منتدى ام السمائيين و الارضيين - عرض مشاركة واحدة - الابدية موضوع متكامل
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-16-2012, 09:23 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ابو بيشو
 

 

 
افتراضي




الإعتراف والحِل

مع جلسة الإعتراف نحن نشتكي أنفسنا وندين ذواتنا. لا يكون لنا دالة مع أب إعترافنا بل هى جلسة
فيها خشوع وفيها إحساس بحضور الله . وكل ما إكتشفناه فى أنفسنا من خطايا وتقصير نحن
نفضحه أمام الله فى حضرة أب إعترافنا حتى نأخذ الحِل بصلاة الكاهن الذى يحمل الروح
القدس فى الحل والربط . فنخرج من جلسة الإعتراف ونحن مملوءين بفرح التوبة وفرح
الغفران وفرح إمتلاك الله لنا بعد وعدنا إياه ألا نرجع إلى الخطيئة مرة أخرى .
وأخيراً أرجو أيها القارئ العزيز أن تجيب على هذه الأسئلة بكل أمانة ووضوح وصراحة مع
نفسك :
- هل لك أب إعتراف أم لا ؟

- إذا لم يكن لك أب إعتراف فما هو السبب فى ذلك ؟
- هل تحس بأهمية الإعتر اف أم إنك بضمير مستريح تتناول من جسد الرب ودمه ؟

- ما هى الخطايا المتكررة فى كل إعتراف ؟

- هل تشعر بفرح وتعزية عقب الإعتراف ؟

- هل تدين نفسك فى جلسة الإعتراف أم هى جلسة دردشة روحية ؟

- هل تحاسب نفسك بدقة قبل جلسة الإعتراف ؟

- هل تجري بإشتياق وتبحث عن اب إعترافك أم إنك تفرح حين لا تجده أمامك ؟

- هل تدين أب إعترافك أحياناً وتشك فيه ولا تخضع له أم أنك تحبه ومحبتك له تجعلك تقبل
كل نصائحه وإرشاده ولاتفكر فيه قط أي فكر سوء ظن ؟

- لماذا لا يوجد توبة عن خطايا معينة متكررة فى حياتك ؟ وماهو مدى تقدمك فى ترك هذه
الخطايا ؟

وبعد أن تجيب على هذه الأسئلة بصراحة لابد أن تضع نفسك أيها القارئ العزيز فى أحد هذه
المجموعات من الناس :

أولاً: المتفرجين

الحياة الروحية بالنسبة لهم هى فرجة ينظرون إلى الناس بمنظار النقد وينتقدون كل أحد .
والعظات الروحية هى لغيرهم، ودعوة التوبة هى لآ خرين .. يتفرجون على المعجزات
ويحكونها ولكن لايهمهم أن يكونوا مع المرأة التى لمست هدب ثوب الرب فخرجت قوة وشفتها



ثانياً: النائمين

الإنسان النائم لا يتأثر بمن حوله لا يراهم ولا يسمعهم ولا يتحدث معهم . هو فى عالم آخر
ولو أنه محسوب ضمن الأحياء ..لذلك يقول الرسو ل بولس "إستيقظ أيها النائم فيضيء لك
المسيح " وجماعة النائمين فى الكنيسة هم الذين لا يحسون بعمل المسيح ولا يرون محبته ولا يشعرون بقوته



ثالثاً: المائتين

هم الذين إنفصلت حياتهم عن الرب يسوع المسيح مصدر الحياة . هم لايحسون فقط بل هم لا
يحسون فقط بل هم مفصولي ن عن الحياة . لذلك فإن رائحة العفن قد ضربت فيهم وأنتنت
قلوبهم وحواسهم . هم أصبحوا مثل ألعازر فى القبر .


ولكن السؤال الآن إليك أيها القارئ

هل تريد أم لآ؟

إذا كنت تريد فالله يقدر أن يخلصك .
فقط لاتيأس بل إقبل كلمة الحياة حيث يتغير إنسانك العتيق .
إقبل حب المسيح حتى ترتفع من المزبلة لتجلس معه .

إنفصل عن الخطية لكي تتحد به .

إترك الشر لكى يكون لك شرآة معه .

هيا تعال إن كنت متفرجاً فإنه يجعلك شريكاً للطبيعة الإلهية . وإن كنت نائما فإنه يوقظك كما
أيقظ الملاك بطرس فى السجن .

وإن كنت مائتاً فإنه يقول لك هلم خارجاً من قيود الخطية .

ولكن هل فهمت الآن معنى التوبة والإعتراف ؟
إنه إحساس بفداحة الخطية والإبتعاد عنها كما نبتعد عن النار التى تحرق والبحر الذى يغرق
والوباء الذى يهلك .

إن التوبة هى إلتجاء النفس المحتاجة إلى النجاة .
أما أب الإعتراف فهو الطبيب الذى عنده الدواء والمرشد الذى يقود القارب إلى شاطئ
النجاة . فهو يقودنا إلى شاطئ الأبدية حتى يكون لنا نصيب مع جماعة التائبين "الذين
غسلوا ثيابهم وبيضوها فى دم الخروف ".



يارب إجعلنا نتوب حتى نحسب مع جماعة التائبين ويكون لنا نصيب معهم فى ملكوتك
ولاتسمح أن نخيب من نعمتك فنحسب مع المتفرجين أو مع النائمين أو مع المائتين .



الفصل الثالث

التناول والحياة الأبدية

فى الصليب والفداء نحن ننال الحياة الأبدية، حيث أعلن الرب يسوع من فوق الصليب فتح باب
الفردوس للبشرية كلها ممثلة فى شخص اللص اليمين . ولكن هذه الحياة الأبدية التى منحت لنا
عن طريق فداء الرب يسوع على الصليب لانستطيع أن ننالها إلا عن طريق الأسرار . ولذلك
كانت الأسرار فى الكنيسة هى عربون الحياة الأبدية وإستحقاقات الصليب والفداء .

وهكذا أصبح نوال الأسرار هو نوال عربون الملكوت . والإستعداد للأ سرار هو إستعداد للأبدية . والإيمان
بالأسرار هو إيمان بالخلود والبعث .
وسر التناول هو سر نوال جسد الرب المصلوب وشرب دمه المسفوك على الصليب من أجل
غفران خطايانا حتى نستطيع أن ننال عن طريق ذلك الغفران فى الدخول إلى حضرة الله
لتأكيد حقنا فى الملكوت من قبل الصليب حيث أخذ يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ
وقال: "خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً هذا هو دمي الذى للعهد
الجديد الذى يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا".

1) الإيمان بالسر

إن العقل البشري كثيراً ما يفكر صارخاً" كيف يقدر أن يعطينا جسده لنأكل " (يو 6
كان يسوع يجلس وسط التلاميذ ويتحدث إليهم وهم يبصرونه بعيونهم ولكنه بعد أن صلى على
الخبز وباركه قال لهم : " هذا هو جسدي .. هذا هو دمي ". كيف يحدث هذا ؟ وكيف تم ؟
السؤال هو هل يستطيع المسيح أن يصنع هذا الأمر أم لا ؟ وإذا كان يستطيع فلماذا لانصدق ؟
إن الإيمان بالسر هو الإيقان بالأمور التي لا ترى التى هى سر التحول . أي تحول الخبز
والخمر إلى جسد ودم المسيح . لأن المسيح يحضر فى كل قداس وهو بنفسه يقول على فم
الكاهن ويشير بيد الكاهن : هذا هو جسدي وهذا هو دمي .. إن الإيمان بالسر هو إيمان بالثالوث
وإيمان بالفداء .
وهذا الإيمان هو دعوة للسير نحو الملكوت
"لأنه بدون الإيمان لا يمكنإرضاؤه".
لذلك فى ممارستنا لسر التناول يجب أن نعلن إيماننا حين ينادي الشماس ويقول (أؤمن، أؤمن
أن هذا هو بيقة آمين " وحين يعلن الكاهن إيمان الكنيسة ويقول (جسد حقيقي .. ودم حقيقي )
فلنقدم صلاة تبرهن على إعلان إيماننا هذ ا.



2) الإستعداد للسر

إن برهان إيمانا بأن التناول هو ليس خبزاً وخمراً بل جسد ودم عمانوئيل يتمثل فى إستعدادنا
للتناول؛ وهذا الإستعداد يتضمن :

- ضرورة التوبة والإعتراف قبل التناول .

- قضاء فترة صلاة و إختلاء قبل التناول وياحبذا لو كان فى اليوم السابق .

- حضور القداس الإلهي مبكراً على قدر الإمكان حتى ننعم ببرآة الصلوات .

- تقديم الخشوع والصلوات المناسبة وقت التناول .

- من المفضل ألا يكون يوم التناول هو يوم صاخب ملئ بالأعمال والمشغوليات والخلطة
والأحاديث و لكن يا حبذا لو يكون يوماً هادئاً نقضيه فى قراءة الإنجيل والهدوء على قدر
الإمكان مع عدم الخلطة .

- الإستعداد الجسدي يتضمن طهارة الجسد والصوم والإبتعاد عن المعاشرات الزوجية ليلة
التناول .

- أما الإستعداد النفسي فهو عدم الخصام والعراك مع الآخرين بل التصالح معه من قبل المجيء للتناول .

- والإستعداد الروحي هو التوبة والتعهد بترك الخطية مع مضاعفة العبادة والصلوات
والشرآة مع الله بعد التناول .



3) المواظبة والإستحقاق

إن الشيطان كثيراً ما يحاربنا لكي يمنعنا من التناول، وفى حرماننا من التناول هو حرمان من
الملكوت . لذلك يحارب الشيطان بكافة الطرق والوسائل ليجعلنا نحجم عن التناول . وهو فى
ذلك يستخدم بعض الآيات من الكتاب المقدس مثل قول الرسول بولس "إذا أي من أكل من هذا
(27 : الخبز أو شرب كأس الرب بدون إستحقاق يكون مجرماً فى جسد الرب ودمه "
( 1كو 11 ) .
وأي منا يستطيع أن يتحمل أن يكو ن مجرماً فى جسد الرب ودمه . لذلك يقترح علينا الشيطان
أن نهرب من التناول . ولكن علينا أن نعرف معنى التناول بدون إستحقاق :

- هو التناول بدون توبة وإعتراف بخطايانا وتعهد قلبي بترك الخطية .

- هو التناول بدون إيمان أن هذا هو جسد الرب ودمه .

- هو التناول بدون خش وع لائق بكرامة هذا السر .

- هو التناول بدون مواظبة . لأن التناول بدون مواظبة هو إحتقار لوصية الرب لنا أن نأكل
ونشرب ونتناول كل حين من أجل خلاصنا.

- التناول بدون إنسحاق وإتضاع يليقان بكرامة هذا السر .
وهكذا ونحن نتقدم التناول ليس لإستحقاقنا، لأنه لا يوجد على الأرض كلها من هو مستحق أن
يتناول من جسد الرب ودمه . ولكننا نتناول من أجل إحتياجنا الروحي كما يعلن الكاهن ذلك
(يعطي خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه ).
ولذلك علينا أن نتقدم للتناول ونحن واثقين من عدم إستحقاقنا ولكن بإحساس الإحتياج "طوبى
للجياع والعطاش إلى البر لأنهم يشبعون " إنه دواء يقدم للمرضى . وغذاء يقدم للجياع . دفء
يقدم للعرايا. لذلك نحن نتقدم لنأخذ قدر إحتياجنا وليس قدر إستحقاقنا.

ومن أجل ذلك كانت الصلاة الرئيسية فى القداس الإلهي هى {كرياليسون أي يارب أرحم } ،
لأنه لو لم يرحمنا ما إستطعنا أن نتقدم للتناول، ولأصبح تناولنا بغير إستحقاق . ولذلك نحن
نصرخ فى القداس كل حين وبعد كل صلاة يصليها الكاهن {كيرياليسون .. يارب إرحم }.



4) عمل السر

إن لسر التناول عمل إلهي فى النفس يجب أن نتيح الفرصة لهذا العمل بأن نفتح قلوبنا، ونشتاق
بإرادتنا، ونطلب من كل قلوبنا هذا العمل الإلهي . وبالإضافة إلى غفران خطايانا التى يتم
حصولنا عليها بالتناول بعد إعترافانا بها.

يوجد أيضاً ثمار للتناول هى

( *الحياة فى المسيح هى ثمرة التناول من جسده ودمه "من يأكلني فهو يحيا بى " (يو 6:57
وهذه الحياة هى شركة وصلة مستمرة حيث يسكن المسيح فينا. ونصير بالتناول هيكلاً
روحياً يسكن فيه المسيح . وعلامة هذه الحياة أن يمون لنا صفات المسيح من حب وبذل
ووداعة وتواضع . لأن من يأخذ المسيح فإنه يصير له صفاته " وكما سلك ذاك هكذا يسلك
يسلك هو أيضاً " ( 1يو 2:6 ) فالحياة فى المسيح هى أن نتحد معه ويصير لنا ماله لأنه يأخذ
مالنا. وبرهان حياة المسيح فينا هو الحب الذى يملأ كياننا ونترجمه إلى صلوات حارة
دائمة .








التوقيع

آخر تعديل ملاك حمايه جرجس يوم 06-19-2012 في 05:52 PM.
رد مع اقتباس