منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - نزل إلي الجحيم من قبل الصليب
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2011, 01:17 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي









الإله الذي هو مع أبيه دائماً في السماء،

هو الآن كإنسان حقيقي مع أمه دائماً على الأرض،

والذي لم يكن يراه أحد من البشر، كيف صار بشراً، مُظهِراً محبته للبشر؟




كيف صار غير المرئي مرئياً ؟
كيف اتخذ غير الهيولي جسداً؟ كيف تألم غير المتألم؟
كيف يُدان وهو الديان؟
كيف ذاق الموت وهو الحياة؟
كيف يحويه القبر وهو غير المحوى؟
كيف يسكن في القبر من لم يزل في حضن الآب؟
كيف يفتح أبواب الفردوس من جاء وأبواب البتولية مغلقة ؟
كيف حطّم أبواب الجحيم مَن لم يفتح أبواب العلية بل دخل حيث كان توما هناك فرآه؟
كيف فتح للبشر أبواب الملكوت مع انه لم يفتح أبواب القبر وأختامه (عندما قام)؟

كيف أحصى في عداد الأموات من هو حرّ فيما بين الأموات؟

كيف يأتي (صار) النور الذي لا يغيب إلى الظلمة وظلال الموت؟
أين يذهب؟ أين ينزل مَن لا يستطيع الموت أن يدركه؟ ما هو السبب؟
ما هو السبيل؟ ما هو هدف نزوله إلى جحيم؟
ربما ينزل ليرفع ادم المحكوم عليه وشريكنا في العبودية؟
إن هدفه بالفعل أن يبحث عن أول مَن خلق، عن آدم، فهو خروف ضال، كما انه يريد أن يفتقد كل الجالسين في الظلمة وظلال الموت.
إن هدفه بالفعل هو تحرير آدم وحواء المأسورين معاً (بالموت)،
فهو الإله الحقيقي وفى نفس الوقت مَن قد جاء من نسل (المرأة) حواء.


إذن لننزل ونتهللّ ونُسرّع معه. لنرى البشر وقد تصالحوا مع الله،
والمحكوم عليهم وقد حررهم السيد (الرب) بسبب صلاحه
لأن الذي هو محب البشر بطبيعته، فك قيود المقيدين منذ القديم
في شجاعة وقوة عظيمة. هؤلاء القابعين في القبور الذين ابتلعهم الموت،
ذلك الطاغية المرّ الذي لا يهدأ،
بعد أن أخضعهم لسلطانه ونشلهم كاللص من أحضان الله،
لقد صار الجميع أحراراً.

هناك نجد آدم المقيّد الذي جُبِلَ أولاً. وكان أول من مات،

وموضعه أعمق من كل سائر المحكوم عليهم.
هناك هابيل أول راعى وأول ذبيحة بريئة مثال الذبح الظالم للمسيح الراعي.
هناك نوح مثال المسيح وفُلكِه العظيم الذي أنشأ كنيسة الله التي بواسطة حمامة الروح القدس خلّصت الأمم البربريّة من طوفان عدم الإيمان وطردت منها الغراب الأسود الشيطان المُظلم.
وهناك إبراهيم جِد المسيح، ذابح (ابنه) والذي قدّم لله بكل سرور الذبيحة التي بالسيف وبدون سيف، بموت وبدون موت في نفس الوقت. هناك اسحق مقيداً وهو الذي قُيّدَ المسيح على مثاله عندما قيّده إبراهيم سابقاً.

هناك يوجد يعقوب حزيناً في الجحيم أسفل كما كان حزينا على الأرض عندما فقد يوسف.

هناك يوسف مُقيّداً كما كان مُقيّداً في سجن مصر مثال المسيح الذي قُيّدَ وهو السيّد.
هناك موسى في الظلمات السفليّة كما كان مرّة على الأرض
داخل السلّة المظلمة (وهو صغير).
هناك النبي دانيال في الجحيم السُفلى، كما كان في جُب الأسود وهو على الأرض.
هناك إرميا النبي في جُب الجحيم وفساد الموت كما كان في جُب الهلاك
حيث رماه أبناء جنسه.
هناك أيضا يونان في فم الجحيم الذي يبتلع العالم.
وهناك داود جد الإله الذي جاء من نسله، المسيح بالجسد.
ولماذا أذكر داود ويونان وسليمان فقط ؟

هناك أيضاً ذلك الفائق يوحنا الأعظم من كل الأنبياء جالس في ظلمة الجحيم كما لو كان في رحم أمه المظلم (قبل ولادته) يكرز بالمسيح لكل الذين في الجحيم، وهو السابق والكارز للأحياء والأموات معاً. وعندما قُطع رأسه أُرسل من سجن هيرودس إلى سجن الجحيم، إلى الأبرار والمظلومين الراقدين منذ الدهور.


أما الأنبياء والأبرار فقد كانوا يبتهلون إلى الله بطلبات حارة وبدون انقطاع طالبين الخلاص من الليل القاتم المظلم الذي لا نهاية له والذي يسيطر عليه العدو.

فكان الواحد منهم يقول لله: "من جوف الجحيم صرخت فسمعت صوتي".
بينما الآخر يصرخ قائلاً: "من الأعماق صرخت إليك يا رب،
يا رب استمع إلى صلاتي".
وآخر يبتهل "اظهر وجهك علينا فنخلص".
وآخر يتوسل "أنت الجالس فوق على عرش الشاروبيم إطلّع علينا"
وواحد آخر يتضرّع" يا رب شدّدني بسلاح قوتك الذي لا يُقهر وتعالى إلىّ وخلصني". وآخر "يا رب إرث لحالنا ولتدركنا رأفتك".
وآخر يصرخ "خلّص نفسي من أعماق الجحيم".
وآخر "يا رب اخرج نفسي من الجحيم".
وأيضا "يا رب لا تترك نفسي في الجحيم"
وكذلك "لترتفع حياتي من الهلاك إليك يا رب أيها الرب إلهنا".


لقد سمع المسيح الرب الجزيل التحنن تضرعات كل هؤلاء.
وهو لم يُقدّم محبته للبشر للذين كانوا يعيشون معه على الأرض
فقط لكن رأفته شملت حتى كل المقيدين في الجحيم السفلى.
هؤلاء الذين كانوا ينتظرون وهم جالسون في الظلمة وظلال الموت.
وهكذا افتقد الله الكلمة بتجسده كل البشر الأحياء بالجسد على الأرض.
أما النفوس التي ذهبت إلى الجحيم تاركة أجسادها فقد افتقدها بنفسه الإلهية
بدون جسد ولكن ليس بدون ألوهيته.

ولنسرع إذاً ونتوجه بالفكر نحو الجحيم كي نرى هناك كيف يتغلب بقوة، وبقدرة عظيمة على الطاغية المتسلط على النفوس المقيّدة. كيف يأسر - بدون آيادٍ - بل بلمعانه وكأنه يستخدم جيش عظيم بأسلحة لامعة – كل قوات الشياطين الغير مائتة.


لنرى كيف يرفع المسيح من الوسط عن طريق خشبة الصليب أبواباً مصمتة ويسحق الأقفال الدهريّة وبيديّه الإلهيتين المربوطتين يُذيب كالشمع السلاسل العسرة الحلّ. وبالحربة التي طعنت جنبه الإلهي يطعن ذلك الطاغية الذي بلا جسد في قلبه.

يسحق القوات الضاربة بالأقواس في الوقت الذي يبسط يديّه الإلهيتين
بمثابة قوس على الصليب.
لأنه إن تتّبعت بهدوء، ما فعله المسيح سترى الآن:-


أين رَبط الطاغية وأين عَلّق رأسه.
كيف فتّش سجن الجحيم وحرّر المقيدين.
كيف داس الحيّة وأين عَلّق رأسها.
كيف حررّ آدم وكيف أقام حواء.
كيف نقض الحائط المتوسط .
كيف حكم على التنين الخبيث.
وكيف حوّل الهزائم إلى انتصارات.
وأين أمات الموت.
كيف أفسد الفساد.
وكيف أعاد الإنسان إلي مرتبته الأولى.

فذاك الذي - بسبب التدبير الإلهي - ظَهَرَ بالأمس

وكأنه متروك بلا مساعدة ربوات الملائكة عندما قال لبطرس
"أتظن أنى لا استطيع الآن أن أطلب إلى أبى فيقدم لي أكثر من إثنى عشر جيشاً من الملائكة". نراه ينزل الآن عند موته إلى الجحيم والى الموت وضد الشيطان الطاغية كما يليق بالله وبالرب، على رأس جيوش عديمة الأجساد (والموت)،
وطغمات غير منظورة ومعه لا إثنى عشر جيشاً فقط بل ربوات ربوات، ألاف ألاف من الملائكة، من رؤساء الملائكة، من سلطات من العروش ذوو ستة الأجنحة، من المملوءين أعيناً من الطغمات السماويّة. هذه كلها تتقدّم أمام المسيح في موكبه كملك وسيد لها وتكرّمه وليس كحليف يحتاج إلى مؤازرتها، لا أبداً، إذ كيف يحتاج المسيح إلى حليف ليحارب معه وهو الكُلّى القدرة؟ إنها تتقدّمه في موكب لأنها تحتاج إلى أن تكون دائما بجانبه وتتشوّق للوجود في حضرته. هذه القوات الملائكية تركض كجنود مُسلَّحة بسيوف كأنها صواعق بارقة. كعساكر مُسلَّحة من قِبل ملكها بصواعق إلهيّة كُليّة القدرة، فتبادر بتلبية مجرد الإشارة الإلهيّة بحماس شديد يتفوّق فيه أحدهما على الآخر لتنفيذ الأمر الإلهي وهو في هذا يُكلِلّ دائماً بإكليل النصرة على صفوف الأعداء الطغاة.
لذلك فهي تنزل إلى ما تحت التراب في عمق أعماق الأرض في قلب الجحيم إلى سجون الأموات منذ الدهور لتُخرج في شجاعة كل المقيّدين بالسلاسل منذ الدهور.

ما أن ترآي الرب بحضوره الإلهي المنير أمام أبواب الجحيم المغلقة، أمام السجون المظلمة في مغاير الجحيم، حتى تقدّمه جبرائيل رئيس الجنود، إذ أنه إعتاد أن يحمل للبشر بشارة الفرح وهتف بصوت قوى يليق به كرئيس ملائكة وقائد جند، بصوت عظيم كصوت الأسد نحو القوات المعادية قائلاً: "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم". وصرخ معه ميخائيل "لتسقط الأبواب الدهرية" ثم تتابعت القوات الملائكية تقدّمها هاتفة

"تراجعوا أيها الحراس الأثمة".
وأخذت السلطات تأمر في حزم "حطموا السلاسل عسرة الحلّ"
وآخرون هتفوا "لكم الخزي أيها الأعداء" ارتعبوا أيها الطغاة المخالفين".
حينئذ صار الوضع الذي يحدث في جيش ملوكي رهيب لا يقهر كلّى القدرة.
حيث يسود القائد غير المقهور على أعدائه فيتملّكهم الرعب والفزع والخوف الشديد،
فما أن حضر المسيح إلى أسافل الجحيم بهذه الطريقة العجيبة ببرق قوى من فوق،
يعمى وجوه قوات الجحيم المعادية، في الوقت الذي كانت تُسمع فيه هتافات الجيوش (الملائكية) قائلة "ارفعوا الأبواب"
أي لا مجرد أن تفتحوها فقط بل اقتلعوها من أساساتها، انقلوها كليّة من أماكنها
حتى لا توجد فيما بعد. (كانت جيوش الملائكة تهتف)
ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم، لا كأن الرب لا يقدر أن يفتحها أو أن يدخل إليها
وهى مغلقة بل كان صراخهم هكذا لان هذا الأمر هو لهم كعبيد فارين أمامه كي يرفعوا الأبواب الدهرية وينقلوها من هنا. وهو لا يأمر شعبكم بل يأمركم انتم الرؤساء قائلاً "ارفعوا أيها الرؤساء أبوابكم". وهذا معناه أنكم من الآن فصاعداً لن تكونوا رؤساء متسلّطين على أحد مع إنكم حتى الآن كنتم تسودُون باطلا على الراقدين. لن تسودوا بعد الآن عليهم ولا على غيرهم ولا حتى على أنفسكم وذلك كله
لان المسيح أتى وهو باب السماء.


افتحوا الطريق أمامه فقد داس بقدمه قيود الجحيم. اسمه "رب"
والرب له القدرة أن يخترق أبواب الموت، أما هو فقط صار مصدر الحياة.
لهذا ارفعوا الأبواب بسرعة ارفعوها ولا تتأخروا ارفعوا ولا تؤجلوا. وان ظننتم انه سوف ينتظر حتى ترفعوها فقد خاب ظنكم لأنه سوف يأمر بان تُرتفع الأبواب
من نفسها بدون أيادٍ آمراً إياها "ارتفعي أيتها الأبواب الدهرية".

وبمجرد أن علا هتاف القوات الملائكية حتى انفتحت الأبواب، وتحطمّت الأقفال، وتفككّت السلاسل وسقطت المفاتيح وتزعزعت أساسات السجن، وأسرعت القوات المعادية

إلى الهرب الواحد أثر الآخر حاثين بعضهم بعضا على الفرار بسرعة.
فلقد ارتعدت وتزعزعت وتفككت واضطربت، وخافت وتحيرّت وارتجفت فبقى الواحد منها فاغراً فاه والثاني ستر وجهه بين ركبتيه والثالث سقط على الأرض جامداً من الخوف، وآخر وقف بلا حراك كأنه ميّت. الواحد يَجمُد في مكانه والآخر يركض طالباً النجاة بعيداً.

وهناك إذن في تلك الساعة قَطَعَ المسيح رؤوس الطغاة وهم مذهولون مما يحدث. وهناك ألجمتهم المفاجأة، وأخذوا يتساءلون مَن هو هذا ملك المجد؟



من هو هذا الذي جاء إلى هنا وفَعَلَ هذه الأفعال الغريبة؟
مَن هو هذا ملك المجد الذي يفعل الآن في الجحيم
ما لم يُفعل فيه قبلاً على الإطلاق؟


مَن هو هذا ملك المجد الذي يُخرج من هنا المقيّدين منذ الدهر؟

مَن هو هذا الذي قَهَرَ كل سلطتنا وجسارتنا غير المقهورتين
حتى الآن وقضى عليهما؟


وكانت قوات الرب تجيبها بصوت عالي قائلة: "أتريدون أيتها القوات الظالمة والطاغية معرفة من هو هذا ملك المجد؟.. انه الرب العزيز القوى الرب القوى في القتال"
الكُلِّى القدرة وغير المنهزم. وهو الذي طردكم من الأخبية السماوية ورماكم خارجاً
انتم الطغاة الأثمة والأشقياء. هو الذي سحق رؤوس تنانينكم في مياه الأردن.
هو الذي جعلكم شهوداً للجميع على قوة صليبه وشهدّ بكم ونزع عنكم كل قوة،
هو الذي قيدكم ورماكم في الظلمة والهَوّة، وهو الذي سيقضى عليكم نهائياً في النار الأبدية وجهنم. فلا تتباطئوا ولا تنتظروا بل أسرعوا واخرِجوا المكبلّين الذين ابتلعتوهم إلى الآن بغير وجه حق. فمن الآن فصاعداً سوف تنحل قدرتكم، ستزول سلطتكم الطاغية. سيتحطّم كبرياؤكم بصورة تثير الشفقة. ستُمحى قوتكم وستزول.

كانت قوات الرب المسيطرة تصرخ في وجه القوات المعادية بهذه الأقوال

وهى تعمل في نفس الوقت بغير توقف، فمنها من كان يهدم أساسات السجن،
وآخرون كانوا يطردون الأعداء الهاربين إلى الأماكن العميقة، وآخرون يركضون مفتشين أركان المغاير والمعاقل ومن كل الجهات كانوا يأتون بالمقيدين ليوقفونهم أمام الرب. منهم مَن كان يقيّد الشيطان الطاغية وغيرهم مَن كان يحررّ المقيّدين منذ الدهر. منهم مَن كان يتقدّم الرب السائر إلى أعماق الجحيم وآخرون كانوا يتبعونه إذ هو الملك والإله المنتصر. وفى الوقت الذي كانت هذه الأحداث تجرى في الجحيم وكل شيء فيه يهتز. كان الرب يقترب من عمق الأعماق البعيدة حيث كان آدم بكر الخليقة وأول المجبولين وبكر المائتين والذي كان في موضع أعمق من الجميع ومقيداً بقيود مشدّدة. حيث سمع مع أقدام الرب وهو يتقدّم فيما بين المسجونين، وقد عرف صوته في الحال وهو يمشى في السجن. فالتفت حينئذ إلى المسجونين معه منذ الدهر وهتف مثلهم قائلاً: "أنى أسمع وقع أقدام شخص يقترب منّا. إن استحققنا فعلاً أن يأتي إلى ههنا سوف نُطلق أحراراً. إن شاهدناه هنا بيننا أُنقذنا من الجحيم".


وفى الوقت الذي كان فيه آدم يتكلّم إلى المحكوم عليهم معه بهذا الكلام، دخل الرب وهو ماسك بسلاح الظفر وهو الصليب. وما أن رآه آدم حتى قَرَعَ صدره من الفرح وهتف لجميع الراقدين "ليكن ربى معكم جميعاً" فأجابه المسيح "ومع روحك أيضا" ومن ثمّ امسكه بيده ورفعه إلى فوق قائلاً: "استيقظ أيها النائم وقم من بين الأموات فيضئ لك المسيح" أنا هو إلهك الذي صرت ابناً لك من أجلك ومن أجل أبناء جنسك. من الآن أُخرِج من القبور كل المأسورين. أقول للمُقيّدين اخرجوا وللذين في الظلام استضيئوا وللذيّن على الأرض انهضوا.


انهض يا آدم من نومك الدهري لأني لم أجبلك لكي تبقى هكذا مكبلاً في الجحيم.

قم من بين الأموات فأنا هو حياة الراقدين.
قم يا مَن أخذ شكلي، يا مَن خلقته على صورتي، انهض لترحل من هاهنا،
لأنك أنت فيّ وأنا فيك ومتحديّن في شخص غير مُنقَسِم.
لأنه لأجلك صار إلهك ابناً لك. لأجلك اتخذ الرب شكل العبد.
لأجلك نزل مَن هو أرفع من السموات إلى الأرض وإلى ما تحت الأرض.
لأجلك "حُسِبتُ مثل المنحدرين إلى الجُب. صرت كرحل بلا قوّة. بين الأموات فراشي". من أجلك يا مَن خرجت من بستان الفردوس،
في بستان سُلمت إلى اليهود وفى بستان صُلبت.


انظر البُصاق في وجهي، لقد قبلته من أجلك، لكي أعيدك إلى مجدك الأول

الذي وهبته لك بنسمة من عندي.
انظر اللطمات على خدّي لقد قَبِلّتها من أجل أن أُصلّح شكلك
الذي تشوّه وأعيِده إلى الشكل الذي على صورتي.
انظر اثر الجَلد على ظهري، لقد قَبلّته كي أبدّد حمل خطاياك الذي تحَمِله على ظهرك.
انظر يدىّ فهما ممدودتين على الصليب من أجل فعل حسن ألا وهو غفران خطاياك
أنت يا مَن بسطت يدك لتمتد إلى عود المعصية.
انظر إلي قدميّ، أنهما قد ثُقبتا وسُمّرتا علي الصليب كي تطهرا قدميّك
اللتين قامتا بفعل رديء وأسرعتا الخطي نحو عود المعصيّة.


لقد عَصَيّتَ في اليوم السادس، ولهذا فإني أجبلك من جديد

وأفتح لك باب الفردوس في اليوم السادس أيضاً. لقد ذقت المُرّ
من أجل أن أشفيك من اللذّة المُرّة التي ذقتها عندما أكلت من الثمرة الحلوة.
ذُقتَ الخل كي أقضى على الموت، ذلك الكأس المُرّ الذي شَرِبَته طبيعتك.
لقد قَبِلت الأسفنجة (التي قدموها لي) كي أمحو عنك خطاياك (كما بالإسفنجة).


يا من بسطتك راقداً في الفردوس وأخرجت حواء من جنبك.

والحربة التي وُجِهَّت إلى جنبي رَفَعت السيف الموجه عليك.
انهض إذن لنرحل من هنا .


قبلا نفيّتك من الفردوس الأرضي والآن أعيدك لا إلى فردوس

كهذا بل إلى عرش في السماء.
آنذاك مَنَعت عنك عود الحياة، ولكنى الآن، أتحد بك تماماً أنا الحياة ذاتها.
قبلاً أَمَرتَ الشاروبيم أن تحرسك كعبد. والآن اجعل الشاروبيم تسجد لك كابن الله.
لقد أخفيّت نفسك من أمام الله لأنك كنت عُرياناً،
والآن أنت تخفى في داخلك الله نفسه عُرياناً.
حينذاك كنت تلبس الأقمصة الجلديّة والآن يَلبَس الله نفسه جسدك
المخضب بالدماء.


لذلك انهض لترحل من هنا،

من الموت إلى الحياة،
من الفساد إلى عدم الفساد،
من الظلمة إلى النور الأبدي.
انهض لنرحل من هنا من الألم إلى الفرح،
من العبودية إلى الحريّة،
من سجن الجحيم إلى أورشليم السماويّة،
من القيود إلى الراحة،
من العبوديّة إلى نعيم الفردوس، من الأرض إلى السماء.


فلأجل هذا مات المسيح وقام كي يصير رب الأحياء والأموات.

انهض لنرحل من هنا.
إن أبى السماوي ينتظر بشوق الخروف الضال.
الملائكة التسعة والتسعون ينتظرون شريكهم آدم متى يقوم،
متى ينهض ويعود إلى الله.


العرض الشاروبيمى جاهز. الذين سوف يرفعونك يتسارعون

وهم على أتم استعداد.
خِدر العرش مهيأ ومائدة العيد مفروشة.
قد فُتِحَت خزائن الخيرات الأبدية، وحضر ملكوت السموات الذي منذ إنشاء العالم.
خيرات لم ترها عين ولا سمعت بها أذن تنتظر الإنسان.
هذا وما شابهه قاله الرب،


وللحال نهض آدم المتحد به وحواء معهما "وقام أيضاً معهم عدد كبير من أجساد الصديقين الذين رقدوا منذ الدهر كارزين بقيامة المسيح في اليوم الثالث.





فلنتقبّل ونعانق نحن المؤمنين لقيامة بكل فرح مُعيّدين وراقصين مع الملائكة ورؤساء الملائكة ممّجدين السيد المسيح الذي أقامنا من الفساد والذي أعطانا الحياة.










التوقيع

آخر تعديل بن الملك يوم 09-13-2012 في 05:36 PM.
رد مع اقتباس