ردود الفعل - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي
Image
البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-24-2012, 11:16 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
فغ ردود الفعل





ردود الفعـــــل
الأهرام اليومى بقلم
البابا شنودة الثالث

ردود الفعل


إن كان ما يزرعه الإنسان إياه يحصد، فإن هذا ينطبق أيضا على كل تصرفات أى شخص، بل على كل كلمة يقولها، ورد الفعل قد يكون خيرا أو شرا حسب موقعه. وهكذا فى العلاقات البشرية: نرى أن المحبة تلد محبة، والعداوة قد تلد عداوة، واللطف يلد لطفا، بل إن ابتسامة فى وجه طفل، تطبع ابتسامة أخرى على شفتيه.
- والأدب والاحترام فى معاملة الناس، من ردود فعله أدب واحترام للجهتين، أتذكر زميلا لنا فى الدراسة، كان لا يكلم أحدا إلا باحترام شديد، وكانت النتيجة أن الكل يقابلونه بالمثل، وإن خرج أحد منهم عن اللائق، كان هذا الزميل يتصرف بأسلوب رصين ورزين. وبهذا يجبر ذلك الآخر على تعديل سلوكه.
أتذكر أيضا ناظر مدرسة كان يعامل المدرسين بجفاء، بأسلوب قانونى بحت، فكان رد الفعل هو كراهية جميع المدرسين له، وقد سألنى مرة: لماذا يكرهنى المدرسون؟. هل أنا خرجت عن القانون فى معاملة أحد منهم؟! فأجبته: مشكلتك أنك تعاملهم بالقانون وليس بالمحبة، بينما الناس لا يلجأون إلى القانون إلا إذا زالت المحبة من بينهم، ويقول المثل: «إذا تراضى الخصمان استراح القاضى».
حتى الحزم يولد الانضباط. بينما التسيب يولد الفوضي، ولكن القسوة فى الحزم تولد الكراهية أو النفور، لذلك ينبغى أن يكون الإنسان حكيما فى حزمه، لا يتطرف فيه إلى القسوة أو الشدة الزائدة على الحد، وأتذكر أننى قلت فى تأبين أستاذنا الروحى حبيب جرجس سنة 1951:
يا قويا ليس فى طبعه عنف
يا حكيما أدب الناس وفي
لك أسلوب نزيه طاهر
ووديعا ليس فى ذاته ضعف
زجره حب وفى صوته عطف
ولسان أبيض الألفاظ عف
- لذلك ينبغى على الإنسان فى كل كلمة يقولها، أو يفكر فى ردود فعلها، أن يتحاشى الألفاظ القاسية، وعبارات التهديد وعبارات التهكم، وبالذات فى معاملة الأطفال، يجب أن تكون صادقا فيما تقوله، وأن تفى بكل وعد تعده، ولا تهز المثاليات التى فى ذهن الطفل بأخطائك فى الكلام، بل فى حياتك الخاصة حاول أن تنتقى ألفاظا وتزنها بميزان دقيق.
- وكن رقيقا، فالرقة لها رد فعل عميق فيمن يتعامل معها، أحيانا يكون الرجل رقيقا جدا فى معاملته لخطيبته، فإذا ما تزوجا، يظن ـ للأسف الشديد ـ أن الرقة هى لون من الكلفة، بينما قد زالت الكلفة بينهما بالزواج! وهذا خطأ شديد، إذن احتفظ باحترامك لزوجتك، واستخدم الرقة واللطف فى معاملتها، بل الاحترام أيضا، وسيكون رد الفعل لذلك طيبا جدا فى نفسيتها، أتذكر مرة وأنا أسقف للتعليم، أن زارنى أستاذ من جامعة كمبردج ومعه زوجته، فكان يجعلها تتقدمه باستمرار، وكان يتحدث عنها باحترام، ولا يذكر اسمها مجردا، وإنما معه لقبها، وكانت هى تحترمه بالمثل.
وأعرف شخصا كان يتخاطب مع أبنائه أيضا باحترام، ولا يستخدم مع أى واحد منهم كلمة جارحة مهما حدث، وكان أطفاله يحبونه، إذ إنه كان يشعر كل منهم بقيمة شخصيته وبتوقيره لمواهبهم.
كذلك بالنسبة لرئيس أى عمل فى معاملته لمرءوسيه، يمكنه أن يوجههم ويشرح لهم أخطاءهم، ولكن بأسلوب غير مهين، فكل إنسان له مشاعره التى لا يقبل أن تهان.
- لذلك ادرس نفسيات الناس وعاملهم بما يناسبهم، فالزوجة أحيانا تطلب من زوجها طلبا، وتظل تلح عليه إلحاحا، وتكرر الإلحاح حتى يسبب له ذلك شيئا من التبرم والضجر، وربما لا يحتمل المزيد من الانفعال، فيرفض ويرد بكلمة شديدة، فإذا عرفت أن هذا هو رد الفعل عند زوجك، احترسى إذن من الضغط على أعصابه بإلحاح، ويمكن أن تعيدى الطلب فى مناسبة أخري، يكون فيها الزوج أكثر هدوءا وأكثر استجابة.
والكلام نفسه يقال عن مناقشة فى وقت يكون فيه الشخص مشغولا ومرهقا أو غير متفرغ للجدل، ويكون رد الفعل عنده هو عدم القبول أو الغضب ممن يجادله.
- وعلى كل شخص أن يحسب ردود فعل إغاظته لغيره، وقد تكون الإغاظة بكلمات مهينة، أو ببرود مثير، أو برفض ليست له مبررات، أو بتهكم لاذع، أو بغير ذلك. والكتاب يقول: «لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا».
- وأذكر أيضا بعض الشيء عن العطاء وردود فعله: لاشك فى أن العطاء وردود فعله المحبة، وربما الدعاء أيضا، بما فى ذلك العطاء المعنوي: كابتسامة حب، أو كلمة تشجيع، أو كلمة مواساة، أو كلمة نصيحة أو بركة. كل ذلك له تأثيره وردود فعله.
بينما البخل وعدم العطاء، قد تكون من نتائجه أضرار كثيرة.
- يتحدث البعض عن الفتيات الجانحات، وكثيرا ما تلام الفتاة التى تفسد أخلاقها، وتستجيب لإغراء أحد الشبان وتخطئ معه، أو تهرب من بيتها، أو ترتد عن دينها. وقد يكون ما تفعله هذه الفتاة هو رد فعل للمعاملة الصعبة التى تلاقيها فى منزل الأسرة، حيث لا تجد حنانا ولا حبا، والقسوة فى المعاملة، أو الانتهار أو الكلام الجارح، فتلجأ إلى طلب الحنان من خارج البيت، وإن وجدت ذلك الحنان تسلم له ذاتها وتسقط.
يشبه هذا الأمر إلى حد ما عدم اهتمامنا بالفقراء وسد احتياجاتهم، بل أكثر من ذلك سوء معاملة من يحتاجون إلى العون المادي، واتهام بعضهم بالكذب والاحتيال. فيضطر بعضهم ـ ردود الفعل ـ أن ينحرف فى الحصول على المعونة.
- آخر نقطة هى إهمال الإنسان نفسه روحيا، وقد يقضى فترة طويلة بعيدا عن الصلاة والتأمل وقراءة الكتب الروحية دون أن يفتقدهم الخدام فى بيت الله، فيظل هكذا إلى أن يتفقده الشيطان فيجده فريسة سهلة بلا مقاومة.



ردود الفعل ردود الفعل

ردود الفعل
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنا
ردود الفعل ردود الفعل







v],] hgtug







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 04-24-2012 في 06:11 PM.
رد مع اقتباس
قديم 04-24-2012, 02:39 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
افتراضي




قداسة البابا شنوده تكون معنا جميعا
شكرا لمجهودك القيييييييييييم






التوقيع

:p:p:p

رد مع اقتباس
إضافة رد



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين