منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - الموسوعة الثانية المتكاملة للشهيد مار مينا العجايبى بقلم أبونا بيشوى كامل
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-24-2011, 09:28 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية عادل جبران
 

 

 
افتراضي






عائلة القديس

إن القديس أبا مينا هذا الكوكب العظيم هو إبن من أبناء مصر العزيزة. إذ يرجع أصله الي بلد نيقيوس مركز منوف محافظة المنوفية. ولذا نفخر نحن به كمصريين لأنه شرف جنسنا. وقد عاصر أثنان من باباوات الأسكندرية هما الأنبا ثاؤونا البطريرك السادس عشر في عداد البطاركة ( سنة 282 – سنة 301 )، والأنبا بطرس خاتم الشهداء البطريرك السابع عشر ( سنة 302 – سنة 311 ). وكان والده النقي الطاهر يدعي أودكسيس وهذا كان أبن Plondianus الحاكم ولكثرة فضائله وتقواه ذاع صيته وأشتهر جداً.

حسد عدو الخير




نشأة القديس وتربيته

و أرادوا تسمية الطفل بأسم جده بلوديانوس، ولكن أمه القديسه أوفومية رفضت بسبب كلمة " أمين " التي كانت قد سمعتها فدعت أسمه " مينا " قائلة إن مينا هي أمين ( معني وحرفاً باللغة القبطية ). وحدث في ذلك اليوم فرح وأبتهاج عن كثير حتي أن أودكسيوس أمر بالأفراج عن كثير من المسجونيين، ووزع صدقات كثيرة علي المحتاجين والأرامل والأيتام .

أهتم والده بتنشأته تنشئه روحية عميقة أزاء تمكينه من الحصول علي قسط وافر من التعليم أيضاً فتهذب مينا بتعاليم الكنيسة وأنغرست في نفسه النقية بذار الفضيلة التي زرعها أبواه اللذان كان يحثانه علي الدوام علي قراءة الكتاب المقدس الذي هو أنفاس الله. فنما مشغوفاً بقرأة الكتاب المقدس وبالتردد علي الكنيسة ليلاً ونهاراً، وسلك في طريق التقوي فكان يدرب نفسه علي الصلاة الدائمة واضعاً نصب عينيه قول الكتاب " صلوا بلا أنقطاع ".

نياحة والديه

و ما أن بلغ الحادية عشر من عمره حتي أنتقل أبوه الي الفردوس في شيخوخة صالحة حوالي سنة 296 وبعده بثلاث سنوات أي حوالي سنة 299 لحقت به أوفوميه والدة القديس. ولأن مينا كان مؤمناً بزوال هذا العالم الزائف فأن أنتقال والديه وهو في هذا السن المبكرة لم يهزة قط – بل تعزي كثيراً مؤملاً التمتع بشفاعتهاما من أجله حتي يكمل جهاده مثلهما.

و هكذا كما ورث أبويه ثروة كبيرة من الأموال والممتلكات ورث أيضاً ثروة كبيرة من الروحانية. وظل في تكريسه لخدمة الله الذي كان يشغل كل قلبه ووقته.

دخوله الجندية

وبعد مرور سنة أي حوالي سنة 300 صدر منشور ملكي بأستدعاء جنود الجيش وبالرغم من أن مينا كان لم يزل شاباً صغيراً لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره لكنه كان قوي الجسم مملوء من النعمة والشجاعة فتقد للجندية وأخذه فرميانوس القائد الأكبر للجنود صديق أبيه أودكسيوس وجعله التالي له علي كل الجيش فأحبه الجميع للطفه وتقواه .

في البرية

ولكن حدث أن صدر منشور من قبل الملكين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم القاربين لها. وبلغ ذلك القانون أفريقية وقرئ علانية. فبادر الحكام بتنفيذ أوامره في كل الأوساط وشاع هذا الخبر وسط الجند أيضاً. فلم يحتمل القديس أبا مينا أن يري الكثيرين وقد سقطوا صرعي أمام خداع الشيطان الدنئ. فقام في شجاعة ووزع كل ثروته وممتلكاته بين المحتاجين، ورحل الي الصحراء ليتمكن من التمتع بالعشرة الألهية في عبادة نقية مع فادية وحبيبه، مردداً قول داود في المزمور :

" وقد رأيت عصياناً وخصاماً في المدينة ولذلك كنت أتجول بعيداً وظللت في القفر " مز 52 : 9، 7


ولكن حدث أن أثار الشيطان نار الحسد في قلب أخيه أناطوليوس لأن الجموع كانت تحبه لوداعته وورعه وتقواه، وتكرمه أكثر منه، فأستغل ما له من دالة عند الملك كارينوس وكتب الي راجياً إباه تدبير مؤامرة ضد أخيه أودكسيوس ةالد القديس، لكن الملك بعد التشاور مع رجاله لم يذعن فطلب الحاكم الثأر أناطوليوس، بل رأي أن يربح الأخرين بطريقة لا يخدش فيها كرامة أودكسيس وإنما له مركزه كحاكم. فبعث ايه مع قائده Hypatos بأمر تعيينه حاكماً علي مدينة أفريقية القديمة عوضاً عن حاكمها الذي كان قد مات. وكان علي القائد أن يرافقه في تنقلاته مع عائلته وخدمة ممتلكاته الي أن يطمئن عليه ويريحه في مقرة الجديد. وبالفعل قام Hypatos بتنفيذ المهمة التي كلف بها .

أما شعب نيقيوس المحب فقد حزن عليه حزناً شديداً حتي أن أخاه أناطوليوس نفسه ندم علي فعلته.

