منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2011, 09:54 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ملاك حمايه جرجس
 

 

 
Forum New[1] تابع موضوع الأبدية ( موضوع متكامل عن الأبدية ) ..





الأبديـة

الفصل الرابع

الكتاب المقدس والحياة الأبدية

الكتاب المقدس هو كتاب الشركة مع الله. لا نقرأه ليكون مادة للتسلية، ولكننا نقرأه للشركة مع الله.
هو مملوء بالكنوز التى لا تنتهي ، لا حدود لأعماقه، ولانهاية لأسراره . هو أآبر نعمة وهبها
8). والكتاب المقدس هو كشف وإعلان . : الله لنا "لأن الكلام الذى أعطيتني قد أعطيتهم "
(يو 17 )
كشف للأبدية وإعلا ن عن شخص الرب يسوع المسيح الذى هو الباب والطريق لتلك الأبدية . لقد
1) وفى الآية : بدأ الكتاب المقدس بتلك الآية "فى البدء خلق الله السماوات والأرض (تك 1 )
الأخيرة من الكتاب المقدس نجد ذلك الإعلان "أنا آتى سريعاً. تعال أيها الرب يسوع . نعمة ربنا
21 ) وكأن الكتاب المقدس يكشف لنا فى أوله -20 : يسوع المسيح مع جميعكم آمين "
(رؤ 22 )
السماء وفى آخره يعلن لنا مجيء المسيح الثاني ليأخذنا لتلك الأبدية . وبين دفتي الكتاب نحن نرى
عمل المسيح فى الإنسان ونرى أيضاً ضرورة جهاد الإنسان وإعلان رغبته وإرادته نحو ذلك
الملكوت . فى سفر التكوين يتحدث عن الجنة المفقودة، وفى سفر الرؤيا يتحدث عن الفردوس
والملكوت الممنوح لنا فى شخص الرب يسوع المسيح . وبين الجنة المفقودة والفردوس الموهوب
يأتي بستان جثيماني حيث وقف الرب يسوع المسيح وصلى من أجلنا ثم قبل كأس الألم والصليب
حتى ننال نعمة الرجوع والخول.
وفى الكتاب المقدس نحن نعرف المسيح كطريق للحياة الأبدية . وفى أسرار الكنيسة (خصوصاً
سر التناول ) نحن نتحد بالمسيح فيصير لنا نصيب فى الملكوت . ولذلك لا يمكن أن نتحد بالمسيح
ما لم نعرفه ولايمكن أن نعرفه دون أن نتحد به . وهكذا فإن الكتاب المقدس والأسرار كلا هما
ضروري جداً من أجل الأبدية والملكوت .
وكل نفس بعيدة عن الكتاب المقدس هى منفصلة عن الله مصدر الحياة، ولذلك تصير نفس جسدية
مائتة لأن الرب يسوع أعلن تلك الحقيقة الإلهية عن آلامه "الكلام الذى أآلمكم به هو روح
63 ). والنفس الميتة بسبب الخطية تس تطيع أن تأخذ حياة مع أليعازر الذى قام من : وحياة " (يو 6 )
الأموات بكلمة المسيح . والمسيح إلهنا مازال مستعد أن يقيمنا بكلمته من موت الخطية ويصير لنا
حياة "الذى أبطل الموت (الإنفصال عن الله بسبب الخطية ) وأنار الحياة والخلود بواسطة
.(10 : الإنجيل " ( 2تيمو 1 )

أو لاً: الإستعداد للأبدية
إن الكتاب المقدس يعد النفس للملكوت وهو النور الذى يضيء لنا الطريق ويكشف لنا كل ظلمة ويبددها:

1) الخطية
الكتاب المقدس هو مرآة يكشف لنا الخطية التى فينا. وأياً كان نوع هذه الخطية فهو يكشفها لنا.

والإنسان الذى يواظب على قراءة الكتاب المقدس هو دائماً يكشف نفسه ويكتشف عيوبه
وضعفاته . ولكن الكتاب المقدس لايتركنا فى يأس بعد ان نعرف خطايانا بل يقودنا للرب يسوع
المسيح حتى يمنحنا نعمة لنتوب عن الخطية لكى يعيدنا إلى الملكوت ويخلصنا من الدينونة
"الحق أقول لكم من يسمع كلامى فله حياة أبدية ولايأتى إلى الدينونة بل قد إنتقل من المموت
.(25 : إلى الحياة " (يو 5 )

2) الوصية
إن الوصية فى الكتاب المقدس ليست مثل القانون تحمل عقاباً لمن يخالفها ورضا لمن ينفذها
ولكنها مصحوبة بنعمة خاصة تعين الإنسان على تنفيذها. هذه النعمة تحدث عنها الرسول
بولس " والآن أستودعكم يا أخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تثبتكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع
32 ) هنا كلمة الله تكون مصحوبة بنعمة لبنيان الإنسان فى تنفيذ وصايا : القديسين " (أع 20
الإنجيل حتى يأخذ ميراثاً مع القديسين فى الأبدية .

3) العطية
إن عطية الكتاب المقدس لنا هى الإمتلاء من الروح القدس . لأن الكتاب هو "موحى به من الله
16 ) والروح القدس هو الذى أوحى بالكتاب المقدس لكل الذين كتبوه كما يقول : الله" ( 2تيمو 3 )
القديس تادرس تلميذ القديس الأنبا باخوميوس بأن الكتاب المقدس هو (أنفاس الله ) ولذلك فإننا
حين نقرأ الكتاب المقدس فإنما نفتح أفواهنا ونأخذ م ن الروح القدس حتى نمتلئ . لذلك فإن
عطية الكتاب المقدس لنا هى الإمتلاء من الروح القدس . وكل من يهمل فى الكتاب المقدس
فإنما يهمل فى الإمتلاء من الروح القدس . وقراءة الكتاب المقدس تجعلنا آنية لحلول الله فينا
بحلول كلمته فى داخلنا لأن الكلمة تحمل دائماً حلول الله .

ثانياً: كيف نقر أ


1) المواظبة و الإنتظام
إن عنصر الإنتظام هو الشرط الأساسي لعمل النعمة فينا لذلك يلزم أن نقرأ كل يوم ويلزم أن
نقرأ بالتسلسل والتتابع فى أسفار العهدين القديم والجديد .

2) ماذا يريد الله منى
فى كل إصحاح نقرأه يجب أن نسأل أنفسنا هذا السؤال : ما هى مشيئة الله فى حياتي خلال ما
أقرأه
؟ وهكذا يتحول الكتاب المقدس إلى رسالة شخصية من الله إلى كل واحد منا.

3) إمتزاج القراءة بالصلاة
حتى يتحول الكتاب المقدس إلى نعمة تسندنا يجب أن نمزج كل قراءة بالصلاة . يجب أن نستعد
للقراءة بصلاة صغيرة كأن نقول " تكلم يارب لأن عبدك سامع " أو نقول "إكشف عن عيني
لأرى عجائب من شريعتك " وبعد القراءة يجب أن نصلي لكي يعيننا الله على تنفيذ ماقرأناه
ويسامحنا على الخطية التى إكتشفناها فى أنفسنا بعد القراءة .

4) حضور الله
إن كلمة الله تحمل حضور الله شخصياً. وهكذا كان موسى حين يسمع صوت الله كان يقدم
الخشوع اللائق لأن الله حاضر . ولذلك يلزم أن نشعر بحضور الله وإننا فى حضرته حين نقرأ
الكتاب المقدس . والإنصراف عن كلمة الله هو إنصراف وإبتعاد عن الله ولذلك يقول الرسول
.( بطرس للرب يسوع المسيح " إلى من نذهب وآلام الحياة الأبدية عندك " (يو 6:78

5) الحفظ والتأمل
لايكفى القراءة السريعة بل يلزم الحفظ والتأمل حتى نحيا فى حضرة الرب بإستمرار . إن
الحفظ والتأمل فى الكتاب المقدس هو سمة القديسين . القراءة السطحية لا تكفى بل يلزم أن
نحفظ أكبر قدر ممكن من الآيات والإصحاحات وأن نتأمل فيما نحفظ ونر دده طول النهار حتى
ننال تقديس الفكر .

ثالثاً: المعوقات

1) شهوات وغرائز الجسد
إن الإنسان الذى يترك شهوات الجسد وغرائزه تتحكم فيه وتسيطر عليه إنما يحرم من عمل
الكتاب ولذة الشرآة مع الإنجيل "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله
4) ولذلك يلزم أن نقرأ فى الكتاب المقدس حتى نطرد الشهوات الجسدية وحتى : الله" (مت 4 )
تطبع الغرائز بنعمة خاصة فنسموا فوق مستوى الحيوانات .

2) المشغولية
إن الشيطان يحاول أن يشغلنا حتى لانجد أي وقت نخلو فيه مع الكتاب المقدس وهدف
الشيطان من آل ذلك هو أن يحرمنا من الأبدية والملكوت . لذلك يجب أن نفتدي الوقت لأن
الأيام شريرة وأن نقطع من وقت راحتنا الجسدية ما يريح أرواحنا فى الكتاب المقدس . إن
قراءة إصحاح كل يوم لن يستغرق منا أكثر من خمس دقائق . وكم من ساعات تضيع فى أمور
غير مثمرة . ألا نجد وقتاً نقرأ فيه خطاباً يصل نا من أحد الأحباء وها رب المجد وخالق
السموات والأرض يكتب لنا كل يوم ويرسل لنا كلمته ولكننا نسد كذاننا ونشغل قلوبنا ونعتذر
عن سماع كلمة الله بسبب مشغوليتنا فى أمور العالم الفاني ولكن ها هى آلمة الرب لنا "من له
أذنان للسمع فليسمع ".

3) الدراسة العقلية للمعرفة النظرية
لاتدرس الكتاب المقدس بعقلك وفكرك ولكن إدرسه بروحك وقلبك لأن الدراسة العقلية للكتاب
المقدس تحرمنا من بساطة الإيمان بالكلمة " قال له يسوع إذهب . إبنك حي . فآمن الرجل بالكلمة
التى قالها يسوع وذهب " (يو 4:50 ) ما أحوجنا فى هذه الأيام أن نؤمن بالكلمة ولا نناقشها
بعقولنا ولا نتشكك فى إمكانياتها بل نخضع لها ونؤمن بها ونخبئها فى قلوبنا ونحيا بها.
أخيراً
أيها القارئ العزيز ..
ليتك تعوض ما فاتك وتبدأ من جديد لتكون تلميذاً للرب يسوع المسيح عن طريق الشركة مع
.(32 : الكتاب المقدس "إن ثبتم فى آلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي " (يو 87 )
هيا لا تؤجل وإبدأ من اليوم وتعهد أمام الله فى حضور القديسين أن تفتح الكتاب المقدس لتقرأ
اليوم إصحاح وتحفظ منه آية وتصلي لكى يرشدك الله أن تتمم مشيئته .



تابع







التوقيع

آخر تعديل بنت العدرا يوم 01-12-2013 في 08:19 AM.
رد مع اقتباس