نفسي اين انتي ؟ ?
هاجمتنى مرة أخرى ، تلك الأفكار المعهودة . . . . تحــــركت نفســى طالبة الإنـســــياق لها . . . . . . . هيا إلى الخطية . . . هكذا كانت تلك الأفكار تدعونى بإلحاح . . . أردت أن أُطيع تلك الأفكار و كأننى قد أصبحت لها عبداً . و لكن عــيـــنــــان كانت ترقبانى ! نظراتها ليست سهلة . . . هى ليست نظرات قاسية . . . بالعكس كلها حُب و حنان. . ولكنها ليست سهلة . أردت أن أُدير وجهى عن هاتين العينين و لكنها كانت فى كل إتجاه تنظر إلىَّ . . . . . كيف أهرب من تلك النظرات ، من هاتين العينين ؟؟ إنهما نفس العينان اللتان صعدا بهما على الصليب . . . . مـــا أجــــملهمــا على الصليب . . . عينان متعبتان ، يكاد أن يفتحهما بصعوبة من شدة الألم . . . هاتان العينان كانتا تعاتبانى . . . تؤرقانى فى نومى ، كلاماً كثيراً كانتا تنطقان به . و كأنما تقول ، كل هذا من أجلك فهــل تـقـبلنى ؟؟ و كأنما هما نفس العينان اللتان عاتبتا بطرس لشكه . . . نعم فأنا لم أختلف عن بطرس ، فعندما أخطأت . . . شككت فى وجوده ، و إلا ما أستطعت أن أُخطىء . . . لم أتمالك نفسى من البكاء ، عندما سمعته ينادى على بطرس و كأنه ينادى علىّ َ أنا شخصياً قائلاً : أتــحــــبـنى أكثر من هؤلاء . . . لم أتمالك نفسى إلا و أنا أجيبه بكلمات متهدجة : نعم يا رب أحبك ... أحست بالسؤال يتكرر علىَّ بعدد مرات إنكارى له . . . عدد المرات التى أخطأت فيها و طعنته بالحربة فى جنبه ، و حسبت أن أحداً لم يرانى بسبب هاتين العينين ، أخذت أُلملم أشلاء نفسى التى تبعثرت أمام جبال الخطايا ، و تلال الكراهية و الحقد . . . تضاءل العالم كله بأطماعه و بريقه أمام عـينىّ . . .. أصبحت عيناه هى فقط ما أريد أن أنظره و أشتـهـيه و كأننى أكرر تحت ظله أشتهيت الجلوس . . . إنسكبت الدموع رغماً عنى . . . و كأننى أتذوق مذاق الدموع لأول مرة . . .، إستعذبت الدموع و قلت له . . . أعطنى يا رب ينابيع دموع كثيرة كما أعطيت فى القديم للمرأة الخاطئة ، إعطنى ينابيع دموع كثيرة لأبكى على كبريائى و غضبى و قسوتى و طمعى . . . على نجاستى و تقصيرى و أخطاء اللسان و القلب و الفكر . . . على عدم محبتى لك و للناس . . إجعلنى مستحقـاً أن أبل قدميك اللتين أعتقتانى من طريق الضلالة لأقدم لك طيباً فائقاً ، و أقتنى لى عمراً نقياً بالتوبة . . . جــففت دموعى . . . رفعت قلبى فى صلاة طويلة . . . لم أدرى كم من الوقت قد مـر فأمام هذا السحر الذى يشع من عينيه لا تشعر بالزمان و لا المكان . . . بين أحضانه إرتميت فأحسست و كأن يده تربت على كتفى و هو يقول لى لا تخــف . ســاعتها أحسست أننى ممتلىء فرحاً . . . . كلمته قائلاً عـجيب أنت فى حبك . . . تمزج دموع توبتى بدموع فرحى . . . تحول مرارتى إلى عذوبة . . . و سقوطى إلى نصــرة . . . ! تهبنى عمل روحك النارى . . . لا أعود أخاف من الخطية و لا أرهب عدو الخير . . . ما دمت أنت عضدى بدونك أهلك و بك أنتصــر . . . . توبنى يار ب فأتوب |
|
أعطنى ينابيع دموع كثيرة لأبكى على كبريائى و غضبى و قسوتى و طمعى . الرب يباركك بنعمتتتتتتتتتتتتته |
مرسي لردكم الرب يباركم
|
الساعة الآن 10:14 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين