منتدى ام السمائيين و الارضيين

منتدى ام السمائيين و الارضيين (http://st-maria.info/vb/index.php)
-   قسم الموضوعات الروحيه المختلفه (http://st-maria.info/vb/forumdisplay.php?f=28)
-   -   إنّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=13800)

ملاك حمايه جرجس 11-09-2015 08:24 AM

إنّ ابن الإنسان لم يأتِ ليُخدَم، بل ليَخدُم
 
http://st-maria.info/up/uploads/1447055417481.png


من أستطــلع آيات العهد الجديد التي تدلّ على أنّ الربّ هو الخادم، قوله:
« فَحَتَّى ابْنُ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لاَ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدِمَ وَيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
(مرقس ١٠: ٤٥).


خاتمة هذا القول الإلهيّ تكشف معنى خدمة الربّ:
إنّه جاء لـ"يفدي بنفسه جماعة الناس".
وهذه الخاتمة معناها أنّ خدمته لا تنتهي. إنّه الخادم أبدًا. يخدم، ليفتدي.
أي يبقى يخدم، ليفتدي.


قَبْلَ هذه الكلمات، يعلّم الربّ تلاميذه ألاّ يشاكلوا هذا الدهر.
يقول لهم:

« وَلكِنَّ يَسُوعَ دَعَاهُمْ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُمْ: «تَعْرِفُونَ أَنَّ الْمُعْتَبَرِينَ حُكَّاماً عَلَى الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَأَنَّ عُظَمَاءَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلاَ يَكُنْ ذَلِكَ بَيْنَكُمْ، وَإِنَّمَا أَيُّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ عَظِيماً بَيْنَكُمْ، فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً، وَأَيُّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصِيرَ أَوَّلاً فِيكُمْ، فَلْيَكُنْ لِلْجَمِيعِ عَبْداً. فَحَتَّى ابْنُ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لاَ لِيُخْدَمَ، بَلْ لِيَخْدِمَ وَيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».
( مرقس 10 : 42 - 45 )

ثمّ يعطي نفسه مثلاً، أي قدوة. ونلاحظ أنّه يبدأ تعليمه بقوله لهم "تعلمون". إذ إنّ ما يجري في الدنيا ليس مثالاً يُحتذى. الربّ، وحده، مثال تلاميذه.
وإذا عرفنا أنّ هذه الكلمات جاءت توبيخًا على استياءٍ حدث بين التلاميذ سببه أنّ يعقوب ويوحنّا طلبا أن يكون لهما موقع بارز في مملكة الربّ


«عِنْدَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ يَعْقُوبُ وَيُوحَنَّا ابْنَا زَبَدِي، وَقَالاَ لَهُ: «يَامُعَلِّمُ، نَرْغَبُ فِي أَنْ تَفْعَلَ لَنَا كَلَّ مَا نَطْلُبُ مِنْكَ». فَسَأَلَهُمَا:«مَاذَا تَرْغَبَانِ فِي أَنْ أَفْعَلَ لَكُمَا؟» قَالاَ لَهُ: «هَبْنَا أَنْ نَجْلِسَ فِي مَجْدِكَ: وَاحِدٌ عَنْ يَمِينِكَ، وَوَاحِدٌ عَنْ يَسَارِكَ!» فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: «أَنْتُمَا لاَ تَدْرِيَانِ مَا تَطْلُبَانِ: أَتَقْدِرَانِ أَنْ تَشْرَبَا الْكَأْسَ الَّتِي سَأَشْرَبُهَا أَنَا، أَوْ تَتَعَمَّدَا بِالْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي سَأَتَعَمَّدُ بِهَا أَنَا؟» فَقَالاَ لَهُ: «إِنَّنَا نَقْدِرُ!» فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ: «الْكَأْسَ الَّتِي سَأَشْرَبُهَا سَوْفَ تَشْرَبَانِ، وَبِالْمَعْمُودِيَّةِ الَّتِي سَأَتَعَمَّدُ بِهَا سَوْفَ تَتَعَمَّدَانِ. أَمَّا الْجُلُوسُ عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي، فَلَيْسَ لِي أَنْ أَمْنَحَهُ إِلاَّ لِلَّذِينَ أُعِدَّ لَهُمْ».

وَلَمَّا سَمِعَ التَّلاَمِيذُ الْعَشَرَةُ بِذلِكَ، أَخَذُوا يَسْتَاءُونَ مِنْ يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا.
( مرقس 10 : 35 - 41 )

نعرف أنّ فعل "تعلمون" يعني أنّهم، وإن علموا ما يجري في الأرض، غير أنّهم لا يعلمون بعدُ ما يجب أن يجري. وما يجب أن يجري، يقلب كلّ المقاييس البشريّة: الكبير يصبح خادمًا، والأوّل عبدًا. وهذا، الذي لم يكن في الدنيا وكان في الربّ. يعني أنّ الربّ هو دنيا تلاميذه.


خدمة الربّ تصحّح وجودنا. إذ لا يموت الربّ لِلا شيء. يموت، لنحيا، لنكون جددًا، لنكون دنيا العالم الغارق في معاصيه. بمعنى إذا قرّر أن يصحّح وجودنا بفضائله المذهلة، فإنّما لنمشي في إثره إليه، ونرسم فيه معنى وجود يغريه تعنّته.

لقد خَدَمَنا الربُّ بموته. وهذه الخدمة المحيية نراها في غير أمر اجترحه يسوع.
وخير أمر إصراره على خلاصنا في تنازله المحيي الذي نراه في أوان غسله
"أقدام تلاميذه"
« وَقُبَيْلَ عِيدِ الْفِصْحِ، وَيَسُوعُ عَالِمٌ أَنَّ سَاعَتَهُ قَدْ حَانَتْ لِيَرْحَلَ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ إِلَى الآبِ، فَإِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمُ الآنَ أَقْصَى الْمَحَبَّةِ: فَفِي أَثْنَاءِ الْعَشَاءِ، وَكَانَ الشَّيْطَانُ قَدْ وَضَعَ فِي قَلْبِ يَهُوذَا بْنِ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطِيِّ أَنْ يَخُونَ يَسُوعَ، وَكَانَ يَسُوعُ عَالِماً أَنَّ الآبَ قَدْ جَعَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِي يَدَيْهِ وَأَنَّهُ مِنَ اللهِ خَرَجَ وَإِلَى اللهِ سَيَعُودُ، نَهَضَ عَنْ مَائِدَةِ الْعَشَاءِ، وَخَلَعَ رِدَاءَهُ وَأَخَذَ مِنْشَفَةً لَفَّهَا عَلَى وَسَطِهِ، ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي وِعَاءٍ لِلْغَسْلِ، وَبَدَأَ يَغْسِلُ أَقْدَامَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي عَلَى وَسَطِهِ.


http://st-maria.info/up/uploads/1447057435421.png

فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى سِمْعَانَ بُطْرُسَ، قَالَ لَهُ سِمْعَانُ: «يَاسَيِّدُ، أَنْتَ تَغْسِلُ قَدَمَيَّ!» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ الآنَ لاَ تَفْهَمُ مَا أَعْمَلُهُ، وَلكِنَّكَ سَتَفْهَمُ فِيمَا بَعْدُ». وَلكِنَّ بُطْرُسَ أَصَرَّ قَائِلاً: «لاَ، لَنْ تَغْسِلَ قَدَمَيَّ أَبَداً!» فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ، فَلاَ يَكُونُ لَكَ نَصِيبٌ مَعِي!» عِنْدَئِذٍ قَالَ لَهُ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: «يَاسَيِّدُ، لاَ قَدَمَيَّ فَقَطْ، بَلْ يَدَيَّ وَرَأْسِي أَيْضاً!» فَقَالَ يَسُوعُ: «مَنِ اغْتَسَلَ صَارَ كُلُّهُ نَقِيّاً، وَلاَ يَحْتَاجُ إِلاَّ لِغَسْلِ قَدَمَيْهِ. وَأَنْتُمْ أَنْقِيَاءُ، وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ». فَإِنَّ يَسُوعَ كَانَ يَعْلَمُ مَنِ الَّذِي سَيَخُونُهُ، وَلِذلِكَ قَالَ: «لَسْتُمْ كُلُّكُمْ أَنْقِيَاءَ».

وَبَعْدَمَا انْتَهَى مِنْ غَسْلِ أَقْدَامِهِمْ، أَخَذَ رِدَاءَهُ وَاتَّكَأَ مِنْ جَدِيدٍ، وَسَأَلَهُمْ: «أَفَهِمْتُمْ مَا عَمِلْتُهُ لَكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً، وَقَدْ صَدَقْتُمْ، فَأَنَا كَذَلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ، وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ، قَدْ غَسَلْتُ أَقْدَامَكُمْ، فَعَلَيْكُمْ أَنْتُمْ أَيْضاً أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَقْدَامَ بَعْضٍ. فَقَدْ قَدَّمْتُ لَكُمْ مِثَالاً لِكَيْ تَعْمَلُوا مِثْلَ مَا عَمِلْتُ أَنَا لَكُمْ. الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ، وَلاَ رَسُولٌ أَعْظَمَ مِنْ مُرْسِلِهِ. فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ عَرَفْتُمْ هَذَا، فَطُوبَى لَكُمْ إِذَا عَمِلْتُمْ بِهِ. »
(يوحنّا ١٣: ١- ١٧)

. دعونا نتبسّط سريعًا في معاني هذا الغسل.


في قراءتنا الفصل الذي جرى فيه هذا العمل المحيي، تلفتنا وصيّة يسوع الأخيرة حيث يقول لتلاميذه: "أنتم تدعونني "المعلّم والربّ"، وأصبتم فيما تقولون، فهكذا أنا. فإذا كنت أنا الربّ والمعلّم قد غسلت أقدامكم، فيجب عليكم أنتم أيضًا أن يغسل بعضكم أقدام بعض". لقد حلّق بعض المفسّرين، في تعليقهم على هذا العمل، بقول ما معناه:
"إنّ هذا الغسل، الذي حلّ في إنجيل يوحنّا محلّ "كسر الخبز"، هو مظهر من مظاهر هذا السرّ المحيي".
أي إنّ الربّ، الذي كسر جسده في العشاء السرّي استباقًا لصلبه، كسره هنا في تواضعه المذهل. نحن، عادة، نحبّ أن نكون شركاء في عشاء الربّ.

يغرينا طعامه. وحسنًا نفعل. ولكنّه، إلى جانب ذلك، يريدنا أن نشاركه في فضائله. المائدة الإلهيّة ليست شأنًا مفصولاً عن فـضائـل يـسوع. فـضائـله هي، أيـضـًا، مائـدة شـهيـّة ممدودة دائمًا، لنحيا. إن كان يسوع في مائدته، كما في حياته كلّها ولا سيّما صلبه، قد أصرّ على أن يقدّم لنا حياته كلّها، فهذا يفرض علينا أن نقبل حياته الفاضلة في حياتنا كلّها. لا يتركنا يسوع نسأله:
لِمَ فعل هذا. فقد فعله، لنكون صورته في الدنيا. هذا هو الأساس الذي يميّز جماعته عمّا يجري في الدنيا. وإن علمنا أنّ العبد اليهوديّ، في ذلك الزمان، لم يكن يُفرض عليه أن يقوم بهذا الأمر المعدود مذلاًّ، فندرك أنّ السيّد قام بما لم يعمله عبيدُ زمانه. هذا هو كمال الحبّ الذي شأنه أن يكون الآخرون عندنا أسيادًا مكرّمين. الخدمة هي أن تكون عبدًا لمن ارتضى ربّك أن يكونوا لك أسيادًا. وإنّهم لكثيرون.

ستبقى خدمة يسوع هي الدليل الأسمى على سموّ جماعة فداها ربّها بتواضعه العجيب.


http://st-maria.info/up/uploads/1426067981611.gif
صلوا من أجل الخدمة فى

منتدى أم السمائيين والأرضيين
ومن أجل ضعفى أنا الخاطى
الشماس / ملاك حمايه جرجس
http://r27.imgfast.net/users/2711/13...les/865100.gif
http://st-maria.info/up/uploads/1426065991825.gif
http://st-maria.info/up/uploads/1426064223831.gif
http://files.arabchurch.com/upload/i...6444483622.gif





الساعة الآن 03:53 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين