منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - مزمور 151
الموضوع: مزمور 151
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-31-2011, 11:25 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
افتراضي






أولوجية ( البركة ) =εύλογία



السؤال الذي يدور في أذهاننا دائماً ما هو معنى البركة في حياتنا ، لأن أصبحت كلمة مبهمة كل واحد يتصورها كيف ما شاء !!!

للأسف كلمة بركة في اللغة العربية في الكتاب المقدس ظلت بدون ترجمة ، لأن كلمة بركة ليست من أساسيات اللغة العربية بل دخيلة عليها من اللغة العبرية وترجمتها القواميس العربية بمعنى النماء والزيادة والإكثار أو السعادة في الشيء ، وعموماً ظلت عالقة في الأذهان بمقابل كلمة لعنة ، فأخذت معنى سحري على خلاف معناها الأصلي ، لأن الناس فهمت معنى اللعنة خطأ من خلال القصص والتراث العربي الخيالي وعالم السحر والشعوذة !!!

فحاجتنا اليوم أن نستوعب معنى كلمة البركة في مضمونها الإلهي في الكتاب المقدس لنعي عمقها اللاهوتي واستخدامها في الطقس الكنسي بنفس ذات أسمها التي تميزت به في التراث العبري وانتقلت منه للتراث اليوناني ، لأنه ينبغي أن يتبدد المفهوم الخاطئ الذي يحيط بهذه الكلمة من جهة التفاؤل والتشاؤم ، والاستسلام للقضاء والقدر ، والتعلّق بمفهوم الحظوظ ، وعمل السحر والأحجبة والطواطم وفكر الحظاظات ...

والذي ينبغي أن نعرفه أن هذه الكلمة ليست مجرد كلمة بسيطة ، بل هي عميقة جداً ولها مفهوم طقسي ليتورجي هام للغاية ، ولنا أن نعرف أن أساس صلاة الرب يسوع على الخبز والخمر في العشاء الأخير هي كلمة (( بارك )) ، وكذلك في صلوات القداس الإلهي نجد أن (( بارك )) ومشتقاتها وردت 66 مرة ، وعلى أساسها تقوم كل (( الأواشي )) تقريباً .

فما هو المعنى الروحي لكلمة (( بركة )) وما هو (( فعلها )) ؟ وما هي القوة التي تلازم البركة ؟ هل هي قوة سرية أم هو تأثير خفي ن أم هو فعل مادي ؟

ثم كيف يباركنا الله ؟ وكيف يجوز أن نبارك الله ؟ وكيف نبارك نحن الناس ، وكيف يبارك الله الأشياء ، وكيف نبارك نحن هذه الأشياء ؟

+ " فخررت وسجدت وباركت الرب إله سيدي إبراهيم الذي هداني في طريق أمين " ( تكوين 24: 28 )



أن الأصل اليوناني في الكتاب المقدس لكلمة البركة يعني :
εύλογία = أولوجية ( eulogia)
وهي تعني : يتحدث حسناً أو كلام حسن وصالح ، يمجد ، يمدح ، سلام ، يشكر ( إفخارستيا )، يسبح ، والكلمة عادة تعبر عن المحبة . والكلمة تعني يمنح بركة بقوة ، بمعنى اكتساب قوة نافعة .

والمعنى العبري في العهد القديم ، يفيد معنى عهد قائم ، فلا وجود لبركة بلا عهد ، إذن فالبركة من الله قائمة على عهد ، ودائمة بوعد ، وهي قانون روحي قائم بذاته ويعمل من تلقاء ذاته لأنه خرج من فم الله كقوة فعل لا ينحل ، وهو صادر عن أمانة الله لعهده ووعده ، ولا تستقر إلا عند من كان أميناً على عهد الله ووعده .


عموماً نجد مضمون الصلاة في العهد القديم سواء على أفواه الآباء والأنبياء أو حتى في طقس الهيكل والمجمع ، تقوم على أساس
نوعين من الصلاة الأولى :

صلاة البركة ، وتُسمى (( بيراكوث )) وتُرجمت في الترجمة السبعينية (( أولوجية )) ووضع فيها عنصر الشكر والتسبيح والتمجيد .

الثانية : صلاة التضرع ، وتُسمى (( تفليه )) وهي تقرب من معنى الشفاعة وكلها توسل .






رد مع اقتباس