منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - اشور في الكتاب المقدس نظرة جغرافية وتاريخية
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2012, 08:01 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
Red face




سابعاً - الميكانيكا:
برع الأشوريون في نقل الكتل الكبيرة من الحجارة ، سواء كانت منحوتة أو غير منحوتة ، فقد عرفوا استخدام الرافعة والبكرة والاسطوانة المتدحرجة ، واخترعوا آلات حرب عديدة لهدم او تقويض أسوار المدن ، أو لحماية المهاجمين .وتم العثور في كويونجيك (نينوي) علي عدسة بللورية مدورة علي المخرطة ، ولابد أنها كانت نافعه للكتبة ، ففي اغلب الأحيان كانت وف المسمارية المنقوشة علي الألواح ، صغيرة ودقيقة جدا كما استخدموا الشادوف في رفع المياه من النهر .

ثامناً - الأثاث ، والخزف ، والمطرزات :
كان الأثاث قليلا حتي في القصور ، فكان يتكون بصورة رئيسية من أرائك وكراسي ومساند للأقدام ، ومناضد ، وأبسطة وستائر .وكثيراً ما كانت الآرائك والكراسي ذات أشكال فنية ، ومزودة بأرجل علي هيئة أرجل ثور . وكل أنواع الأصص والأقداح والأطباق كانت مصنوعة من الخزف ، ولكنها قلما كانت تزخرف ، بينما كانت الثياب والستائر والأبسطة ملونة ومطرزة بوفرة ومصنوعة من الصوف والكتان ، ومن القطن (في عصر الإمبراطورية الثانية) وكان البساط -ويمثله حاليا السجاد العجمي- اختراعا بابليا.

تاسعاً - اللغة والأدب والعلوم :
كانت لغة أشور سامية ،تختلف في اللهجة فقط عن لغة بابل السامية ، ومع ذلك فبمرور الوقت اتسع الاختلاف بين لغة الحديث ولغة الأدب التي ضمت كلمات سومرية عديدة واحتفظت بالنهايات اللغوية التي تخلت عنها اللغة الدارجة ولكن هذه الأختلافات لم تكن أبدا كبيرة . وكان الأدب الأشوري مشتقا أساسا من بابل، فقد استخدم أشور بانيبال عملاء لنهب مكتبات بابل وارسال محتوياتها إلي نينوي ، حيث امتلات مكتبته بالكتبة الذين اشتغلوا بنسخ النصوص القديمة وتنقيحها ، وكثيرا ما كانت تضاف إليها تعليقات وحواش ، وتوضع القواعد اللغوية ، ومعاني المفردات بين السطور لتمكين الطالب من فهم الغة السومرية المندثرة ، والتي كانت -لفترة طويلة - بالنسبة لبابل، ما كانته- اللاتينية لروما . وكان الطفل (الصلصال) هو مادة الكتابة ، فكانت ترسم عليها وف المسمارية بالمرقم (بالأزميل) وهي ما زالت رطبة ، ثم تجفف الألواح في الشمس أو في الفرن (في أشور). وتنوعت محتويات مكتبة نينوي من دين وأساطير وقانون وتاريخ وجغرافيا وعلم الحيوان وفلسفة اللغات ، والرياضيات ، والفلك ، والتنجيم ، واستطلاع الفأل . كل هذه كانت في تلك المكتبة ،بالإضافة إلي الشعر والقصص الأسطورية .

عاشراً - الحكومة والجيش :
كانت أشور مملكة عسكرية نشأت عن ثورة ناجحة ضد بابل ، مثلما قامت مملكة إسرائيل الشمالية بثورة ضد رحبعام . وعلي النقيض من بابل - التي كانت تحكمها الثيوقراطية فكان الملك تابعاً للكاهن -كان ملك أشور هو السلطة العليا . وبينما كان المعبد في بابل هو دار الشعب الرئيسية ، كان القصر الملكي في أشور يسيطر علي كل شيء، ولم يكن المعبد إلا مصلي ملكيا ملحقا بالقصر. كما كان الملك هو قائد الاجيش ، وكان هذا الجيش هو كل شعب أشور. وما زلنا لا نعلم علي وجه اليقين ، إلي أي مدي كان جميع الذكور خاضعين للتجنيد الإجباري، ولكن حقيقة استنفاذ حروب أشور بانيبال لقوة الأمة بية حتي أصبحت غير قادرة علي مقاومة الغزاة القادمين من الشمال ، تبين لنا أن غالبية الذكور كانوا -ولابد -جنودا. ولهذا كانت وب مستمرة لشغل الجيش ومنع التمرد من ناحية ، والحصول علي الغنائم لدفع مرتبات الجنود من الناحية الأخرى . ولهذا أيضاً حدثت الثورات العسكرية التي نتج عنها كثرة التغير في الأسرات المالكة ، إذ كان القواد المنتصرون يغتصبون العرش مثلما حدث في إسرائيل كما سبق القول وكان للقائد الأعلى أو " التورتانو"- الذي كان يحل محل الملك فى قيادة الجيش عندما لا يستطيع الملك أو لا يرغب في قيادة قواته -المنزلة التالية بعد الملك . ومع ذلك فمنذ عهد تغلث فلاسر الرابع ، خففت البيروقراطية المركزية من حكم الفرد ، وعين حاكم مدني بحانب القائد العسكري في الأقاليم . وبين الطبقة العليا من الموظفين في البلاط الملكي، كان "الرابساكي" (ربشاقي) أو "الوزير" ، والربساريس أو "الموجِّه" (2 مل 18: 17) .

وكان الجيش يتكون من الفرسان والمشاة ورماة السهام، والرماة بالمقلاع ، بالإضافة إلي فيلق من سائقي المركبات . وبعد قيام الامبراطورية الثانية زاد عدد الفرسان علي حساب عدد المركبات ،وزودوا بسروج وأحذية ، بينما أصبح سائس الخيل غير المسلح الذي كان يجري بجوار حصانا ، راميا للسهام ممتطيا صهوة جواد ، وبالإضافة إلي ذلك ، ألبس سنحاريب الفارس سترة من الدروع . وكان المشاة نحو عشرة أضعاف الفرسان . وفي أيام سرجون ، انقسموا إلي رماة للسهام ورماة للرماح، ثم قسم رماة السهام مرة أخري إلي مسلحين بأسلحة ثقيلة ، وآخرين بأسلحة خفيفة ، ويبدو أن هؤلاء( ذوي الأسلحة الخفيفة) كانوا من أصل أجنبي.

وأنشأ سنحاريب فيلقا من الرماة بالمقلاع يلبسون الخوذات والدروع ، وسراويل وأحذية من الجلد ، وجرَّد رماة السهام المسلحين بأسلحة ثقيلة من الثياب الطويلة التي تعودوا علي ارتدائها ، وأقام معهم جماعة من الطلائع بفئوس مزدوجة الرأس ، وخوذات وأحذية تصل إلي منتصف الساق . وارتدت كل فصائل الجيش التروس ، وحمل الجيش معه أعلاما وخياما ومجانق لدك الحصون، وعربات لحمل الأمتعة . وألحقت بخيمة النوم الملكية ،خيام للطهي وتناول الطعام .وفي يقة لم يدخروا جهداً في جعل الجيش آلة حرب لا تقاوم من حيث التسليح والتدريب ، ولهذا من السهل أن ندرك ما أثاره هذا الجيش من رعب في أسيا الغربية (إش 10: 5- 14، ناحوم 2: 11-13، 3: 1-4).

حادي عشر -الدين :
اخذت الدولة الشورية دينها عن بابل ، فكان دينا بابليا في خطوطه الرئيسية ، ولكنه اختلف عن ديانة بابل في نقطتين هامتين : (1) كان السيد الأعلى هو الملك وليس الكاهن العظم . (2) كان علي رأس هذه الديانة الإله القومي "أسور أو أشور" الذي كان الملك ممثلا له وكاهنه الأعظم . وكان "أسور" في الأصل "أسير" أي "القائد" في ب ، وبالتالي صوروه إله حرب مسلحا بقوس، وهو نفسه الذي اعتبر إله الشمس في العهد الذي شاعت فيه عبادة الشمس في بابل ،ولكن لتشابه الأسماء، اختلط اسمه باسم مدينة أشور حيث كان يعبد في وقت عظمت فيه مدن شمالي بابل لدرجة إدعاء الألوهية ، ربما متأثرة في ذلك بالحيثيين . ومع ذلك فقد فسر الكتبة اسمه علي أنه تحريف لاسم الأله الكوني العتيق "أن اسار" أي "الجلد العلوي" الذي كان ينطق"أسور" في العصر البابلي الجديد. واتحاد صفه إله ب الذي كان الإله الخصوصي لقائد الجيش مع المدينة المؤلهة التي انتمي إليها الجيش ، جعل من "أسور" الإله القومي لأمه عسكرية، بطريقة عجز عنها أي إله بابلي آخر، فكان الجيش هم "جنود أسور" ،والأعداء هم "أعداء أسور"، مما استلزم ضرورة اعترافهم بسيادته وإلا هلكوا . ولم يتفوق "أسور" علي بقية الآلهة فحسب ، بل كان في يقة يختلف عنهم أيضا في أنه كان بلا أب وبلا زوجة، ولكن في الأصل وقفت بجانبه شريكته النسائية "أسيرتو" (أو "أشيرة" أي السارية في العهد القديم). .وحاول الأدباء المتحذلقون العثور له علي زوجة في "بيليت"
(أي "السيدة" ) أو في "اشتار" أو أي آلهة بابلية أخري، ولكن ظلت هذه المحاولات مجرد محاولات أدبية وعندما حلت نينوي محل أشور كعاصمة للمملكة ، وأخذت اشتار-التي نشأت نينوي حول معبدها -في مشاركته بعض شرف العبادة رغم أنها ظلت في المكانة الثانية حتي النهاية .وهذا هو نفس ما حدث بالنسبة لإله ب "نين-إيب"المدعو "ماس" في أشور، الذي اتخذه ملوك أشور شفيعا لهم .








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-21-2012 في 03:23 PM.
رد مع اقتباس