منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - يونان النبى كخادم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2013, 09:27 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اربسيما
 

 

 
kjdhj تابع يونان النبى كخادم ...




ثالثا: خادم يخدم



* ذهب يونان الى الخدمة بعد أن دخل 3 مدارس :

مدرسة الصلاة ــمدرسة التجربة ــ مدرسة الخلوة

أولا: مدرسة الصلاة :

ذكر الكتاب المقدس أن يونان صلى من جوف الحوت (يو1:2) ،
وكان الحوت بالنسبة ليونان تجربة ، فصلى يونان الى الرب من جوف التجربة ، وكان الحوت ليونان تعبا ، فصلى الى الرب من خلال المتاعب ، هكذا الخادم يلتقى بالله ، ويتعامل معه مباشرة من خلال تجاربه ومتاعبه فى الطريق ... زى ما كان سيدنا البابا بيتأمل وقال :
عى
(حقا أن الضيقات هى مدرسة الصلاة)
"دعوت من ضيقى الرب فاستجابنى." ويستمر يونان فى صلاته العجيبة الرائعة "صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتى .. جازت فوقى جميع تياراتك ولججك ولكنى أعود أنظر هيكل قدسك ."
بهذا الايمان العميق رأى يونان نفسه خارج بطن الحوت ينظر هيكل قدس الله ، وبهذا الايمان استطاع ان يحول صلاته من طلب الى شكر وهو مازال فى جوف الحوت ... وختم صلاته الرائعة بقولة:"أما أنا فبصوت الحمد اذبح لك وأوفى بما نذرته ."
( يو9:2)
* أزاى اتأكدت أيها النبى القديس ان ربنا سمع صوتك واستجاب لصلاتك ؟! وأنه ح يخرجك من جوف الحوت وترجع تنظر الهيكل المقدس فى أورشليم وأنت فى جوف الحوت فى مكان ما فى البحر ما تقدرش تحدده ؟! والحوت متجه الى نينوى
(مدينة الموصل حاليا فى العراق) ؟؟

يونان النبى الخادم يصلى صلاة عميقة ويرى بعين الايمان استجابة الله له ..
+ الخدمة يا أحبائى فى مفهومها الروحى هى الصلاة لأجل الخدمة ، والخادم الذى يعتمد فى خدمته على حاجة تانية غير الصلاة ، أو يخدم بدون صلاة ، هو خادم لم يعرف الخدمة ...
الخدمة اللى مافيش قبلها صلاة مفيش بعدها ثمر ...
والخدمة اللى مفيش بعدها صلاة ثمرتها لا تدوم .

*صموئيل النبى كخادم يقول لمخدوميه :
"أما أنا فحاشا لى أن اخطىء الى الله واكف عن الصلاة لأجلكم ."
(1صم22:12)

+ صلى يونان هذه الصلاة الأولى من عمق الضيقة والتجربة ، وبقوة ايمانية رائعة فكانت صلاته كمزامير روحية وترانيم مقدسة لأنها نابعة من الضيق ...
وصلى صلاة ثانية بعد الضيقة ، بعد الحوت لكنها كانت نابعة من التذمر فى صلاته الثانيه قال : "خذ نفسى منى لأن موتى خير من حياتى ."
(يو3:4ـ8)
بهذه الصلاة التى تمنى فيها الموت لنفسه ، وبهذا الغيظ يبرهن يونان على أنه لم يستفد من التجربة والضيقة اللى فاتت ..... نسى الثمن اللى دفعه فى السفينة اللى غرقت ، نسى رميته فى البحر ، نسى الثمن اللى دفعه فى جوف الحوت ...
يقولمثلث الرحمات سيدنا البابا شنوده الثالث .
(أن يونان أطاع الله ظاهريا لكنه ظل من الداخل كما هو لم يتجدد، ولم يتخلص من طبيعته القديمة المحبه لذاته وكرامته وكبرياؤه ، لم تكن خدمة الرب فى اعماقه ولم تكن محبة الناس فى قلبه، كانت كل هذه الأمور تطفو على سطح تفكيره ، لكن العمق فيه الذات والكرامة ولاغير... لدرجة أنه فضل الموت وتمناه على أن يعيش بدون كرامة أمام الله ، اخطأ وعلى العكس لم يعترف بخطأه ولكنه تذمر .....)

ثانيا: مدرسة التجربة :

التجربة والضيقة اللى دخلها يونان كانت فى جوف الحوت ... والحوت لم يكن هدفا بالنسبة لربنا ، لكنه كان وسيلة تؤدى الى هدف ... طيب ايه هو الهدف؟! الهدف كان هو الله نفسه ... بارادة الله ومشيئته نزل يونان الى الحوت ... دخل الى الضيقة والتجربة ، وعن طريق الحوت صعد يونان الى الله ... من خلال التجربة تلاقى مع الله !!
+ الله يسمح لخدامه بالدخول فى تجارب متنوعة علشان يتلاقى معهم ... يتوه الخادم ويهرب وعاوز يروح ترشيش والمشاكل تلخمه ، والمغريات تساعده وعدو الخير يسهل طريق الهروب ... ويفضل ربنا يناديه مرات ومرات وهو مش عاوز يرجع ... يحرق الله حقله ويحرق الشعير بتاعه .
زى ما حصل بين أبشالوم ويوآب
(2صم 28:14ـ 33 )..
ممكن يكون الحقل ده حقل خدمة، وممكن يكون الشعير هو ثمر الخدمة، لكن يسمح ربنا بالفتور والضعف!! ، وممكن يسمح بالضيقة فى حياة الخادم الروحية أو الاجتماعية!! ، مش للانتقام و مش عن كراهية ، لكن حبا فى اللقاء ،حب فى العتاب .!!....

*
دايما الانسان يعاتب ربنا ، عملت كده ليه معانا يارب ؟!
ومفيش مرة يعاتب نفسه : نسيتى ربنا ليه يا نفسى وبعدتى عنه ؟!
اذا سمح الله وأعطانا التجربة ، واذا سمح ونزلنا جوف الحوت ، أوع تنساه، ونفضل نصارع الحوت ، ونتخانق معاه علشان نغلبه!!
طبعا الحرب مش متكافأة لأنى أنا أضعف من الحوت ،و أضعف من التجربة ،و أضعف من اصغرهم .....!!!
* اذا نظرنا الى تجارب الخدمة ح ننسى ربنا ، لكن اذا نظرنا الى الله فأننا ننسى التجارب ... وزى ما احنا عارفين كم هى كثيرة ومتنوعة تجارب الخدمة وتجارب الخدام ، ولكن يكفينا حكمة يشوع بن سيراخ :"ياابنى اذا تقدمت لخدمة الرب اعدد نفسك للتجربة"(سيراخ1:7)
والله قادر أن يخرجنا من جوف التجربة ، زى ما قال أبونا بطرس الرسول :"يعلم الرب أن ينقذ الاتقياء من التجربة ."
(2بط9:2)
فقط صلوا معى أن تجربة كل واحد تكون حوت تصعده الى الله ، وما تكونش سفينة توديه ترشيش !!!

ثالثا: مدرسة الخلوة :

كانت خلوة يونان خلوة اجبارية ، رأى الله أن يونان كخادم لابد أن تكون له خلوة ، فادخله فى بيت الخلوة فى جوف الحوت ... كان الحوت هو البرية بالنسبة ليونان ، لم ير فيه بشرا ولا نورا ، ولكنه رأى رب البشر وتلامس مع نور العالم ...
** مهمة الخلوة أنك تسكت لسانك، وتسكت قلبك، علشان يتكلم الله ، فى الخلوة نتخلص من دوامة الحياة وازدحام السفينة ، مش هانقدر نرى الله ونتلامس معه فى وسط صخب الحياة وضجيجها !!!!!!
+ القديس يوحنا المعمدان كانت مدة خدمته ستة شهور فقط .
لكن كان يسبقها ثلاثين سنة خلوة فى البرية ...... خلوة ال 30 سنة أعطت قوة لخدمة ال 6 شهور بحيث يخرج اليه جميع الكورة المحيطة معترفين ومعتمدين (لو3:3)

+ القديس بولس الرسول قبل ما يدخل الخدمة كان فى خلوة 3 سنين فى الصحراء العربية
(غلا 16:1ـ17 ) .
.هناك تسلم خدمته من الرب (1كو 23:11 )

+ السيد المسيح نفسه كان يختلى كثيرا أثناء خدمته
(مت1:17ـ8،لو 42:4)
وكان يقضى الليل كله فى الصلاة
(يو53:7،1:8)
ليعطينا مثال للخلوة الروحية..

+ ناس كتير تتكلم عن العظة اللى قالها أبونا بطرس الرسول اللى فيها آمن 3000 نفس وغيروا ديانتهم، لكن العظة دى كان قبلها خلوة 10 أيام صلاة فى العلية
(أع 4:1،37:2)
علشان كدة نقدر نقول ان عشرة أيام خلوة + العظة = 3000 نسمة آمنوا..

+ فيه ناس كتير عايشين فى الصحارى لكن العالم عايش فى قلوبهم ، منقدرش نقول ان دى تبقى خلوة.. لأن الخلوة هى تفريغ للقلب والعقل من الاهتمامات العالمية ، هى خلوة مع الله ، فالعقل خال من كل اهتمام والقلب خال من كل شهوة ، والمكان خال من الناس.
+ فى الدعوة تكلم الرب مع يونان ، فى السفينة تكلم معاه من خلال ركاب السفينة ، فى البحر اتكلم معاه من خلال الرياح الشديدة والأمواج .. وبقى أن يسمع الله صوت يونان! ** فكانت هذه هى مهمة الخلوة الأجبارية اللى خلت يونان يتكلم مع الله ...!!
** قبل الحوت شاف يونان ربنا فى دعوته ، وفى داخل الحوت شافه فى قوته ، وبعد الحوت عرف يونان الرب فى رحمته ..
على رأى احد الأباء لمل قال: ما أجمل هذا الحوت اللى أعطى ليونان ليس أن يرى الله فقط بل أن يعرفه...!!
+ يحكى التاريخ عن شاب دخل الجيش وفى الحرب فقد عينيه ، وراحوا الأخوة الخدام يعزوه ويطيبوا خاطرة وبعد الزيارة وقفوا يصلوا وطلبوا من الأخ الأعمى ده انه يصلى .. وكانت صلاته من عمق التجربة :
(اشكرك يا رب لاننى كنت أعمى والآن أبصر قبل كدة كنت بأشوف الناس لكن دلوقتى أنا شايفك أنت وحدك ومش شايف حد تانى من الناس ...)
** لعلنا نستوعب هذا الدرس ياأحبائى ونتعلم من تجربة يونان النبى،لنعرف كيف نخدم الرب .. الذى لة المجد الدائم الى الأبد آمين .

اذكرونى فى صلواتكم












التوقيع

رد مع اقتباس