منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - قصة الناسك المحارب
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2012, 11:11 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية اربسيما
 

 

 
151 قصة الناسك المحارب





قصة الناسك المحارب



الناسك المحارب

من قصص الكاتب توفيق الحكيم في إحدى قصصه القصيرة ، "ألناسك وأبليس " أتخذ قوم شجرةً ،وصاروا يعبدوها ...... فلم يكد يقترب منها أحدالنساك لكى يقطعها حتى ظهر له " أبليس " حائلا بينه وبين الشجرة ، وهو يصيح به : - مكانك أيها الرجل ... لماذا تريد قطعها ؟ - لأنها تضل الناس . - وما شأنك بهم ؟ دعهم في ضلالهم . - كيف أدعهم ... ومن واجبي أن أهديهم ؟! - من واجبك أن تترك الناس أحرارا ، يفعلون ما يحبون . - أنهم ليسوا سوى أحرارا .... أنهم يصغون ألى وسوسة الشيطان ... - أوتربد أن يصغوا ألى صوتك أنت ؟ -أريد أن يصغوا ألى صوت ألله . - لن أدعك تقطع هذه الشجرة . - لا بد لي أن أقطعها . -فأمسك أبليس بخناق الناسك ....وقبض الناسك على قرن الشيطان ... وتصارعا طويلا ......الى أن أنجلت المعركة عن أنتصار الناسك . فقد طرح ألشيطان على ألأرض وجلس على صدره وقال له : - هل رأيت قوتي؟ فقال أبليس المهزوم بصوت مخنوق : - ما كنت أحسبك بهذه القوة . دعني وأفعل ما شئت . فأخلى الناسك سبيل الشيطان ... وكان الجهد الذي بذله في المعركة قد نال منه...... ورجع ألى صومعته وأستراح ليلته ... فلما كان اليوم التالي حمل فأسه ، وذهب يريد قطع الشجرة ، وأذا أبليس يخرج له من خلفها صائحا : - أعدت اليوم أيضا لقطعها ؟ - قلت لك لا بد لي من أن أقطعها . - أوتظنك قادرا على أن تغلبني اليوم أيضا ؟ - سأظل أقاتلك حتى أعلي كلمة ألحق . فتصارعا مجددا وخسر أبليس مرة أخرى . وأعتبر أبليس أن قوته لعظيمة ! وتفكر أبليس لحظة ...ورأى أن النزال والقتال مع هذا األرجل لن تتيح له النصر عليه ، (فليس هناك أقوى من رجل يقاتل من أجل فكرة أو عقيدة ) . فرأىأبليس النصر على هذا الرجل فقط عن طريق " الحيلة" . فقال له بلهجة الناصح المشفق : - أتعرف لما أعارضك في قطع هذه الشجرة ؟أني ما أعارض ألا خشية عليك ورحمة بك . فأنك بقطعها ستعرض نفسك لسخط الناس . ما لك وهذه المتاعب تجلبها على نفسك ؟....أترك قطعها وأنا أجعل لك في كل يوم دينارين ...وتعيش في أمان وطمأنيتة . - دينارين؟ - نعم ...في كل يوم تجدهما تحت وسادتك . وافق الناسك بعد أن قطع له أبليس وعدا بذلك .. وصار يمد يده تحت وسادته كل صباح لمدة شهر ، . وفي ذات صباح مد ألناسك يده تحت الوسادة فخرجت فارغة . لقد قطع أبليس عنه قبض الذهب فغضب الناسك ، وذهب لقطع الشجرة ...فأعترضه أبليس في ألطريق ، وصاح فيه : - مكانك ..ألى أين ؟ - ألى الشجرة أقطعها . فقهقه ألشيطان ساخرا : - بل لأزيل ألضلال وأضيىء مشعل الهداية . - أنت ؟ - أتهزأ بي أيها أللعين ؟ - لا تآخذني .منظرك يثير الضحك . - أنت الذي يقول هذا ، أيها الكاذب المحتال ؟ وأنقض ألناسك على أبليس متصارعين وأذا المعركة تنجلي عن سقوط الناسك تحت حافر أبليس .فقد أنتصر وجلس على صدر الناسك مزهوا متكبرا يقول له : - أين قوتك ألآن أيها الرجل ؟ فخرج من صدر الناسك المقهور صوت كالحشرجة ( الغرغرة عند الموت وتردد النفس ) يقول : - أخبرني كيف تغلبت أيها الشيطان ؟. فقال له أبليس : - لما غضبت لله غلبتني !،،، ولما غضبت لنفسك غلبتك.... لما قاتلت لعقيدتك صرعتني ... ولما قاتلت لمنفعتك صرعتك

الناسك المحارب



rwm hgkhs; hglphvf







رد مع اقتباس