![]() |
لمحة سريعة عن حياة الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق
لمحة سريعة عن حياة الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق " و تلبسوا الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر و قداسة الحق " ( أف 4 : 24 ) ولا يمكن لنفس أن تتمتع بنعمة الإنسان الجديد المخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق ما لم تعرف قدر ما فى الطبيعة القديمة من باطل وعدم وفساد و مايحمله السلوك حسب الطبيعة الجديدة من خسارة وهلاك أبدى . لا يمكن للإنسان أن يحيا بلا انتماء أو عمل يمارسه ، ومجال انتماء الإنسان و نوعية العمل الذى يمارسه الإنسان يحددان هويته ، ولا ريب فى أن سلوك الشخص حسب شر الإنسان العتيق وأفكاره يكشف تماماً عن نوعية نفس مازالت مأسورة ومكبلة بقيود الباطل والفساد والرغبات الشريرة بفعل ما فيها من ضعف و جهل وظلام ، بعكس ذلك حال الإنسان الذى يسلك حسب إرادة الله ومسرته ، أى يحمل فى داخله من صفات الله كالكمال والقداسة والحق ، فلاشك أن سلوك الإنسان على هذا النحو يؤكد لنا تماماً، إذا ما ثبت الإنسان فى نعمة المسيح ، أن أمجاد الحياة الجديدة التى فى المسيح تحمل فى طياتها كل مجد و حق ونعمة . وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى : + لا يعنى لبس الإنسان الجديد عدم تصور سقوط الإنسان فى الخطية و إنحراف ميوله من القداسة والبر نحو الشر والتعلق بالزمنيات ، فإمكانية السقوط موجودة وممكنة الحدوث لكل من ظن انه صار فى أمان وسلامة من ناحية ضعفه وطبيعته القديمة ، فطالما كان الإنسان فى الجسد فهو تحت الضعف ، أى عرضة للسقوط فى كل حين . + ما أخطر الأمور الصغيرة التى قد تتسبب فى ضياع تعب الإنسان باطلاً ، لأنه هناك الكثير من الناس الذين تعبوا وانتصروا فى معترك الجهاد الروحى ولكن لم يدوم مجد انتصارهم ولا نفعهم تعبهم ، لأنهم ظنوا أنهم فى عتق من الانحراف والانجراف فى تيار العالم وملذاته ، ونسوا أو تناسوا انها " طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء " (ام 7 : 26) ، فما أحوج كل ذى جسد لروح التدقيق والإتضاع والسلوك الدائم بفكر مقدس فى الحق والاعتراف الدائم لمجد عمل الروح فى حياتنا . + السمات التى يحملها الإنسان المخلوق ثانية حسب الله فى البر وقداسة الحق لا يرجع الفضل فيها لأعمال الإنسان وتعبه ، بل الفضل ، وبأكمله ، لنعمة الله ومجد صنيعه فى الإنسان ، وهذا واضح تماماً من قول الطوباوى بولس " حسب الله " ، وهذا ما أكده أيضا الطوباوى بولس لتلميذة تيطس حين قال : " لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني و تجديد الروح القدس (تي 3 : 5)، وغنى عن التوضيح بأن رحمة الرب وأمجاد نعمته تفارقنا عندما نظن أنها ثمرة جهادنا وتعبنا فى الحياة . + حياة الإنسان المتجدد والمخلوق حسب الله فى البر وقداسة الحق لا يمكن استبعاد الألم عنها ، فالإماتة وإنكار الذات وحمل الصليب أمور لا يمكن فصلها عن الحياة حسب الحق وإرادة الإنجيل ، رغم كل الظروف والتغيرات ، بل والارتقاء فى مستوى التقوى ومعرفة المسيح. + متى لبسنا الإنسان الجديد فحتماً سيتبع ذلك أمور عديدة والتى من بينها : الامتلاء من الروح القدس ، تغير اتجاه الإرادة من الشر والفساد إلى النور والحق ، إعطاء الأولوية كل حين للعمل بمشيئة الرب وطاعة إرادته ، مساعدة الاخرين على ممارسة إنكار ذواتهم ، السعي الدائم فى انتشار ملكوت الله ، التأني فى اتخاذ القرار ، إتحاد المشيئة الشخصية مع مشيئة المسيح ، التلذذ بناموس المسيح وإرادة الحق ، بالإضافة إلى التغير الملحوظ على الإنسان فى التقارب من شخص المسيح بعد تباعد كبير عن معرفته وصراع طويل مع رغبات روحه القدوس. صديقى ، جيد أن تفكر فى إطار من الحكمة و العقلانية ، فى آثار السلوك حسب أفكار الإنسان العتيق الذى فى داخلك و مجد الله فى حياة الذين تحرروا من شر هذا الإنسان العتيق والسلوك حسب أفكاره ، ولأننا مازلنا عراه و صرنا منظرًاللعالمللملائكةوالناس " ، لذا نحتاج اللباس القادر أن يوقفنا بلا لوم أو عيب أمام الله ، وهذا ما سنلبسه متى دعونا الروح لكى يعمل فينا وأعطينا له الحرية لكى يعمل حسب خطته وتدبيره ، لك القرار والمصير .
|
الساعة الآن 04:49 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين