منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - تأملات فى أحد السامرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2016, 05:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
104 تأملات فى أحد السامرية





تأملات السامريةتأملات في إنجيل الأحد الرابع من الصوم الكبير (أحد السامرية)




الأحد الرابع : أحد السامرية

تأملات السامرية

تأمل

السامرية تجد مرعى

تأملات السامرية
أنا هو الباب. إن دخل بي أحدٌ فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى
( يو 10: 9 )
ينفرد إنجيل يوحنا بذكر بعض مُقابلات للرب يسوع، لم يَرِد ذكرها في
الأناجيل الأخرى، فيذكر، مثلاً: مقابلته مع نيقوديموس (يو3)، ومقابلته مع
المرأة السامرية (يو4). ولربما يبدو، بحسب مقاييس البشر، أن نيقوديموس
أفضل جدًا من السامرية باعتباره متدينًا ومعلمًا للناموس، بينما السامرية
امرأة شريرة تحاول أن تروي ظمأها من بئر الشهوات، ولذلك كانت منبوذة من
الناس.
تأملات السامرية
ولكن بحسب المقاييس والنظرة الإلهية «لا فرق. إذ الجميع أخطأوا
وأعوزهم مجد الله» ( رو 3: 22 ، 23).
لقد كان نيقوديموس محتاجًا للولادة
من فوق، وكانت السامرية محتاجة أيضًا للماء الحي.
تأملات السامرية
لقد جاءت هذه المرأة لتستقي ماء حيث كان الرب يسوع جالسًا وحيدًا على حافة
البئر، إذ كان قد تعب من السفر. وهو : باعتباره «الباب»
الوحيد الذي «ليس بأحد غيره الخلاص» ( أع 4: 12 )،
فتح باب الحديث معها،
وقال لها: «أعطيني لأشرب»، واستطاع أن يكسب ثقتها، وأشعرها بحاجتها، ثم
صوَّب سهمًا إلى ضميرها، لما كشف خطيتها وعيشتها في النجاسة والشر،
وحدّثها عن شخصه باعتباره وسيلة وصول عطية الله العُظمى لنا، وبواسطته
نحصل على الماء الحي (الروح القدس)، الذي يصير في داخل قلوبنا ينبوع ماء
ينبع إلى حياة أبدية ..

وهكذا أمسك الرب بيد هذه المرأة الساقطة، وأقامها من سقطتها، وقادها للخلاص.

وبعد أن خلصت، سألت السامرية عن السجود.
وهو ـ تبارك اسمه ـ
باعتباره المعلم، عرَّفها أن السجود الحقيقي غير مرتبط بالمكان، وأنه يجب
أن يُقدَّم حسب إعلان الله عن نفسه (أي بالحق)، وحسب طبيعته (أي بالروح).
تأملات السامرية
فهي سألت، ودخلت للسجود ( يو24:4 )، ثم خرجت للشهادة قائلة للناس:
«هلموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت. أ لعل هذا هو المسيح؟»
(يو29:4).
تأملات السامرية
وفي النهاية وجدت السامرية فيه مرعى حيث شبعت وارتوت، وصدَّقت وأيقنت أن
كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا، ولكن مَنْ يشرب من الماء الذي
يعطيه الرب،
فلن يعطش إلى الأبد.

لذلك تركت المرأة جرّتها ومضت، لأنه ما حاجتها بعد إلى الماء الذي لا يروي؟!

تأملات السامرية


تأمل 2
أعطيني لأشرب!


وقال لها: لو كنتِ تعلمين عطية الله، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا ( يو 4: 10 )
كان لا بد له أن يجتاز السامرة، ليبحث عن نفس بائسة. تلك
السامرية التي لم يَعُد لها قوة لرفع عينيها في وجوه الناس، السامرية
العطشى التي تبحث عمّن يرويها. ولكي يصل إليها هذا الحكيم، تعب من السفر،
وجلس على البئر لوحده في انتظارها، بعدما أرسل كل تلاميذه ليبتاعوا
طعامًا، ليتسنى له أن يلتقي بها
ويجري الحديث معها على انفراد.

وفي تعبه وظمئه تنازل ليطلب منها، بل يأخذ دور المُستعطي قائلاً لها: «أعطيني لأشرب».

إنها عبارة قصيرة تحمل طلبًا بسيطًا، هي أولى عباراته في حديثه معها. ورغم
بساطة هذه العبارة، فإنها تحمل دواء من حكيم القلب لمريضة مُنهكة تبحث عن
إسعافها. هذه العبارة كانت الأساس الذي بنى عليه الرب كل هذا اللقاء مع
هذه المرأة السامرية، فربح قلبها.
تأملات السامرية
أَ تعلم لماذا أخي الحبيب؟
إن الرب يسوع رابح النفوس الحكيم، علم أن هذه المرأة سامرية وهو يهودي،
واليهود لا يُعاملون السامريين. كانت هناك رواسب قديمة ومواقف تعصبية
شديدة، وحواجز دينية بين الطرفين اليهودي والسامري.
ولا ننسَ أنه هو رجل وهي امرأة، وإن كان من رابع المُستحيلات أن يتقدم رجل
يهودي ويطلب أي طلب من إنسان سامري، فكم بالحري من امرأة، واليهودي
المتدين مستعد أن يموت عطشًا عن أن يشرب من إناء سامري.
لكن رغم هذه الفواصل والحواجز، فإن الرب في مبادرته وطلبه، كسر أمام المرأة كل الحواجز، ونزل إلى مستوى السامريين.
لقد قبل أن يُجالس السامرية ويتحدث إليها، وأن يستعمل أدواتها ويشرب من إنائها، وكل ذلك لكي يربح السامرية
!

إن تنازل الرب واتضاعه في مُشاركته تلك السامرية، جعل المرأة تسأله مُستغربة:
«كيف تطلب مني لتشرب، وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟»،
”فأنت قمت بعمل مُغاير للعوائد.

تنازلت عن مركزك اليهودي وصرت تعاملني أنا السامرية، فما هذا
التواضع؟ وأنا المرأة السامرية التي لا قيمة لي في أعين الناس، بل لا أجد
لي قيمة أو منفعة عند نفسي؛ وها أنت تطلب مني أن أسقيك!

هل أنا غير النافعة تجد بي منفعة؟“.
في بداية اللقاء رأته يهوديًا فخفق قلبها، وبعد هذه العبارة رأت فيه إنسانًا وهي في عينيه إنسانة، فاطمأنت روحها
.

تأملات السامرية


تأمل 3
الإعتراف بالخطية


" أجابت المرأة وقالت ليس لى زوج " (يو 4 : 17).
نافع لنا أن نشعر بخطايانا ونعترف بها لأنه " إن إعترفنا بخطايانا فهو
(الله) أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم "

( 1يو 1 : 9)
... والكتاب يعرض لنا صوراً عديدة لأناس شعروا بخطاياهم وإعترفوا بها :
تأملات السامرية
+ السامرية : إعترفت قائلة ليس لى زوج "
, أى أنها إمرأة تعيش فى الخطية مع رجل ليس زوجها . وفى النهاية تابت
السامرية وأصبحت قديسة ومبشرة بالرب.

+ إخوة يوسف : إعترفوا قائلين " حقاً أننا مذنبون إلى أخينا الذى رأينا ضيقة نفسه لما إسترحمنا ولم نسمع " (تك 42 : 21).
تأملات السامرية
+ أشعياء النبى : لما رآى الرب فى الهيكل صرخ معترفاً : " ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشفتين ".
فأخذ واحد من السيرافيم جمرة من على المذبح ومس بهما فمه وقال : " أنتزع إثمك وكفر عن خطيتك " (أش 6 : 5 -7).

+ داود : لما شعر بجسامة خطيته صرخ
نادماً معترفاً بها : " قد أخطأت الى الرب " , فقال له ناثان النبى " الرب
أيضاً قد نقل عنك خطيتك لا تموت " (2صم 12 : 13).

+ بطرس الرسول : سجد صارخاً : " اخرج من سفينتى يارب لأنى رجل خاطئ " فقال له الرب : لا تخف , من الآن تكون تصطاد الناس "
( لو 5 : 8, 10).

+ العشار : وقف قارعاً على صدره قائلاً :
" اللهم إرحمنى أنا الخاطئ " , فنزل مبرراً

( لو 18 : 13 , 14).
تأملات السامرية
+ الإبن الضال : عاد الى أبيه قائلاً : أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً أن أدعى لك إبناً " فذبح له العجل المسمن

( لو 15 : 21 - 23).

+ بولس الرسول : إعترف قائلاً : " كنت أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها "
(غل 1 : 13).

+ موسى الأسود : إعترف بخطاياه أمام الأنبا مكاريوس , ولم يكتف , بهذا وإنما إعترف علناً فى الكنيسة فقبله الرب وأصبح قديساً كبيراً.




أخر تأمل4

" هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم "
(يو 4 : 42).

تأملات السامرية
المسيــــح المخلــــص
آمن أهل السامرية بالمسيح وقالوا : " نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم " :

(1) الجميع تكلموا عن المسيح بإعتباره المخلص :
تأملات السامرية

+ الملاك قال للقديس يوسف : أن مريم
" ستلد إبناً وتدعو إسمه يسوع لأنه يخلص شعبه منخطاياهم "
( مت 1 : 21).

+ سمعان الشيخ : قال عنه " لأن عينى قد أبصرتا خلاصك ( لو 2: 30).

+ المسيح نفسه : قال أنه " قد جاء لكى يخلص ما قد هلك " (مت 18: 11).

+ بطرس الرسول : قال " إن المسيح يسوع يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا " (1تى 1 : 15).

(2) وكانت رسالةالمسيح المخلص هى رسالة الخلاص الحقيقية :


كثيرون دعى عليهم إسم " مخلص" , ولكن فارق عظيم بين المسيح المخلص وبينهم :
تأملات السامرية
+ يشوع إبن نون خلص شعب إسرائيل وأدخلهم كنعان الأرضية ... ويوسف وجدعون وغيرهما خلصوا شعوبهم من جوع أو عبودية زمنية.

+
أما المسيح فجاء ليصنع خلاصاً أعظم : خلاص من الخطية , ومن أجرة الخطية ,
ومن سلطان إبليس , ومن الموت الأبدى ... خلاص يدخلنا إلى أورشليم السماوية
, ويؤهلنا لميراث الحياة الأبدية ... خلاص يكفى لجميع العالم ... خلاص لا
يستطيع غيره أن يتممه , كقول القديس أغريغوريوس فى قداسه : " لا ملاك ولا
رئيس آباء إئتمنته على خلاصنا . بل أنت بغير إستحالة تجسدت وتأنست ...
والحاجز المتوسط نقضته والعداوة القديمة هدمتها وصالحت الأرضيين مع
السمائيين ... ".

(3) وقد فرح كثيرون بخلاص المسيح وتغنوا به :
تأملات السامرية

+
المرنم فى المزمور : " يبتهج قلبى بخلاصك ... ورنموا للرب بشروا من يوم
إلى يوم بخلاصه ... هذا هو اليوم الذى صنعه الرب نبتهج ونفرح فيه . آه
يارب خلص ... " ( مز 13 : 5 , 96 : 2 , 118 : 24, 25).

+ أشعياء النبى : تبتهج روحى بالله مخلصى " (لو 1: 47).

+ زكريا الكاهن : سبح الرب ( والتسبيح من مظاهر الفرح )
قائلاً : " أقام لنا قرن خلاص " (لو 1 : 69).

(4) ويبقى علينا أن نجاهد لكى ننتفع بهذا الخلاص الثمين :
تأملات السامرية

بولس الرسول يحذرنا ويوصينا قائلاً :
"
كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره " (عب 2: 3) ... " تمموا خلاصكم
بخوف ورعدة " (فى 2: 12) ... " إن كان أحد يجاهد لا يكل إن لم يجاهد
قانونياً " (2تى 2 : 5).


عن كتاب : تأملات فى أناجيل قداسات آحاد الصوم الكبير
للقس بيشوى فؤاد





jHlghj tn Hp] hgshlvdm







التوقيع

رد مع اقتباس