منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - الخروج إلى الخلاء ليصلى
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2011, 01:13 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
Angry الخروج إلى الخلاء ليصلى





الخروج إلى الخلاء ليصلى

وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ . مرقس 1 : 35
قصص المسيح في إنجيل ق. مرقس تختلف عن جميع القصص الأخرى , فهي ليست على مستوى الذات . بمعنى إنها دائما مفتوحة على الآخرين , إذ أن المسيح لم يعمل و لم يتحرك و لم يتكلم لذاته , فكل ما يحكى عنه هو للآخرين . فمن العجب حقا أن يذهب المسيح إلى الخلاء ليصلى فيلاحقه تلاميذه بالقول " الجميع يطلبونك " , فلا نسمع منه " اتركوني في خلوتي لأصلى " , بل " لِنَذْهَبْ إِلَى الْقُرَى الْمُجَاوِرَةِ لأَكْرِزَ هُنَاكَ أَيْضاً " . نعم حياته و راحته و خلوته و صلواته كانت ليست له !! و هو نفسه يعطى العلة لذلك : " لأَنِّي لِهَذَا خَرَجْتُ " ( مر 1: 38 ) . و في أيه واحدة جمع القديس مرقس خدمة أيام كثيرة بجملتها : " فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ. " ( مر 1: 39 )

1: 35 " وَفِي الصُّبْحِ بَاكِراً جِدّاً قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ "

القصة لشاهد عيان من داخل البيت, لأن وصف الصباح الباكر جدا يعنى: و بقايا الليل لا تزال, أو يقال: باكر و الظلام باق. هذا التحديد يحكى على أن الذي يروى كان قد استيقظ في أخر الليل فبحث عن المسيح و لم يجده في البيت , فعرف انه ذهب خارجا , و يبدو أن هذه كانت عادته , يذهب إلى مكان خلاء ليصلى . و قد حددت الكنيسة صلاة باكر بحسب هذا التحديد و الظلام باق !!
" قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى " :

يلزم أن الذي نقل هذه الرواية عن المسيح كان يرصد تحركات المسيح , و أحس به لما قام في صمت و هدوء و خرج من الباب و مضى في طريق خلاء – غالبا خارج المدينة – و الناس نيام .
و المسيح كان يحب الصلاة في الأماكن الخالية و الجبال . و يبدو أن عدد المرات التي استطاع الإنجيل أن يرصدها في إنجيل ق. لوقا هي ثماني مرات و في إنجيل ق. مرقس أربع مرات .

و هذه ألأيه متصلة بألأيه السابقة اتصالا سريا , فخدمة مرضى المدينة كلها إلى ساعات متأخرة من الليل يتحتم أن يقابلها في الصباح الباكر خلوة و صلاة و عرض الحياة على الأب السماوي .



فالصلاة هي الينبوع السري الذي يمنح للخدمة و للعمل و الوعظ قوتها و فاعليتها . فسر اندهاش الناس من السلطان و القوة التي كان يعلم و يعمل بها المسيح , كان منبعها الصلاة السرية التي كان يتحدث فيها مع الأب حيث القوة و السلطان و رفع الفكر و الإرادة لتتعادل مع الذي للأب . لان في الصلاة ترتفع قوى العقل و الروح لتبلغ كمالها فيما هو للأب :" أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟" ( لو 2: 49 ) . أما الخلاء بالنسبة للصلاة فهو للحديث سرا مع الأب و لا رقيب ليسخن قوى النفس في الهدوء بلا انزعج , و لتشبع الروح من منابع الصفاء الإلهي . و بقدر ارتفاع سعة الصلاة و علوها و امتدادها .

و هنا تأتى نصيحة المسيح الذهبية : " وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. " ( متى 6:6)

" فالذي ليس له باب يغلق ليست له صلاة تسمع , و في الخفاء يرى الله ما لا يراه الناس " . الأب متى المسكين


أن صورة المسيح الواقف على قمة التل خارج المدينة يصلى هي الصورة الحية التي لا تزال قائمة تفيض على العالم قوة و سلام , و يستمد منها كل من وقف يصلى قوة و سلام و حياة .


كتاب ( الإنجيل بحسب القديس مرقس – دراسة و تفسير و شرح ) – للأب متى المسكين – إصدار دير القديس أنبا مقار – وادي النطرون - طبعة 1996 – صفحة 161 – 162




hgov,[ Ygn hgoghx gdwgn







آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 12-14-2011 في 12:59 PM.
رد مع اقتباس