"أخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ"( لو 5 : 8 )

01-26-2014, 02:48 PM

"أخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ"( لو 5 : 8 )

"أخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ"

( لو 5 : 8 )

رأى القديس بطرس الرسول الصيد الكثير، فلم يهتم بالصيد في ذاته،
إنما بالأكثر استنارت أعماقه منجذبًا لشخص المسيح صاحب السلطان على السماء والأرض والبحار
فسجد له على ركبتيه، وشعر بمهابة تملأ أعماقه مكتشفًا خطاياه الداخليّة أمام رب السماء والأرض، فصرخ، قائلاً:

"أخرج من سفينتي يا رب، لأني رجل خاطئ" ( لو 5 : 8 )

. لم يقوَ على إدراك هذا النور الفائق، وشعر بالعجز عن الدنو من هذا القدِّوس معترفًا بخطاياه.

لقد صرخ "أخرج من سفينتي"
إحساسًا بالمهابة الشديدة،
فاستحق في تواضعه وإدراكه لضعفه أن يدخل الرب أعماق قلبه ويقيم فيه مملكته!
لم يكن تواضع بطرس الرسول كلامًا أو عاطفة بل هو تفاعل مع العمل الحيّ الإيجابي،

إذ قيل عنه وعن زملائه:
"ولما جاءوا بالسفينتين إلى البر، تركوا كل شيء وتبعوه"

. تركوا كل شيء ليكرَّسوا كل القلب لمن أحبوه، بالعبادة الحقيقية والكرازة. وكأن التواضع ليس مجرد شعور بالضعف، إنما هو الارتماء في حضن العريس السماوي ليعيش الإنسان بكل قلبه وطاقاته لحساب العريس وبإمكانيَّاته.

ويعلّق القدِّيس أمبروسيوس على تواضع بطرس هذا الممتزج بالعمل والترك، فيقول:
[ تعجب بطرس من البركات الإلهيّة التي تدفقت عليه، فكلما أخذ ازداد انسحاقًا. وأنت أيضًا قل: "أخرج يا رب من سفينتي، لأني رجل خاطئ" فيجيبك المسيح: "لا تخف". اعترف للرب الذي يغفر لك خطاياك. لا تتردّد في أن ترد إليه مالك (أترك كل شيء) لأنه هو أيضًا وهبك ما له... تأمَّل محبَّة الله التي وهبت الإنسان السلطان ليأخذ الحياة. ]

ويعلّق القدِّيس يوحنا الذهبي الفم على هذا الترك بالقول:
اخبرني أي شيء عظيم تركه بطرس؟
أليست مجرد شبكة ممزقة (5: 11) وعصا وصنارة؟!
ومع ذلك فقد فتح له الرب بيوت العالم، وبسط أمامه الأرض والبحر،
ودعاه الكل إلى ممتلكاتهم،
بل باعوا ما كان لهم ووضعوه عند قدَّميه وليس حتى في يديه

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

"Hov[ lk stdkjd dh vfK gHkd v[g oh'z"( g, 5 : 8 )