أبن الصلوات

كانت أوفومية زوجة أودكسيوس والدة القديس إمرأة تقية مواظلة علي أصوام وصلوات الكنيسة. ولأنها كانت عاقراً كانت تطلب كثيراً من الرب يسوع أن يهبها نسلاً طاهراً وكانت تصوم لذلك الي المساء وتقدم صدقات كثيرة للغرباء والأرامل والأيتام .

و في أحد أعياد أم النور العذراء القديسة مريم الموافق 21 طوبة تقاطرت الجموع علي الكنيسة – وكانت كنيسة السيدة العذراء بأتريب – ( هكذا يذكر السنكسار، كتاب مارمينا ص 26 ) وهم فرحون متهللون. وحضرت أيضاً والدة القديس ضمن هذا الحشد الكبير ولم تكن مبتهجة كباقي الشعب، بل كانت حزينة منكسرة لاسيما كلما تطلعت لمن حواليها وهن يحملن أطفالهن. ثم وقفت بأنسحاق أمام العمود الذي عليه أيقونة والد الإله ورفعت قلبها وتضرعت الي الرب يسوع بدموع ولجاجة. وبينما هي قائمة هكذا تصلي وتتوسل الي والدة الإله القديسة مريم رفعت يدها لكي تغمس أصبعها في زيت قنديل الموقد أمام الأيقونة وبينما كانت ترفع عينيها الي أعلي سمعت صوتاً من فم يسوع المسيح الرب الممسم بأمه التول وهو محمول علي ذراعيها يقول أمين، فوقع عليها خوف عظيم وأختلطت مشاعرها بالفرح والخوف، ولكنها ظلت قائمة تصلي الي أن أنتهي القداس الإلهي. فمضت الي بيتها وأخبرت البار أودكسيوس رجلها بكل ما حدث وعن الصوت الذي سمعته فامتلأ بالفرح العظيم الذي للروح القدس وقال لها : " أن ثقتنا هي في ألهنا القادر أن يفعل كما سمعت لأن أمين تعني هكذا يكون " .

و بعدها مباشرة تم تنفيذ الوعد الإلهي فأحسست بالحمل وكانت تترقب بكل نقاوة يوم ميلاد طفلها حتي كملت الأيام ووضعت مولودها ( إبن الصلوات ) وكانت ممتلأ من كل نعمة وكل جمال في الرب وذلك حوالي سنة 285 م.







رؤيا القديس

وبعد أن قضي وقتاً طويلاً في البرية أي حوالي خمس سنوات في نسك كثير وأصوام وصلوات مع هذيذ .......

حدث في أحد الأيام بينما هو قائم يصلي أشرقت نعمة الله عليه من السماء فرفع عينيه ورأي الشهداء الذين أتموا جهادهم وهم يكللون بواسطة الملائكة فيؤخذون الي السماء ويضيئون أكثر بهاء من الشمس. عندئذ إشتاق في قلبه أن يصير شهيداً علي أسم ربنا. وسمع الرب يسوع أنات قلبه هذه الملتهبة حباً. وإذ بصوت من السماء يرن في تلك الساعة قائلاً " مبارك أنت يا أبا مينا لأنك دعين للتقوي منذ حداثتك. لذلك سوف تحصل علي ثلاث أكاليل لا تفني ولا تزول بحسب أسم الثالوث المقدس الذي من أجله قد جاهدت :" واحد من أجل بتوليتك "، وواح

من أجل حياتك النسكية، وواحد من أجل أستشهادك. هذا وسوف يصبح أسمك مشهور بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدوني في كنيستك التي ستبني علي أسمك وفوق ذلك كله ستحصل علي مجد لا ينطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي ".

إستشهاد القديس

نزوله الي العالم

عندما سمع المطوب هذا الكلام الإلهي أحس بشحنة روحية قوية تملأه، ونشوة من الفرح تغمره. وأخذته غيرة مقدسة فقام علي الفور وترك الصحراء ليمضي الي المدينة ويعترف جهاراً بأسم فاديه الحبيب فوقف في وسط الجمهور وأخذ يردد قول الكتاب المقدس ويصرخ ويقول بصوت عال :

"وجدني الذين لم يطلبوني، وظهرت لأولئك الذين لم يسألوا عني" أش 65 : 21، رو 10 : 20 .

فذهل الجمهور لهذا المنظر وحدث وصمت ولم يستطيعوا الكلام لأن هيئة القديس أبا مينا كان تحفها الوقار والهيبة بالرغم من مظهره النسكي وملابسه الخشنة حينئذ أخذ القائد يتسائل عما حدث : فأجابه البطل الشجاع " أنا مسيحي " فتعجب القائد جداً وقال له : " هل أنت تعطل الأحتفال السنوي بعيد الملوك مزدرياً بأوامرهم ؟ " وفي أثناء تساؤل القائد كانت أنظار الجموع تحدق بالقديس وتتفرس فيه وفي طلعته البهية وملبسه الحقير وشجاعته النادرة. وإذ ببعض الأتباع ( أتباع الملك ) يصرخون في وجة البطل قائلين للقائد ( بعد أن أخذتهم الحيرة والدهشة ) " نحن نعرف هذا الشاب جيداً فمنذ حوالي خمس سنوات كان يعمل جندياً في الفرقة المسماة لدتورياكون تحت قيادة فريميانوس البطل " !

أندهش القائد لساعته وأنتهر القديس قائلاً " يا هذا لماذا تركت جنديتك ؟ ّ وفوق الكل لماذا أعترفت أنك مسيحي " ؟ ! أجاب القديس " أنا جندي حقاً ز لكني أثرت أن أكوزن جندياً لربي يسوع المسيح لأجل مرضاه إسمه القدوس ".








التوقيع

رد مع اقتباس