الفضائل لا تتعارض بل تتكامل - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
 
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 05-09-2012, 10:51 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
فغ الفضائل لا تتعارض بل تتكامل





الفضائل لا تتعارض بل تتكامل

الفضائل تتعارض تتكامل
بقلم: البابا شنوده الثالث


لا يوجد تناقض في الفضائل‏,‏ ولا يهدم بعضها بعضا مهما بدت بعض التناقضات للعين غير الفاحصة‏!‏ والإنسان الحكيم لا يقتني إحدي الفضائل علي حساب فقد فضيلة أخري‏,‏ بل يجاهد لاكتساب الكل‏.‏

لذلك فهو يجمع بين الحب والحزم‏,‏ وبين الرحمة والعدل‏,‏ وبين الوداعة والشجاعة‏,‏ وبين البساطة والحكمة‏..‏ فكلها فضائل تتماشي معا في غير تعارض ولاتناقص‏.‏ وسنبدأ حديثنا عن تكامل الفضائل‏.

الفضائل تتعارض تتكامل


الحب والحزم
الشخصية المتكاملة تجمع بين الطيبة والقوة‏,‏ وبين الحب والحزم وهذا الأمر لازم جدا في محيط الآباء‏,‏ والمدرسين‏,‏ ورجال الإدارة فيكون في طبعهم الحنو‏,‏ ومن صفاتهم أيضا الهيبة‏.‏ وليس من الصالح أن حنوهم يفقدهم هيبتهم‏.‏ فالهيبة لازمة لحفظ النظام وحفظ القيم والحنو لازم حتي يطيعهم الناس عن حب وليس عن رعب‏!‏

*‏ علي أنه من الاشياء الغريبة في محيط الأسرة أن الوالدين يوزعان أحيانا الحب والحزم فيما بينهما فيكون للأم الحب وللأب الحزم بينما ينبغي أن يكون الحب والحزم لكل منهما‏.‏

وفي هذا نري أنه إذا أخطأ الابن أو حاول أن يخطئ‏,‏ تحاول الأم أن تمنعه عن ذلك بقولها له‏:‏ لئلا يغضب أبوك ويعاقبك دون أن تقول له إنها هي ايضا لا ترضي عن ذلك الأمر‏!!‏ ويختلط الأمر علي الابن‏,‏ ولا يعرف اين الحق‏.‏ وكل ما في الأمر أنه يتقي غضب الأب‏!.‏

*‏ ويحدث أحيانا أخري أن رئيسا لإدارة ما يريد أن يكسب محبة مرءوسيه‏,‏ ولأجل هذا يتهاون في حقوق العمل ولايكون حازما في معاقبة المخطئين وربما تحدث نتائج سيئة جدا‏,‏ لهذا الحنو الخالي من الحزم‏.‏

الفضائل تتعارض تتكامل

الوداعة والشجاعة
هاتان الصفتان لاتتعارضان فمن الخطأ أن يظن شخص أن صفة الوداعة تمنعه من الشجاعة‏,‏ وتحوله إلي جثة هامدة لا نخوة فيها ولا شهامة ولاحياة‏!‏ كما أنه من الخطأ أن تحول الشجاعة إلي التهور أو إلي العنف بفقدان وداعته‏.‏ وإنما عليه أن يستخدم الوداعة حين تحسن الوداعة‏,‏ ويستخدم الشجاعة حين تلزم الشجاعة‏.‏ وتظهر كل من هاتين الصفتين في الحين المناسب لها‏.‏ وكما قال سليمان الحكيم لكل شيء زمان‏.‏ ولكل أمر تحت السماوات وقت‏.‏

الوداعة ليس معناها الضعف‏,‏ والشجاعة ليس معناها العنف والوداعة والشجاعة يجب أن تمتزج كل منهما بالحكمة والفهم واتذكر أنني قلت مرة في رثاء استاذ عظيم لنا‏:‏
ياقويا ليس في طبعه عنف‏..‏ ووديعا ليس في ذاته ضعف
ياحكيما أدب الناس وفي‏..‏ زجره حب وفي صوته عطف

لك أسلوب نزيه طاهر‏..‏ ولسان أبيض الألفاظ عف

إذن ليكن الإنسان وديعا ولكن لا يسمح للطيبة أو الوداعة أن تفقده كرامته وحقوقه وهيبته‏,‏ وتدفع غيره إلي اللعب به وإلا فسوف يكره الناس الطيبة والمشكلة ليست فيها وإنما في إساءة فهمها‏,‏ وفي استخدامها وحدها بعيدة عن غيرها من الفضائل‏.‏ ولذلك يجب أن نزن كل فضيلة بميزان دقيق ولا نمارسها وحدها بغير حكمة‏.‏

الفضائل تتعارض تتكامل

البساطة والحكمة
من الأخطاء الواضحة أن يوصف إنسان بالبساطة بينما لاتكون له حكمة‏.‏ بل تكون بساطته هذه لونا من السذاجة وتؤخذ عليه بعض التصرفات‏,‏ ويحاول البعض أن يعذروه‏,‏ بقولهم عنه إنه بسيط‏,‏ وفي الواقع ليست هذه بساطة حقيقية‏.‏

*‏ فالبساطة هي عدم التعقيد‏,‏ وليست عدم الحكمة وليست هي السذاجة‏,‏ البساطة الحقيقية هي بساطة حكيمة‏.‏ والحكمة يمكن أن تكون ايضا حكمة بسيطة ومن الجائز أن يقول إنسان كلاما حكيما جدا‏,‏ وبأسلوب بسيط وتكون له حكمة في عقله‏,‏ وبساطة في قلبه وفي أسلوبه فهو يتصرف في عمق الحكمة وبكل بساطة‏,‏ حكمته ليس فيها تعقيد الفلاسفة وكلامه العميق يكون واضحا وبسيطا يفهمه الكل‏.‏

*‏ كذلك فليس معني البساطة أن تصدق كل ما يقال لك دون تفكير أو تعطي مجالا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك إنما في بساطة تعاملك مع الناس تكون مفتوح العينين حاضر الذهن تستطيع أن تميز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان كما لا تعيش في جو من الحذر والشك والظنون‏.‏

وأيضا الإنسان البسيط ـ حينما يطيع من هو أكبر منه ـ إنما يمزج الطاعة بالحكمة وبهذا لا تقاد شخصيته المتكاملة بفضيلة واحدة منفصلة عن باقي الفضائل الاخري‏.‏

الفضائل تتعارض تتكامل

الرحمة والعدل
هاتان الفضيلتان يمكن أن تجتمعا معا ولا تناقض بينهما‏.‏

والله ـ جل جلاله ـ من صفاته الرحمة وايضا العدل‏,‏ بغير انفصال بينهما‏.‏ فرحمة مملوءة عدلا‏,‏ وعدله مملوء رحمته‏.‏ ويمكن أن نقول إنه عادل في رحمته‏,‏ وإنه رحيم في عدله‏.‏
هما صفتان تتكاملان ولا تتناقضان إطلاقا

إذن متي يختلف العدل عن الرحمة عند بعض البشر؟ يحدث الاختلاف في حالة التطرف من جهة ممارسة أي منهما‏,‏ أي عندما يتحول العدل عند البعض إلي قسوة أو تتحول الرحمة إلي استهانة بحقوق العدل‏,‏ وتشجيع الآخرعلي الخطأ ولو عن غير قصد‏.‏

وهنا يمكن أن نقول إن الشخص الرحيم يمكن أن يعاقب المخطئ لكن في رفق علي قدر ما يحتمل ذلك المخطئ‏,‏ وأيضا بقصد إصلاحه وإعطاء درس لغيره‏,‏ وليس بروح الانتقام ولا بعنف‏.‏

وهكذا فإن المسئول عن إدارة عمل لا يجوز له أن يسلك في فضيلة التسامح والعفو عن المخطئين أسلوبا يسيء إلي العمل‏,‏ وتسقط به هيبة الإدارة‏,‏ ويسوده التسيب واللامبالاة وهنا يكون المسئول قد فقد فضيلة العدل وفضيلة الحزم‏,‏ وظن أن المعاقبة خطية‏!

إنما بالتكامل في الفضائل‏,‏ يعرف الإنسان متي يعفو‏,‏ متي يعاقب ويكون روحيا في كلا الحالين ويعرف متي يعمل العمل المناسب في الوقت المناسب وبالسبب الداعي إليه‏.
الفضائل تتعارض تتكامل


الفضائل تتعارض تتكامل الفضائل تتعارض تتكامل

الفضائل تتعارض تتكامل
الفضائل تتعارض تتكامل
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
الفضائل تتعارض تتكامل الفضائل تتعارض تتكامل










hgtqhzg gh jjuhvq fg jj;hlg







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 05-09-2012 في 12:47 PM.
رد مع اقتباس
 



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين