الفكر.. نقاوته وسقطاته مقال يوم الأحد 8-10-2006
الفكر.. نقاوته وسقطاته بقلم قداسة البابا شنوده الثالث المنشورة في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 8-10-2006 http://www.emanoeel.com/up/uploads2/...3b3592218b.jpg الإنسان الطاهر النقى، ينبغي أن يكون طاهرًا في جسده وروحه، وأيضًا في أفكاره وحواسه ومشاعره، وحتى في أحلامه وظنونه. وهكذا عليه أن يحرص على نقاوة أفكاره، لأن فكره مِلك لله. أما الذي يترك فكره ينشغل بأمور خاطئة، إنما يدل على أن الله لا يملك قلبه، لأنه من داخل القلب تنبع الأفكار وإن كان القانون لا يحاسبك على أفكارك، فإن الله يحاسبك عليها وكذلك الضمير يبكتّك على الفكر الخاطئ، لأن الضمير أقوى من القانون، وأوسع مجالًا منه. لذلك فالذى يحترس ألاّ يخطئ بفكره، من الصعب عليه أن يخطئ بالعمل والفعل. ومن هنا كانت نقاوة الفكر سببًا في نقاوة الإنسان كله... http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif أما عن مصادر الفكر الخاطئ فهى كثيرة. وعلى الإنسان أن يبعد عن كل ما يجلب له فكرًا خاطئًا، وعن كل الامور التي تسبب نجاسة فكره... فقد تأتى الأفكار بسبب قراءات خاطئة، أو سماعات غير لائقة، أو بسبب الوسط الخارجي: من خُلطة أو عِشرة أو صداقة بطالة... وقد يتولد الفكر الردئ من فكر آخر ردئ. لذلك ينبغي أن يبعد الإنسان عن كل هذا، لكي يحتفظ بنقاوة فكره. وفي نفس الوقت يملأ ذهنه بأفكار نقية بديلة. وقد تتوالى الأفكار الخاطئة من رغبات أو شهوات رديئة داخل القلب. وفي الواقع إن الرغبات والأفكار يتعاونان معًا. يمكن لكل منهم أن يكون سببًا ونتيجة. فالفكر الردئ يمكن أن ينجب شهوة رديئة. وكذلك الشهوة الرديئة يمكن أن تلد أفكارًا رديئة. وفي أحيانًا كثيرة تكون الأفكار معبرة عن الشهوات. فالذى يعمل على تنقية قلبه من الرغبات الرديئة، حينئذ سوف تتنقى أفكاره تبعًا لذلك.. http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif والأفكار والشهوات قد يلدن أحلامًا أو ظنونًا. فالشيء الذي تفكر فيه أو تشتهيه قد تحلم به. وبهذا تكون على إنسان مسئولية في بعض الأحيان تجاه أحلامه! وكلما يتنقى قلب الإنسان وفكره، فعلى هذا القدر تتنقى أحلامه. أما إذا حلم بشئ ضد أفكاره ورغباته، فقد ينزعج بسبب ذلك ويصحو بسرعة. ولا يستمر الحلم طويلًا http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif وقد تكون الأفكار الشريرة في بعض الأوقات مجرد حرب من الشيطان، يريد بها أن يعكر صفو القلب ويفقده سلامه الداخلي. ولكن ليست كل الأفكار الشريرة حروبًا من الشياطين. فهناك فرق واسع بين حروب الأفكار والسقوط بالفكر. فالفكر الشرير إذا كان مجرد حرب من الشيطان، يكون قلب الإنسان رافضًا له، وتحاول الإرادة بكل قوتها أن تطرده وتتخلص منه ولا تقبله على الإطلاق. أما سقطة الإنسان بالفكر، فإنه يكون خلاله راضيًا به، أو ملتذًا به. وقد يحاول أن يستمر فيه ويستبقيه ويطيله. وقد يتضايق إن طرأ سبب يقطع حبل هذه الأفكار. لذلك إن خطرت هذه الأفكار الشريرة بذهنك، كن مقاومًا لها بصدق. أما إن استبقيتها، يكون هذه إختبارًا لنقاوة أفكارك! http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif نصيحتى لك أن تقاوم الأفكار الشريرة وتهرب منها. فإن حاربك فكر شرير، حاول أن تشغل ذهنك بشئ آخر، لكي تهرب منه. يمكنك أن تفكر في أمر يكون اكثر عمقًا من الفكر الشرير، فيغير مجرى تفكيرك أو اشغل نفسك بالقراءة في شيء ممتع، لكي تتحول أفكارك من ذلك الموضوع الردئ الى موضوع القراءة. ويمكن أن تصلى سرًا وترفع قلبك إلى الله طالبًا أن يبعد الفكر عنك... وإن لم ينفعك كل هذا، انشغل بعمل يدوى، أو تكلم مع أى إنسان لكي تطرد عنك ذلك الفكر. http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif واحذر من أن تستسلم للفكر الردئ، لأن هذه خيانة منك لله وانضمام منك لأعدائه. على أن هروبك من الفكر من بدء وروده على ذهنك، هو أسهل وايسر من محاولتك الهروب بعد استبقائه فترة... لأن الفكر كلما استمر معك فترة، فإنه يمارس سلطة عليك، ويُخضع ارادتك إلى جاذبيته، حتى تصبح عبدًا له تنفذ مشيئته.. وإذا استمر معك الفكر، قد يتحول إلى إنفعال، أو إلى رغبة أو شهوة... وقد يتطور إلى محاولة التنفيذ. وبهذا تنتقل من خطيئة الفكر إلى خطيئة العمل! http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif وقد يأتى الفكر الشرير من الفراغ.. وكما يقول المثل "فكر الكسلان معمل للشيطان... فالإنسان المنشغل العماّل، يتحكم في أفكاره، ويوجهها حسب نوع مشغوليته. فالتلميذ المجتهد يوجه أفكاره نحو دروسه. والعالم المنشغل أفكاره في العلم. والصانع المنشغل تنحصر أفكاره في صناعته.. وأى واحد من هؤلاء وأمثالهم، إن أتاه فكر شرير، لا يجد له مكانًا من ذهنه... أما الذي يقضى وقته فى فراغ، فإن ذهنه يتعرض للأفكار الشريرة. لأنه لا يوجه أفكاره، بل الأفكار هى التي توجهه. أما انت فابدأ بالمبادرة. قم اذن بتوجيه أفكارك. ولا تترك الأفكار تعبث بك وتوجّهك... http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif إن الفكر يمكن أن يكون سلاحًا في يدك، أو يكون سلاحًا ضدك. فاتخذه صديقًا لك لا عدوًا. واعرف أن أعظم المشروعات النافعة بدأت بفكرة، وكل الأعمال الإنسانية العظيمة بدأت بفكرة. ونحن في احتياج إلى خبراء في شتى العلوم والصناعات، نستقدمهم من بلاد بعيدة أو قريبة لكي نحصل من كل منهم على أفكار تحوى علمه وخبرته... (ستجد الكثير من مقالات وعظات البابا شنودة هنا فى منتدى ام السمائيين والارضيين ) . فلتكن إذن أفكارك كنزًا لك ولغيرك. ولتكن أفكارك بركة للمجتمع الذي تعيش فيه... فإن لم تستطع أن تجعل أفكارك مصدر نفع لك وللناس، فعلى الأقل لا تجعلها سبب ضياع لك تفقدك مصيرك الأبدى، وتفقدك نقاوة قلبك. . http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif لا تنتظر حتى يحاربك الفكر الشرير ثم تتعب في مقاومته، بل أبدأ أنت واشغل فكرك بالتأملات والأفكار الصالحة، وبمشاعر الحب نحو الله والناس، حتى يستحى منك ذهنك إن اراد الشيطان أن ينجسه أو يسقطه. لذلك انشغل دائمًا بكل ماهو نافع... واعرف ان الله يقرأ أفكارك ويفحصها. لذلك ينبغي أن تخجل من نفسك كلما استسلمت للفكر الخاطئ. وإن سقطت في الفكر فلا تيأس وتستمر. بل اسرع وقوّم أفكارك. وليكن الله معك، يهبك نقاوة الفكر كعطية الهية من عنده. http://www.sheekh-3arb.net/3atter/di...s/image093.gif http://dl3.glitter-graphics.net/pub/...axzjlv7a6f.gif صلوا من أجل الخدمة فى منتدى أم السمائيين والأرضيين ومن أجل ضعفى أنا الخاطى الشماس / ملاك حمايه جرجس http://r27.imgfast.net/users/2711/13...les/865100.gif http://www.baqofa.com/forum/upload/2...enya15atem.gif http://img181.imageshack.us/img181/5894/raamanm5.gif |
الساعة الآن 05:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين