![]() |
الذات أو الأنا المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 15-10-2006
الذات أو الأنا مقالات البابا شنودة الثالث المنشورة في جريدة الأهرام مقال يوم الأحد 15-10-2006 م نود أن نتحدث في هذا المقال عن خطورة حرب الذات روحيًا. مما يشمل محبة الذات، والشعور بالذات، ومحاولة تمجيد الذات، وجعلها فوق الكل، وما ينتج عن كل ذلك من خطايا http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif من اولى الخطايا التي تلدها (الأنا) الكبرياء فالمهتم (بالأنا) يريد باستمرار أن يكبرّ ذاته. فتكون ذاته كبيرة في عينيه، وأيضًا كبيرة في أعين الآخرين. ويكون في ذلك معجبًا بذاته. وقد يقع في ما يسمونه (عشق الذات) فنفسه جميلة جدًا في عينيه، كمن يحب باستمرار أن ينظر في مرآة، ويتأمل محاسنه..! http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif ومن هنا، فالذى يقع في محبة الذات، قد يقع أيضًا فى الغرور. ويظن في ذاته أكثر من حقيقة نفسه. أنه يحسّب أنه شيء، وأن له أهمية خاصة، أو له مواهب خاصة، أو أنه يمتاز على غيره: يفهم أكثر، أو له مركز أكبر. وهذا الشعور يعطيه ثقة زائدة بالنفس يريد أن يفرضها على الآخرين، وبهذا الشعور ينقاد إلى العظمة والى محبة المتكآت الأولى http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif ربما هذا الشعور بالذات يأتى الى الإنسان في سن المراهقة،عندما يشعر بانتقاله إلى مرحلة أعلى تمنحه أهمية معينة. وما أكثر ما يستمر معه هذا الشعور المراهق، كلما طال به العمر. ولكنه يأخذ مظاهر أخرى غير مظاهر سن المراهقة. وقد يحدث هذا الشعور للطفل من كثرة المديح أو التشجيع، أو بسبب التفوق، أو بسبب ملكات خاصة. غير أن هذا الشعور قد لا يكون له خطورة عند الطفل. ولكنه غالبًا ما ينحرف عند الكبار. http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif ومن هنا فإن محبة الذات قد تقود إلى الغيرة والحسد: وفى هذه الغيرة يريد ان كل شيء يصل اليه هو. فيصل إليه كل المديح والمال، وكل الأعجاب بالنجاح والتفوق، وكل الاهتمام. إنه ليس فقط يحب لذاته ان تُمدح، بل أن يكون المديح كله له وحده! وإن مدحوا غيره، تتعب نفسه ويتضايق، كما لو كان ذلك الغير الذي مدحوه قد اغتصب منه حقًا موقوفًا عليه..! http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif ونلاحظ أن المهتم بذاته يركز على تحقيق ذاته: إنه لا يفكر فى ملكوت الله، إنما في ملكوته هو! فملكوت الله لا يشغله، إنما تشغله ذاته وكيف يحقق لها وجودها وطموحها! حتى في صلاته يرى أن عمل الله له، هو أن يبنى له ذاته، ويكبّر له ذاته على الأرض وفي السماء. وهكذا لا تشمل صلواته سوى عبارات أريد.. وأريد... والذى يركز على ذاته يريد أن الكل يعملون على تحقيق ذاته: فالمجتمع الذي يحيط به، عليه أن يحقق له ذاته. وحتى الكنيسة مثلًا واجبها أن تحقق له ذاته. واذا لم يحدث هذا يثور على الكل! وربما يبتعد عن الوسط الدينى كله، لأنه لم يجد ذاته فيه!! بل أن كل شخص لا يحقق له ذاته، يبتعد عنه، حتى الله نفسه! وهذا يذكرنا بالوجوديين الملحدين الذين كل واحد منهم يبحث عن وجوده هو، وكيف يتمتع بهذا الوجود. ولسان حاله يقول: من الخير أن الله لا يوُجد، لكن أوجد أنا..! ومعنى الوجود عنده هو التمتع باللذة. فإن كانت وصايا الله تقف ضد متعته الجسدية والمادية، فلا كان الله ولا كانت وصاياه!.. إلى هذا الحد تقود الأنا والذات. http://loveyou-jesus.com/uplod/uploads/2af38f7785.gif
|
الساعة الآن 08:39 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين