الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) .. - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى الطريق نحو الابديه > قسم الموضوعات الروحيه المختلفه
 
قسم الموضوعات الروحيه المختلفه يشمل كل الموضوعات الروحيه التى تهم كل انسان مسيحى

إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 09-30-2011, 08:33 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
6000 الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..





الأبديـة
يســــر
منتدى أم السمائيين والأرضيين
أن يقدم لك عزيزى القارء

( موضــــوع متكــامل )


عقيدة الأبدية

إن سر تعب الإنسان فى هذا العصر هو إنفصاله عن الأبدية، لأن إنفصال الإنسان عن الأبدية
معناه هو إلتصاقه بهذا العالم الحاضر، والإلتصاق به ذا العالم الزائل وجعله هدفاً للإنسان هو
هدف غير مشبع بل أكثر من هذا هو هدف غير حقيقي لأن هذا العالم باطل وقبض الريح
ولايعطي للإنسان أآثر من الوهم والخداع .
لذلك إذا أردنا سعادة حقيقية فلا سبيل سوى الرجوع إلى الهدف الحقيقي الدائم ألا وهو
الملكوت الأبدي والحياة الأخرى . ولكن إذا سألنا أنفسنا عن المصدر الذي إستقينا منه عقيدة
الأبدية كانت الإجابة هى

الأبدية موضوع متكامل الأبدية

1) الكتاب المقدس

إن الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد ومن الإصحاح الأول فى سفر التكوين حيث يقول
"فى البدء خلق الله السموات والأرض " من سفر الرؤيا "أنا آتى سر يعاً. آمين . تعال أيها
الرب يسوع " وحديث الكتاب المقدس لا يسكت قط عن الدعوة للأبدية والإستعداد لها ، لذلك
لايفوتنا قط ونحن نقرأ الكتاب المقدس أن ننصت إلى صوت الله الذى يعدنا ويقودنا إلى
السكني الدائمة فى الملكوت .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
2) حياة السيد المسيح
إن تجسد الرب يسوع المسيح وحياته على الأرض آانت لهدف واحد هو إرجاع الإنسان إلى
الصورة الأولى والشرآة الأولى حيث يمنح الإنسان فى المسيح يسوع إمكانية الرجوع إلى
حضن الله والحياة معه فى الملكوت . ولذلك لاننسى ونحن نقرأ حياة الرب يسوع فى الأناجيل
الأربعة أنه جاء ليمسك بأيدينا ويقودنا إلى الملكوت خلال التوبة "توبوا لأنه قد إقترب منكم
ملكوت السموات " وخلال الحياة فى الكنيسة وممارسة أسرارها المقدسة التى هى عربون
الأبدية والملكوت .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
3) الفداء والصليب
لماذا الصليب ولماذا الفداء؟
إجابة واحدة أجابها الرب يسوع المسيح للص اليمين وهى :
اليوم ت كون معى فى الفردوس .. فالصليب هو سحق الشيطان عدونا الذى كان يقف ضدنا
ويشتكي علينا لكى يمنعنا من الدخول للملكوت بحجة خطايانا وأثامنا .
ولكن جاء دم المسيح على الصليب وغسلنا وغفر لنا ومحا آلخطايانا فأصبح لنا فى الصليب
والدم الإلهى إمكانية العبور من ظلمة هذا الدهر إلى نور الملكوت والأبدية .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
4) حياة الأباء القديسين
إن حياة القديسين الذين تركوا هذا العالم وزهدوا فى آلأمور حتى المباح منها وسكنوا
البراري وشقوق الأرض والمغائر بسبب آشف الله فزهدوا أكثر فى العالم، وجحدوا أنفسهم،
وقمعوا أجسادهم، ولو لم يكن هناك أبدية وخلود وملكوت ما قام هذا الجيش العظيم من
القديسين وتركوا العالم وإستعدوا لأبديتهم وقبل نياحتهم كشف لهم الله قبس من نور الأبدية
وأمجادها فكتبوا لنا وأرشدونا ونصحونا بأن نستعد ولانسمح لهذا العالم بأن يخدعن .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
5) الموت
آليوم نحن نودع إنساناً من أحبائنا. البعض يموت فجأة والبعض يمرض قبل الموت . ولكننا
فى تلك الحالتين نحن نتساءل لماذا الموت؟ ولكن لانجد إجابة إلا آلمة الملكوت والأبدية ولو
لم يكن هناك قيامة من الأموات لكان هناك تساؤلات آثيرة عن الموت لانجد لها أي إجابة .
لذلك فالموت الذى نراه فى أحباؤنا وأصدقاؤ نا الراحلين سوف يحدث لنا يوماً من الأيام، لذلك
علينا أن نضع الملكوت والأبدية أمامنا كل حين حتى لانخطئ وننحرف وننسى مصيرنا.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
6) أعماق الإنسان
إن الله خلق الإنسان على صورته ومثاله ولما أخطأ وتجسد لكى يصلح هذه الصورة التى
أفسدتها الخطية . والإنسان مخلوق إلهى لايستريح إلا فى الأبدية "لأن الله جعل الأبدية فى
قلوبهم " ورجوع صورة الله فى الإنسان هو رجوعنا للأبدية التى حرمنا منها بسبب خطايانا وفى أعماق الإنسان غريزة تدعى غريزة الأبدية ومحبة الأمور الإلهية . ولذلك مهما أكلنا أو
شربنا أو تمتعنا بمسرات الجسد وغنا هذا العالم، فإننا دائما نصرخ فى أعماقنا لطلب شيء
لانعرفه ولانستطيع أن نعبر عنه، ولكن فقط نحس بالقلق والضجر حين ننساه . لذلك عليك
أيها القارئ العزيز أن تدخل إلى أعماقك وتحس بأن ما ينقصك وما تحتاج إليه هو الإستعداد
للأبدية بعد أن تتلامس مع ذلك الهدف .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
7) قانو ن الإيمان
الذى وضعه الأباء القديسين فى المجامع المسكونية المتفق عليها، ونحن نقول (وننتظر
قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى ) هذه صرخة الكنيسة المملوءة بالإيمان والرجاء والحب ألا
وهى إنتظار حياة الدهر الآتى . لذلك أيها القارئ إن آنت تذهب إلى الكنيسة وتصلي و لكنك لا
تجد أي تعزية فلإنك لا تنتظر حياة الدهر الآتى .

إن الكنيسة تستعد للأبدية وتجعل أبناءها يستعدون أيضاً. ولكن إن دخلت إلى الكنيسة وأنت مازلت تتعلق بهذا العالم وليس لديك إستعداد أن تتوب عن شهوات الجسد وشهوات العيون
وتعظم المعيشة فإنك إنسان تائه ولا سلام لك .

أخيراً أيهاً القارئ العزيز بعد أن عرفت قيمتك أنها فى الأبدية وأن الهدف الحقيقي هو الأبدية،
أرجوك أن تدرب نفسك على تلك التدريبات البسيطة حتى يكون لك نصيب فى تلك الأبدية :

الأبدية موضوع متكامل الأبدية إجلس آليوم ولو لخمس دقائق مع نفسك وحاول أن تنفصل عن آل العالم الخارجي المحيط
بك ودرب نفسك على وجود شرآة مع الله خلال إبنه يسوع المسيح ربنا فى الروح القدس .

الأبدية موضوع متكامل الأبدية إكتب خطاياك وشهواتك التى تحرمك من الأبدية . لو أن الله قال لك (اليوم تؤخذ نفسك منك )
وصل لله من أجل هذه الخطايا والشهوات لكي يعطيك توبة عنها.

الأبدية موضوع متكامل الأبدية إقرأ إصحاح فى الكتاب المقدس آليوم وحاول أن تنصت إلى صوت الله . إجعل من الكتاب
المقدس تدريبات تسلك فيها حتى تصل إلى الأبدية .

الأبدية موضوع متكامل الأبدية إجعل من الإعتراف والتناول إستعداد للأبدية والملكوت وإحذر أن تكون ممارستك للإعتراف
والتناول كروتين بلا روح .

أخيراً إعلم أيها القارئ العزيز أن الرب يسوع يريد أن يأخذك معه فى الملكوت وهو قد دفع كل شيئ آثمن لدخولك ولكن فقط تمسك بالحياة الأبدية التى دعيت إليها ولاتنسى تلك الدعوة
وسط إنشغالات الحياة . هيا إستعد فأنت لاتعلم ماذا تبقى من العمر حتى لايضيع العمر وانت غارق وسط تيارات العالم وعندئذ تندم ولاينفع الندم، وتطلب التوبة ولا تجده ..هيا
فان الرب يسوع المسيح ينتظر توبتك وينتظر رجوعك إليه والقديسون يفرحون حين توجه
نظرك وقلبك وهدفك نحو الأبدية لأنهم يصلون كل يوم من إجل وصولك لتنضم إلى موآبهم ويكون
لك نصيب معهم فى الأبدية .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
الفصل الثانى
التوبة والأبدية
فى سر المعمودية نحن ننال البنوة فنصير أولاد الله . وفى هذه البنوة نحن ننتسب للملكوت فنصير أولاد السماء
ولكن هذه النعمة وهذا الإمتياز يحتاج إلى جهاد حتى لانفقده بل نحتفظ به وهذا الجهاد هو جهاد التوبة الدائمة .
لذلك كانت التوبة هى العمل المتمم للمعمودية وسر التوبة هو سر نوال ما فقدناه من بركات المعمودية بسبب
الخطية التى نسقط فيها دائما.
والكنيسة لها عمل واضح هو الإعداد للأبدية والملكوت وهى تحمل كرازة المسيح من أجل رجوع
بنيها الي الفردوس. وهذا الرجوع يتم بالتوبة الدائمة التى يكرز بها الرب يسوع المسيح عن طريق الأباء الكهنة
"توبوا لأنه قد إقترب منكم ملكوت الله " فهنا التوبة هى خطوة للسير نحو الملكوت .
وحينما قدم اللص اليمين توبته على الصليب سمع صوت الرب يسوع أنه سيكون معه فى الفردوس . ولو لم يتب اللص اليمين ما استطاع أن يدخل الفردوس .
وسر التوبة هو قوة الكنيسة وبهجتها وفرحها فلا يمكن أن تكون هناك قوة فى الكنيسة بدون توبة ولا يمكن ان يكون هناك توبة بدون عمل الروح القدس لأن الروح القدس هو الذى يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونه
والشيطان يعمل فى حياة الناس من أجل تسويف التوبة وتأجيلها حتى يحرم الإنسان من الملكوت. ولذلك علينا
فى كل يوم أن نقدم هذه التوبة، وعلينا أيضاً أن يكون لنا صلوات التوبة والندم على خطايانا قبل أن نتقدم
للإعتراف بها لله فى حضرة الكاهن الذى هو مندوب ووكيل عن الرب يسوع ليمنح قوة الغفران فى صليب المسيح.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
أما خطوات التوبة فهى آما يلي
1) حساب النفس
ما أحوجنا أن نحاسب أنفسنا كل يوم وكل أسبوع وقبل كل تناول . ما أجمل أن يحاسب
الإنسان نفسه ويكون أميناً فى حسابه حتى لا يطرح من الأبدية بسبب البر الذاتي وظنه فى
نفسه أنه شيء .
وفى حساب أنفسنا نحن نلاحظ أفكارنا وأفعالنا وآلامنا ونضع معيار المسيح ومعيار الوصية
ونسأل أنفسنا عن كل تقصير . ولكن يجب ألا نفقد الرجاء فى خلاصنا ولانسمح لليأس أن
يدخل فى قلوبنا.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
2) صلاة التوبة
إن صلاة التائب مقبولة أمام الله لأنها مملوءة بالإتضاع وهى ذبيحة تفرح بها الملائكة ويفرح بها القديسون .
صلاة التوبة مصحوبة بالدموع التى يغلب منها الله . صلاة التوبة هى رجوع الإنسان إلى
العلاقة الأولى والبنوة الأولى وهى بمثابة إغتسال وتنقية لذلك نحن ننصح بعد كل جلسة
حساب مع النفس أن نأخذ فترة صلاة .
أما مزامير التوبة فهى المزمور ( 51 ) "إرحمنى يالله آعظيم رحمتك " ومزمور "الرب
يرعانى "
ومزمور "الساآن فى ستر العلى "
ومزمور "الرب نورى وخلاصى "
لذلك ليتنا نردد هذه المزامير مع صلوات إرتجالية أخرى حتى نعلن لله والقديسين توبتنا ورجوعنا.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
3) الإعتراف والحِل
مع جلسة الإعتراف نحن نشتكي أنفسنا وندين ذواتنا. لا يكون لنا دالة مع أب إعترافنا بل هى جلسة
فيها خشوع وفيها إحساس بحضور الله . وكل ما إكتشفناه فى أنفسنا من خطايا وتقصير نحن
نفضحه أمام الله فى حضرة أب إعترافنا حتى نأخذ الحِل بصلاة الكاهن الذى يحمل الروح
القدس فى الحل والربط . فنخرج من جلسة الإعتراف ونحن مملوءين بفرح التوبة وفرح
الغفران وفرح إمتلاك الله لنا بعد وعدنا إياه ألا نرجع إلى الخطيئة مرة أخرى .
وأخيراً أرجو أيها القارئ العزيز أن تجيب على هذه الأسئلة بكل أمانة ووضوح وصراحة مع
نفسك :
- هل لك أب إعتراف أم لا ؟
- إذا لم يكن لك أب إعتراف فما هو السبب فى ذلك ؟
- هل تحس بأهمية الإعتر اف أم إنك بضمير مستريح تتناول من جسد الرب ودمه ؟
- ما هى الخطايا المتكررة فى كل إعتراف ؟
- هل تشعر بفرح وتعزية عقب الإعتراف ؟
- هل تدين نفسك فى جلسة الإعتراف أم هى جلسة دردشة روحية ؟
- هل تحاسب نفسك بدقة قبل جلسة الإعتراف ؟
- هل تجري بإشتياق وتبحث عن اب إعترافك أم إنك تفرح حين لا تجده أمامك ؟
- هل تدين أب إعترافك أحياناً وتشك فيه ولا تخضع له أم أنك تحبه ومحبتك له تجعلك تقبل
كل نصائحه وإرشاده ولاتفكر فيه قط أي فكر سوء ظن
؟
- لماذا لا يوجد توبة عن خطايا معينة متكررة فى حياتك ؟ وماهو مدى تقدمك فى ترك هذه
الخطايا ؟

وبعد أن تجيب على هذه الأسئلة بصراحة لابد أن تضع نفسك أيها القارئ العزيز فى أحد هذه
المجموعات من الناس :
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
أولاً: المتفرجين
الحياة الروحية بالنسبة لهم هى فرجة ينظرون إلى الناس بمنظار النقد وينتقدون كل أحد .
والعظات الروحية هى لغيرهم، ودعوة التوبة هى لآ خرين .. يتفرجون على المعجزات
ويحكونها ولكن لايهمهم أن يكونوا مع المرأة التى لمست هدب ثوب الرب فخرجت قوة وشفتها
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
ثانياً: النائمين
الإنسان النائم لا يتأثر بمن حوله لا يراهم ولا يسمعهم ولا يتحدث معهم . هو فى عالم آخر
ولو أنه محسوب ضمن الأحياء ..لذلك يقول الرسو ل بولس "إستيقظ أيها النائم فيضيء لك
المسيح " وجماعة النائمين فى الكنيسة هم الذين لا يحسون بعمل المسيح ولا يرون محبته ولا يشعرون بقوته
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
ثالثاً: المائتين
هم الذين إنفصلت حياتهم عن الرب يسوع المسيح مصدر الحياة . هم لايحسون فقط بل هم لا
يحسون فقط بل هم مفصولي ن عن الحياة . لذلك فإن رائحة العفن قد ضربت فيهم وأنتنت
قلوبهم وحواسهم . هم أصبحوا مثل ألعازر فى القبر .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
ولكن السؤال الآن إليك أيها القارئ

هل تريد أم لآ؟

إذا كنت تريد فالله يقدر أن يخلصك .
فقط لاتيأس بل إقبل كلمة الحياة حيث يتغير إنسانك العتيق .
إقبل حب المسيح حتى ترتفع من المزبلة لتجلس معه .
إنفصل عن الخطية لكي تتحد به .
إترك الشر لكى يكون لك شرآة معه .
هيا تعال إن كنت متفرجاً فإنه يجعلك شريكاً للطبيعة الإلهية . وإن كنت نائما فإنه يوقظك كما
أيقظ الملاك بطرس فى السجن .
وإن كنت مائتاً فإنه يقول لك هلم خارجاً من قيود الخطية .
ولكن هل فهمت الآن معنى التوبة والإعتراف ؟
إنه إحساس بفداحة الخطية والإبتعاد عنها كما نبتعد عن النار التى تحرق والبحر الذى يغرق
والوباء الذى يهلك
إن التوبة هى إلتجاء النفس المحتاجة إلى النجاة .
أما أب الإعتراف فهو الطبيب الذى عنده الدواء والمرشد الذى يقود القارب إلى شاطئ
النجاة . فهو يقودنا إلى شاطئ الأبدية حتى يكون لنا نصيب مع جماعة التائبين "الذين
غسلوا ثيابهم وبيضوها فى دم الخروف ".
يارب إجعلنا نتوب حتى نحسب مع جماعة التائبين ويكون لنا نصيب معهم فى ملكوتك
ولاتسمح أن نخيب من نعمتك فنحسب مع المتفرجين أو مع النائمين أو مع المائتين .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
الفصل الثالث

التناول والحياة الأبدية
فى الصليب والفداء نحن ننال الحياة الأبدية، حيث أعلن الرب يسوع من فوق الصليب فتح باب
الفردوس للبشرية كلها ممثلة فى شخص اللص اليمين . ولكن هذه الحياة الأبدية التى منحت لنا
عن طريق فداء الرب يسوع على الصليب لانستطيع أن ننالها إلا عن طريق الأسرار . ولذلك
كانت الأسرار فى الكنيسة هى عربون الحياة الأبدية وإستحقاقات الصليب والفداء .

وهكذا أصبح نوال الأسرار هو نوال عربون الملكوت . والإستعداد للأ سرار هو إستعداد للأبدية . والإيمان
بالأسرار هو إيمان بالخلود والبعث .
وسر التناول هو سر نوال جسد الرب المصلوب وشرب دمه المسفوك على الصليب من أجل
غفران خطايانا حتى نستطيع أن ننال عن طريق ذلك الغفران الحق فى الدخول إلى حضرة الله
لتأكيد حقنا فى الملكوت من قبل الصليب حيث أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ
وقال:
"خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً هذا هو دمي الذى للعهد
الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا".
الأبدية موضوع متكامل الأبديةالأبدية موضوع متكامل الأبدية
1) الإيمان بالسر
إن العقل البشري كثيراً ما يفكر صارخاً" كيف يقدر أن يعطينا جسده لنأكل " (يو 6
كان يسوع يجلس وسط التلاميذ ويتحدث إليهم وهم يبصرونه بعيونهم ولكنه بعد أن صلى على
الخبز وباركه قال لهم : " هذا هو جسدي .. هذا هو دمي ". كيف يحدث هذا ؟ وكيف تم ؟
السؤال هو هل يستطيع المسيح أن يصنع هذا الأمر أم لا ؟ وإذا كان يستطيع فلماذا لانصدق ؟
إن الإيمان بالسر هو الإيقان بالأمور التي لا ترى التى هى سر التحول . أي تحول الخبز
والخمر إلى جسد ودم المسيح . لأن المسيح يحضر فى كل قداس وهو بنفسه يقول على فم
الكاهن ويشير بيد الكاهن : هذا هو جسدي وهذا هو دمي .. إن الإيمان بالسر هو إيمان بالثالوث
وإيمان بالفداء .
وهذا الإيمان هو دعوة للسير نحو الملكوت
"لأنه بدون الإيمان لا يمكنإرضاؤه".
لذلك فى ممارستنا لسر التناول يجب أن نعلن إيماننا حين ينادي الشماس ويقول (أؤمن، أؤمن
أن هذا هو بالحقيقة آمين "
وحين يعلن الكاهن إيمان الكنيسة ويقول (جسد حقيقي .. ودم حقيقي )
فلنقدم صلاة تبرهن على إعلان إيماننا هذ ا.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
2) الإستعداد للسر
إن برهان إيمانا بأن التناول هو ليس خبزاً وخمراً بل جسد ودم عمانوئيل يتمثل فى إستعدادنا
للتناول؛ وهذا الإستعداد يتضمن :
- ضرورة التوبة والإعتراف قبل التناول .
- قضاء فترة صلاة و إختلاء قبل التناول وياحبذا لو كان فى اليوم السابق .
- حضور القداس الإلهي مبكراً على قدر الإمكان حتى ننعم ببرآة الصلوات .
- تقديم الخشوع والصلوات المناسبة وقت التناول .
- من المفضل ألا يكون يوم التناول هو يوم صاخب ملئ بالأعمال والمشغوليات والخلطة
والأحاديث و لكن يا حبذا لو يكون يوماً هادئاً نقضيه فى قراءة الإنجيل والهدوء على قدر
الإمكان مع عدم الخلطة .
- الإستعداد الجسدي يتضمن طهارة الجسد والصوم والإبتعاد عن المعاشرات الزوجية ليلة
التناول .
- أما الإستعداد النفسي فهو عدم الخصام والعراك مع الآخرين بل التصالح معه من قبل المجيء للتناول .
- والإستعداد الروحي هو التوبة والتعهد بترك الخطية مع مضاعفة العبادة والصلوات
والشرآة مع الله بعد التناول .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
3) المواظبة والإستحقاق
إن الشيطان كثيراً ما يحاربنا لكي يمنعنا من التناول، وفى حرماننا من التناول هو حرمان من
الملكوت . لذلك يحارب الشيطان بكافة الطرق والوسائل ليجعلنا نحجم عن التناول . وهو فى
ذلك يستخدم بعض الآيات من الكتاب المقدس مثل قول الرسول بولس "إذا أي من أكل من هذا
(27 : الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه "
( 1كو 11 ) .
وأي منا يستطيع أن يتحمل أن يكو ن مجرماً فى جسد الرب ودمه . لذلك يقترح علينا الشيطان
أن نهرب من التناول .
ولكن علينا أن نعرف معنى التناول بدون إستحقاق :
- هو التناول بدون توبة وإعتراف بخطايانا وتعهد قلبي بترك الخطية .
- هو التناول بدون إيمان أن هذا هو جسد الرب ودمه .
- هو التناول بدون خشوع لائق بكرامة هذا السر .
- هو التناول بدون مواظبة . لأن التناول بدون مواظبة هو إحتقار لوصية الرب لنا أن نأكل
ونشرب ونتناول كل حين من أجل خلاصنا.
- التناول بدون إنسحاق وإتضاع يليقان بكرامة هذا السر .
وهكذا ونحن نتقدم التناول ليس لإستحقاقنا، لأنه لا يوجد على الأرض كلها من هو مستحق أن
يتناول من جسد الرب ودمه . ولكننا نتناول من أجل إحتياجنا الروحي كما يعلن الكاهن ذلك
(يعطي خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه ).
ولذلك علينا أن نتقدم للتناول ونحن واثقين من عدم إستحقاقنا ولكن بإحساس الإحتياج "طوبى
للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " إنه دواء يقدم للمرضى . وغذاء يقدم للجياع . دفء
يقدم للعرايا. لذلك نحن نتقدم لنأخذ قدر إحتياجنا وليس قدر إستحقاقنا.

ومن أجل ذلك كانت الصلاة الرئيسية فى القداس الإلهي هى {كرياليسون أي يارب أرحم } ،
لأنه لو لم يرحمنا ما إستطعنا أن نتقدم للتناول، ولأصبح تناولنا بغير إستحقاق . ولذلك نحن
نصرخ فى القداس كل حين وبعد كل صلاة يصليها الكاهن {كيرياليسون .. يارب إرحم }.
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
4) عمل السر
إن لسر التناول عمل إلهي فى النفس يجب أن نتيح الفرصة لهذا العمل بأن نفتح قلوبنا، ونشتاق
بإرادتنا، ونطلب من كل قلوبنا هذا العمل الإلهي . وبالإضافة إلى غفران خطايانا التى يتم
حصولنا عليها بالتناول بعد إعترافانا بها.

يوجد أيضاً ثمار للتناول هى
( *الحياة فى المسيح هى ثمرة التناول من جسده ودمه "من يأكلني فهو يحيا بى " (يو 6:57
وهذه الحياة هى شركة وصلة مستمرة حيث يسكن المسيح فينا. ونصير بالتناول هيكلاً
روحياً يسكن فيه المسيح . وعلامة هذه الحياة أن يمون لنا صفات المسيح من حب وبذل
ووداعة وتواضع . لأن من يأخذ المسيح فإنه يصير له صفاته " وكما سلك ذاك هكذا يسلك
يسلك هو أيضاً " ( 1يو 2:6 ) فالحياة فى المسيح هى أن نتحد معه ويصير لنا ماله لأنه يأخذ
مالنا. وبرهان حياة المسيح فينا هو الحب الذى يملأ كياننا ونترجمه إلى صلوات حارة
دائمة .
الأبدية موضوع متكامل الأبدية
الثبات فى المسيح
"من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وأنا فيه " (يو 6:56 ) والثبات فى
الرب يحتاج إلى نعمة وهذه كامنة فى التناول . والثبات فى الرب هو ثبات سلوكي وليس
( ثبات كلامي " من قال أنه ثابت فيه ينبغي أنه كما سلك ذاك يسلك هو أيضاً " ( 1يو 2:6
ولذلك الثبات فى المسيح هو ثبات فى كلامه الإلهي المسطر فى الكتاب المقدس "أنكم أقوياء
.( وكلمة الله ثابتة فيكم " ( 1يو 2:14
لذلك فى يوم التناول يجب أن نقرأ فى الكتاب المقدس أكثر من أي يوم آخر . لذلك رتبت
الكنيسة أن يكون هناك قراءات من الكتاب المقدس فى القداس الإلهي وحتمت علينا أن
نحضرها وننصت إليها.
والتناول والإنجيل كلاهما يعطي قوة الثبات إذا إتحدت مشيئة الإنسان فى السلوك مع مشيئة الله.

الخدمة والكرازة
كلما أكلتم من هذا الخبز وشربتم من هذه الكأس تخبرون بموت الرب إلى
.( أن يجيء " ( 1كو 11:26

فالتناول هو سند الخادم . ولا خدمة بغير تناول، ولا تناول بغير خدمة . ولذلك نقول فى
القداس الإلهي {آمين آمين بموتك يارب نبشر وبقيامتك المقدسة وصعودك إلى السماوات
نعترف ...}.

الحياة الأبدية
هى هدفنا وغايتنا الدائمة التى نجاهد من أجلها. والتناول هو سر الإستعداد
للأبدية بل هو عربون الأبدية "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية " (يو 6:54 ). إن
التناول يجعلنا نحيا مع المسيح هنا على قدر شوقنا وطهارة قلوبنا. ويجعل لنا نصيباً قدر
شوقنا وطهارة قلوبنا، ويجعل لنا نصيباً معه هناك فى الملكوت مع القديسين .
آمين إعطنا يارب حسب حبك وجودك وليس حسب إستحقاقنا.

تابع




hgHf]dm ( l,q,u lj;hlg uk ) >>







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:42 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 09:54 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Forum New[1] تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..





الأبديـة

الفصل الرابع

الكتاب المقدس والحياة الأبدية

الكتاب المقدس هو كتاب الشركة مع الله. لا نقرأه ليكون مادة للتسلية، ولكننا نقرأه للشركة مع الله.
هو مملوء بالكنوز التى لا تنتهي ، لا حدود لأعماقه، ولانهاية لأسراره . هو أآبر نعمة وهبها
8). والكتاب المقدس هو كشف وإعلان . : الله لنا "لأن الكلام الذى أعطيتني قد أعطيتهم "
(يو 17 )
كشف للأبدية وإعلا ن عن شخص الرب يسوع المسيح الذى هو الباب والطريق لتلك الأبدية . لقد
1) وفى الآية : بدأ الكتاب المقدس بتلك الآية "فى البدء خلق الله السماوات والأرض (تك 1 )
الأخيرة من الكتاب المقدس نجد ذلك الإعلان "أنا آتى سريعاً. تعال أيها الرب يسوع . نعمة ربنا
21 ) وكأن الكتاب المقدس يكشف لنا فى أوله -20 : يسوع المسيح مع جميعكم آمين "
(رؤ 22 )
السماء وفى آخره يعلن لنا مجيء المسيح الثاني ليأخذنا لتلك الأبدية . وبين دفتي الكتاب نحن نرى
عمل المسيح فى الإنسان ونرى أيضاً ضرورة جهاد الإنسان وإعلان رغبته وإرادته نحو ذلك
الملكوت . فى سفر التكوين يتحدث عن الجنة المفقودة، وفى سفر الرؤيا يتحدث عن الفردوس
والملكوت الممنوح لنا فى شخص الرب يسوع المسيح . وبين الجنة المفقودة والفردوس الموهوب
يأتي بستان جثيماني حيث وقف الرب يسوع المسيح وصلى من أجلنا ثم قبل كأس الألم والصليب
حتى ننال نعمة الرجوع والخول.
وفى الكتاب المقدس نحن نعرف المسيح كطريق للحياة الأبدية . وفى أسرار الكنيسة (خصوصاً
سر التناول ) نحن نتحد بالمسيح فيصير لنا نصيب فى الملكوت . ولذلك لا يمكن أن نتحد بالمسيح
ما لم نعرفه ولايمكن أن نعرفه دون أن نتحد به . وهكذا فإن الكتاب المقدس والأسرار كلا هما
ضروري جداً من أجل الأبدية والملكوت .
وكل نفس بعيدة عن الكتاب المقدس هى منفصلة عن الله مصدر الحياة، ولذلك تصير نفس جسدية
مائتة لأن الرب يسوع أعلن تلك الحقيقة الإلهية عن آلامه "الكلام الذى أآلمكم به هو روح
63 ). والنفس الميتة بسبب الخطية تس تطيع أن تأخذ حياة مع أليعازر الذى قام من : وحياة " (يو 6 )
الأموات بكلمة المسيح . والمسيح إلهنا مازال مستعد أن يقيمنا بكلمته من موت الخطية ويصير لنا
حياة "الذى أبطل الموت (الإنفصال عن الله بسبب الخطية ) وأنار الحياة والخلود بواسطة
.(10 : الإنجيل " ( 2تيمو 1 )

أو لاً: الإستعداد للأبدية
إن الكتاب المقدس يعد النفس للملكوت وهو النور الذى يضيء لنا الطريق ويكشف لنا كل ظلمة ويبددها:

1) الخطية
الكتاب المقدس هو مرآة يكشف لنا الخطية التى فينا. وأياً كان نوع هذه الخطية فهو يكشفها لنا.

والإنسان الذى يواظب على قراءة الكتاب المقدس هو دائماً يكشف نفسه ويكتشف عيوبه
وضعفاته . ولكن الكتاب المقدس لايتركنا فى يأس بعد ان نعرف خطايانا بل يقودنا للرب يسوع
المسيح حتى يمنحنا نعمة لنتوب عن الخطية لكى يعيدنا إلى الملكوت ويخلصنا من الدينونة
"الحق أقول لكم من يسمع كلامى فله حياة أبدية ولايأتى إلى الدينونة بل قد إنتقل من المموت
.(25 : إلى الحياة " (يو 5 )

2) الوصية
إن الوصية فى الكتاب المقدس ليست مثل القانون تحمل عقاباً لمن يخالفها ورضا لمن ينفذها
ولكنها مصحوبة بنعمة خاصة تعين الإنسان على تنفيذها. هذه النعمة تحدث عنها الرسول
بولس " والآن أستودعكم يا أخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تثبتكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع
32 ) هنا كلمة الله تكون مصحوبة بنعمة لبنيان الإنسان فى تنفيذ وصايا : القديسين " (أع 20
الإنجيل حتى يأخذ ميراثاً مع القديسين فى الأبدية .

3) العطية
إن عطية الكتاب المقدس لنا هى الإمتلاء من الروح القدس . لأن الكتاب هو "موحى به من الله
16 ) والروح القدس هو الذى أوحى بالكتاب المقدس لكل الذين كتبوه كما يقول : الله" ( 2تيمو 3 )
القديس تادرس تلميذ القديس الأنبا باخوميوس بأن الكتاب المقدس هو (أنفاس الله ) ولذلك فإننا
حين نقرأ الكتاب المقدس فإنما نفتح أفواهنا ونأخذ م ن الروح القدس حتى نمتلئ . لذلك فإن
عطية الكتاب المقدس لنا هى الإمتلاء من الروح القدس . وكل من يهمل فى الكتاب المقدس
فإنما يهمل فى الإمتلاء من الروح القدس . وقراءة الكتاب المقدس تجعلنا آنية لحلول الله فينا
بحلول كلمته فى داخلنا لأن الكلمة تحمل دائماً حلول الله .

ثانياً: كيف نقر أ


1) المواظبة و الإنتظام
إن عنصر الإنتظام هو الشرط الأساسي لعمل النعمة فينا لذلك يلزم أن نقرأ كل يوم ويلزم أن
نقرأ بالتسلسل والتتابع فى أسفار العهدين القديم والجديد .

2) ماذا يريد الله منى
فى كل إصحاح نقرأه يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال : ما هى مشيئة الله فى حياتي خلال ما
أقرأه
؟ وهكذا يتحول الكتاب المقدس إلى رسالة شخصية من الله إلى كل واحد منا.

3) إمتزاج القراءة بالصلاة
حتى يتحول الكتاب المقدس إلى نعمة تسندنا يجب أن نمزج كل قراءة بالصلاة . يجب أن نستعد
للقراءة بصلاة صغيرة كأن نقول " تكلم يارب لأن عبدك سامع " أو نقول "إكشف عن عيني
لأرى عجائب من شريعتك " وبعد القراءة يجب أن نصلي لكي يعيننا الله على تنفيذ ماقرأناه
ويسامحنا على الخطية التى إكتشفناها فى أنفسنا بعد القراءة .

4) حضور الله
إن كلمة الله تحمل حضور الله شخصياً. وهكذا كان موسى حين يسمع صوت الله كان يقدم
الخشوع اللائق لأن الله حاضر . ولذلك يلزم أن نشعر بحضور الله وإننا فى حضرته حين نقرأ
الكتاب المقدس . والإنصراف عن كلمة الله هو إنصراف وإبتعاد عن الله ولذلك يقول الرسول
.( بطرس للرب يسوع المسيح " إلى من نذهب وآلام الحياة الأبدية عندك " (يو 6:78

5) الحفظ والتأمل
لايكفى القراءة السريعة بل يلزم الحفظ والتأمل حتى نحيا فى حضرة الرب بإستمرار . إن
الحفظ والتأمل فى الكتاب المقدس هو سمة القديسين . القراءة السطحية لا تكفى بل يلزم أن
نحفظ أكبر قدر ممكن من الآيات والإصحاحات وأن نتأمل فيما نحفظ ونر دده طول النهار حتى
ننال تقديس الفكر .

ثالثاً: المعوقات

1) شهوات وغرائز الجسد
إن الإنسان الذى يترك شهوات الجسد وغرائزه تتحكم فيه وتسيطر عليه إنما يحرم من عمل
الكتاب ولذة الشرآة مع الإنجيل "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله
4) ولذلك يلزم أن نقرأ فى الكتاب المقدس حتى نطرد الشهوات الجسدية وحتى : الله" (مت 4 )
تطبع الغرائز بنعمة خاصة فنسموا فوق مستوى الحيوانات .

2) المشغولية
إن الشيطان يحاول أن يشغلنا حتى لانجد أي وقت نخلو فيه مع الكتاب المقدس وهدف
الشيطان من آل ذلك هو أن يحرمنا من الأبدية والملكوت . لذلك يجب أن نفتدي الوقت لأن
الأيام شريرة وأن نقطع من وقت راحتنا الجسدية ما يريح أرواحنا فى الكتاب المقدس . إن
قراءة إصحاح كل يوم لن يستغرق منا أكثر من خمس دقائق . وكم من ساعات تضيع فى أمور
غير مثمرة . ألا نجد وقتاً نقرأ فيه خطاباً يصل نا من أحد الأحباء وها رب المجد وخالق
السموات والأرض يكتب لنا كل يوم ويرسل لنا كلمته ولكننا نسد كذاننا ونشغل قلوبنا ونعتذر
عن سماع كلمة الله بسبب مشغوليتنا فى أمور العالم الفاني ولكن ها هى آلمة الرب لنا "من له
أذنان للسمع فليسمع ".

3) الدراسة العقلية للمعرفة النظرية
لاتدرس الكتاب المقدس بعقلك وفكرك ولكن إدرسه بروحك وقلبك لأن الدراسة العقلية للكتاب
المقدس تحرمنا من بساطة الإيمان بالكلمة " قال له يسوع إذهب . إبنك حي . فآمن الرجل بالكلمة
التى قالها يسوع وذهب " (يو 4:50 ) ما أحوجنا فى هذه الأيام أن نؤمن بالكلمة ولا نناقشها
بعقولنا ولا نتشكك فى إمكانياتها بل نخضع لها ونؤمن بها ونخبئها فى قلوبنا ونحيا بها.
أخيراً
أيها القارئ العزيز ..
ليتك تعوض ما فاتك وتبدأ من جديد لتكون تلميذاً للرب يسوع المسيح عن طريق الشركة مع
.(32 : الكتاب المقدس "إن ثبتم فى آلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي " (يو 87 )
هيا لا تؤجل وإبدأ من اليوم وتعهد أمام الله فى حضور القديسين أن تفتح الكتاب المقدس لتقرأ
اليوم إصحاح وتحفظ منه آية وتصلي لكى يرشدك الله أن تتمم مشيئته .



تابع







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:19 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 10:26 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Forum New[1] تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..





الأبديـة



الفصل الخامس
القديسون والحياة الأبدية

إن الكنيسة تعد أولادها للم لكوت والأبدية . وفى الأبدية سيكون لنا شركة مع القديسين . لذلك
تدربنا الكنيسة هنا على الأرض ليكون لنا شركة مع القديسين . وبدون الشركة مع القديسين ونحن
على الأرض يستحيل أن يكون لنا شركة معهم فى الأبدية .
وكمال شركتنا مع القديسين فى الكنيسة هو خلال سر الإفخار ستيا حيث يحل المسيح شخصياً
ويوحدنا معهم ويكمل شركتنا معهم فى الجسد الواحد الذي هو جسد المسيح الذى هو الكنيسة .
وشركتنا مع القديسين ، خلال سر الإفخارستيا تتجلى فيما يلى :

1) صلاة مجمع التسبحة حيث نطلب بركة وصلوات قديسي التسبحة من أجل هدف واحد هو
غفران خطايا نا. لأنه بدون غفران خطايانا يستحيل أن ندخل الملكوت ويكون لنا شركة مع
القديسين .

2) صلاة مجمع القداس الإلهي حيث نخضع لأمر ربنا يسوع المسيح (لأن هذا هو أمر إبنك
الوحيد أن نشترك فى تذآار قديسيك ) وها نحن نذكر القديسين فى القداس بعد حلول الروح
القدس أي فى حضرة المسيح حيث تكمل الشركة الكاملة .

3) الأيقونات الموجودة بالكنيسة هى علامة على حضور القديسين فى الكنيسة لأنهم "أهل بيت
الله" وهذه الأيقونات بعد دهنها بالميرون المقدس وتدشينها نتبارك بها ونصلي أمامها ونبكى
قدامها فى ضيقاتنا ونطلب معونة هؤلاء القديسين فى حياتنا.

4) الشموع التى نضعها أمام أيقونات القديسين هى ملخص لحياتهم على الأرض التى كانت نور
وبذل. أما الشمعة فهى علامة حب وإخلاص لهذا القديس . ووفاء للنذر عند إستجابة الصلاة
المرفوعة منا لله فى حضرة القديسين الذين يصلون عنا أمام الرب .

5) السنكسار الذى يقرأ فى كل قداس هو إحتفال يومي بحياة قديس من القديسين أو أكثر . ولايمكن أن يوجد قداس بغير إحتفال بعيد قديس من القديسين ولا يمكن أن نحتفل بعيد أي قديس
دون أن نرفع له قداس ( لا يقرأ السنكسار فى الخماسين إشارة إلى الإحتفال بقيامة الرب الذى
يأخذ كل إهتمامنا ).

6) البخور فى الكنيسة هو رمز لصلوات القديسين لذلك ونحن نري البخور المتصاعد من
الشورية علينا أن نتضرع لهؤلاء القديسين حتى يرفعوا عنا الصلوات . وحينما يعطى الكاهن
البخور أمام أيقونات القديسين فى الكنيسة، إنما يطلب منهم الصلوات .

7) أجساد القديسين الموجودة فى بعض الكنائس والأديرة إنما هى للتبارك منها وأحياناً يسمح الله
بعمل معجزات شفاء عن طريقه ا. وهى آنز وثروة لا تقدر . وفى العصور الأولى كانت
المذابح تبنى على أجساد القديسين وكانت الكنائس التى بها أجساد القديسين لها مكانة أكبر
والكاهن الذى يخدم كنيسة بها أجساد قديسين له كرامة أفضل .

8) ألحان القديسين فى القداس الإلهي مثل :

+ ألحان التكريم مثل خين إفران ولحن كبيكران .

+ لحن إفرحي يا مريم .

+ الهيتينيات (طلب شفاعة العذراء القديسة مريم والملائكة وصلوات باقي القديسين ) .

+ بركتهم المقدسة تكون معنا آمين .

+ إننا يا سيدنا لسنا أهلاً أن نتشفع فى طوباوية أولئك القديسين بل هم القيام حول منبر إبنك
الوحيد ليكونوا عوضاً عنا يتشفعون فى مسكنتنا وضعفن ا. آن غافراً لخطايانا، ماحياً لآثامنا
من أجل طلباتهم المقدسة ..

+ ألحان التماجيد الخاصة بأعياد القديسين وأماآنهم المقدسة . كل هذه الألحان وغيرها تحقق
الشركة مع القديسين عن طريق التسبيح والألحان والنغم المتناسق .

9) كتاب الدفنار نقرأ فيه عقب التسبحة وقبل بداية القداس وهو عبارة عن تمجيد لعيد قديس
اليوم .

10 ) تسمية الكنائس والأديرة بأسماء القديسين هو للبركة التى يحتاج إليها الناس . ولذلك كانت
ز يارة أماكن القديسين التى بها أجسادهم أو الأماكن التى عاشوا فيها (مثل مزارات العائلة
المقدسة – أو أماكن القديسين ) هى أكبر بركة نحصل عليها.

11 ) إن تسمية الآباء البطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة بأسماء القديسين هو لإستمرار عمل
هؤلاء القديسين فى الكنيسة ول تذكارهم الدائم . وكذلك على الآباء والأمهات أن يلتزموا بوصية
تسمية أبنائهم بأسماء القديسيين حتى ينالوا بركة هؤلاء القديسين .

أما واجبنا وإلتزامنا حتى يتحقق كمال الشركة مع القديسين فهو كما يلي :

أو لاً: تنفيذ الوصية

إن العذراء القديسة مريم فى عرس قا نا الجليل قالت لجميع المدعوين "مهما قال لكم فإفعلوه "
فكأنها تريد أن تقول لهم أن شفاعتي وسؤالي وطلبي من أجلكم مقرون بطاعة الوصية وتنفيذها.
وإن حدث إنحراف وإبتعاد عن الوصية، فإن عمل القديسين بالنسبة لنا يتوقف .

ثانياً: التوبة والخلاص
إن القديسين لهم عمل فى الكنيسة وهو الصلاة من أجل توبة الخطاة وخلاص التائبين . ولذلك فإن
الشركة معهم مقرونة بالتوبة وترك كل الخطايا التى تفصلنا عنهم . إن طريق القديسين هو النور
ولذلك نضع أمامهم الشموع ولذلك يجب أن نترك كل ظلام فى حياتنا حتى يكون لنا شركة معهم .

ثالثاً: الفضيلة
إن حياة القديسين على الأرض هى مثال للفضيلة والتطبيق العملي للموعظة على الجبل .
7 من إنجيل معلمنا متى الرسول هى فضائل القديسين التى أتقنوه ا. لذلك -6- فالإصحاحات 5
علينا أن نسلك مثلهم ونحذو حذوهم ونتمثل بإيمانهم وندرب أنفسنا على فضائلهم الروحية .

رابعاً: الصلاة المتبادلة
إن شركة الصلاة هى التى تقودنا إلى الشركة مع القديسين . لأنه بدون الصلاة يستحيل علينا أن
يكون لنا شركة مع القديسين . لأن الصلاة هى العامل المشترك بين القديسين وبيننا.

خامساً: الخدمة والبذل
لأن حياة القديسين كانت بذل، ولأن عمل القديسين الآن هو خدمة الصلاة من أجل المؤمنين، لذلك
فإن خدمتنا للآخرين بأي صورة من الصور هى مجال روحي للشركة مع القديسين . ياليتنا نكون
مشغولين بخدمة المحبة لكل محتاج وكل من يطلب منا.

سادساً: التعرف على القديسين عن طريق
+ قراءة سيرتهم وأقوالهم .
+ وضع صورهم فى منازلنا.
+ زيارة أديرتهم وأخذ بركة أجسادهم .
+ الإيمان بصلوات ومعجزاتهم والإحتماء بهم فى مشاكلنا وضيقاتنا وذلك عن طريق تكوين
صداقة شخصية معهم .
+ التسبيح الدائم (لأن عمل القديسين أمام العرش الإلهي هو التسبيح ).



أخير اً...
نحن نصلي ليكون لنا نصيب مع القديسين فى الأبد ية وهم سيفرحون حين نصل إليهم لأنهم
يصلون من أجل رجوعنا إليهم . وهناك سوف نتعلم منهم حياة التسبيح الدائم والحب الذى لايحده
أي حدود. فى الأبدية سوف نتمتع بغنى ميراث القديسين . هذا الميراث الذى كشفه الله للقديس
بطرس فقال أنه "لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل " وهو محفوظ لنا ينتظرنا.
ياربنا إجعل لنا نصيباً مع هؤلاء القديسين فى الأبدية وأعطنا أن نتبارك بهم هنا على الأرض
ليكونوا عوناً وسنداً لنا فى ضعفاتنا وضيقاتنا.



تابع








التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:31 AM.
رد مع اقتباس
قديم 09-30-2011, 10:52 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Forum New[1] تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..






الأبديـة




الفصل السادس

الضيقات والأبدية

إن الضيقات التى يسمح الله أن نواجهها هى علامات على صحة مسيرتنا نحو الملكوت . وبدون
الضيقات نحن نخاف لأننا سنكون مطروحين بعيداً عن طريق الملكوت . والضيقات هى الصليب
الذى نحمله ونشترك فيه مع كلام المسيح المقدسة . وبدون الضيقات يستحيل أن يكون لنا نصيب
فى مجد القيامة . ومشكلة حياتنا ع لى الأرض هى الرغبة فى الوصول إلى مجد القيامة دون
المرور على آلام الصليب .
ومع أن الضيقات هى علامة على مسيرنا نحو الأبدية، إلا أن الضيقات لها عمل يجب أن ننتبه
إليه ويجب أيضاً ألا نضيع فرصة الضيقة حتى نستغلها لحساب خلاص أنفسنا.
وهاهو الرب نفسه يهمس فى أذن كل نفس متضايقة "غير مخوفين بشيء من المقاومين، الأمر
28 ) فكأن هذه الضيقات بكل : الذى هو بينة للهلاك وأما لكم فللخلاص وذلك من الله " (فل 1
صورها وأشكالها هى من الله لخلاصنا. ولذلك كان الألم هبة يعطيها الله لأولاده المختارين حتى
يختمهم بالختم الإلهي الذى يدخلهم به إلى الملكوت "لأنه وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به
.(29 : فقط بل تتألموا لأجله " (فل 1
ونحن نحتفل بآلام السيد المسيح وبصليبه فإن إحتفالنا لا يكون بالطقس ولا بالألحان ولكن يكون
بقبول الألم والضيقة التى تأتي علينا بفرح وشكر وتسليم .
أما هذه الضيقات فأنو اعها آثيرة؛ ربما تكون من الناس وربما تكون من الأمراض وربما تكون
بموت أحد الأحباء وربما تكون من إضطهاد وظلم وربما تكون من إفتراء وتطاول الآخرين .
ولكن أياً كان نوع الضيقة فلا يجب أن تكون نتيجة لأي خطية أو شر قد إرتكبناه .

أما عملالضيقة فى شأن خلاص أنفسنا فهو

1) الضيقات دعوة للتوبة والرجوع إلى الله
إن الضيقات على قدر قسوتها وعلى قدر حزنها العميق فى النفس على قدر ما هى دعوة لكى
يفتش الإنسان على عيوبه وأخطائه ويرجع ويندم ويتوب عنها. لأنه يصعب على الإنسان
وقت الصحة والغنى والمديح والكرامة أن يقتنع أنه خاطئ يحتاج إلى التوبة . ولكن حين تأتي
الضيقة فإنه يسهل على الإنسان أن يفتش عن عيوبه ونقائصه وتقصيره
وأن يقف أمام الله آخاطئ . ألم يقل نحميا حين واجه ضيقة خراب أورشليم وتهدم الهيكل
.( وإنحدار الشعب "إنى أنا وبيت أبى قد أخطأنا" (نح 1:6
إن الله يرسل الضيقات لك ى يدعونا للتوبة والرجوع إليه . أليس هذا هو ما حدث فى قصة
الطوفان وقصة سدوم وعمورة وتاريخ السبي لبنى إسرائيل .

2) الضيقات دعوة للصلاة
هناك عمل نحن مطالبون وقت الضيقة . هو مضاعفة الصلاة . إن الشيطان يحاول أن يضيع
علينا فرصة الضيقة فيشغلنا فى أمور كثيرة ولكن ياليتنا نذكر أن العمل الأول لنا فى الضيقة
هو الصلاة . وهذا هو ما قاله نحميا فى ضيقته بعد أن أعلن أنه صمت ولم يتحدث مع أحد فقال
"صليت أمام إله السماء وقلت ... لتسمع صلاة عبدك الذى يصلي إليك الآن نهاراً وليلاً"
.(6-5 : (نحميا 1 ) .
فى وقت الضيقة ليت كل أحد يتع لم كيف يعتزل ليدخل ويتحدث مع الله "وأبوك الذى يرى فى
.( الخفاء هو يجازيك علانية " (مت 6:4 ) .
ما أقوى صلاة الضيقة الممتزجة بالحزن والدموع ! إن الله يشتمها كذبيحة ويفرح بها
.( وينتظرها لكى يخلصنا بها لأن "خلاصنا أيضاً فى وقت الشدة " (أش 33:2 ) .
وفى وقت الضيق إذ نلجأ إلى الصلاة نسمع صوت إلهنا يهمس فى أذاننا "بالرجوع والسكون
.( تخلصون بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم " (أش 30:15 ) .
ولا ننسى فى صلواتنا أن وصية الرب لنا هى "صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم " (متى
5:44 )
وفى صلواتنا لأجل الذين يسيئون إلينا نطلب لهم الخلاص واتوبة ونطلب لهم حب
الحب ونقدم الله فى صلواتنا تأآيد محبتنا وتأكيد تسامحنا لهم من أجل المسيح الذى أحبنا
وسامحنا فى الصليب .

3) الضيقات هى دعوة للفضيلة والوصية
هناك فضائل كثيرة لايمكن أن نقتنيها إلا فى وسط الضيق . وهناك وصايا لايمكن أن نمارسها
إلا وسط إساءات الناس لنا ألم يقل لنا المعلم "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى
44 ) فكيف نمارس تلك الوصايا إن لم يكن هناك من يعادينا ومن يلعننا : مبغضيكم "
(متى 5 ) .

ومن يبغضنا ..
هناك فضائل كثيرة من الممكن أن نمارسها وسط الضيقات ولكن أهمهما هى فضيلة الوداعة
وعدم الغضب و الإنفعال . ومع فضيلة الوداعة تأتي فضيلة الإتكال على الله . وهكذا كان
الروح القدس هو الذي يكشف لنا ما نحتاجه من فضائل . وهو الذى يزين نفوسنا بتلك الفضائل
التى هى فى الحقيقة بمثابة تزيين العروس قبل زفافها لعريسها.

4) الضيقات هى دعوة للشكر والرضاوالتسليم
إن الشكر وقت المرض يفوق الشكر وقت الصحة . والشكر وقت الصليب يفوق الشكر على
رؤية مجد القيامة . ومن لم يتدرب على الشكر وقت الضيق لن يأخذ بركات الشكر وقت القيامة
والمجد . أما الرضا والتسليم فهما ذبيحة الصليب . ألم يقل داود لشاول حين كان هائجاً ضده
ويريد الخلا ص منه وقتله "والآن ليسمع سيدي الملك آلام عبده . فإن كان الرب قد أهاجك
19 : ضدي فليشتم ( يشم ) تقدمة . وإن كان بنو الناس فليكونوا ملعونين أمام الرب ( 1صم 26 ) .
ما أجمل التسليم وقت الضيقة . فنقول مع الرب فى بستان جثيماني "ليكن لا ما أريد أنا بل ما
.(36 : تريد أنت " (م ر 14 ) .

5) الضيقات هى دعوة للإتضاع والإنسحاق
لما وجد الله أنه يصعب علينا أن نتضع وننسحق وسط الصحة والغنى والمديح والكرامة، لذلك
أرسل لنا المرض والفقر والمذلة والإساءات حتى نستطيع أن نقدم له ذبيحة لأن "ذبائح الله هى
17 ). ومن ذا الذى : روح منكسرة . القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره " (مز 51 ) .
يستطيع أن يتواضع دون أن يحمل الصليب . ومن ذا الذى يمكنه أن ينسحق دون أن يصلب
من أجل المسيح .
ولكن فى وقت الضيقة فإن الروح القدس يحذرنا من أمور ثلاثة تلك هى
الناس والتذمر والكراهية



أ) الناس

ألم يقل المعلم "إح ذروا من الناس " إنهم يمدحون اليوم ويذمون غداَ فهم متقلبون ويا ليتنا
لانضع سلامنا على الناس . ويا ليتنا أيضاً فى وقت الضيق لا نلجأ إلى الناس لنشكو لهم
لأنهم لا يملكون أى دواء أو عزاء بل هم يبعدوننا من دائرة الصليب والتعزية ويدخلوننا فى
دائرة الإنفعالات والشهوات .



ب) التذمر والشكوى

إن فقدان بركة الضيق والصليب هو فى الشكوى والتذمر وعدم الرضا بالصليب . إن التذمر
والشكوى هما بمثابة التراب الذى يوضع فى الطعام بدلاً من الملح . إنه يفسد كل ما صنعناه
وما أحرزناه من تقدم فى حياة روحية .

ج) الكراهية
حذار أن يكون فى ق لوبنا أي كراهية لمن يسيء إلينا. هل نتمنى لهم الشر ؟ هل نفرح بأذيتهم ؟
هل نطلب من الله أن ينتقم منهم ؟ هل نحلم فى نومنا بأذيتهم ؟ لا يارب . إننا نطلب من أجل
الذين يسيئون إلينا : ونطلب لهم حباً وصحة ونجاحاً وسمعة طيبة . ونعلن أمام
صليبك محبتنا لهم وتسامحنا إياهم لآنك أنت الذى أحببتنا وسامحتنا. وكما غفرت لنا إعطنا
أن نغفر لهم . وعندئذ نفرح بكلمة الله المعزية لنفوسنا وقت الضيق :
"إننا نحن أنفسنا نفتخر بكم فى كنائس الله من أجل صبركم وإيمانكم فى جميع إضطهاداتكم
والضيقات التى تحتملونها بينة على قضاء الله العادل . إنكم تؤهلون لملكوت الله الذى لأجله
تتألمون أيضاً. وإذ هو عادل عند الله أن اللذين يضايقونكم يجازيهم ضيقاً وإياكم الذين
تتضايقون راحة معنا عند إستعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته " {فى المجيء
.(7-4 : الثاني } ( 2تس 1 ) .
بالحق أن الضيقات تفصلنا عن هذا العالم وتوطد إيماننا بأننا مدعوون للملكوت والأبدية.



تابع






التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:21 AM.
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 12:04 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
154 تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..






الأبديـة




الفصل السابـع

معوقات الأبدية
أولاً: خطايا الجسد وشهواته

13 ). مع أن صليب المسيح قد فتح لنا باب : "الجسد ليس للزنا بل للرب والرب للجسد" ( 1كو 6 ) .
الفردوس ليصير لنا نصيب فى الأبدية بدم المسيح. ومع أن الدعوة مقدمة لنا بفرح للدخول
للملكوت، إلا أن كثيرين قد خابوا وسقطوا ولم يدخلوا. لذلك يهمنا أن نعرف عقبات الدخول حتى
نجاهد لكى لا نحرم من الأبدية.
ومع أن المعوق الأول للحياة مع الله هو الجسد, ولكن حقيقة الأمر أن الجسد الذى خلقه الله ليس
هو العائق ولكن العائق هو خطايا هذا الجسد وشهواته. لذلك نحن نتحدث عن:

1) الله الذى ظهر فى الجسد
إن الله الذى خلق الإنسان من جسد ونفس وروح، لما وجد أن الإنسان قد أخطأ وسار وراء
شهوات الجسد وإنحرف عن المسار الصحيح له وإنهزمت الروح وسارت وراء الجسد، كان
لزاماً لكى يخلص الله الإنسان أن يتجسد الإبن الكلمة ويصير إنساناً لكي ما يعيد صياغة
الإنسان مرة ثانية . وهكذا يفسر لنا القديس بولس الرسول هذا حين يقول "عظيم هو سر التقوى
16 ). إن سر تقوى الإنسان ورجوعه إلى الله مرة ثانية : الله قد ظهر فى الجسد "
( 1تيمو 3 ) .
كامن فى ظهور الله فى الجسد لكى يعيد صياغة الجسد مرة ثانية .
ها نحن نتحد مع المسيح فيرجع للجسد طهارته وعفته الأولى . إننا نتحد مع المسيح لأن المسيح
إلهنا قد إتحد بنا فى سر التجسد الإلهى . وفى سر التجسد يرجع للإنسان المقدرة على الرجوع
إلى الحياة الأبدية التى حرم منها بسبب خطايا الجسد . وقد أورد القديس الرسول بولس الحكم
الإلهي على طبيعتنا التى فسدت بسبب خطايا الجسد حين قال "لا تضلوا. لا زناة ولا عبدة
أوثان ولا فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذآور ولا سارقون ولا طامعون ولا سكيرون ولا
10 ). هنا الحكم على طبيعتنا الفاسدة بالحرمان من : شتامون يرثون ملكوت الله " ( 1كو 6 ) .
ملكوت الله بسبب خطايا الجسد ولكن بعد التجسد الإلهي جاءت إلينا النعمة والخلاص والرجوع
إلى الملكوت رغم فسادنا "وهكذا آان أناس منكم . ولكن إغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم بإسم
.(11 : الرب يسوع وبروح إله نا" ( 1آو 6 ) .

2) الجسد والنعمة
إن الجسد نفسه الذى يخطئ ويشتهى ويتلذذ بالخطية الحسية بكافة صورها وأشكالها بكافة
صورها وأشكالها حين يتوب ويذوق النعمة خلال التناول من جسد الرب ودمه وخلال الإنجيل
يتحول هذا الجسد نفسه إلى جسد خاضع للروح ويعمل لحساب الملكوت والأبدية وعوض كأن
يصير الجسد عائقاً للملكوت يصير مجاهداً لحساب الملكوت . هنا تعمل النعمة عملاً عجيباً إذ
يتحول الجسد من الزنى إلى القداسة ومن الشهوة إلى النسك والزهد . ألم تعمل النعمة فى
أغسطينوس وفى موسى الأسود ومريم المصرية . ولكن يبقى أمراً هاماً جداً وهو أن النعمة لا
تعمل فى الإنسان رغماً عن إرادته . هى تطرق على الباب فإن وجدت تجاوباً أآملت وإن لم
تجد تجاوب فإنها تعبر . لذلك لكى تعمل النعمة فى أجسادنا لا بد أن يكون لنا إرادة وسعى
وجهاد حتى تكللنا النعمة بالعمل .
ولكن يبقى سؤال هام نسأله لأنفسنا:

3) كيف ينحرف الجسد
إن الجسد ينحرف ويخطئ ويشتهى حين لا يكون للإنسان شركة مع الله . أي أن خطية الجسد
هى ثمرة البعد عن الله . وكلما إبتعد الإنسان عن الله كلما صار سهلاً عليه أن يخطئ ويشتهى .
إن البعد عن النور هو الدخول إلى الظلام . ولذلك لا يوجد أي حل سوى رجوع الإنسان مرة
ثانية على النور والحياة . إن الجسد ينحرف حين يمرض وهو يمرض حين يترك الدواء
والطبيب . والدواء هو الوصية الموجودة فى الإنجيل لذلك كان لزاماً ألا يترك الإنسان الوصية
"خبأت كلامك فى قلبي لكى لاأخطئ إليك " وكأن الخطية تأتي حين يترك الإنسان آلام الله .
ألم يخطئ آدم حين ترك وصية الله ؟
لذلك إن أردنا أن نصير دائماً فى إستعداد للإبدية، علينا ألا نترك الوصية لأن "وصيته هى
حياة أبدية " ومن هنا يخطئ الجسد حين يترك الإنسان الوصية والإنجيل . ولذلك ما أعظم
وأعمق فرح الخاطئ حين يتوب وينشغل بالكتاب المقدس . إن أردنا للجسد رجوعاً إ لى حالته
الأولى من القداسة والنعمة فعلينا أن نرجع إلى الله وإلى الشركة معه .

4) أمثلة لخطايا الجسد وشهواته
+ الخطية الأولى التى تفصل الإنسان عن الله هى خطية الزنا بكل صورها وأشكالها وأنواعها
المختلفة والمتعددة . فعلياً وفكرياً وحسياً.

+ خطايا الطمع الذى و صفه بولس الرسول أنه "عبادة أصنام " وخطية الطمع هى التى تقود
الإنسان للسرقة والإختلاس وحب الإمتلاك وإشتهاء ما للغير .

+ خطايا الحواس خطايا اللسان وخطايا العين وخطايا الأذن كلها خطايا جسدية .

+ قد تكون أخطاء الجسد بالفعل وقد تكون بالإشتهاء الفكرى للخطية نفسها.

+ آذلك التلذذ بالأكل وإشتهاء أنواع معينة وإمتلاء البطن والتنعم بالأكل .

+ أما تعظم المعيشة فهو أن الإنسان ينعم نفسه بكل راحة جسدية ويرفض كل تعب .

+ هناك خطية عدم إجهاد الجسد لخضوعه للروح فى العمل الروحي مثل رفض الصوم
ورفض صلاة القداس وصلاة الأجبية بدعوى تعب الإنسان أو ميله للراحة والإسترخاء . هنا
تكون خطية الجسد أنه لا يخضع للروح وعندئذ تضعف الروح شيئاً فشيئاً ثم تستسلم لهذا الجسد
وعندئذ ينحرف الإنسان عن المسار الصحيح فى طريق الأبدية .

5) تدريبات روحية لتوبة ورجوع الجسد
إن الله يدعونا لكي نسلك فى طر يق القداسة وطريق القداسة هو الطهارة والتعفف .

وفى مسيرتنانحو طريق القداسة نتذكر ما يلي

أ) عدم اليأس ..
مهما كانت زلتنا ومهما كانت خطيتنا فهو مستعد أن يغيرنا وينقينا ويرجعنا إلى
حالتنا الأولى بعد أن يغسلنا. هاهو يقول لنا على فم أشعياء النبى "هلم نتحاجج يقول الرب. إن
18 : كانت خطاياكم آالقرمز تبيض كالثلج . إن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف " (أش 1
) لذلك أمام صليب المسيح لا يجب أن نيأس قط .

ب) الإرادة والرغبة ..
لابد أن يكون لنا رغبة فى حياة القداسة والطهارة ومن هذه الرغبة تنشأ
الكراهية للخطية . لأن الإرادة والرغبة لا تعمل فى إتجاهين متضادين لأن "إهتمام الجسد هو
7) "لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن إن كنتم بالروح تميتون : عداوة لله " (رو 8 ) .
.(13 : أعمال الجسد فستحيون : (رو 8 ) .
وهذه الإرادة والرغبة تتحول إلى :

ج) صلاة وطلب ..
إن الحياة الروحية تحتاج إلى صلاة وطلب وسعي نحو الله . لايمكن أن الله
يعطينا الطهارة بدون طلب وسؤال لأنها أمر ثمين وعظيم أن نقتني طهارة الجسد لأنه بدون
طهارة الجسد لا يمكن أن يكون لنا نصيب فى الأبدية مع القديسين ولكن فى سؤالنا وطلبنا أن
نتكل على :

د) وسائط النعمة ..
إن وسائط النعمة المختلفة من آتاب مقدس وإعتراف وتناول وحضور
الإجتماعات الروحية وحلقات الصلاة وقراءة سير القديسين وأقوالهم هى الجسر الذى نعبر به
من نجاسات الجسد إلى طهارة الروح .
ولكن فى تدريبنا على حياة الطهارة يجب أن نحذر من أمور ثلاثة هى :

1) المديح والكرامة كثيراً ما يبعدنا عن الطهارة الحقيقية . وآثيراً ما يسمح الله بالإهانات والذم
حتى نقتني إناءنا بطهارة صادقة .

2) رفاهية الجسد وراحته من أكل زائد ونوم أكثر من اللازم وترفه فى المعيشة وتزين للجسد
كلها أمور تعيق طهارة الجسد .

3) كذلك التمرد وعدم الطاعة يقود النفس إلى الكبرياء ولا طهارة مع ا لكبرياء ولا سقوط مع
الإتضاع . لذلك علينا أن نخضع ونطيع حتى ندرب هذا الجسد على الطهارة .
أخير اً..
مع أن الجسد ربما يصبح أكبر عائق للأبدية والملكوت، فإنه بالنعمة يصير إناء للشرآة مع الله،
والبذل الدائم والخضوع للروح والنعمة حتى يسير الإنسان جسداً وروحاً ونفساً فى طريق
الأبدية والملكوت .

ثانياً: الناس

حياتنا على الأرض فيها شركة مع الله وفيها أيضاً شركة مع الناس . وفى معاملاتنا مع الناس
تتضح مسيحيتنا هل هى مسيحية سلوكية أم إننا نسلك حسب غرائزنا وأهوائنا. قد نستطيع أن
نربح الملكوت من وراء معاملاتنا مع الناس حسب وصية الملكوت وقد نخسر الملكوت بسبب
سلوكنا غير المسيحي مع الآخرين . لذلك يجب أن نلاحظ ما يلي :

1) الهدف والوسيلة
فى معاملاتنا مع الناس هناك هدف واحد فقط هو أن نكسب الملكوت ولا نفقده مهما دفعنا من
الثمن . وإذا كان الهدف هو الملكوت، فإن الوسيلة هى تنفيذ و صايا الإنجيل مع الناس . ياليتنا
فى دراستنا للكتاب المقدس نضع خطاً تحت الوصايا التى تتعلق بمعاملاتنا مع الناس ونحاول
أن نسلك وفقاً لهذه الوصايا. ولذلك نحن نلاحظ فضائل ورذائل فى معاملاتنا مع الناس :

2) فضائل ورذائل
فى معاملاتنا مع الآخرين هناك فضائل م عينة يجب أن نتدرب عليها ونقتنيها حتى نؤهل للملكوت
وهناك رذائل يجب أن نتوب عنها لئلا نحرم من الأبدية . وإليك أيها القارئ العزيز أمثلة لهذه
وتلك:

الفضائل
أ) الفضيلة الأولى هى المحبة
والمحبة فى معاملاتنا مع الناس هى التى سوف تؤهلنا للأبدية
14 ) لذلك ليت كل أمورنا تصير : "نحن قد إنتقلنا من الموت إلى الحياة لأننا نحب الإخوة " ( 1يو 3 ) .
فى محبة وليتنا نجاهد حتى لا تغيب المحبة من وسطنا. لأن غياب المحبة معناه غياب المسيح
وغياب المسيح هو الحرمان من الأبدية .

ب) الخدمة
المطلوب منا كـمسيحيين أن نعبر عن المحبة بالخدمة . لأ نه ليست محبة بلا خدمة
17 ) ولذلك فإن المسيحي يشبه الماء : "من يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطية له " (يع 4 ) .

والهواء والشمس مطلوب منه أن يعطي الجميع ويخدم الجميع وإلا إعتبر خاطئ ولن يرث
الملكوت . وهكذا يقول الكتاب "فإذا حسبما لنا فرصة فلنعمل الخير للجميع ولا سيما أهل
.(10 : الإيمان " (غل 6 ) .

ج) التسامح
فى معاملاتنا مع الناس لابد أن نوسع قلبنا ونسامح "إغفروا يغفر لكم " وفى الصلاة
الربانية نحن نقول "إغفر لنا آما نغفر نحن أيض اً" أي أنه إن لم نغفر للناس لن يغفر الله لنا. وإذا
لم يغفر لنا الله فإلى أين سنذهب ؟ لاشك أننا سوف نحرم من الملكوت . لذلك هاهي الوصية "آونوا
.(32 : متسامحين آما سامحكم الله أيض اً" (أفسس 4 ) .

د) العطاء
إن معاملاتنا مع الناس يجب أن يحيطها هذا الشعار "مغبوط هو العطاء أآثر من
الأخذ " ليس العطاء المادي فقط ولكن العطاء النفسي والعطاء الروحي . ليتنا نعطي لأن "الم روي
يروي" "وبالكيل الذي به تكيلون يكال لكم ".

هـ) صانعي السلام
"طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون " آل من يصنع سلام مع الناس
هو إبن الله، وآل من يعكر سلام الآخرين هو ليس إبناً لله .. لذلك ليتنا نكون سبب سلام للآخرين
وليتنا نأخذ المسيح فى قلوبنا ف يملك سلامه فينا ويفيض هذا السلام مع الآخرين فى معاملاتنا
معهم .

الرذائل
فى معاملاتنا مع الناس هناك بعض الرذائل والخطايا التى نسقط فيها فتحرمنا من الملكوت
والأبدية :

ا) الكراهية
هى ليست من المسيحية لأن "آل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس " (يو3 ) .
ليتنا نسأل أنفسنا هل يوجد فينا أي كراهية . إن وجدت فلنسرع إلى الصليب حتى نتطهر منها لئلا
نحرم من الأبدية .

ب) الرياء
الرياء فى المحبة والرياء فى التدين كلها صور بغيضة على قلب الله . ومعنى الرياء
هو التظاهر بشيء غير موجود فين ا. ونحن آثيراً ما نتقابل مع الناس بصورة غير تلك الصورة
الداخلية التى فينا. ونحن كثيراً ما نسعى لإرضاء الناس ولو على حساب المسيح والحق . ولذلك
10 ). وهكذا : يقول الرسول بولس "لو كنت بعد أرضي الناس لم أكن عبد للمسيح " (غل 1 ) .
فإن السعي نحو المجد الباطل وطلب مديح الناس يحرمنا من الملكوت .

ج) الطمع
لقد عرف الكتاب الطمع بأنه "عبادة أوثان " وطبعاً كل عابد وثن لا يرث الملكوت .
نحن كثيراً ما نتقابل مع الناس بنوع من الطمع، يحرمنا الكثير من الرضا والسلام اللذان هما
مؤهلات لقمع الذات حتى نسير فى طريق الملكوت . "لاتضلوا. لازناه ولاعبدة أوثان ... ولا
طماعون يرثون ملكوت الله ) وكذلك " كل زان أو نجس أو طماع الذى هو عابد للأوثان ليس له
.(10: 1آو 6 ) (5 : ميراث فى ملكوت المسيح " (أفسس 5 ) .

د) الأنانية
فى معاملاتنا مع الناس يجب أن نضع شعاراً "ينبغى أن ذاك يزيد وأنى أنا أنقص " أما
الأنانية فهي أن يضرب الإنسان بالآخرين عرض الحائط ويفضل ذاته ومصالحه ورأيه فقط .
ه) دينونة الآخرين : هى السقطة الكبرى التى تحرم الإنسان من الأبدية لأن معنى إدانة الآخرين
هو أن نسلم أنفسنا لكى ندان "لا تدينوا لكى لا تدانو ا" هنا الحكم بالحرمان من الأبدية الذى
نصدره نحن على أنفسنا حينما نطرد الله من على كرسي الدينونة لنجلس نحن عوضاً عنه .

ثالثاً: الجماعية والفردية

الكنيسة هى جماعة المؤمنين التى يحل الله فيها وهذا هو الوعد الإلهي :
حيث يجتمع إثنان أو ثلاثة بإسم الرب فهو يكون فى الوسط . هنا التضامن والجماعية حيث يذوب
الفرد فى وسط الجماعة وفى وسط المؤ منين . أما الفردية فهى إنعزال عن الكنيسة وعندئذ يحرم
من الخلاص الذي يحصل عليه الإنسان من أسرار الكنيسة . إن إرتباط الإنسان بجماعة المؤمنين
فى الكنيسة معناه خضوع الفرد للجماعة وهذه هى الكنيسة الأولى حيث آان المسيح يعمل بقوة
فى وسطهم "وكان لجمهور الذين آمنو ا قلب أما الفردية التى أظهرها كل من حنانيا وسفيرة فى
إستقطاع جزء من ثمن الحقل كضمان وتأمين لحياتهم الخاصة بعيداً عن الجماعة فكان نصيبهم
: هو الموت والحرمان من الملكوت بسبب إنعزالهم عن روح الجماعة واحد ونفس واحدة

رابعاً : الكرازة والعدوى

وسط الجماعة نستطيع أن نكرز بالمسيح عن طريق إيماننا العملي الذي يشهد عليه سلوآنا حسب
وصايا الإنجيل، وفيما نحن نكرز ندخل الملكوت ويدخل معنا آخرين ايضاً. ولكن الكرازة تحتاج
إلى شرآة قوية مع المسيح وتحتاج أيضاً إلى إستعداد للبذل حتى الموت . أما العدوى التى تأتي
إلينا فقد قال عنها بولس الرسول "المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة " وهكذا كم من أناس
فقدوا الملكوت بسبب إختلاطهم مع الظلمة ومع الخطية التى فى الناس والأشرار الذين حرموهم
من نور الأبدية . قد يخيل إلينا أننا سوف نرجعهم ونتوبهم وإذ بهم يجرفوننا ويلقون بنا فى إنحدار

الخطية

خامساً : تداريب روحية للسلوك وسط الناس

1) خدمة الصلاة من أجل كل من فى ضيقة ومن أجل كل إنسان يبعد عن الملكوت .

2) الإعتزال فترة كل يوم نقضيها بعيداً عن الناس حتى نستطيع أن نحاسب أنفسنا ونوجهها.

3) عدم الإنقياد وراء كراء الناس خصوصاً الآراء التى تخالف وصايا الإنجيل بل يكون لنا
الشجاعة الكافية ألا ننساق وراءهم .

4) عدم السعي وراء مديح الناس وعدم الإنشغال برأي الناس فينا حتى لا نسقط فى عبادة الناس .

5) أما الذين يسيئون إلينا فيجب علينا ما يلي :

الصلاة من أجلهم .

إلتماس العذر لهم .

مسامحتهم من آل القلب.

الإحسان إليهم (رد الشر بالخير ).

عدم تشويه سمعتهم أمام الناس .

6) كل أحد منا فى مجال عمله مطالب أن يكون إنسان خدوم يقدم الخدمة لكل محتاج حتى لوكان
لا يستحق هذه الخدمة .

7) نسالم الناس حسب إمكانياتنا بأن نوسع صدرنا لمن أخطأنا فى حقه حتى نستعيد سلامنا مع كل أحد أخيراً
نحن نضع هذا الشعار فى معاملاتنا مع الناس :

+ كما نريد أن يصنعه الناس معنا علينا أن نصنعه نحن مع الآخرين .

+ فى معاملاتنا مع الناس نضع المسيح أمامنا ونتعامل مع الناس كأننا نتعامل مع المسيح .

+ نحاول أن نتعلم من أخطائنا ومن إختبارات القديسين .
وحتى يكون لنا نصيب فى الأبدية مع
القديسين، علينا أن نسلك بالمحبة والسلام وأن نوفر مناخ المحبة والسلام فى كل معاملاتنا.



تابع







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:28 AM.
رد مع اقتباس
قديم 10-01-2011, 01:10 AM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
154 تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..





الأبديـة




الفصل الثـامـن


الممنوعون من الدخول


1) " أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله . لا تضلوا؛ لا زناة ولا عبدة أوثان ولا
فاسقون ولا مأبونون ولا مضاجعو ذكور ولا سارقون ولا طماعون ولا سكيرون ولا شتامون
.(10-9 : ولا خاطفون يرثون ملكوت الله " (كو 6 ) .

2) "وأما الخائفون وغير المؤمنين والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة
نصي بهم فى البحيرة المتقدة بنار وآبريت "

3) "من يبغض أخاه فهو قاتل نفس . وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية " (15 : يو 3 ) .

4) "لأن خارجاً الكلاب والسحرة والزناه والقتلة وعبدة الأوثان وكل من يحب ويصنع كذباً" (رؤ
22:15 ) .
5) "وأعمال الجسد ظاهرة التى هى : زنى عهارة نجاسة دعارة . عبادة الأوثان، سحر، عداوة،
خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر وأمثال هذه التى أسبق
: فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً أن اللذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله " (غل 5.(21-19 ) .

.(2-1 : 6) "لا تدينوا لكى لا تدانو ا. لأنكم بالدينونة التى بها تدينون تدانون " (مت 5
.(15- وإن لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم أيضاً زلاتكم " (مت: 6 ) .
وبإستعراض تلك الآيات وتحليل النوعيات التى ورد فيها يتضح لنا وجود فئات منعت من الدخول
للحياة الأبدية . ولكن هذا المنع ليس منعاً ق اطعاً ولكنه منعاً مرتبطاً بعدم التوبة . أي أنه طالما
الإنسان لم يتب عن هذه الشرور فهو ممنوع ولكن إن تاب ورجع عن طريقه فها صوت الرب له
3) أي أن كل خاطئ : "أصلحوا طرقكم وأعمالكم فأسكنكم فى هذا الموضع (الحياة الأبدية ) (أر 7
شرير وارد ضمن الممنوعين من الدخول لو أنه أصلح طريقه وغير أعماله فإنه "يكون فرح قدام
.(10 : ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب "
(لو 15 ) .

1) الظالمون
كل من يظلم آخر ويأخذ ما ليس له حق فيه . هناك من يظلم فى المعاملات وهناك من يظلم فى
الخدمة حين لا يسلك بإستقامة وعدل .
وهاهو إنذار لكل ظالم حتى يرجع إلى العدل لأن العدل هو صفة من صفات الله وكل من يظلم
يخرج من دائرة تبعية الله .

2) الزناة
إن أعضاءنا بعد دهنها بالميرون المقدس تصير أعضاء المسيح لذلك يقول الرسول بولس "ألستم
تعلمون أن أجسادكم هى أعضاء المسيح . أفآخذ أعضاء المسيح وأجعلها أعضاء زانية . حاشا"
.(15 : (كو6 ) .
لذلك كانت خطية الزنا تحرك غضب الله وتمنع الدخول للأبدية لأنها ضد قداسة الله . ولهذا
.(18 : يدعونا الإنجيل "إهربوا من الزن ا" (كو 6 ) .
وليس المقصود فقط هو الزنا الفعلي ولكن أيضاً زنا الفكر وزنا الحواس وزنا النظر . ولقد
لخصها الرسول بولس فى هذه الكلمات الأربع (زنى – عهارة – نجاسة – دعارة ).

3) عبادة الأوثان
ليس المقصود هنا الأصنام التى يسجد لها الإنسان ويتعبد لها كما هو الحال فى عصور مضت .
ولكن المقصود بالأوثان كل ما يفضله الإنسان على الله . أليس المال وثناً ؟ أليست الكرامة وثناً؟
أليست الذات وثناً ؟ وهكذا لو ف تشنا فى حياتنا لإكتشفنا أوثان كثيرة نتعبد لها دون أن ندري وهى التى تمنعنا من الدخول .

4) الفاسقون
صور متعددة للزنا ولكن آلها تدور حول ملذات الجسد غير الشرعية فى ممارسة الغريزة
الجنسية . قد تكون بين الإنسان ونفسه حين يحاول التلذذ بأعضائه ويشبع غريزته بشكل خاطئ .
وقد تكون صور منحرفة من الممارسات بين الذكور والذكور أو بين الإناث والإناث . أيا كانت
صور الإنحراف فهى نوع من تسلط غرائز الإنسان .

5) المأبونون
المأبون هو الوجه السلبي الذى يرتكب معه الشذوذ الجنسي . هى خطية تحتاج إلى توبة وهى
مرض أيضاً يحتاج إلى علاج حتى لا يتفشى هذا الإنحراف فى داخل الجماعة .

6) مضاجعو الذكور
تحدث عنهم معلمنا بولس الرسول " كذلك الذكور أيضاً تاركين إستعمال الإنثى الطبيعي إشتعلوا
بشهوتهم بعضهم لبعض فاعلين الفحشاء ذكوراً بذكور ونائلين فى أنفسهم جزاء ضلالهم المحق
27 ) وما هذا الجزاء ع لى تلك الخطية إلا الحرمان من الأبدية . لذلك الأمر يحتاج إلى ندم : (رو 1 ) .ورجوع وتوبة .

7) السارقون
إن السرقة هى أن يمد الإنسان يده ويأخذ مالاً أو شيئاً لا حق له فيه . ولكن هناك صوراً عديدة
للسرقة مثل سرقة حق الله (العشور ) فى المال الذى يصل إلى أيدين ا. وسرقة الوقت الذى يجب أن
نقضيه مع الله . والرشوة أيضاً هى نوع من السرقة تمنع الإنسان من الدخول للأبدية . وسرقة
الوقت المفروض أن نعطيه للعمل الذى نأخذ عليه أجر .

8) الطماعون
الطمع غريزة فى الإنسان لأنه يريد أن يملك كل شيئ " تشتهون ولستم تمتلكون لأنكم تقتلون
وتحسدون ولستم تقدرون أن تنالوا. تخاصمون وتحاربون ولستم تمتلكون لأنكم لا تطلبون (الحق4) هنا تدور -2 : والعدل). تطلبون ولستم تأخذون لأنكم تطلبون ردياً لكي تنفقوا فى لذاتكم " (يع 4 ) .

كل هذه المتاعب وهى : الشهوة والقتل والحسد والخصام والحرب والطلب بسبب شهوة الإمتلاك .
لذلك يدع ونا الكتاب المقدس على فم بولس الرسول "إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما" الأوثان .

9) السكيرون
إن إستخدام المسكرات بكل أنواعها سواء الكحولية أو المخدرات بكل صورها وأشكا لها تفقد
الإنسان الدخول للأبدية لذلك يلزم الحذر منها
لأن الخمر "فيه خلاعة " ويفقد الإنسان وقاره
وعقله. ولكن يبقى السؤال الذي يتردد على الذهن وهو لو شرب الإنسان ولم يصل إلى السكر
وفقدان العقل يظل خطية؟ نقول أن الشرب هو الدرجة الأولى والسكر هو الدرجة الثانية والشرب
دائماً يوصل إلى السكر حين يتملك على الإنسان .

10 ) الشتامون
لعلنا نتعجب أن يوضع جماعة الشتامين بين الزناة والقتلة ويعلن لنا الوحي الإلهي أنهم ممنوعون
من الدخول . "أليس هذا أمراً يستحق أن نقف عنده ونحاسب أنفسنا على كلمة الشتيمة التى تخرج
من أفواهنا ح تى نقدم ندم وتوبة وإعتراف عنها. ألم يقل الرب يسوع فى الموعظة على الجبل
.(22 : "من قال يا أحمق (يا غبي ) يكون مستوجب نار جهنم " (مت 5 ) .


11 ) الخطافون
هم أولئك الذين يأخذون بالقوة ما ليس لهم حق فيه . السارق يسرق فى الخفاء وبدهاء . أما
الخاطف فهو من يستغل مركزه وقوته ويأخذ من الضعيف ؛ من يستغل وظيفته وسلطانه ويخطف
شيئاً لا حق له فيه . يدخل أيضأً فى دائرة الخاطفين أولئك الذين يلعبون القمار آأنه يخطف مال
غيره والذى يخسر يحاسب على فقد ما أعطاه الله له لكى ينفقه على ما هو مفيد .

12 ) الخائفون
لعلنا نتعجب أن يوضع جماعة الخائفين بين جماعة الممنوعين من الدخول للملكوت . إن الرب
يسوع المسيح أوصانا ألا نخاف . أما كوننا نخاف معناه أننا لا نثق فى الله ولا نتكل عليه . وقد
يكون الخوف من الشيطان أو من الناس أو من الإضطهاد أو من الطبيعة أو من الكوارث أو من
المستقبل أو يكون الخوف من الخطية . ولكن أياً كان سبب الخوف فإن الرب يسوع المسيح وعد
أن يهتم بنا ويرعانا وأمرنا ألا نخاف . وما علينا إلا أن نتكل على وعده . لذلك فإن الخوف خطية
يلزم أن نتوب ونعترف بها.

13 ) غير المؤمنين
ربما نفسر هذا النص على أنه غير المؤمنين بالرب يسوع المسيح إبن الله الذي تجسد وصلب عنا
أو غير المؤمنين بالثالوث المقدس . ولكن أيضاً هناك بعض الأشخاص يحملون إسم المؤمنين
ولكنهم غير مؤمنين بالحقيقة والسلوك . لذلك فإن آل من لا يبرهن على إيمانه بالسلوك العملي
حسب وصايا الإنجيل فإنه يعتبر غير مؤمن .

14 ) القاتلون
ليس المقصود بهذا النص من يرتكب جريمة القتل فقط . ولكن هناك القتل الأدبي لمن يحرم إنسان
ظلماً من لقمة عيشه . أو قتل الشخصية حين يمزح البعض مع إنسان ويسخرون بإستمرار عليه .
ولكن هناك نوع من القتل تحدث عنه بولس الرسول حين قال "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس .

وهكذا فإن البغضة والكراهية هى :
وأنتم تعلمو ن أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية " ( 1يو 3 ) .
نوع من القتل الروحي الذى يمنع دخولنا للأبدية .

15 ) السحرة
إن السحر والشعوذة والدجل هو عمل شيطاني لأنه يجعل الإنسان لا يلتجئ إلى الله بل إلى قوة
أخري يؤمن بها ويثق فيها أآثر من قو ة الله . وإذا كانت خطية السحر تحرم من الملكوت، فإن
الإلتجاء لهؤلاء السحرة والإحتماء بهم بدعوى إبطال السحر هى أيضاً خطية . إن الكنيسة
وضعت صلاة اللقان وصلاة مسحة المرضى لكي تبطل عمل السحر ولا قوة للسحر مع الإنسان
الذي يحصن ذاته بالصلاة والتناول . لقد كانت
و صية الله لموسى النبي "لا تدع ساحرة تعيش "
.(18 : (خر 22 ) .
"وإذا كان فى رجل أو إمرأة جان أو تابعه فإنه يقتل بالحجارة يرجمونه دمه عليه (لا 20
27 ). لأن السحر يقود الآخرين للبعد عن الله والإتكال عليه . :

16 ) جميع الكذبة
العجيب أن هذه هى الخطية الوحيدة التى سبقتها كلمة "جميع " أي كل صور الكذب وألوانه . ولا
يوجد كذب أبيض وآخر أسود ولا يوجد كذب نافع وكذب ضار . لأن الشيطان هو " كذاب وأب
كل كذاب " فكل من يكذب يخرج من البنوة لله لكي يدخل فى أبوة الشيطان . وعندئذ يحرم من
الأبدية .

17 ) الكلاب
إحترت فى تفسير ما هو المقصود بالكلاب إلى أن وجدت الآية التى فسرتها "والكلاب شرهة لا
11 ). فالمقصود هنا خطية الشراهة فى الأكل وعدم القناعة والرضا : تعرف الشبع "
(أش 56 ) .
ورفض الزهد والصوم لأن إعطاء الجسد لذة الطعام والإمتلاء بالطعام هو بداية السقوط؛ فكما
أكل آدم وحواء فحرما من الفرد وس هكذا كان الصوم هو بداية الرجوع ثانية لذا فلنحذر من
: خطية الشراهة . لذلك يحذرنا بولس الرسول ويقول "انظروا الكلاب انظروا فعلة الشر "
ثم فسرها بولس الرسول نفسه فقال "الذين نهايتهم الهلاك الذين إلههم فى بطنهم ومجدهم فى
.(19 : خزيهم الذين يتفكرون فى الأرضيات " (فى 3 ) .

18 ) الإدانة وعدم الفغران
إن إدانة الآخرين تدخلنا فى تسليم أنفسنا لكى ندان، ومن ذا الذى يستطيع أن يتبرر لو دانه الله .
وعدم غفراننا للآخرين يجعل الله لا يغفر لنا، ومن ذا الذى يستطيع أن يدخل الملكوت لو أن الله لم
يغفر له خطاياه .

19 ) العداوة و الخصام
ولقد لخصها الرسول يوحنا فى كلمة واحدة هى البغضة حين قال " كل من يبغض أخاه فهو قاتل
15 ) لذلك فإن العداوة والخصام : نفس وأنتم تعلمون أن آل قاتل نفس ليس له حياة أبدية " ( 1يو 3 ) .
داخله فى بند البغضة . لذلك لا يجب أن نعادى سوي الشيطان الذى هو عدو الخير ولا يجب أن
نخاصم سوى الخطية .

20 ) الغيرة والتحزب والشقاق
تحدث عنها الرسول يعقوب ووصفها قائ لاً: "حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمر
16 ). إن الغيرة هى أن الإنسان يحزن لأفراح الآخرين ويفرح لأحزانهم؛ أما : ردئ" (يع 3
التحزب فهو أن الإنسان ينتحي جانب الحق ويسلك ح سب هواه ويتحزب لغير الحق . قد تأخذ
الغيرة شكلاً آخر هو إشتهاء ما للغير وقد يأخذ التحزب شكلاً آخر هو الشقاق والإنقسام داخل
الكنيسة بسبب الذات والكبرياء ... وهكذا حيث ينتفي المسيح من حياتنا ويغيب البذل وروح
الجماعة توجد الغيرة والتحزب والشقاق وكلها أمور تحرم نا من الأبدية .

21 ) البدعة
قد تكون هذه البدعة فى العقيدة كما حدث مع أريوس ونسطور وغيرهم، وقد تكون البدعة فى
التفسير الخاطئ لآيات الإنجيل حسب أهوائنا وليس حسب فكر آباء الكنيسة .

22 ) السخط والبطر
هى حالة الشكوى الدائمة والتذمر المستمر . هناك إنسان ساخط ع لى كل الأوضاع نراه فى تذمر
على كل ما يحدث معه أو يحدث حوله . دائماً فى بطر لا ينظر قط إلى الجانب الحسن بل دائماً له
منظار أسود ينظر إلى كل شيء نظره سوداوية , كما يقول الرسول بولس "ليرفع من بينكم كل
.(31 : مرارة وسخط وغضب " (أفس 4 ) .

23 ) الحسد
هو تمني زوال النعمة من الآخرين . ولا تأثير له على الناس كما يظن البعض، فإن من يحسد آخر
لن يصيبه أذى، ولكن تأثيره لو ضعفنا وآمنا بأن الحسد يمكن أن يصيب . إن الشياطين هى التى
تحسد لأنها تتمنى زوال النعمة من حياتنا ولا يوجد نعمة تحسدنا عليها الشياطين أكثر من نعمة
الملكوت التى طر حت منها. لذلك كل من يحسد فإنه ينتمي للشياطين الحاسده ويكون نصيبه مثل
نصيبهم .

دعوة
إن شعرت أيها القارئ العزيز بأنك خاطئ فها هى دعوة الرب لك :
.(15 : 1) "قد كمل الزمان وإقترب ملكوت الله . فتوبوا وآمنوا بالإنجيل " (مر 1
:"توبوا لأنه قد إقترب ملكوت السموات " (مت 3 ) .
3) "الله الآن يأمر جميع الناس فى آل مكان أن يتوبوا متغاضياً عن أزمنة الجهل " (أع 17 -30 ) .
.(19 : 4) "توبوا وإرجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب " (أع 3 :5) "أنتم الذين كنتم قبلاً أجنبيين وأعداء فى الفكر فى الأعمال الشر يرة قد صالحكم الآن فى جسم
21 : بشريته {بالتجسد والفداء } بالموت ليحضركم قديسين وبلا لوم ولا شكوى أمامه " (كو 1 -22 ) .
6) فأميتوا أعضائكم التى على الأرض . الزنا والنجاسة الهوى الشهوة الرديئة الطمع الذى هو
عبادة الأوثان . الأمور التى من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية . الذين بينهم أنتم أيضاً
سلكتم قبلاً حين آنتم تعيشون فيها. وأما الآن فإطرحوا عنكم أنتم أيضاً الكل الغضب السخط
الخبث التجديف الكلام القبيح من أفواهكم . لا تكذبوا بعضكم على بعض إذ خلعتم الإنسان العتيق
.(10-5 : على أعماله ولبستم الجديد الذى يتجدد للمعرفة حسب صورة خالقه " (كو 3 -7) "دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية .. إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر
.( 7 و 9 : لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم " (يو 1
.(5 : 8) "إذكر من اين سقطت وتب وإعمل الأعمال الأولى " (رؤ 2
.(16 : 9) "فتب وإلا فإنى آتيك سريع اً" (رؤ 2
.(14 : 10 ) "هؤلاء هم الذين .. غسلوا ثيابهم وبيضوها فى دم الخروف " (رؤ 7
11 ) "هكذا كان أناس منكم (عائشين فى هذه الخطايا) ولكن إغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم بإسم
.( الرب يسوع المسيح وبروح إلهنا" ( 1كو 6:11 -12 ) "الروح والعروس يقولان تعال . ومن سيسمع فليقل تعال. ومن يعطش فليأت . ومن يرد
.(17 : فليأخذ ماء حي مجاناً" (رؤ 22
أخيراً .. إذا سألنا ما هى التوبة وكيف تكون ؟ فها هى الإجابة على فم أشعياء النبي : "إطلبوا الرب
ما دام يوجد إدعوه وهو قريب . ليترك الشرير طريقه ورجل الآثم أفكاره وليتب إلى الرب
.(7-6 : فيرحمه " (أش 55 ) .



تابع







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:36 AM.
رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين