قصيدة : الراعى الأمين

الثلاثاء 17 ابريل 2012
طلعت يوسف

تُحَيِّر ُ فى الألفِ الناظرين
وفى الباءِ تاهتْ خُطى السائرينْ
وفيكَ تجىءُ الظنونُ وتمضى
وتبقى حصيناً على السائلينْ
يقولونَ : نجمٌ أضاءَ لنا
وأبهرَ فى نورهِ العابرين
ومنهمُ مَنْ قالَ : قلبٌ حنونٌ
ومنهمُ مَنْ قالَ : راعٍ أمينْ
وكالناسِ فيكَ ظللتُ أعانى
ويأسى على الحالِ قلبُ السنينْ
وحتى إذا منكَ يوماً دنوتُ
أعودُ أعانى ولو بعدَ حينْ
فترسلُ لى يا أبى نظرةً
أرى الحبَّ فيها بهِ أستعينْ
فيهفو الفؤادُ لهُ واثباً
ويقفزُ فوقَ جدارِ الأنينْ
مَلَكْتَ القلوبَ بسِرٍٍٍّ عجيبٍ
فمنْ ذا لحبكَ لا يستبينْ
وأصبحتَ للناسِ صدراً حنوناً
فإنْ غِبْتَ عنها حواها الحنينْ
وصِرتَ بعلمكَ للكونِ نوراً
أضاءَ زوايا الظلامِ الدفينْ
تعلمُ شعبا لعلمكَ يصغى
فيلقى العزاءَ لقلبٍ حزينْ
ويبصرُ فى الأفقِ نورا تراءى
لنفسٍ هوتْ ما لها من معينْ
ولو فى الليالى تراءى الأسى
وهَزَّ القلوبَ وأذكى الأنينْ
نراكَ قوياً بالربِّ دوماً
وفى الحقِّ لا ترْهَبُ اللائمينْ
فتحملُ فى كلِّ يومٍ صليباً
وتاجاً مِنْ الشوكِ فوقَ الجبينْ
وعشتَ أميناً على الدينِ دوماً
تصونُه من كلِّ باغٍ لعينْ
وتسحقُ رأساً لفكرٍ دخيلٍ
وتمحو دعاوَى لكُفرٍِِِ مُبينْ
وكنْتَ لمصرَ أبى درعَها
وحصناً منيعاً على الطامعينْ
وعِشتَ وفياً لشعبِ المسيا
بظلِّكَ لا نخشى بأسَ السنينْ
جزاكَ الإلهُ عن الحبِّ خيراً
ونَيَّحَ روحكَ فى الخالدين

المصدر: منتدى ام السمائيين و الارضيين - من قسم: قصائد قداسة البابا شنودة الثالث