منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - موضوع متكامل عن يونان النبى
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-19-2013, 01:47 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية نجمة اورشليم
 

 

 
افتراضي




ان كنت فى ضيقة تذكر حوت يونان
المواضع التي ذكر فيها النبي يونان في الكتاب المقدس

2 ملوك 14: 25
هو رد تخم اسرائيل من مدخل حماة الى بحر العربة حسب كلام الرب اله اسرائيل الذي تكلم به عن يد عبده يونان بن أمتّاي النبي الذي من جتّ حافر.

متى 12: 39
فاجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي.

متى 12: 40
لانه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الانسان في قلب الارض ثلاثة ايام وثلاث ليال.

متى 12: 41
رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لانهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا اعظم من يونان ههنا.

متى 16: 4
جيل شرير فاسق يلتمس آية. ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي. ثم تركهم ومضى.

لوقا 11: 29
وفيما كان الجموع مزدحمين ابتدأ يقول. هذا الجيل شرير. يطلب آية ولا تعطى له آية الا آية يونان النبي.

لوقا 11: 30
لانه كما كان يونان آية لاهل نينوى كذلك يكون ابن الانسان ايضا لهذا الجيل.

لوقا 11: 32
رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه. لانهم تابوا بمناداة يونان. وهوذا اعظم من يونان ههنا.



ان كنت فى ضيقة تذكر حوت يونان

تأملات فى سفر يونان النبى
البابا شنودة الثالث


مشكلة يونـــان
أن الله فى سفر يونان النبى ، يريد أن يعرفنا حقيقة هامة هى أن الأنبياء ليسوا من طبيعة أخرى غير طبيعتنا ، بل هم أشخاص " تحت الآلام مثلنا " يع 5 : 17 .
لهم ضعفاتهم ولهم نقائهم وعيوبهم ، ومن الممكن أن يسقطوا كما نسقط . كل ما فى الأمر أن نعمة الله عملت فيهم ، وأعطتهم قوة ليست هى قوتهم وإنما هى قوة الروح القدس العامل فى ضعفهم ، لكى يكون فضل القوة لله وليس لنا كما يقول الرسول ( 2 كو 4 : 7 )

وقد كان يونان النبى من " ضعفاء العالم " الذين اختارهم الرب ليخزى بهم الأقوياء ( 1 كو 1 : 27 ) . كانت له عيوبه ، وكانت له فضائله . وقد اختاره الرب على الرغم من عيوبه ، وعمل به ، وعمل فيه ، وعمل معه وأقامه نبيا قديسا عظيما لا نستحق التراب الذى يدوسه بقدميه . لكى يرينا بهذا أيضا أنه يمكن أن يعمل معنا ويستخدم ضعفنا ، كما عمل مع يونان من قبل .

سقطات فى هروب يونان :
سنرى بعضا من ضعف يونان فى موقفه من دعوة الرب ، يقول الكتاب :
" وصار قول الرب إلى يونان بن أمتاى قائلا : قم أذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ، وناد عليها ، لأنه قد صعد شرهم أمامى . فقام يونان ليخرج إلى ترشيش من وجه الرب . فنزل إلى يافا ، فوجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش ، فدفع أجرتها ، ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب "
وهنا نرى يونان النبى وقد سقط فى عدة أخطاء ،
وكانت السقطة الأولى له هى المخالفة والعصيان .
لم يستطع أن يطيع الرب فى هذا الأمر ، وهو النبى الذى ليس له عمل سوى أن يدعو الناس إلى طاعة الرب . عندما نقع فى المخالفة ، يجدر بنا أن نشفق على المخالفين . واضعين أمامنا قول الرسول :
" اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون أيضا مثلهم ... " ( عب 13 : 3 ) .
على أن سقطة المخالفة التى وقع فيها يونان ، كانت تخفى وراءها سقطة أخرى أصعب وأشد هى الكبرياء ممثلة فى الأعتزاز بكلمته ، وترفعه عن أن يقول كلمة وتسقط إلى الأرض ولا تنفذ ...
كان اعتزازه بكلمته هو السبب الذى دفعه إلى العصيان ، وحقا أن خطية يمكن أن تقود إلى خطية أخرى ، فى سلسلة متلاحمة الحلقات .
كان يونان يعلم أن الله رحيم ورؤوف ، وأنه لا بد سيعفو عن هذه المدينة إذا تابت . وهنا سبب المشكلة !
وماذا يضيرك يا يونان فى أن يكون الله رحيما ويعفو ؟
يضيرنى الشىء الكثير : سأقول للناس كلمة ، وكلمتى ستنزل إلى الأرض
إلى هذا الحد كان يونان متمركزا حول ذاته !
لم يستطع أن ينكر ذاته فى سبيل خلاص الناس . كانت هيبته وكرامته وكلمته ، أهم عنده من خلاص مدينة بأكملها ..!
كان لا مانع عنده من أن يشتغل مع الرب ، على شرط أن يحافظ له الرب على كرامته وعلى هيبة كلمته .. من أجل هذا هرب من وجه الرب ، ولم يقبل القيام بتلك المهمة التى تهز كبرياءه ...
وكان صريحا مع الرب فى كشف داخليته له إذ قال له فيما بعد عندما عاتبه :

" آه يا رب ، أليس هذه كلامى إذ كنت بعد فى أرضى ، لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش ، لأنى علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطىء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر " ( 4 : 2 ) .
وكان هرب يونان من وجه الرب يحمل فى ثناياه خطية أخرى هى الجهل وعدم الإيمان
هذا الذى يهرب من الرب ، إلى أين يهرب ، والرب موجود فى كل مكان ؟!
صدق داود النبى حينما قال للرب : " أين أذهب من روحك ؟ ومن وجهك أين أهرب ؟ ... ( مز 139 : 7 – 10 ) .
أما يونان فكان مثل جده آدم الذى ظن أن يختفى من وجه الرب وراء الشجر ...
حقا إن الخطية تطفىء فى الإنسان نور المعرفة ، وتنسيه حتى البديهيات !
وجد يونان فى يافا سفينة ذاهبة إلى ترشيش ، فدفع أجرتها ، ونزل فيها ..
والعجيب أن الخطيئة كلفته مالا وجهدا . دفع أجرة للسفينة ليكمل خطيته ..
أما النعمة فننالها مجانا ..
عندما دفع يونان أجرةالسفينة خسر خسارة مزدوجة : خسر ماله ، وخسر أيضا طاعته ونقاوته ..
العجيب أن الله استخدم عصيان يونان للخير . حقا إن الله يمكنه أن يستخدم كل شىء لمجد اسمه ..
اللــه يستخدم الكل
لقد عصى يونان أمر الرب ، وهرب راكبا السفينة ، ولكن الله الذى " يخرج من ىلآكل أكلا ومن الجافى حلاوة " ( قض 14 : 14 ) ، الله الذى يستطيع أن يحول الشر إلى خير استطاع أيضا أن يستفيد من عصيان يونان ...
إن كان بسبب طاعة يونان سيخلص أهل نينوى ، فإنه بعصيان يونان يمكن أن يخلص أهل السفينة !!

وكأن الله يقول له : هل تظن يا يونان أنك قد هربت منى ؟ كلا . أنا سأرسلك إلى ركاب السفينة ، ليس كنبى ، ولا كمبشر ، ولا كصوت صارخ يدعو الناس إلى التوبة ، وإنما كمذنب وخاطىء وسبب إشكال وتعب للآخرين ، وبهذه الصورة سأخلصهم بواسطتك

هل ركبت البحر فى هروبك يا يونان ؟ إذن فقد دخلت فى دائرة مشيئتى أيضا . لأننى أملك البحر كما أملك البر ، كلاهما من صنع يدى . وأمواج البحر ومياهه وحيتانه تطيعنى أكثر منك كما سترى .

طاعة غير العاقلين
لقد أخجل الرب يونان النبى بطاعة أهل نينوى ، وببر أهل السفينة وإيمانهم ، وأيضا بطاعة الجمادات والمخلوقات غير العاقلة . ومن الجميل أننا نرى كل هؤلاء فى ارساليات إلهية وفى مهمات رسمية أدوها على أكمل وجه وأفضله . فما هى هذه الكائنات غير العاقلة التى كانت عناصر نافعة فى إتمام المشيئة الإلهية ؟
" فأرسل الرب ريحا شديدة إلى البحر ، فحدث نوء عظيم فى البحر حتى كادت السفينة تنكسر " ( 1 : 4 ) .
لقد أدت الريح واجبها ، وكانت رسولا من الرب ، قادت الناس إلى الصلاة ، فصرخ كل واحد إلى إلهه .
وكما أدت هذه الريح الشديدة مهمتها فى أول القصة كذلك أدت مهمة أخرى فى آخر القصة ، إذ يقول الكتاب : " وحدث عند طلوع الشمس أن الله أعد ريحا شرقية حارة ، فضربت الشمس على رأس يونان فذبل فطلب لنفسه الموت .. " ( 4 : 8 ) .
وكما استخدم الله الريح ، استخدم الحوت أيضا لتنفيذ مشيئته : وفى ذلك يقول الكتاب أول :ا " وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان ، فكان يونان فى جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال " ( 1 : 17 ) .
ثم يعود فيقول " وأمر الرب الحوت ، فقذف يونان إلى البر " ( 2 : 10 ) . وهكذا كان الحوت ينفذ أوامر إلهية تصدر إليه ، وينفذها بدقة وحرص حسب مشيئة الرب .
وكما استخدم الله الريح والحوت ، استخدم الشمس والدودة واليقطينة .
ويقول الكتاب : " فأعد الرب الإله يقطينة فارتفعت فوق يونان ... " ( 4 : 6 ) .
ويقول : " ثم أعد الله دودة عند طلوع الفجر فى الغد ، فضربت اليقطينة فيبست " ( 4 : 7 )
وأيضا : " الله أعد ريحا شرقية حارة فضربت الشمس على رأس يونان " ( 4 : 8 ) .
فى سفر يونان كانت كل هذه الكائنات مطيعة للرب ، الوحيد الذى لم يكن مطيعا هو الإنسان العاقل ، يونان ..... الذى منحه الله حرية ارادة يمكنه بها أن يخالفه ! .
هكذا الإنسان ، أما باقى الكائنات فلا تعرف غير الطاعة . على أنه لم يكن كل إنسان غير مطيع فى سفر يونان ، بل كل الناس أطاعوا ، ما عدا يونان ؛ النبــى !!
على أن يونان لم يهرب من المهمة اشفاقا على نينوى ، من الهلاك ، بل على العكس هرب خوفا من أن تبقى المدينة ولا تهلك ...
لم يتشفع فيها كإبراهيم عندما تشفع فى سدوم . بل أنه حزن واغتاظ واغتم غما شديدا ، ورأى أن الموت هو أفضل لنفسه من الحياة ، كل ذلك لأن الله لم يتمم انذاره ويهلك المدينة

أراد الله للبحر أن يهيج فهاج ، وأراد له أن يهدأ بعد القاء يونان فيه فهدأ ... ما أعجب الطبيعة المطيعة التى لا تعصى لله أمرا ، كالإنسان .
وكما أمر الحوت الضخم الكبير لكى ينفذ جزءا من الخطة الإلهية ، كذلك أمر الدودة البسيطة أمرها أن تضرب اليقطينة فيبست ... مأ أعجب هذا أن نرى حتى الدودة تكون جزءا من العمل الإلهى المقدس الكامل ... حقا ما أجمل قول الكتاب : " انظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار " متى 18 : 10 .
ليتنا نأخذ درسا من كل هؤلاء وندرك نحن أيضا عمق عبارة " لتكن مشيئتك " فى حياتنا وحياة الناس . هذه العبارة التى فشل يونان فى ممارستها ، ولم يستطع أن يصل إليها إلا بعد تجارب كثيرة وصراع مع الله ، وعقوبات ، واقناعات ... أخيرا استطاع الله أن يقنعه بخيرية المشيئة الإلهية ، مهما كانت مخالفة لمشيئته الذاتية .












آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 02-19-2013 في 03:30 PM.
رد مع اقتباس