقون ويسرقون» (متى6: 19) وكذلك «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها» (لوقا9: 25).
    • التمتعات الزمنية: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادكم بما تلبسون، أليست الحياة أفضل من الطعام والجسد أفضل من اللباس؟» (متى6: 25).
    • المركز العالمي: «أنتم تعلمون أن رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلطون عليهم فلا يكون هكذا فيكم بل من أراد أن يكون فيكم عظيمًا فليكن لكم خادمًا، ومن أراد أن يكون فيكم أولاً فليكن لكم عبدًا» (متى20: 25-27).
2- الله أبونا:

إن الرؤيا الصحيحة الآمنة، التي تُسعد الإنسان وتحفظه في الطريق الصحيح، تأتي من عند الله أبونا؛ لذا نقرأ «كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يعقوب1: 17). وهذا ما عاشه سيدنا - له المجد - على الأرض حيث قال «لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني» (يوحنا6: 38).
ثالثًا: ما هو طريق إدراك هذه الرؤيا الصحيحة؟



إن كانت الرؤيا الصحيحة مصدرها الله أبونا، فكيف يمكننا التأكد من أن لنا هذه الرؤيا في حياتنا وأننا نعيش عمليًا لتحقيقها؟

  1. أن نفرغ أنفسنا بالكامل من أي أهداف شخصية بشرية، ونعيش حياة التسليم الكامل لإلهنا. وهذا ما عبَّر عنه سيدنا بالقول «لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي أرسلني» (يوحنا5: 30) وهذا ما تمثل به بولس الرسول «مع المسيح صُلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ» (غلاطية2: 20).
  2. الشركة المستمرة مع الرب. حيث فيها نتمتع بقيادة الروح القدس لنا في كل شيء، وهكذا نُحمى من خداع إبليس وتضليله. وهذا نراه واضحًا في حياة سيدنا عندما جاءه إبليس ليجربه في البرية فأجابه بالقول «للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد» (متى4: 10).
  3. التجديد المستمر للذهن، عن طريق اللهج في كلمة الله. وهذا يحفظنا من تأثير الأفكار العالمية المحيطة بنا وهذا ما أشار له السيد بالقول «إن شاء أحد أن يعمل مشيئته يعرف التعليم» (يوحنا7: 17).
رابعًا: كيف تتحقق الرؤيا عمليًا في حياتنا؟

لقد أنهى سيدنا العظيم حياته على الأرض بصلاته للآب بالقول «أنا مجَّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا17: 2). وهنا يأتي السؤال: ما هي الخطوات العملية التي علينا اتباعها حتى نتمِّم الرؤيا الصحيحة ومشيئة الله في حياتنا؟

  1. تنفيذ الخطوات السابقة حتى نتأكد أننا نسير طبقًا لمشيئة الله في حياتنا وينطبق علينا ما جاء في رومية12: 2 «لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة». وهذا ما عبَّر عنه سيدنا بالقول «لم يتركني الآب وحدي، لأني في كل حينٍ أفعل ما يُرضيه» (يوحنا8: 29).
  2. ترجمة الرؤيا إلى أهداف محدَّدة، عملية، واقعية، يمكن تحقيقها بخطوات واضحة. وهذا ما نراه واضحًا في سيدنا العظيم فنسمعه يقول «أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف»، ثم يقول «لي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضًا فتسمع صوتي وتكون رعيةٌ واحدةٌ وراعٍ واحدٌ». وأيضًا «وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل» (يوحنا10: 10، 11، 16).
  3. وضع برامج واضحة في الحياة، مع ترتيب الأولويات لتنفيذ هذه الأهداف، وعدم ترك الأمور العاجلة تطغي على الأمور الأساسية الخاصة بتنفيذ هذه الأهداف. وهذا ما نراه واضحًا في حياة السيد، فعندما سمع بمرض لعازر لم يذهب في الحال بل نقرأ «مكث حينئذ في الموضع الذي كان فيه يومين». وأيضًا عندما دعاه إخوته للذهاب إلى أورشليم في العيد كان رده عليهم «اصعدوا أنتم إلى هذا العيد. أنا لست أصعد بَعدُ إلى هذا العيد، لأن وقتي لم يُكمَل بعد». وأيضًا قال لتلاميذه «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهارٌ. يأتي ليلٌ حين لا يستطيع أحدٌ أن يعمَلَ» (يوحنا11: 6؛ 7: 8؛ 9: 4).
هذا ما نتعلّمه من سيدنا وقدوتنا الكاملة عندما عاش في أرضنا، فماذا عني وعنك؟ هل بحق نعرف رؤية الله لحياتنا على الأرض؟ هل لنا أهداف واضحة تتفق مع هذه الرؤيا ونعمل لتحقيقها في حياتنا؟ ليتنا نراجع أنفسنا ولتكن صلاتنا «اختبرني يا الله... وأهدني طريقًا أبديًا» (مزمور139: 23، 24).














التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:28 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:30 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي





وللوقت(مر 12:1)


هل تمنيت مرة أن تكون عدد ساعات يومك 40 ساعة بدلاً من 24؟! هل شعرت مرة أن أمورًا هامة وضرورية كان يجب أن تقوم بها ولكن لم تجد وقتًا لها؟ وهل تعترف بصدق أنك تركت الأمور العاجلة تطغى عليك، فأخَذَت وقت الأمور الهامة الضرورية؟

إن الوقت هو مادة حياتنا على الأرض، لذا كتب الحكيم قديمًا «قلب الحكيم يعرف الوقت» (جامعة8: 5). وعندما نتأمل في حياة سيدنا العظيم على الأرض، نراه حكمة الله الكاملة والنموذج الكامل للاستخدام الصحيح للوقت؛ ولذلك عندما أتت الساعة لتنتهي حياته على الأرض استطاع أن يقول بحق لأبيه: «العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا17: 4).

دعونا الآن نتأمل في هذا الموضوع الهام والخطير.



أولاً: الوقت وأهميته

1- يسير بلا توقف: بينما يمكننا التحكم في أمور كثيرة في حياتنا وإيقافها عندما نشاء، فإن الوقت هو الشيء الذي لم، ولن يستطيع أحد أن يوقفه. لذلك كتب الحكيم سليمان بحق «دور يمضي ودور يجيء والأرض قائمة إلى الأبد والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع إلى موضعها حيث تشرق» (جامعة1: 4، 5).

2- لا يمكن إرجاع ما مضى منه: كثير من الأمور، إن فقدناها، يمكن تعويضها بأشكال مختلفة؛ إلا الوقت، فالذي يمضي منه لا يمكن إرجاعه بأي حال من الأحوال. وبحق قال المرنم «الإنسان أشبه نفخة. أيامه مثل ظل عابر» (مزمور144: 4). وكتب بولس في 1كورنثوس7: 29 «الوقت منذ الآن مقصَّر».

3- لكل شيء زمان ولكل أمر تحت السماء وقت: هذا ما سجَّله الحكيم في جامعة3: 1. فالذي تستطيع أن تفعله في وقت معيّن ولم تفعله، ربما لا تستطيع أن تفعله في وقت آخر. فأمور كثيرة يمكن أن نفعلها في وقت الشباب، ولكن لا يمكن أن نفعلها أبدًا عندما تدور الأيام وتأتي أوقات الشيخوخة؛ لذا قال الحكيم أيضًا «اذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول: ليس لي فيها سرور» (جامعة12: 1).

4- المستقبل هو نتيجة الحاضر: إن قانون الزرع والحصاد (غلاطية6: 7) ينطبق تمامًا على الوقت، فما نعيشه الآن هو النتيجة الحتمية لما عملناه في الماضي، وما سيحدث مستقبلاً هو حصاد ما نزرعه اليوم. أ لم نرى هذا في قصة الغني ولعازر؟ فعندما صرخ الغني في الهاوية وهو في العذاب «يا أبي إبراهيم ارحمني»، كان الجواب «يا ابني اذكر أنك استوفيت خيراتك في حياتك وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب» (لوقا16: 24، 25).

5- ينتهي في أي لحظة: إنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن نتوقع له نهاية محدَّدة أكيدة، وكما قال أيوب قديمًا عن الإنسان «أيامه محدودة وعدد أشهره عندك، وقد عينت أجله فلا يتجاوزه» (أيوب14: 5). فالله الخالق القدير وحده هو الذي يحدّد نهاية وقت الإنسان على الأرض. وهذا نراه واضحًا في مثل الغني الغبي الذي قال «أقول لنفسي: يا نفس لكِ خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة»، فقال له الله «يا غبي! هذه الليلة تُطلب نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟!» (لوقا12: 19-20).

إن كانت هذه هي أهمية الوقت وخطورة التعامل معه، فدعونا نرى الخطوات الصحيحة للاستفادة منه.



ثانيًا: الوقت والتصرف الصحيح معه

1- تحديد هدف واضح للحياة: لنسمع ما قاله سيدنا العظيم في حياته على الأرض «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله» (يوحنا4: 34). وهذا ما نراه عمليًا في حياته كالخادم الكامل، ولا سيما في إنجيل مرقس حيث كانت الخدمة هي محور وقته، فتكررت كلمة “للوقت” أكثر من 40 مرة، وكُتب عنه مرة أنه هو وتلاميذه «لم تتيسر لهم فرصة للأكل»
(مرقس6: 31).

2- ترتيب الأولويات: إن تحديد هدف واضح في الحياة يُسهّل علينا ترتيب أولويات الحياة، وهذا ما نراه واضحًا في حياة سيدنا الكريم على الأرض. فمثلاً نقرأ عنه مرة أنه «لما صار النهار خرج وذهب إلى موضع خلاء وكان الجموع يفتشون عليه، فجاءوا إليه وأمسكوه لئلا يذهب عنهم» فماذا كان جوابه؟ «قال لهم إنه ينبغي لي أن أبشِّر المدن الأخر أيضًا» (لوقا4: 42-44).

3- التمييز بين الأمور الهامة والأمور العاجلة: إن سطو الأمور العاجلة على الحياة أصبح أكبر معطل للاستفادة الصحيحة من الوقت. وسريعًا ما نُصبح عبيدًا لطغيان الأمور العاجلة. إننا نحتاج أن نتعلم من سيدنا هذا الدرس الهام. فيومًا طلب منه اخوته في الجسد أن يذهب معهم اليهودية في عيد المظال، فكان رده «إن وقتي لم يحضر بعد... أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد لأن وقتي لم يُكمل بعد» (يوحنا7: 2-10).

4- انتظار قيادة وارشاد الرب كل الوقت: لقد صلى موسى قديمًا قائلاً «إحصاء أيامنا هكذا علمنا فنؤتى قلب حكمة» (مزمور90: 12). إننا نحتاج لقيادة إلهية في كل خطوة في حياتنا، وهذا ما نتعلمه بوضوح من سيدنا الكريم الذي نقرأ عنه مثلاً في مرقس1: 35 وسط خدمات مستمرة من الصباح الباكر وحتى مغيب الشمس «وفي الصبح باكرًا جدًا، قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي هناك». وتم هذا عمليًا في حادثة إقامة لعازر؛ فعندما أرسلت مريم ومرثا إليه قائلتين: «هوذا الذي تحبه (لعازر) مريض»، لم يندفع ويذهب ليشفيه بل مكث يومين في الموضع الذي كان فيه، ثم ذهب في اليوم الرابع بعد أن مات لعازر، لأنه كان يعرف «أن هذا المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله، ليتمجد ابن الله به» (يوحنا11).

5- افتداء الوقت والاستفادة الصحيحة منه: إن أكبر هجوم يشنه إبليس على المؤمنين هذه الأيام هو محاولة خطف الوقت وإضاعته في أمور ليست من أولويات الحياة الضرورية، لذلك تحذرنا كلمة الله «مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة» (أفسس5: 16). ليتنا نتعلم من سيدنا الذي قال «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل، حين لا يستطيع أحد أن يعمل» (يوحنا9: 4).
في الختام ليتنا نُقدِّر قيمة الوقت، ونعيشه بطريقة صحيحة، متعلمين من سيدنا العظيم الذي بحق انطبق عليه القول القديم «صنع الكل حسنًا في وقته».









التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:31 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-06-2012, 02:38 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




ان كان أحد يخدمني فليتبعني


كثيرون هم الذين ينطلقون تحت شعار خدمة الرب، لكن قليلون هم الخدّام الحقيقيون الذين يخدمونه من قلب صادق وبحسب مشيئته ودعوته الإلهية. ولقد جاء سيدنا العظيم ليصنع لنا الصورة النموذجية الصحيحة للخادم الحقيقي الصحيح. لنتأمل قليلاً في حياة هذا الخادم العظيم، ثم نختبر أنفسنا لنعلم أين نحن، مُستمعين إلى دعوته الواضحة: «إن كان أحد يخدمني فليتبعني» (يوحنا12: 26).
أولاً: دعوة الخدمة والهدف منها
قيل عنه في النبوة «روح الرب عليَّ لأنه مسحني لأُبَشر المساكين، أرسلني لأشفي منكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأُرسل المنسحقين في الحرية وأكرز بسنة الرب المقبولة» (لوقا4: 18، 19؛ إشعياء61: 1، 2؛ نظر أيضًا متى12: 18؛ إشعياء61: 1، 2).
والآن ماذا عنَّا نحن؟ هل نحن واثقون أن الله هو الذي دعانا لهذه الخدمة التي نقوم بها؟ وهل نعرف ما هو الهدف الذي يريده الله منها؟
ثانيًا: حياة الخادم الشخصية
1- الوداعة والتواضع
نقرأ عنه القول: «لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مُدَخِّنة لا يُطفِئ» (متى12: 19، 20؛ إشعياء42: 2، 3)، وبحق قال لنا: «تعلموا مِنِّي لأني وديع ومتواضع القلب» (متى11: 39).
عندما لم يقبله أهل قرية للسامريين قال له يعقوب ويوحنا: «يا رب أتريد أن نقول أن تنزل نار من السماء فتفنيهم؟»، التفت إليهما وانتهرهما وقال: «لستما تعلمان من أي روح أنتما. لأن ابن الإنسان لم يأتِ ليُهلك أنفس الناس بل ليُخَلِّص» (لوقا9: 51-56؛ انظر 1بطرس2: 21، 23).
دعونا نمتحن أنفسنا هنا ونتساءل: ما هي ردود أفعالنا ونحن في طريق خدمتنا عندما نتعرض إلى إساءة من الآخرين أو رفضهم لنا؟!
2- حياة الاكتفاء الزمني
عندما جاء واحد قائلاً له: «يا سيد أتبعك أينما تمضي»، قال له: «للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار أما ابن الإنسان فليس له أين يُسنِد رأسه» (لوقا9: 57، 58). ونقرأ أيضًا القول: «مضى كل واحد إلى بيته أما يسوع فمضى إلى جبل الزيتون» (يوحنا7: 53؛ 8: 1). ثم يكتب لنا بولس الرسول: «تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كورنثوس8: 9).
ماذا عنَّا نحن؟ هل نعيش حياة الاكتفاء الفعلي ونحن في طريق الخدمة؟ هل أمور العالم المادية لا تمثل شيئًا في حياتنا أو اهتماماتنا الفعلية؟!
3- الثبات على هدف الخدمة
قال: «طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله»، وكذلك: «قد نزلتُ من السماء ليس لأعمل مَشيئتي بل مَشيئة الذي أرسلني»، وفي نهاية خدمته على الأرض نسمعه يقول للآب: «أنا مَجَّدتك على الأرض. العمل الذي أعطيتني لأعمل قد أكملته» (يوحنا4: 34؛ 6: 38؛ 17: 4).
هل ينطبق هذا علينا؟ هل نحن ثابتون في مسيرتنا لتنفيذ مشيئة الله في حياتنا وإتمام الخدمة التي أخذناها منه مهما قابلتنا المتاعب والآلام والمضايقات؟!
4- الشركة المستمرة مع الآب
نقرأ عنه: «وفي الصبح باكرًا جدًّا، قام وخرج ومضى إلى موضع خلاء وكان يصلي» (مرقس1: 35)، ثم نقرأ أيضًا: «وفي تلك الأيام خرج إلى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة» (لوقا6: 13)، وفي بستان جثسيماني نراه «جثا على ركبتيه وصلَّى... وإذ كان في جهاد كان يصلي بأشد لجاجة» (لوقا22: 39-46).
ماذا عنَّا نحن؟ هل نقضي وقتًا كافيًا في شركة شخصية مع إلهنا؟ أم هل تأخذنا مشاغل الحياة والخدمة ولا نجد وقتًا نقضيه مع إلهنا؟!
ثالثًا: أسلوب الخدمة
1- البذل والعطاء
نسمعه يقول: «ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (متى20: 28)، و«إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير» (يوحنا12: 24)، وفي الليلة الأخيرة من حياته على الأرض وهو مع تلاميذه في العلية: «قام عن العشاء وخلع ثيابه وأخذ مِنشفة واتَّزر بها ثم صَبَّ ماء في مغسل وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة» (يوحنا13: 4، 5).
ماذا عنَّا نحن الذين نخدم؟ هل نعيش حياة البذل والتضحية لأجل الآخرين؟!
نسمعه يقول لتلاميذه: «إني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا» (يوحنا13: 15؛ انظر متى11: 29)، وفي نهاية حياته على الأرض، عندما قبض عليه رؤساء الكهنة لكي يحاكموه، نقرأ القول: «كان رؤساء الكهنة والمجمع كله يطلبون شهادة على يسوع ليقتلوه فلم يجدوا» (مرقس14: 55).
ليتنا نمتحن أنفسنا؛ نحن الذين نخدم، هل نحن قدوة صحيحة للذين نخدمهم؟ ماذا يقول الآخرون عنَّا؟ هل نقود الآخرين عمليًّا للحياة الصحيحة؟ أم نحن سبب عثرة في أوقات كثيرة؟!
3- كلام النعمة المصلح بملح
نراه عندما تكلم مع المرأة السامرية ليضعها أمام حقيقية حياتها يقول: «حسنًا قلتِ... هذا قلتِ بالصدق» (يوحنا4: 17، 18)، وعندما أحضر الفريسيون المرأة الخاطئة ليرجموها وليجربوه قال لهم: «من كان منكم بلا خطية فليرمها أولاً بحجر» ثم قال للمرأة: «ولا أنا أدينك. اذهبي ولا تخطئي أيضًا» (يوحنا8: 2-11).
فماذا عن أسلوب كلامنا مع الآخرين؟ هل لدينا الاتزان الصحيح؟ أم نسقط في خطإ الاندفاع في الكلام، الأمر الذي قد يتسبب في هروب الآخرين مِنَّا ورفضهم لسماع ما نقول؟!
4- تقدير قيمة النفوس واحتياجاتهم
نراه يمشي الساعات الطويلة، حتى تعب من السفر وجلس على البئر، ليتقابل مع امرأة خاطئة من السامرة (يوحنا4: 6؛ انظر 5: 1-9)، كما نراه يهتم باحتياجات الجموع الكثيرة التي طلبت أن تسمعه وتبعته ثلاثة أيام، فيقول للتلاميذ: «إني أشفق على الجمع لأن لهم ثلاثة أيام... لئلا يخوروا في الطريق» (متى15: 32-36)، كما نراه يأتي ليسير مع تلميذي عمواس المُحبَطين ليرد نفوسهم ويُرجعهم إلى الطريق الصحيح (لوقا24: 13-33).
فماذا عنَّا نحن؟ هل نقود النفوس التي نتعامل معها مهما كانت حالتها الأدبية أو الروحية؟ هل نهتم باحتياجاتهم المختلفة ونعمل على تسديدها بالطريقة الصحيحة؟!
هذا قليل من كثير. ليتنا نتعلم من هذا السيد العظيم؛ فنحقِّق مشيئة الله في خدمتنا، وعندها










التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 03-06-2012 في 03:41 PM.
رد مع اقتباس
قديم 03-07-2012, 08:35 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على ردكم الرب يباركم






التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين