هدوء الطبيعة والمساكن - منتدى ام السمائيين و الارضيين
الرئيسية التسجيل مكتبي     البحث الأعضاء الرسائل الخاصة


منتدى ام السمائيين والارضيين


   
العودة   منتدى ام السمائيين و الارضيين > منتدى قداسة البابا شنودة الثالث > مقالات البابا شنودة الثالث فى الجرائد > جريدة الاهرام منذ عام 2006
 
إضافة رد
   
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 05-09-2012, 10:32 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية بنت مارمينا
 

 

 
Arrow هدوء الطبيعة والمساكن







هدوء الطبيعة والمساكن

هدوء الطبيعة والمساكن

بقلم: البابا شنودة الثالث


الطبيعة الهادئة تنقل هدوءها الي النفس‏,‏ وهدوء الطبيعة يساعد علي هدوء الطبع‏,‏ ومحبو الهدوء يبحثون عنه أينما وجد‏.‏ من أجل ذلك يخرج الناس الي الحدائق والبساتين‏,‏ حيث المناظر الطبيعية الجميلة تهدي‏,‏ الأعصاب‏,‏ وإن لم يستطيعوا ذلك بصفة دائمة‏,‏ فعلي الأقل في أيام العطلات‏,‏ كما يسافر الأثرياء إلي بلاد ذات طبيعة جميلة‏,‏ وكثير من الناس يضعون في بيوتهم زهورا في أوان خاصة‏,‏ أو يزينون جدران منازلهم ببعض مناظر طبيعية مريحة‏.‏

ولاشك ان ازدحام المساكن في المدينة ـ أي مدينة ـ يسبب ضوضاء وصخبا للحواس‏,‏ وبخاصة في الشوارع التجارية حيث يزدحم الناس بطريقة غير عادية ـ وكذلك في الاماكن التي تكثر فيها المصانع والمستشفيات والجامعات والمدارس‏,‏ أو ما يسمونه‏(‏ منطقة الخدمات‏)‏ في المدينة‏.‏

**‏ ويستتبع ذلك تعدد طرق المواصلات وما تحدثه من أصوات وضجيج‏.‏ وبخاصة في ساعات بدء وانتهاء العمل في شتي المصالح‏,‏ وأقصد ما يسمونه‏Rushhour‏ حيث يخرج الآلاف من الموظفين والطلبة ومن رجال الأعمال‏,‏ إما بعرباتهم الخاصة أو في البحث عن الاتوبيسات وعربات الترام وعربات الأجرة‏,‏ وهنا يبدو ضجيج المدينة في عمقه‏,‏ مما يتعب محب الهدوء ويفقده هدوء الحواس‏.‏ وقد تتعطل المواصلات من كثرة الزحام في المدن المكتظة بالسكان‏,‏ وما يتبع كل هذا من مشاكل وانفعالات وتعطل مصالح البعض وضياع الوقت‏.‏ لهذا كله‏,‏ كان كثيرون يفضلون السكني في الضواحي‏,‏ حتي ان مدينة لندن مثلا يفضل بعض سكانها ان يقطنوا خارج المدينة أو في ضواحيها المعروفة باسم‏Suburbia(‏ كالمعادي بالنسبة الي القاهرة مثلا‏)‏ وعلي الأقل ان لم يستطع البعض السكني في الضواحي‏,‏ فانهم يقضون فيها نهاية الاسبوع كفترة راحة واستجمام‏,‏ بعيدا عن ضجيج المدينة‏.‏ كما انه ـ التماسا للهدوء ـ بعض المدن لاتسمح انظمتها ببناء كل مساحة الأراضي السكنية‏,‏ فلا يسمح لصاحب الأرض الا ببناء ثلث مساحة أرضه أو ربعها‏,‏ ويستخدم الباقي كفضاء أو حديقة‏,‏ وهكذا تبعد المساكن عن بعضها البعض‏,‏ كما توجد الخضرة التي تساعد علي هدوء الأعصاب‏,‏ والهدوء النفسي‏,‏ ويكتسب المكان جمالا بما فيه من أشجار وأزهار‏.‏

لهذا فان الذين يلتمسون الهدوء‏,‏ ولا يجدونه في هذا كله‏,‏ فانهم ينصحون بتغيير الجو التماسا لهدوء الأعصاب‏.‏

وقد قرأت مرة في أثناء الحرب العالمية أن ايزنهاور رئيس أمريكا ذهب ليقضي نهاية الاسبوع الي جوار احدي البحيرات‏,‏ حيث التقطوا له صورة هناك وهو يصيد السمك‏,‏ كل ذلك علي الرغم من مسئولياته الخطيرة‏.‏ ولكنه كان يعرف جيدا ان راحة الأعصاب سوف تريحه في تحمل مسئولياته‏,‏ وتعطيه نشاطا للفكر وهدوءا للنفس‏.‏

وبعض الاباء كانوا يجدون الهدوء في البرية‏,‏ وكانوا يفضلون هدوء الليل علي ضجيج النهار‏,‏ وكانت صلواتهم في الليل الهادئ أكثر عمقا وتأملا مما في النهار الصاخب‏,‏ واتذكر انني كتبت في مذكرتي في احدي الليالي‏,‏ وانا في مغارتي في الجبل‏(‏ ربما سنة‏1960)‏ البيتين الآتيين‏:‏

هدوء الليل موسيقي‏..‏ وأسرار تهامسني

وصوت الريح في رفق‏..‏ يصب اللحن في أذني

أما في المدن‏,‏ فانه للأسف‏,‏ قد غيروا هدوء الليل‏,‏ وجعلوه مجالا لصخب الملاهي والحفلات بكافة أنواعها وبرامجها وضجيجها‏..‏


هدوء الطبيعة والمساكن

مما يؤثر علي الهدوء أيضا‏:‏ الأصوات وشدة الأضواء وبعض الألوان‏,‏ فالأصوات العالية تزعج الهدوء‏,‏ سواء ما يصدر من القطارات والعربات وآلات التنبيه‏,‏ والدراجات البخارية‏(‏ الموتوسيكلات‏),‏ وأصوات الطائرات‏,‏ ومكبرات الصوت في الاحتفالات‏(‏ ان كانت خارج مكان الاحتفال‏)..‏ بل حتي اصوات المارة في الطرقات‏,‏ وأصوات الباعة في بعض الأحياء الشعبية‏..‏

إن صخب الأصوات في المدينة يفقد أهلها هدوء الحواس‏,‏ وبخاصة ان كانت تلك الأصوات تعلو وتتداخل وتستمر بلا ضابط‏.‏ وحتي في أحاديث الناس العادية هناك من يتحدثون في هدوء‏,‏ فلا يرتفع صوتهم ويعلو‏,‏ بينما غيرهم يتكلمون فيسببون ضوضاء تفقد المكان هدوءه‏,‏ ويشعر سامعوهم كأنهم في شجار أو في معركة‏,‏ والوضع الهادئ هو ان يتكلم الشخص علي قدر احتياج سامعه‏,‏ ولايرفع صوته فوق الحاجة‏.‏ ومحبو الهدوء لايستريحون الي الصوت العالي ولا الي الصوت الحاد‏..‏


هدوء الطبيعة والمساكن

لذلك قد تكون التليفونات أحيانا سببا يفقد البعض هدوءهم‏..‏ وذلك اذا ما أكثر البعض استعمالها وطالت أحاديثهم‏,‏ وافقدت الطرف السامع احساسه بملكيته لوقته‏,‏ أو أشعرته بأنه قد فقد راحته‏,‏ أو تعطلت اعماله بسبب تلك المكالمات‏..!‏ لذلك فان الذين يريدون قضاء وقت هادئ‏,‏ يبعدون عن استخدام التليفونات إلا في الضروريات فقط‏.‏

الألوان كذلك منها ما يشيع الهدوء في النفس‏,‏ ومنها ما يثير الناظر اليه‏,‏ فاللون الأخضر مثلا لون هادئ‏,‏ وكذلك اللون السماوي‏.‏ بعكس الألوان الحمراء والصاخبة‏,‏ الا اذا كان لونها مجرد تنوع في مجموعة‏,‏ يضفي وجوده جمالا خاصا‏.‏ ولهذا فان كثيرين يختارون لجدران بيوتهم الوانا مريحة للنظر‏,‏ وكذلك ألوان اثاثاتهم وألوان ملابسهم‏,‏ ويختارون في حدائقهم ألوانا من الزهور تريح أعصابهم‏.‏

وكما نذكر الألوان‏,‏ نذكر الأضواء أيضا‏:‏ فالأضواء الشديدة مثيرة وتتعب العين والأعصاب‏,‏ وهكذا فان الكشافات القوية التي للسيارات‏,‏ تتعب أعين السائقين في الاتجاه المضاد‏.‏ مما يزعج الهدوء ايضا‏:‏ ماكينات المصانع ان كانت في مناطق سكنية‏,‏ فالي جوار أصواتها كثير منها يلوث الجو بالدخان أو بالبخار أو بغير ذلك مما يكون له تأثير علي الصحة كما انه يفقد الهدوء‏.‏ ان العالم لايستغني عن المصانع ولها فوائدها الاقتصادية‏,‏ ولكن ليس مكانها وسط مساكن الناس‏,‏ ويحسن اختيار أماكن اخري لها‏..‏

هدوء الطبيعة والمساكن
أما كيف يقتني الناس الهدوء من حيث داخل نفوسهم وطباعهم‏,‏ فهذا له موضوع خاص سوف ننشره ان احبت نعمة الرب وعشنا‏.

هدوء الطبيعة والمساكن


هدوء الطبيعة والمساكن هدوء الطبيعة والمساكن

هدوء الطبيعة والمساكن
هدوء الطبيعة والمساكن
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
هدوء الطبيعة والمساكن هدوء الطبيعة والمساكن









i],x hg'fdum ,hglsh;k







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 05-09-2012 في 12:57 PM.
رد مع اقتباس
إضافة رد


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين