أمجاد التجديد بالروح القدس

أمجاد التجديد بالروح القدس



بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم
(رو 12 : 2)

إن مسرة قلب الله أن يتغير الإنسان إلى الأفضل كل يوم ، هذا ليس فقط لأنه كفيل بأن يمجد الله فى كماله وقداسته ، وإنما فى هذا تحقيقا لقصد الله الذى يتجه دائما لفرح قلب الإنسان وسعادته .. والتغير الذى يرديده الله لحياتنا ، والذى يسميه رسول الجهاد بولس بالتجديد ، إنما هو الطريق الذى لا بديل له نحو الوصول إلى الكمال والارتقاء الذى يرجوه الله لكل إنسان ، ومن يستهين به ويحيد عنه فقد خسر كل رجاء فى الوصول لملكوت الله وبره .
ولكن ما هو التجديد ؟
التجديد دعوة من الله للسلوك فى طريق الملكوت بقوة و أمانة وإخلاص ، ورغبة من الإنسان للحياة حسب حق الإنجيل وما يضمن له العيش فى سعادة وفرح كل حين .

التجديد ليس افتأت على حرية الإنسان وعقائده ، ولكنه الوسيلة للحياة بفكر مقدس وميول مباركة قادرة أن تكون سببا فى سلامة الإنسان ورضا الرب على حياته .

التجديد لا يعنى إلغاء فكر الإنسان أو إرغامه على ترك حياة وجد فيها اللذة والرفاهية ، بل هو دعوة للحياة فى بر وسلام ونقاء للوصول إلى قامة ملء المسيح .

التجديد لا يمنع الانسان من السعى بما يجعله قادرا على الوصول لما يبتغيه ويناله فى الحياة ، ولكنه عمل لازم لنجاة الإنسان من عواقب تصرفه .

التجديد والتدرج لا ينفصلان ، فالتجديد هو سلوك دائم ومستمر فى طريق الوصول للهدف ، ويحتاج لتدرج مستمر بغية نجاحه و الانتفاع بثماره وأمجاده ، وغنى عن التوضيح بان الروح القدس هو الذى يتولى مهمة التدرج فى طريق التجديد وبدونه لا يمكن ان يكون هناك تجديد حسب إرادة الله .

التجديد يحتاج لإرادة قوية ورغبة دائمة فى تبعية المسيح والاقتداء به كل حين .

التجديد هو الطريق للنمو والبقاء تحت ظل معرفة الله ونعمته كل حين .

التجديد يعيد تذكيتك لكل ماهو مقدس ومبارك وكريم فى أعين السمائيين والقديسين .

التجديد هو الطريق لمعرفة أسرار الروح والامتلاء من النعمة والفرح الحقيقي والدائم كل حين .

التجديد يؤهل الإنسان للنعمة فى أعين الاخرين والقدرة على تحمل المسئوليات ، كما يؤهله للقيادة والإرشاد والإبتكار .

التجديد ينقل الإنسان من عالم الظلمة والفساد إلى إنفتاح القلب دائما نحو كل ما هو مقدس فى الحق ومرضى لدى الرب .

التجديد هو انتصار دائم على معوقات الحياة حسب الإنجيل وفكر الروح القدس وتدبيره، بل هو موت عن حياة الفقر واللامبالاة والضعف .

التجديد كفيل بأن يحرر الإنسان من العبودية والانحراف والجهل حتى يكون أهلا للتمتع ببركات العبادة الحقة واستقامة الإيمان ومعرفة الله .

التجديد ينقل الإنسان عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله .

التجديد يحرر الإنسان من الأفكار الباطلة والشريرة حتى يكون هذا الإنسان أهلا لان يهتف مع القديسين: " اما نحن فلنا فكر المسيح "
(1كو 2 : 16).

التجديد فرصة ذهبية لكل نفس إذا اقتنتها فازت برحمة الله وغنى مسيحه فى المجد ، ومن يرفضها يرفض السعادة والبركة والسلام .

بالتجديد يقترب الإنسان من قلب الله ومعرفة المسيح وبركة وقيادة الروح القدس كل حين ، كما أن الابتعاد عن التجديد قبول لفكر الشيطان وتدبيره.

التجديد من قبل الرب عمل لا يعطله شىء وإن بدا فى نظر الجميع مستحيلا ، ومتى تجدد الإنسان حسب إرادة الله يستطيع أن يسلك بروح المكتوب " الذي يشبع بالخير عمرك فيتجدد مثل النسر شبابك " (مز 103 : 5)

التجديد يعطى قوة و استنارة وسلام ، والنفس غير المستنيرة هى نفس تحولت إلى إنجيل أخر وارتضت أن تخضع لعبودية سيد شرير إذ صار لها إلها آخر فى الحياة .

ليتك أيها القارىء الكريم ترفع نظرك للسماء الآن وتطلب من الرب أن يهبك تجديدا مباركا لحياتك الآن ،" إنه وقتٌ يعمل فيه للرب " فلا تستهين بدعوته وإرادته ، ولا ترفض أن تصير ولك منه كل كل بركة ومجد وسلام ، هو يرغب فى ذلك تماماً ، ويبقى لك القرار والمصير

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قسم الموضوعات الروحيه المختلفه

---

Hl[h] hgj[]d] fhgv,p hgr]s

أستاذ بن الملك