منتدى ام السمائيين و الارضيين

منتدى ام السمائيين و الارضيين (http://st-maria.info/vb/index.php)
-   قسم سير حياه القديسين والشهداء (http://st-maria.info/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   الأم صوفيا ، ناسكة السيدة (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=6609)

أنطونيوس 05-29-2012 11:04 AM

الأم صوفيا ، ناسكة السيدة
 
الأم صوفيا ، ناسكة السيدة ..


وُلِدت صوفيا ساوليدي " ناسكة السيدة " من أبوين هما أماناتيو وماريا ساوليدي ، في قرية ترابيزود من أعمال البنطس

في آسيا الصغرى ، وذلك سنة 1883 .
هناك وبعد عدة سنوات سنة 1907، تزوجت من يوردانوس هورتوكوريدو ، الذي اختفى بعد سبع سنوات من زواجِهما
( على الأغلب رغماً عنه ) ، وذلك سنة 1914، فأصبحت وحيدة مع طفلٍ حديث الولادة الذي سرعان ما توفِّي .
ساهمت هذه المآسي في تشكيل روحها التُّقوية التّائبة ، مما جعلها تتَّكلُ بالكامل على الله .
بدأت نسكها الرهباني في منطقة البنطس ، على جبلٍ بعيد من أقاربِها , هناك ، ظهر لها يوماً ، ( القديسُ جاورجيوس )
طالباً منها أن تُحَذِّرَ القرويين من اضطهادٍ مُقبِلٍ لكي يتواروا ، وهكذا أَنقَذَتِ القرية .
كانت نفسُها تَلهجُ بالمسيح ووالدةِ الإله ، بمحبتها البسيطة المتواضعة لهما .
كانت تقولُ عن المسيح والعذراء : " واحدٌ هو الله وواحدةٌ هي السيدة ، وما نحن إلا أنسباء لهما " .
كانت معلِّمَةَ البساطة ، خاصّة للنساء ، فكل كلمة تخرج من فمِها كانت تحمل التواضعَ والمحبة .
وكما كان الأمرُ في الماضي ، مع " المتبالهين من أجل المسيح " ، لم يكن المتكبرون والمتعلِّمون يعرفون قيمتَها بالقَدْرِ
نفسِه الذي كان يحدث مع أصحاب القلوب المتواضعة .
جاءت إلى اليونان كمنفيَّةٍ ، سنة 1919.
وكانت السفينةُ التي أتت بها على اسم ( القديس نيقولاوس ) .
لذا ، عندما وصلوا إلى اليونان ، ظهرت لها والدةُ الإله وقالت : " تعالي إلى بيتي " .
فسألَتْها صوفيا : " أين هو بيتُكِ ..؟ " .
أجابت العذراء : " أنا أقيم في كلايسورا " .
لذا ذهبتْ واستقرَّت في دير ميلاد والدة الإله في كلايسورا التابعة لكاستوريا ، وكانت في الرابعة والأربعين من العمر .
كان رئيسُ الدير هناك ، غريغوريوس ماغداليس ، وهو راهبٌ آثوسيٌّ ذو فضائل .
تعلَّمَتْ صوفيا الكثيرَ منه ، وكانت تَذكر اسمَه دائماً ، بكثير من الاحترام .
عاشت صوفيا ، بناءً على أمرِ والدةِ الإله ، في موقد الدير في المطبخ ، وكان يُستعمَلُ أيضاً لإعداد الطعام .
كانت تنام هناك ، ساعتين كل ليلة ، وتُمضي ما تبقّى من الليل ساجدةً على ركبتيها .
كان المكان بارداً ، خاصّةً في الشتاء ، حيث كانت قطراتُ مياهُ المطر تتساقطُ عليها , أحياناً كانت تُشعلُ ناراً ، لكن ذلك
لم يكن كافياً .
عند النافذة , كانت توجد دائماً شمعةٌ مضاءةٌ أمام الأيقونة الجدارية للفائقة القداسة .
هناك كانت تأكل وتمضي وقتها .
وحين كان يأتيها زائرون ، كانت تقول أسماءهم حتى قبل أن يُعَرِّفوها بنفسِهم .
كان الناسُ يأتون من تسالونيكي والمناطق المحيطة بها ، أو حتى من مناطق بعيدة كأثينا ، فقط لكي يشاهدوها .
دائماً ما كانت تَذكُرُ أسماء الأشخاص ومشاكلَهم العائلية دون أن تُبَلَّغ بذلك .
من بين أولئك الزوّار ، كان هناك الأب ليونيداس باراسكيفوبولوس ، الذي صار فيما بعد مطراناً ، والذي كان يقول :
" لديكم هناك ، كنزٌ لا يُقَدَّرُ بثَمَن " .
كانت ثيابُها رَثَّةً ، وبطانيتُها مليئةً بالثُّقوب ، وكذلك الأمرُ مع صندَلِها .
كان الناس يُقدّمون لها الثّياب بعد رؤيتهم معاناتَها من البرْد والرّطوبة ، لكنها كانت تتسلَّم الثياب بيَد وتُعطيها للفقراء
باليد الأخرى .
كانت دائماً تضع على نفسِها وشاحاً أسود ، وهي لم تستحمَّ منذ أن كانت في البنطس .
كانت مثابِرةً في صومها ، ولم تسمح لنفسها بالزَّيت سوى في نهاية الأسبوع .
لم يكن اهتمامُها فيما ستأكل ، فالطعام هو فقط للاستمرار ، أما فيما يخص النظافة فكان اهتمامُها أقلّ ، حتى أنها تتناول
الطعام دون غسلِه .
ورغم الجراثيم والديدان ، فقد حافظت على صحَّة جيّدة .
غالباً ما كان الزوّار يقدمون لها المال ، وهي كانت تخبِّئه في أي مكان تصل إليه .
وحين يحتاجُ أحدُهم إليه ، سرعان ما كانت تأتي به وتقدمه له .
لقد شاهدَتِ العديدَ من الأمور المُخزية التي قام بها الكهنة والعلمانيون ، إلا أنها لم تنتقدْ أحداً .
كانت تقول : " أُستُرْ ما تراه يستُرْكَ الله " .
سرعان ما ارتفعت شعبيتُها ، إذ كان الناسُ يأتون لرؤيتِها ، ليس فقط من كل أنحاء اليونان ، بل من أمكنة أخرى كفرنسا
وفلسطين .
إلا أن بعضَ القرويين كانوا يتناولونها بالسُّخرية ، فينعَتونها بـ " صوفيا المجنونة " .
الكثيرون كانوا يعتبرونها مثل مريم المصرية بسبب نحولها , فتبدو مثل هيكل عظمي ، وكذلك بسبب جلدها الشديد الجفاف .
فهي على أي حال ، كان لها الجمالُ الداخلي نفسُه الذي كان للقديسة مريم .

حوادثُ عجائبية .

عظيمةً كانت محبتُها لله وللبشر ، فقد كانت لها خبراتٌ مؤثِّرة مع العذراء والقديسين .
عندما كانت السفينةُ تَنقلُ الرُّكّابَ من آسيا الصُّغرى ( تركيا حاليّاً ) إلى اليونان سنة 1919، ضربتْها عاصفةٌ مما
عرَّضَ المسافرين لخطرٍ كبير .
في النهاية ، انحسرت العاصفةُ ونَجا الجميعُ ، لكنَّ القبطانَ قال ، بعد أن رسم إشارةَ الصَّليب : " لا بد أنه يوجد
بينَكم شخصٌ صالحٌ وهو كان سببَ نجاتكم " .
فنظر الجميعُ إلى صوفيا التي كانت ، كلَّ الرحلة ، واقفةً في زاوية السفينة تُصَلّي .
لقد سُجِّلت هذه الحادثة على شريط فيديو ، حيث رَوَتْ ما حدث : " كانت الأمواجُ مَلأى بالملائكة ، وقد ظهرت العذراءُ
وقالت : سوف تتعرّضُ الإنسانية للخسارة ، لأن الناس خاطئون " .
فقلتُ : " أيتها الفائقةُ القداسة ، فَلأكُن أنا مَن يتم خسرانه لأنني خاطئة ، ودَعي العالم يَخلُص " .
سنة 1967 تفاقم مرضُ صوفيا وتعاظَمت آلامُها , كانت معدتُها مليئةً بالتقرُّحات وذات رائحة كريهة .
تعاملت مع ألَمِها بشجاعةٍ وقالت : " ستأتي العذراءُ لتُزيلَ ألمي ، فهي قد وعَدَتني " .
بعضُ الأشخاص من أثينا صوَّروها على شريط فيديو أثناء شرحها لما حدث بعد ذلك : " جاءت العذراء يرافقها رئيسُ
الملائكة جبرائيل والقديس جاورجيوس ، إضافة إلى قديسين آخَرين " .
قال لي رئيسُ الملائكة : " الآن ، سوف نَشُقُّكِ "
فقلت : " إنني خاطئة ، عليَّ أن أعترفَ وأتناول ، وبعدها يمكنكَ أن تَشُقَّني " .
فقال : " لن تموتي ، سوف نُجري لك عمليةً جراحيّة " .
فقالت : " وبدأ بشَقّي " .
كما مع القديسين ، كذلك كانت على علاقة مميَّزة مع الحيوانات المفترسة ، وخاصّةً الدُّبَبة ، ولكن أيضاً مع الحيّات والطيور .

التقويم الجديد والتّقويم القديم ..

منذ أن تغيّرَ التّقويمُ الكنسيُّ في اليونان ، ظلَّت صوفيا تتبع أعيادَ التقويمَين القديم والجديد ، وبذلك لم تُشكِّلُ عَثَرَةً لأحد .

للأسف ، كانت هناك نزعةٌ لدى أتباع التقويم القديم لتشويه الحقائق مُعتبرين إياها من أتباعِهم ، ولكن ذلك لم ينسجم

مع الحقيقة ، لأنها كانت تتناول باستمرار في الكنيسة .

من أقوالها الروحية ..

" يجعلُ خوفُ الله من الإنسان حكيماً " .


ما خوفُ الله ..؟


" هو ليس الخوف من الله ، بل هو الخوف من أن نُسبِّبَ الحزن للناس ، أو الخوف من أن نؤذيَهم ، وأن لا نفعل الشر

لهم ، أو أن نقوم بإدانتهم , هذه هي الحكمة , بعد كل ذلك ، سوف ينيرُكم اللهُ مرشداً إياكم إلى ما عليكم فعلُه في حياتكم " .

" فَتّشوا عن الفقراء واجمعوهم وساعدوهم , هذه هي مشيئةُ الله ، لا أن تذهبوا إلى الكنيسة مُدَّعين الصلاة " .

" يجب أن يكون الإحسان في الخُفية ، فالله وحدَه من يجب أن يعلم بذلك " .

" آه لو كنتم تعلَمون ما حدث للربِّ يوم الأربعاء والجمعة ، فسوف لن تضعوا أيَّ شيء في فمكم ، لا الخبزَ ولا الزيت ,

حافظوا على صوم الأربعاء والجمعة " .

" يتكلَّم الملائكةُ كلَّ يوم , فالله يرسلُهم لرؤية ما إذا كان الناسُ يتوبون " .

" تبكي العذراءُ كلَّ يوم ، وتقول لابنِها : يا ابني وإلهي ، إمنح العالمَ الحكمةَ ، إصفح عنهم "

" دعوا أفواهكم تصيرُ رياحين وورود " .

وجهات نظر حول قداستها ..

سنة 2009 ، قام ميتروبوليت كاستوريا بتنظيم نقاش حول موضوع " القديسون المكرَّمون في كاستوريا " .

دار قسم كبير من النقاش حول حياة الأم صوفيا ، وقد عكسَ رأيُ ميتروبوليت كاستوريا سيرافيم رأيَ مؤمني كنيسة

كاستوريا المحلِّيَّة بأنها قديسة ، فكُتِبَت الأناشيد ورُسمت أيقونةٌ لها ، وسوف تُسَلَّمُ مستوجَباتُ إعلان قداستها إلى

البطريركية المسكونية .

رقادها ..
رقدت الأم صوفيا بالرب في أيار سنة 1974، وقد دُفنَت في أرض الدير .

اشتُهرت كثيراً في منطقة مقدونيا ، إذ كان الكثيرون ممن عرفوها يأتون إلى قبرها للصَّلاة .

لا تزال بقاياها محفوظةً في الدير ، وبإمكان المؤمنين تكريمها بعد أخذ الإذن من الرهبان .






الساعة الآن 04:13 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين