يجب أن ندخل الى العمق بقلم الشماس ملاك حمايه

11-20-2016, 11:15 AM

يجب أن ندخل الى العمق بقلم الشماس ملاك حمايه

بقلم الشماس ملاك حمايه جرجس

أحبائى نقرأ فى انجيل معلمنا لوقا الاصحاح الخامس
وَبَيْنَمَا كَانَ الْجَمْعُ مُحْتَشِدِينَ حَوْلَهُ لِيَسْمَعُوا كَلِمَةَ اللهِ، كَانَ هُوَ وَاقِفاً عَلَى شَاطِيءِ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ. فَرَأَى قَارِبَيْنِ رَاسِيَيْنِ عَلَى جَانِبِ الْبُحَيْرَةِ وَقَدْ غَادَرَهُمَا الصَّيَّادُونَ، وَكَانُوا يَغْسِلُونَ الشِّبَاكَ. فَرَكِبَ أَحَدَ الْقَارِبَيْنِ، وَكَانَ لِسِمْعَانَ، وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَبْتَعِدَ قَلِيلاً عَنِ الْبَرِّ، ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ الْجُمُوعَ مِنَ الْقَارِبِ. وَلَمَّا أَنْهَى كَلاَمَهُ، قَالَ لِسِمْعَانَ: «ابْتَعِدْ إِلَى حَيْثُ الْعُمْقِ، وَاطْرَحُوا شِبَاكَكُمْ لِلصَّيْدِ». فَأَجَابَهُ سِمْعَانُ: «يَاسَيِّدُ قَدْ جَاهَدْنَا طَوَالَ اللَّيْلِ وَلَمْ نَصِدْ شَيْئاً. وَلكِنْ لأَجْلِ كَلِمَتِكَ سَأَطْرَحُ الشِّبَاكَ !» وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ، صَادُوا سَمَكاً كَثِيراً جِدّاً، حَتَّى تَخَرَّقَتْ شِبَاكُهُمْ. فَأَشَارُوا إِلَى شُرَكَائِهِمِ الَّذِينَ فِي الْقَارِبِ الآخَرِ أَنْ يَأْتُوا وَيُسَاعِدُوهُمْ. فَأَتَوْا، وَمَلَأُوا الْقَارِبَيْنِ كِلَيْهِمَا حَتَّى كَادَا يَغْرِقَانِ. وَلكِنْ لَمَّا رَأَى سِمْعَانُ بُطْرُسُ ذلِكَ، جَثَا عِنْدَ رُكْبَتَيْ يَسُوعَ وَقَالَ: «اُخْرُجْ مِنْ قَارِبِي يَارَبُّ، لأَنِّي إِنْسَانٌ خَاطِيءٌ». فَقَدِ اسْتَوْلَتِ الدَّهْشَةُ عَلَيْهِ وَعَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، لِكَثْرَةِ الصَّيْدِ الَّذِي صَادُوهُ، وَكَذلِكَ عَلَى يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا ابْنَيْ زَبَدِي اللَّذَيْنِ كَانَا شَرِيكَيْنِ لِسِمْعَانَ. وَقَالَ يَسُوعُ لِسِمْعَانَ: «لاَ تَخَفْ! مُنْذُ الآنَ تَكُونُ صَائِداً لِلنَّاسِ». وَبَعْدَمَا رَجَعُوا بِالْقَارِبَيْنِ إِلَى الْبَرِّ، تَرَكُوا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعُوا يَسُوعَ.

+ أحبائى لم يكن الأمر هو عدم بذلهم الجهد في العمل،
بل لقد حاولوا بجد طوال الليل ولكنهم لم يصطادوا شيئاً.
أحياناً ما يحدث هذا معنا أيضاً، قد نجتهد كثيراً في شيء، ومع ذلك،
برغم من جهدنا الكبير، تبقى شباكنا خالية،
والسبب أننا أحيانا ننشغــل باأمور المعيشة والمشاكل اليومية حاملين الهموم ، فى حين أن السيد المسيح أعلمنـــا فى الصلاة الربانية أن نقول أبانا الذى فى السموات، أنه أبونا الذى فى السموات ، ومن هنــا يجب أن نعلم اننا ليسوا يتاما

وندعو الله أبـًا معترفين بالتبني، لأنه جعلنا أبناء له بنعمة الله .
وفى الحقيقة أننـا عندما ندعوا الله أبًا كما أوصانا فى الصلاة الربانيه التى علمنا اياهـــا . فهــذا يعني أنه يجب أن يكون لدينا انتماء وحياة، حتى لا نبدو غير مستحقين لهذا النسب الشريف.
والصلاة بدأت بالعدد الجمع، أي نقول أبانا، فمعـنى هذه العبارة تدّل أننا جميعا أى ( الكنيســة ) أخوة وأعضــاء فى جسـد السيد المسيح الواحـد متساوين كلنا فى البنوة .
وكـــلّ خيــرات الله التي نحصل عليها بكوننا بعلاقة أخوية مع ابن الله الوحيد لآننــا نحمـــل موهبة الروح القدس . وبالتالي لنا شركة مع الثالوث القدّوس.
قال لنا الله فى (سفر إشعياء 49: 16) "هُوَذَا عَلَى كَفَّيَّ نَقَشْتُكِ"
أى أنتم موجودين في كفي ولا يستطيع أحد أن يخطف من يدي شيئًا. فإذا جاء أحد ليخطفك يجدك في يد الله فيرتعب ويهرب. هل يستطيع أحد أن يخطف شيئًا من يد الله؟!
+ "تشدد وتشجع لا ترهب ولا ترتعب. لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 1: 9)
+ لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: بَعْدَ الْمَجْدِ أَرْسَلَنِي إِلَى الأُمَمِ الَّذِينَ سَلَبُوكُمْ، لأَنَّهُ مَنْ يَمَسُّكُمْ يَمَسُّ حَدَقَةَ عَيْنِهِ. (سفر زكريا 2: 8)
+ "أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك" (أع 18: 10).
+ أحبائى بالرغم بسبب الخطية التى ورثناها من أبوينا الأولين آدم وحواء اللذان حكم الله عليهما بالموت من قبل العدالة الالهيـة بسبب مخالفة أوامره،
لكن من أجــل رحمة الله وحنانه ومحبنته لنــا نحن ، نزل من السماء
و تجسد من الروح القدس و من مريم العذراء. تأنس و صلب عنا على عهد بيلاطس البنطي. تألم و قبر و قام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، و صعد إلى السموات، و جلس عن يمين أبيه.

+ أحبائى فالواجب علينـــا أن ندخل الى العمق ، عمق المحبة لله وصلواتنا له لأننا نحن المحتاجون اليــه وليس هو المحتاج الينا بالرغم من شدة محبته لنا لأننا خليقته. فهـو يعلم أن شبكاتنا خالية ، ولكن الروح القدس الذى بداخلنــا يقول لكل منا "يا صديقي، اذهب إلى العمق والقها مرة أخرى... أنا أعلم أنها خالية"،
وقد نقول: "ولكننى يا رب حاولت كثيراً ومع ذلك، دائماً أخرجها خالية"، ولكن بطرس لم يتوقف عند هذا، إذ قال: " وَلكِنْ عَلَى كَلِمَتِكَ أُلْقِي الشَّبَكَةَ
فكل منا قد ينظر إلى الشبك بحزن ويتعجب لسبب خلوها، ربما فكــــــــر سمعان والصيادين الآخرين في نفس الشيء. فهـــى فارغة بسبب اهتمامنا بالأمور الدنياويه بل يجب أن ننفتح بالقلب أمام السيِّد ونقدِّم له سفينة حياتنا يدبرها حسب مشيئته الصالحة، فيردّ لنا "بهجة خلاصنا"، مقدّما لنا ثمارًا روحيّة دون حرمان حتى من ضرورات الحياة الزمنيّة.
فعلينا أن نكون واثقيــن بأنه يسمع صلواتنا واعترافنا بخطايانا جيدا ،
" لأنه إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. " (رسالة يوحنا الرسول الأولى 1: 9)
ومن هنــا نستحق أن تناولنا من سرالافخـارستيأ لنوال غفران الخطايا ، "مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِي وَيَشْرَبْ دَمِي يَثْبُتْ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ" (إنجيل يوحنا 6: 56).
"مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (إنجيل يوحنا 6: 54)
"أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. آبَاؤُكُمْ أَكَلُوا الْمَنَّ فِي الْبَرِّيَّةِ وَمَاتُوا. هذَا هُوَ الْخُبْزُ النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ، لِكَيْ يَأْكُلَ مِنْهُ الإِنْسَانُ وَلاَ يَمُوتَ. أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ" (إنجيل يوحنا 6: 48-51)

+ من هنا يتبيــن لنـا أن الله يحبنا أكثر من محبتنــا نحن لأنفسنا ،
فمن الواجب علينا أن نتعمق فى حب الله الذى منحنــا هذه العطايا الأرضية والسماوية بالأكثر لأنه حولنا من عبيد الى أحباء بل وأبناء له فليس حبأ أكثر من ذلك .
نتعمق فى صلواتنـا بكل حب، وفى تنفيذ وصاياه لنا
"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا"

(إنجيل يوحنا 13: 34)
"أَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ"
(رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)
والمحبة يا أحبائى تحتوى على الكثير من المعانى ففيهــا محبة الفقيــر بمساعدته والعطف عليه ـ زيارة المريض ومساعدته والتهوين عليه ـ مشاركة الآخرين فى أحزانهم ومواستهم ...الخ .
( أى عمل الرحمة لمن حولى بكل الحب ) .

أحبائى اذا تعمقنا فى حب الله فنكون ملح الأرض «أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلاَّ لأَنْ يُطْرَحَ خَارِجًا وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. (إنجيل متى 5: 13)
وأيضــا نكون نورا للعالم بالروح القدس الذى ينمو فينا بقوة حبنا للمسيح يسوع الذى يقوينــا . أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل (إنجيل متى 5: 14)

+ أحبائى من منــا لايحب أن يمتلىء بهذه النعم حتى تكون له حيـــاة أبدية ويفرح مع السيد المسيح فى ملكوت السموات .
ليباركنا الله ويعيننا على حمل صليبنــا فى هذه الارض التى نحن فيهـــــا غرباء حتى يكتمـــــــل جهادنا بسلام ورضاء وأن تكون لنا جميعــــا حيـــاة أبدية لنتمتع مع المسيح يسوع ربنا .
لالهنـــا كل المجد الدائــم الـى الأبد آميــن .

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

d[f Hk k]og hgn hgulr frgl hgalhs lgh; plhdi