منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - اشور في الكتاب المقدس نظرة جغرافية وتاريخية
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2012, 08:04 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
Red face




الإمبراطورية الثانية :

أقام تغلث فلاسر الإمبراطورية الأشورية الثانية ، وجعل أشور القوة المسيطرة في أسيا الغربية، وأعاد تنظيم الجيش حتي أصبح لا يقاوم ، وأنشأ نظاما إداريا جديدا تجتمع كل خيوطه في نينوي تحت حكم بيروقراطي علي رأسه الملك. وكانت سياسة تغلث فلاسر ذات شقين: توحيد أسيا الغربية في امبراطورية واحدة تربطها معا قوة عسكرية وقوانين مالية واحدة ، تربطها معا قوة عسكرية وقوانين مالية واحدة ، وأن يؤمن تجارة العالم أمام تجار نينوي. وظلت هذه الأهداف نصب الأعين باستمرار خلال عهود تغلث فلاسر وخلفائه. وفي سنة 733 ق.م. وضع تغلث فلاسر نهاية لاستقلال مملكة حماة وأصبح منحيم ملك السامرة خاضعا له . وفي سنة 733ق.م بدأ حملته ضد رصين ملك دمشق ، والتي انتهت بسقوط دمشق ووضع المدينة تحت حاكم أشوري . وفي نفس الوقت ألحق أرض نفتالي بأشور وأصبح " ياهو- خازي" (آحاز) ملك يهوذا تابعا لأشور ، بينما عين هوشع ملكا علي إسرائيل بعد مقتل فقح في سنة 731 ق.م (2 مل 15-17 ) . وتوج تغلث فلاسر بكل إجلال في بابل في سنة 728 ق.م وتوفي في العام التالي. وكان خليفته مغامرا حربيا آخر هو شلمنأسر الرابع (727 -722 ق.م) واسمه الأصلي "أولولا" .ومات شلمنأسر في أثناء حصاره للسامرة أو قتل واغتصب قائد آخر العرش ، باسم "سرجون" (722 -705 ق.م ) ، واستولي سرجون علي السامرة في 722 ق.م ونقل معه27.290 من سكانها إلي السبي وصرف جزءا كبيرا من حكمه في صراع مع التحالف الكبير للأمم الشمالية (أرمينية ومانا وغيرها) ضد أشور، واستولي علي كركميش عاصمة الحثيين في 717 ق.م. وأخمد ثورة الولايات الجنوبية في فلسطين في 711 ق.م . وأجبر مردوخ بلادان الكلداني (الذي جعل من نفسه ملكا علي بابل في 722 ق.م )علي التراجع إلي أرض المستنقعات عند رأس الخليج الفارسي . وفي سنة 705 ق.م. قتل سرجون وخلفه ابنه سنحاريب ، ولم تكن لسنحاريب
(705-681 ق.م) المهارة العسكرية ولا القدرات الإدارية التي كانت لأبيه. وفشلت حملته ضد حزقيا ملك يهوذا ، كما فشلت سياسته في بابل فظلت في حالة تمرد مستمر ضد حكمه ، مما أدى إلي تدميره مدينة بابل المقدسة وتسويتها بالأرض في 689 ق.م. وقبل ذلك بتسع سنوات، اضطر لإرسال قواته إلي كيليكية لإخماد عصيان هناك حيث دارت معركة بينه وبين اليونانيين .

ومات "آسرحدون" وهو في طريقه لإعادة إخماد عصيان في مصر ، وملك ابنه "أشور بانيبال" عوضا عنه علي عرش الامبراطورية (669 -626 ق.م ). بينما تولي ابن آخر هو "ساماس- سوم - يوكن " ولاية بابل . وكان أشور بانيبال نصيرا سخيا للتعليم ، وتدين مكتبة نينوى بمعظم كنوزها له ، ولكن الترف المفرط غزا البلاط الملكي ، وأدار الملك حروبه من خلال قواده ، بينما ظل هو في عاصمته، وبني القصر العظيم في نينوى واسترعت مصر اهتمامه الأكبر ، وأجبر "ترهاقة" الأثيوبى- الذي تزعم حركة التمرد فيها -إلي العودة إلي بلاده . وتمتعت الامبراطورية بسلام بعض الوقت .
ثم تمردت مصر مرة أخرى بزعامة "تاندمان" خليفة ترهاقة . وفي هذه المدة كان عقاب الأشوريين لها مروعا، فدمروا طيبة أو "نوأمون" (نا 3: 8). وحملت غنائمها إلي ننوي، كما نقلت أيضا مسلتان إلي نينوى تذكارا لهذا النصر. وفي هذه الأثناء اضطرت صور -التي تمردت- إلي طلب الصلح ، وجاء سفراء من "جيجز" ملك ليديا طلبا للعون ضد الكيميرين ، ورغم ذلك ظلت عيلام مستقلة، وحاولت اثارة السخط في بابل ، ولهذا اضطر أشور بانيبال -رغما عنه -للتدخل في الشئون الداخلية لولاية بابل ، وانكسر العيلاميون في النهاية في معركة عند أسوار "سوسا" (شوشن) وقسمت البلاد التي تم غزوها بين نائبين للملك . ثم ثار فجأة تمرد في الجزء الأكبر من الامبراطورية الأشورية بزعامة أخي بانيبال ، نائب الملك في بابل ، وظلت النتيجة معلقة بعض الوقت ، واستعادت مصر استقلالها بقيادة بسماتيك مؤسس الأسرة المالكة السادسة والعشرين
(660 ق.م) ، والذي تلقي عونا من ليديا ، ولكن أعيد فتح بابل التي عانت من المجاعة تحت حصار طويل ، واحرق " ساماس- سوم يوكين " نفسه وسط خرائب قصره ، وأجل التصرف في شأن عيلام . وشق جيش أشوري طريقه إلي سوريا فدكها وسواها بالأرض وانتهك حرمة آلهتها ، وأخرجوا عظام ملوكها القدامي من قبورهم . ثم جاء دور بلاد العرب الشمالية ، فأجبر الشيوخ المتمردين علي الخضوع . ولكن هذا الصراع المتواصل أنهك أشور ، واستنزف مواردها المالية فأصبحت خزانتها خاوية، وسقط شبابها قتلي في وب، وهكذا وصلت إلي حالة لم تعد قادرة فيها علي مقاومة الكيميريين عندما هجموا علي الامبراطورية بعد ذلك بقليل.

وفي عهد "أشور- إتيل -إيلاني" بن أشور بانيبال وخليفته، سقطت كالح ونهبت. وبعد حكم ملكين آخرين، سقط آخر ملوك أشور "سين-سار -إسكن" وهو يحارب السكيثيين( 606 ق.م) ودمرت ننوي تماما فلم تسكن بعد ذلك أبدا ، وسقطت بابل الشمالية في يد نبوبولاسار والي بابل الذي انضم إلي الغزاة الشماليين. ومع ذلك ظلت أشور العاصمة القديمة للبلاد قائمة حتي عهد كورش الفارسي، ولكنها كانت قد أصبحت مجرد قرية ريفية صغيرة. 4- المرحلة الأخيرة وسقوط الامبراطورية: وكان ابنه آسرحدون -الذي ملك عوضا عنه (681- 669 ق.م ) بعد أن قتله ابنان آخران في العشرين من شهر طيبت (2 مل 19: 37) -قائدا ماهرا وإداريا بارعا، علي عكس ما كان عليه أبوه. (انظر آسرحدون). وتحت قيادته وصلت الامبراطورية الثانية إلي أوج قوتها ونجاحها ، فأعيد بناء بابل، وجعلها العاصمة الثانية للامبراطورية ، وأصبحت فلسطين ولاية خاضعة ، وهزم مصر (674، 671 ق.م) ، ورد غزوة الكيميريين (جومر)، وأرسل حملات إلي قلب كل من ميديا وبلاد العرب .






لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا











التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-21-2012 في 03:34 PM.
رد مع اقتباس