منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - يونان النبى كخادم
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2013, 09:05 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اربسيما
 

 

 
kjdhj تابع يونان النبى كخادم .... ثانيا : خادم يهرب..




ثانيا : خادم يهرب



يقول الكتاب :
"فقام يونان ليهرب الى ترشيش من وجه الرب ." (يو3:1)
ويقول :"أن الرجال عرفوا أنه هارب من وجه الرب لأنه أخبرهم."

1ـ الهروب من الله هرب منذ آدم :

آدم هرب من وجه الرب بسبب الخوف ...
لما اخطأ آدم اختبأ وراء الشجرة وقال لربنا :

"سمعت صوتك فى الجنة فخشيت ، لأنى عريان فاختبأت. "
ـ لما كان مرتبط بعلاقة حب قوية مع الرب ماكنش بيهرب ، لكن كان يشتهى اللقاء ... لكن دلوقتى اللقاء بقى صعب ... لذلك بيهرب .
* أيضا يونان هرب من وجه الرب ... بس هرب لأن فكره الخاص اختلف مع فكر الله ... هرب بسبب الكبرياء والاعتزاز بالكرامة الشخصية ... زى ما بيقولوا (كرامته نأحت عليه) فهرب من وجه الرب :
وياما ناس بتهرب من لقاء ربنا لأسباب كثيرة :
* فيه ناس تهرب من وجه الرب بسبب المشاكل اللى حواليهم :
المشاكل تشغلهم ، وتشغل تفكيرهم ، فيغرقوا فيها ويبتدوا يبعدوا عن ربنا .
فى حين أن ربنا هو حلال المشاكل ... هو الضابط الكل ...
* وفيه ناس تهرب من الله لأنهم حاسين أن ربنا مش واقف معاهم :
حاسس بلأهمال ، بالتخلى ، مفيش معونة ، مفيش تعزية ، مفيش نجاح ...
حاسس أن ربنا يجى فى الضيقة ويختفى ... زى ما قالها مرة داود النبى :

"لماذا يارب تقف بعيدا؟! لماذا تختفى فى أزمنة الضيق ؟!" (مز1:10)
فى حين أن الله يريد أن الجميع يخلصون والى معرفة الحق يقبلون .
* وفيه ناس تهرب من وجه ربنا لما يكلفهم برسالة معينة مش على كيفهم :
يشعر أن الرسالة دى ثقيله على نفسه .. وصعبة .. يشعرأن صليب المسيح ثقيل فيبتدى يهرب من الخدمة ومتطلباتها ومسئوليتها .
فحين أن السيد المسيح يقول :" نيرى هين وحملى خفيف ." (مت30:11)
والقديس يوحنا الحبيب يقول :" وصاياه ليست ثقيله ." (1يو3:5)
* واحد تانى يهرب بسبب شهوة معينة أو عادة سيئة لكن محببه الى نفسه :
فيقول أنا لو تقابلت مع الله ، ح يحرمنى من شهواتى اللذيذة .. وبعدين ابتدى ادخل فى صراع بين الروح والجسد .. طب وأن ايه اللى يدخلنى فى صراعات ؟! ـــ فى حين أن الكتاب المقدس يقول :"محبة العالم عداوة لله ."
ـ زى المريض اللى خايف من الدواء والحقن ، ومش عاوز يروح لدكتور يعالجه فيفضل هارب من الواقع ، لأن الواقع بيتعبه .. وتكون النتيجة أن المرض يزيد والتعب يزيد وممكن يؤدى الى الوفاة .
* انسان تانى يهرب من وجه الرب لأن بابه ضيق وطريقه كرب:
فيشعر أنه أول ما يدخل فى طريق ربنا ح يدخل فى الضيقة .. ويدخل فى حمل الصليب .. ويدخل فى التجارب .. فيهرب من الله .
فى حين أن الكتاب المقدس يقول:"الله أمين الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة المنفذ لتستطيعوا أن تحتملوا" (1كو13:10)
*انسان تانى يهرب بسبب الناس والاصدقاء :
يقول ان الناس عاوزين اللى يجاريهم ويضحك معاهم ، ويوافقهم على أعمالهم حتى لو غلط .. غير كده يقولوا على رجعى وكشرى ويكرهونى ويضطهدونى ويتعبونى فى حياتى ...
فى حين أن الكتاب المقدس يقول :"لاتشاكلوا هذا الدهر."
"بل تغيروا عن شكلكم بتجديد اذهانكم لتختبروا أرادة الله الصالحة المرضية الكاملة ." (رو2:12)
* كمان فيه ناس تهرب من ربنا لأن طريق ربنا مش عصرى :
طريق ربنا مش مودرن ، مش على الموضه ، آجى الكنيسة يقولوا لى: اللبس والشعر والماكياج والبنطلونات والالوان ............
فى حين أن الكتاب يقول :" ولاتكن زينتكن الزينة الخارجية ."(1بط3:3)
♦كل ده هروب لأسباب سلبية ... لكن فيه ناس تهرب من الأمور الايجابية تهرب بسبب الخوف من الفضائل :
يسمع الوصية تقول :"كونوا قديسين." "كونوا كاملين."
ـ يقول طيب أنا مهما عملت ح أقدر أوصل للقداسة والكمال؟!
ـ والسيد المسيح بيقول :" أن عملتم كل البر فقولوا أنما نحن عبيد بطالون ."
يبقى مهما عملت مش ح أوصل حتى لدرجة العبيد البطالون .. فيهرب من وجه الرب ... فى حين أن المطلوب منك هو أول خطوة وربنا يكمل الباقى.
♦الخطورة هنا أن اللى بيهرب من ربنا .. بيهرب من كل ما يتعلق بربنا :
يهرب من الكنيسة ... من الخدمة ... من الاجتماعات ... من الاعتراف ... من التناول ... من الكتاب المقدس ... من سير القديسين وصورهم ....
حتى يهرب من الخدام والخادمات ... ويهرب من الاصدقاء اللى بيفكروه بربنا ...
* لكن مهما هربوا ح يروحوا فين ؟! ربنا موجود فى كل مكان :
يقول الكتاب المقدس :
" اين أذهب من روحك ومن وجهك اين أهرب ؟! ان صعدت الى السماوات فأنت هناك وان فرشت فى الهاوية فها انت ." (مز7:139/8)
ـ لا آدم قدر يهرب ، ولا يونان قدر يهرب ، ولا بولس قدر يهرب ....
* أذن يا أحبائى الهروب موجود منذ آدم ، وأسبابه متعددة .

2ـ مشجعات الهروب :

زى ما الهروب له أسباب ودوافع ... له أيضا ما يشجع عليه :
*لأن يونان لما حاول الهروب كان محدد المدينة اللى رايحها :
يقول الكتاب المقدس :"فقام يونان ليهرب الى ترشيش ." (يو3:1)
يعنى مش صدفه لكن كان مختار مدينة لها شهرتها : مدينة ترشيش ( هى حاليا مدينة قرطاجنه = جنوب أسبانيا) مدينة ساحلية ، سياحيه ، غنيه ، كانت مدينة عظيمة لكن ماديا أنما نينوى كانت عظيمة فى عين الله لأن فيها نفوس يريد الله خلاصهم ....
لكن أيه اللى شجعه على الهروب :


1ـ أول المشجعات أنه وجد السفينة:
لكن السفينة لم تكن فى يد الله .. الله أعد له شىء آخر يحميه من الموت أعد له حوت يحميه من الغرق ، السفينة ممكن تغرقه لأنها وسيلة بشرية ، لكن الحوت من يد ربنا ... ربنا ينجى من الغرق .
ـ ممكن تكون الوسيلة اللى قدامى مغرية ومريحة جدا وسهلة ، لكن لازم اتمهل واتأكد أن دى من أيد ربنا ... لازم اتأكد ان الوسيلة ح تكون سبب فى خلاصى وخلاص الآخرين وليس للهروب فى حضن العالم .

2ـ ثانى حاجة شجعته انه وجد ثمن التذكرة:
(وجد السفينة فدفع أجرتها) والحاجة العجيبة ان معظم الناس بيدفعوا ثمن وأجرة الهروب من وجه الله .
فتكون النتيجة خسارة مزدوجة : يخسر ماله ، ويخسر أيضا طاعته ونقاوته.

3ـ السبب الرئيسى لهروب يونان هو ذاته :
(ودى مشكلة المشاكل) كان معتزا بذاته ... وبكرامته ... وبكلمته ... وكبرياؤه : أزاى يقول كلمه وتنزل الأرض ؟!:
يقول لربنا :"أليس هذا كلامى اذ كنت بعد فى أرض لذلك بادرت الى الهروب الى ترشيش لأنى علمت أنك اله رؤوف رحيم بطىء الغضب ونادم على الشر ." (يو2:4ـ4)
ـ الشىء اللى ازعجه وخلاه يهرب أنه لما ينادى على نينوى بالهلاك بعد 40 يوم .. فلو الناس تابوا ، وربنا رحمهم : ح يطلع هو كداب قدام الناس ، لان المدينة مش ح تهلك ...
♦ فهل أنت مهتم بكرامتك وذاتك ، أم بخلاص النفوس اللى فى المدينة؟!
♦بسبب الكرامة والذات يصل الانسان لدرجة انه يظن أنه احكم من الله :
يقول لربنا (أليس هذا كلامى) (مش قلت لك)
كلمة (مش قلت لك) يقولها الواحد وهو حاسس أنه أكثر حكمه ومعرفه وعلم وتوقع من اللى قدامه ...
فى حين يقول الكتاب المقدس :" ويل للحكيم فى عينى نفسه." (أش23:5)
لذلك أعظم جهاد أول جهاد لابد للانسان أن يدخل فيه هو الجهاد ضد الذات وأعظم انتصار يحققه الانسان هو الانتصار على الذات لذلك يقول الكتاب : "مالك روحه خير ممن يحكم مدينة ." (أم32:16)
ـ مشكلة ناس كتير أنهم لما ينجحوا فى خدمة ما أنهم يبتدوا يبصوا لكلام المعجبين والمادحين ... ويبتدوا يبصوا للمجالس الأولى والمراكز الأولى .
لكن السيد المسيح يقول :
+ "من أراد أن يكون عظيما فليكن لكم خادما ، ومن أراد أن يكون فيكم
أولا فليكن لكم عبدا ."
(مت 26:20،27)
+ "من وضع نفسه يرتفع ومن رفع نفسه اتضع ."(مت 2:23)
* بسبب الذات والكبرياء لم يفرح يونان بخلاص الآخرين :
والكتاب يقول :"فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ ." (يو1:4)

ـ على رأى سيدنا البابا :

يونان هنا فكرنا بالأخ الأكبر للابن الضال ، لما زعل وحزن ورفض يدخل البيت لأن أخوه كان ميتا فعاش وكان ضالا فوجد :
سبب الحزن والغم أن فيه تمركز حول الذات :
مش مهم خلاص الآخرين ... مش مهم الخدمة والكرازة ... مش مهم بناء وانتشار ملكوت الله ... المهم هو وضعى ... واسمى ... وكرامتى ... وشخصيتى ... لذلك يقول الكتاب المقدس :
"لاتنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه ، بل كل واحد الى ما هو للآخرين أيضا ." (فى4:2)

*هكذا نجد مشجعات كثيرة تدفع الخادم الى الهروب الوهمى من الله :
ـ وقت الفراغ فى حياة الخادم يشجعه على الهروب .
ـ توفر المال واستخدامه بطريقه خاطئه يشجع على الهروب .
ـ أيضا الذات والكرامه تشجع على الهروب .
ـ والاستعداد الداخلى وعدم محبة الله وخلاص النفوس .

* لكن أقول لكم حاجة مهمة :
زى ما فيه أسباب ومشجعات للهروب فيه أيضا متاعب للهروب من وجه الله:
ـ يكفى هول البحر وتحطم السفينة .
ـ كفاية أنهم رموه فة البحر زى الشنط والأمتعة .
ـ كفاية أنه سجن فى بطن الحوت وسط الظلام .
ولكن مع كل هذا لم يسلمه الرب الى الموت : على رأى المزمور :
" تأديبا أدبنى الرب والى الموت لم يسلمنى ." (مز18:18)
ـ كان يونان يا أحبائى هو المدينة الثانية بعد نينوى التى يريد الله أن يخلصها
ـ هرب يونان من وجه الرب ... لكنه عاد بالقوة الى الخدمة !
لكن فى ناس هربوا من وجه الرب ، ولم يعودوا حتى الآن !

(فلنصل من أجل عودتهم سالمين الى حضن الآب.)









التوقيع

آخر تعديل اربسيما يوم 02-25-2013 في 09:08 AM.
رد مع اقتباس