منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - دير السيده العذراء مريم (المحرق) بجبل قسقام اسيوط ... حصريا ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2012, 02:47 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
نة فى قسقام




العائلة المقدسة فى قسقام




+ أجمعت الكتب الكنسية المعترف بها في الكنيسة القبطية والكتب القديمة ( الموثوق في صحتها ) التي تطرقت للحديث عن العائلة المقدسة واتفق الباحثون في شبه إجماع تقريباً على أن العائلة المقدسة بعد ما ارتحلت من أورشليم إلى مصر وانتقلت بين عدة بلاد وقرى، حطَّت رحالها في قسقام وقد دلّت الدراسات على أن سفح جبل قسقام كان في ذلك الزمان ، صحراء قفرة لا يسكنها أحد على الإطلاق، إلا أنه كان يوجد بيت مهجور من اللَّبن وسقفه من سعف النخيل ويقع على منحدر هضبة شرقية واسعة، وفي
خارجه من الجهة الشمالية يوجد بئر ماء وعندما التجأت العائلة المقدسة إلى هذا البيت بتدبير إلهي استراحت فيه بعد عناء ومشقة الترحال
فمكثت فيه فترة من الزمان في هدوء واطمئنان في بساطة العيش وتواضع الحال مُدَبراً قُوتها الضروري بعناية إلهية وازداد ماء البئر بوفرة وصار صالحاً عذباً للشرب
بالرغم من جفافه مدة طويلة. كما قام يوسف النجار بعمل إصلاحات في مبنى البيت .. وكانت في أعلاه غرفة علوية تمكث فيها السيدة العذراء مع ابنها الحبيب. وكانت توجد في ذلك الزمان مغارة في الجبل قرب هذا البيت تذهب إليها السيدة العذراء مع طفلها الحبيب أحيانا



قصة يوسي
+ وأثناء ذلك وصل إليهم رجل يدعى يوسى
(أو يوسا) أو( موسى في بعض المخطوطات ) من سبط يهوذا هذا الرجل قد سمع أن هيرودس أرسل عشرة من جنوده للبحث عن الطفل يسوع في مصر وبإرشاد إلهي هَّب هذا الرجل مسرعاً إلى مصر لتحذير العائلة المقدسة بذلك فلما وصل إلى قسقام بعد عناء ومشقة بطريقة معجزية أخبرهم بما أمر به هيرودس فانزعجت العذراء كثيرا كما اضطرب كل من يوسف وسالومي، إلا أن الرب الإله طمأنهم بأنه لن يحدث مكروه لهم فانتهت مهمة يوسي بهذا ورقد في الرب ودفنه يوسف النجار عند مدخل عتبة البيت .
( وقد توارث بعد ذلك الرهبان جيل بعد جيل أن مكان قبر يوسى في الجهة الغربية القبلية للكنيسة الأثرية )

+
وظلت العائلة المقدسة في هذا البيت واستراحت فيه إلى أن ظهر ملاك الرب ليوسف النجار في حلم قائلاً " قم وخذ الصبى وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى " ( مت 2 : 19 ، 20 )

+ وقبل رحيلهم بارك الرب هذا المكان بركة مقدسة لأنه كان مأوى وراحة لهم في غربتهم وكان هذا الحدث العظيم في سنة 4 ق . م ، وطبقا للتقويم المصري والروماني ( اليوليانى ) السائدين في ذلك الوقت فإنهم وصلوا إلى قسقام ليلة يوم 7 برمودة الموافق 2 ابريل المقابل ليوم الاثنين وغادروا في نهار يوم 6 بابة الموافق 3 أكتوبر المقابل ليوم الأربعاء.
أي مكثوا 185 يوم [ أخذ في الاعتبار عند حساب عدد الأيام ـ حيث كانت تلك السنة بسيطة ـ يوم 7 برمودة ويوم 6 بابة كأيام إقامة في قسقام




نشأت الرهبنـة فى قسقـــام

+ كان لموقع كنيسة السيدة العذراء الكائنة في البرية نصيب في جذب البعض إلى السكنى والتعبد بجوارها لما لها من البساطة وتواضع الحال وامتياز فريد حيث إنها كانت مأوى آمناً وملجأ مريحا للعائلة المقدسة التي عاشت فيها مغتربة عن الأهل،



في صورة فقيرة متواضعة، فأصبح المكان مبروكاً بهم فكان لسان حال الذين أتوا للتعبد والانفراد حول الكنيسة أن كل من يأتي حباً في حياة البتولية متغرباً عن العالم ويعيش في فقر واتضاع كما عاشت العائلة المقدسة، سيمنح البركة التي باركها رب المجد لهذا المكان وينال إكليل الحياة الأبدية في ملكوت السموات.


+ وقيل إن بعضا من أولئك النساك الأول كان لهم علاقة طيبة بالقديس العظيم الأنبا أنطونيوس وبعد نياحة الأنبا باخوميوس أب الشركة انتشرت الأديرة الباخومية على يد تلاميذه ( مثل تادرس وأورزسيوس ) في كل أنحاء مصر كما أتبعت كثير من الجماعات الرهبانية الأخرى قوانين الأنبا باخوميوس دون الانضمام إلى أديرة الشركة الباخومية، وبنى البعض الأخر الأديرة واستقى من النظام الباخومي نظاماً خاصاً له .

+ وقد دلت الدراسة على أن بعضاَ من تلاميذ الأنبا باخوميوس أو على الأقل جماعة من رهبان الشركة الباخومية جاءوا إلى قسقام في النصف الأخير من القرن الرابع واشتركوا مع القاطنين حول الكنيسة في تأسيس الدير وإن كان غير معروف وقت مجيئهم بالتحديد، إلا أنه حدث بعد نياحة الأنبا باخوميوس أب الشركة ( 346 م )
[ لأنه قد أجمع الدارسون في حياة الشركة الباخومية أن الأنبا باخوميوس أب الشركة لم ينشئ إلا تسعة أديرة للرهبان وديرين للراهبات محصورة بين أخميم شمالاً وإسنا جنوباً ]


+ وقد كانت حياة الشركة تشبه جماعة الكنيسة الأولى حيث كان كل شئ مشتركاً بينهم
( أع 2 : 44 )
وأساس حياتهم الجسدية كان مركزّاً على الفقر والمسكنة وعدم امتلاك ممتلكات والهروب من محبة القِنْيَة أما مركز حياة الراهب الروحية فكان هو الكتاب المقدس وسر الإفخارستيا والصلاة الدائمة ويبدو أن الأسلوب التطبيقي للقوانين الباخومية في دير قسقام كان له الطابع الخاص لما اشتهر به الدير بانفتاحه على الزوار والملتجئين طلباً في الشفاء من مياه البئر التي باركها السيد المسيح، ولطلب دعاء وشفاعة والدة الإله العذراء القديسة مريم.





قسقام ملجأ آمن للمطردين من أجل البر

طوبى للمطرودين من أجل البر لأن لهم ملكوت السموات " ( متى 5 : 10 )

دلت الدراسات الأولية للغارات الضارية التي قام بها البربر على الجماعات الرهبانية في برية شيهيت والتي يذكر التاريخ أنها حدثت في الأعوام 407م، 434م، 444م، 570م، 620م، 817م ( وكذلك غارة النوماتيين سنة 866م وغارة اللواتيين سنة 1069م ) على أن عدداً كبيراً من الرهبان والآباء القديسين التجأوا إلى الأماكن البعيدة والآمنة ومنها صعيد مصر، إلى أن تهدأ تلك الغارات،

+ ويتضح أن دير قسقام كان له النصيب في استقبال هؤلاء الأبرار وقبل استكمال الحديث يبرز

سؤال هام
هل من الصواب الهروب؟!

+ قيل عن الأب دانيال الذي من الأسقيط إنه لما طرق البربر الأسقيط هرب الإخوة فقال الشيخ إن لم يهتم الله بي فمالي والحياة وعبر بين البربر وما أبصروه فقال ها الله قد اهتم بي وما مت فدعني أعمل أنا عملاً بشرياً وأهرب مثل آبائي ، وهربوا كذلك قيل عن الأب نستاريون أثناء طوافه في البرية مع الأخوة وشاهد تنيناً وهرب أن قال له الأخ وأنت أيضاً أيها الأب تفزع؟ فأجابه قائلاً : ما أخشى يا ولدي إلا أن الهرب أوفق لي ولولاه ما كنت خلصت من روح المجد الفارغ جاء في سفر الثنية " لا تجرب الرب إلهك " وتفسير ذلك أن الإنسان يجرب الله متى عمل عملاً بلا روية وألقى نفسه في التلف وقال في ذلك قديس آخر : إنه يجب الانهزام في زمان الاضطهاد واستيلاء الظلم ولا يسلم الإنسان نفسه في غير وقته للمعاقبين بل متى استدعاك الوقت فاصبر بشهامة وشجاعة ولو أنت كاره ـ لأن الذي يحب العطب به يهلك وإن كان بعض القديسين قد أسلموا ذواتهم للامتحانات باختيارهم لكنهم ما تجاسروا على ذلك إن لم يعلن لهم من الله من قبل.
وعناق بين شهيت و قسقام
ولا جدال في أن استقبال دير قسقام لأولئك الأسقيطيين الأبرار، كان له أثر طيب، له تأمل عذب هو :إن تلاقي فكر النسك الأسقيطي بما فيه من السمو الروحاني مع تعاليم الشركة الباخومية التي كانت نبراساً لرهبان قسقام في ذلك الحين، أضاف فيضاً رائعاً على الحياة الرهبانية في قسقام وأعطى عمقاً مضافاً إلى الأصالة الموجودة منذ وصول الرب لهذا المكان وباركه وقدسه بيمينه الإلهية فغدت رهبنة قسقام نموذجاً لمزيج عطر فاح عبر العصور، به اشتمته الأنفس الطاهرة وانجذبت بعبقه الفواح لتعيش في رحاب والدة الإله القديسة مريم غريبة عن العالم لتنال الحياة الأبدية في ملكوت السموات ويتضح أنه في تلك الفترة أنشئ الحصن بأيدي وإمكانيات محلية وبتصميم هندسي يشبه إلى حد كبير حصون برية شهيت ولكن بأبعاد أقل ويقدر تاريخ بناء حصن دير قسقام ـ
على الأرجح ـ أنه بين القرنين السادس والسابع الميلاديين.

و لا جدال في أن صعيد مصر كان ملجأ آمنا للمضطهدين عبر العصور الأولى للمسيحية في مصر فعندما اضطهد البابا اثناسيوس 20 ( 328 ـ 373 م ) في إحدى المرات نزل إلى الصعيد كملجأ أمان وليفتقد أبناءه ورعيته ورهبان الأديرة كذلك البابا تيموثاوس 26 ( 455م ـ 477م ) قام برحلته للصعيد أثناء الاضطهاد الشنيع الذي شنه الملكيون كذلك البابا ثيؤدسيوس 33 ( 536 م ـ 567 م ) عندما أمره الملك جوستنيان بالاعتراف بطومس لاون ( القوانين الخاصة بمجمع خلقدونية) رفض البابا الإذعان للملك وذهب إلى صعيد مصر يفتقد الديارات ويثبَّت رعيته على الأمانة الأرثوذكسية ويصبرّهم على الجهاد حتى الموتوأيضا الأنبابنيامين 38 ( 623م ـ 662م ) الذي اختفى ثلاث عشرة سنة حيث اعتلى المقوقس منصب البطريرك الملكي بأمر من هرقل ملك الروم ورسم أساقفة ملكيين لسائر إيبارشيات مصر أذاقوا فيها أهل البلاد الذل والبلاء

+ ويبدو أن دير قسقام كان له نصيب ـ بعض الشئ ـ في استقبال الآباء القديسين وإن كان لم يُعثَر على دليل حتى الآن يؤكد زيارة الآباء البطاركة
[ الأنبا أثناسيوس ( 20 )
والأنبا تيموثَاوس ( 26 )
والأنبا ثيؤدوسيوس ( 33 ) ]

لدير قسقام إلا أنه بالنسبة للأنبا بنيامين ( 38 ) فقد نشر الدكتور ميللر MULLER أستاذ الدراسات المسيحية الشرقية بجامعة بون بألمانيا الغربية بحثاً في عام 1987م قام بدراسته وإعداده الأستاذ جرجس داود مدير المتحف القبطي بالقاهرة أثبت فيه بالدليل القاطع أن دير قسقام أحد الأماكن التي لجأ إليها الأنبا بنيامين واستقر فيها مدة من الزمان خلال فترة اختفائه في عهد المقوقس في الفترة بين 631م إلى 643/ 644م
والتي لم يُكتب عنها شئ في كتب التاريخ التي نشرت حتى اليوم.

تأمل وتعليق
إن كان المكان الذي لجأت إليه العائلة المقدسة هرباً من بطش هيرودس الطاغية، وكان لها فيه سلام. واصطبغ بصبغة سمائية لا تمحى وهى أن يمين الرب الإلهية قدسته وباركته أليس بالحري يكون ملجأ مباركاً للمضطهدين في القرون الأولى!
وللمطرودين من أجل البر وللمكروبين والفقراء عبر العصور !


سمة الحيـاة الرهبنية فى الديـر
و
في الحقيقة إن المتأمل في تاريخ الدير عبر العصور لا يسعه إلا أن ينطق بكلمات الفخر والإعزاز والتبجيل لما قدمه الرب الإله لهذا المكان وبالأكثر للكنيسة الأثرية بيته المقدس ليكون سبب بركة وشفاء لكثيرين ومأوى آمنا للمكروبين. كما لا يفوت أيضا على المتأمل في تاريخ الدير ذلك العمق الروحي الذي نتج من المزيجَ العجيب لحياة الشركة والرهبنة الأسقيطية ومن ثم يمكن التوصل إلى خلاصة مؤداها أن الدير انفرد بسمة خاصة عن غيره من الأديرة الأخرى في ذلك الزمان وهى سمة الخدمة الروحية للمترددين والزوار وأن الذين أحبوا السيد المسيح من كل قلوبهم من الآباء الرهبان وغيرهم من القاطنين بالدير دأبوا على التفاني وبذل الذات لأجل تخفيف الألم عن المكروبين والمنكوبين ومعونة المرضى الملتجئين في طلب الشفاء من ماء البئر المقدسة مع الوعظ والإرشاد للحث على حياة التوبة وخلاص النفوس، دون أن يؤثر ذلك على حياة الراهب الداخلية وروحانيته، منطلقاً في حرية أولاد الله التي يضبطها العمق الروحي الذي نتج من ذلك المزيج العطر!!

+ لذلك فضَّل بعض رهبان الدير التوجه للكرازة ببشارة الملكوت إلى البلاد التي كانت تعتبر بعيدة في ذلك الحين مثل أيرلندا وعاشوا هناك وبشروا بكلمة الإنجيل ويذكر مهندس الأثار لبيب صليب في بحثه الذي نشره في عام 1964م تحت عنوان الفن القبطي المصري في العصر اليوناني الروماني ص 65 ما نصه الآتيورد في ليتورجية قديمة بأيرلندا:
أذكر يارب عبيدك رهبان دير المحرق الذين ردونا إلى الإيمان
( وتجرى حالياً في الدير دراسة خاصة في هذا الشأن )
ولكن هذا لا يمنع أن البعض اشتهى الوحدة والانفراد مفضلاً عدم البقاء والتوجه إلى البراري الداخلية أو شهيت ومن ثم يمكن رؤية الطابع الروحي لرهبان الدير، في أنهم عاشوا في البتولية والفقر الاختياري والاتضاع والمسكنة واحتقار أباطيل العالم، والزهد، والنسك بحكمة



تابع مابعده








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 05-31-2012 في 04:02 AM.
رد مع اقتباس