منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - الضابط الزائر
الموضوع: الضابط الزائر
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2011, 09:36 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
1221 الضابط الزائر







الضابط الزائر

الاب القمص مينا اسكندر

كنيسة السيدة العذراء بالمليحة – القاهرة

ترجع صلتي بقديس عصرنا البابا كيرلس السادس الي أيام أن كان في مصر القديمة ، فكنت أذهب اليه هناك، في كنيسة مارمينا للتمتع بروحانيته العملاقة وقامته الروحية الشامخة ، وكان ملهما من الروح القدس الساكن والعامل فيه ، وكنت أحظي بشرف الخدمة معه قبل رسامتي كاهنا.

كانت العلاقة بينه وبين مارمينا علاقة حميمة وفريدة للغاية وهنا أذكر واقعة لا أنساها .

في يوم من الأيام واجه المرحوم دميان رزق مشكلة عويصة تحتاج الي الافراز والحكمة ، فطلب مني الذهاب معه الي القمص مينا المتوحد ليعرض عليه الأمر، ويطلب مشورته. ولما ذهبنا الي كنيسة مارمينا بمصر القديمة وجدنا أناسا ينتظرون مقابلته ، أما هو فكان يجلس منفردا مع أحد ضيوفه ، ونظرا لأن الموضوع الذي حضرنا من أجله كان يتطلب سرعة البت ، فقد فكرت أن أدخل مستأذنا من الضيف، وأعرف أبونا مينا مدي أهمية الموضوع الذي سنطرحه عليه طلبا لارشاده.

ولما طال الأنتظار لبعض الوقت ، تسللت بهدوء ، واقتربت من الباب فنظرت ضابطا شابا يجلس الي جواره وأبونا مينا المتوحد مبتسما مسرورا يشرق وجهه الملائكي بنور هاديء ، بينما الضابط الذي بجواره بهي الطلعة يشع بنور وضاء . وكان يضع فوق رأسه خوذة لامعة كالتي كان يستخدمها الرومان.

وما لفت نظري أن الضابط كان يتحدث بمودة فائقة وابتسامة مشرقة ، كأنهما صديقان حميمان تربطهما محبة عميقة وكانا يتبادلان الحديث ، فأحدهما يتكلم والآخر يستمع كما لو كان هناك موضوع يشغلهما.

اعتقدت- لأول وهلة- أنه قد يكون واحدا من أحباب القمص مينا المتوحد من ضباط المطافي جاء عارضا خدماته للكنيسة أو لأحد أبنائها ، وقد انسحبت في هدوء منتظرا الفراغ من هذا الحديث الهام.

عدت بعد فترة والقلق يهيمن علي أريد أن أطرح الموضوع الذي أتينا خصيصا من أجله... فوجدت الضابط مازال يتحدث ، فاعتقدت أنه ربما تكون هناك مشكلة عويصة وهذا الضابط طرفا فيها.

وبعد أكثر من نصف ساعة ، ونحن منظرين في لهفة وجدنا أبونا مينا يفتح الباب لدخول الزوار لكن أين الضابط ؟... لقد شدتني قصته حتي أنني كدت انسي الموضوع الذي أتيت من أجله.

ثم تقدم عم دميان وعرض الأمر ، فأجابه أبونا مينا بحكمة روحية :" يابني سيب النقمة لله...سيب ربنا يتصرف". ولكني كنت أفكر في أمر الضابط . وهنا نظر الي في عمق كما لوكان يعلم ما يدور بفكري ، وبالحيرة التي تعتريني ، فاقتربت من قداسته ، وأنا أتطلع الي وجهه النوراني ، وسألته .

" يا أبونا منذ فترة طويلة ونحن ننتظر ، وكلما أهم بالدخول أجد ضابطا جالسا بجوارك ، تتحدثان معا".

أجابني باسما : " ضابط..! ضابط ايه يابني الي يعبرنا".

لكنني أصررت أنني قد رأيته ، فتساءل :" عن يميني أم شمالي "؟

أجبته :" كان جالسا عن يمينك".

فأجاب في بساطة شديدة ،و وداعة :" ياابني ...دا مارمينا"، ثم استدرك قائلا :" لسه سنه قدامك ، وهاتبقي قسيس"....!!

وبعد فترة قصيرة أصبح القمص مينا المتوحد – بالاختبار الألهي – بابا الكرازة المرقسية، فرسمني كاهنا باسم " مينا".




hgqhf' hg.hzv







التوقيع

ناس كتير علي اسمك لكن جهلينك
وناس كتير بالاسم لك
وبتعبد غيرك
وناس تانيين تشتاق
لك و تتمني تجيلك
وانا هنا عايش ليك
و أموت و لا أهينك
آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 08-24-2011 في 04:13 AM.
رد مع اقتباس