منتدى ام السمائيين و الارضيين

منتدى ام السمائيين و الارضيين (http://st-maria.info/vb/index.php)
-   اللاهوت الدستورى وقوانين الكنيسه (http://st-maria.info/vb/forumdisplay.php?f=105)
-   -   لاهوت أدبى (الجزء الأول) حسب تدريسة بالكليات اللاهوتية (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=7188)

ابو بيشو 07-18-2012 06:38 PM

لاهوت أدبى (الجزء الأول) حسب تدريسة بالكليات اللاهوتية
 
لاهوت أدبى (الجزء الأول) حسب تدريسة بالكليات اللاهوتية

+ مقدمة فى علم اللاهوت :-
تعريفه هوالعلم الذى يبحث فى الآداب المسيحية و الاخلاق التى يلتزم بها المؤمن المسيحى فى حياته الخاصة و العامة .

الفرق بين اللاهوت الأدبى و الفلسفات الاخلاقية ( علم الاخلاق ) .
أولا : اللاهوت الأدبى :-
+ يبحث اللاهوت الأدبى فى الأخلاق و الآداب من جهة النظر المسيحية ورأى الدين فيها . أما الفلسفات و العلوم الأخلاقية فهى تبحث فى الاداب و الأخلاق بصفة عامة .
+علم الأخلاق يعتمد على المبادئ الطبيعية أو الشريعة الطبيعية او الشريعة الطبيعية أى " الضمير " الموجود فى الانسان . أما علم اللاهوت الأدبى فهو يعالجها ( الفضائل و الرذائل ) مستعينا بالكتاب المقدس وأقوال الأباء و تعاليم الكنيسة وذلك بالنسبة لسلوك الفرد فى المجتمع و الكنيسة .
+ علم الأخلاق ما هو إلا دراسة ظاهرية يقوم على اساس سلوك الإنسان الظاهرى و السطحى . أما علم اللاهوت الأدبى فهو قادر على ان يدخل فى اعماق القلب و المشاعر و يحاسب على الأفكار قبل الأعمال .
ماهى اهمية علم اللاهوت الأدبى ؟
+ لا غنى عنه لإنسان المسيحى لأنه يشرح له الشريعة المسيحية و يحدد موقفها من الأفكار أو الأقوال و الأعمال و هى معرفة ضرورية لكل من يريد أن يعيش حياة روحية سليمة فى هذه الحياة
+ اللاهوت الأدبى لازم أيضاً وبصفة خاصة للكاهن ودراسة اللاهوت – فالكاهن بوصفة معلماً للفضيلة يستعين به فى توجيهاته فى سر الاعتراف و فى عظاته للشعب و مع ان جميع الأسرار المقدسة قائمة على استحقاق " دم المسيح له المجد و لا يتوقف فعلها على صلاح الكاهن . لكن سر الاعتراف يرتبط بشخص الكاهن لا من حيث سلطان السر فى الحل و الربط و الغفران بل من حيث العلاج الذى يتوقف على اهلية الكاهن للقيام بمهمته المرشد فى سر الاعتراف لذلك من شروط الكاهن ان يكون عالماً بالشريعة متفقا فيها .

الشريعة


اللاهوت الأدبى مرتبط بالشريعة المسطورة فى الوحى الإلهى التى اعلنها الله لموسى و قد سميت الأسفار الخمسة الأولى بشريعة موسى و يمكن تقسيمها الى ثلاثة أقسام :-

الشريعة الأدبية و تشمل :-
الأوامر الخاصة بعبادة الله و الآداب الواجبة على المؤمن من نحو الله و نحو الآخرين ( خر : 20 ) و مفصله فى سفر التثنية " الوصايا العشر "

+ الشريعة الطقسية و هى :-
خاصة بطقوس و الترتيبات المتعلقة بشئون العبادة من حيث :

1-البناء و تصميمه الداخلى و الخارجى
2-البخور و الذبائح و القرابين
3-اختصاص الكهنة و رئيس الكهنة و باقى اللاويين
4-أنواع الذبائح : الحيوانات الطاهرة و الحيوانات الغير الطاهرة المحرقة . الخطيئة . و الاثم . السلامة . الدقيق . البكور . العشور . و النذور . الاصوام و الأعياد ..... الخ ( خر 24 _ 40 ) و اللاويين باكمله و اجزاء من سفر العدد و التثنية

+ الشريعة السياسية :-
و هى الشريعة التى تنظم السياسة الداخلية و الخارجية :-

+ الشريعة الخارجية :-
و هى خاصة بالعلاقات التى ترتبط بالشعب الإسرائيلى بغيرة من شعوب الأرض

+ الشريعة الداخلية :-
خاصة بعلاقة الأفراد بعضهم البعض من حيث :-
+ المعاملات المدنية من بيع و شراء و ايداع و اعاره وقرض ورهن .
+ الاحوال الشخصية من عقد زواج و اختيار الزوجة ودرجات القرابة و عدد الزوجات و الطلاق احكامه وشروطه و موانعه .
+ المواريث ( الميراث ) و كيفية توزعها .
+ العقوبات التى يجب تطبيقها على الأفراد عند مخالفتهم لأوامر الله أو عندنا يسيئون الى بعضهم البعض و العقوبات مثل : الأمراض والأوبئة و المجاعات و السقوط فى ايدى الاعداء . النفى السبى القتل الرجم التعويضات المالية و العينية نجدها فى ( خر 21 – 23 ) و التثنية .
+ ما موقف المسيحية من شريعة العهد القديم ؟
نقطة هامة : يجب ان نعرفها أن الديانة المسيحية ليست ديانة جديدة كل الجدة و لا هى ديانة قامت على أنقاص الديانة اليهودية و لكن المسيحية هى هى بعينها الديانة اليهودية و لكن فى صورة كاملة . الديانة اليهودية هى هى بعينها الديانة المسيحية و لكن فى صورة مجملة
+ إذن الديانتين غير متعارضتين أو متناقضتين فإله العهد القديم هوهو اله العهد الجديد هذا الموقف وضحه رب المجد عندما قال " لا تظنوا غنى جئت لانقض الناموس و النبياء ما جئت لانقض بل لكمل " متى 5 : 17 "
+ فالمسيحيين يضموا العهد الجديد الى العهد القديم فى كتاب واحد يؤمنون به كله .
السيد المسيح نفسه نفذ أحكام شريعة العهد القديم :-
+ يسمح بأن يختتن فى اليوم الثامن .
+ تقدم امه زوج يمام أو فرخى حمام و هو ما أمرت به الشريعة
+ تقدم الى يوحنا المعمدان للعماد .
+ يجيب على ابليس فى التجربة على الجبل من العهد القديم رغم انه كان يستطيع ان يعطى كلمات أخرى من فمه الطاهر .

+ " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...................... ( تثنية 8 : 3 )
+ " للرب ألهك تسجد وإياه و خده تعبد .................. ( تثنية 6 : 13 ) .
+ " لا تجرب الرب الهك .................................. ( تثنية 6 : 16 ) .
+ قال للأبرص بعد شفاءه " اذهب أرى نفسك للكاهن و قدم القربان الذى امر به موسى "
+ قال للشاب الغنى احفظ الوصايا .
+ تمم الفصح اليهودى ( متى 26 : 30 )

تابع موقف المسيحية من شريعة العهد القديم :-
* و إذا نظرنا للموعظة على الجبل نظرة غير فاحصه نظن إن السيد المسيح قد جاء بشريعة جديدة مخالفة لشريعة العهد القديم خصوصاً قوله الربانى " سمعتم إنه قيل للقدماء .... و أما فأقول لكم ...
* و لكننا عندما نتأمل ملياً نجد انه لا يوجد تناقص بل تكميل لشريعة العهد القديم مثال لذلك :-
+ قول رب المجد " سمعتم إنه قيل للقدماء لا تحنث بل أو فى للرب أقسامك و أما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كرسى الله و لا بالأرض لأنها موطئ قدميه و لا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيم و لا تحلف برأسك لأنك لا تقدر أن تجعل شعرة واحة بيضاء أو سوداء بل ليكن كلامك نعم نعم . لا لا و مازاد على ذلك فهو من الشرير ( متى 5 : 33 – 37 ) .
+ ليس هناك تناقص بين الشريعتين لأن رب المجد لم يقل أحنث و لكن اراد الوفاء مثل العهد القديم بدليل قوله ليكن كلامكم نعم نعم .... لا لا .
+ و أراد أن ينبه لشئ أخر لم يعرفه الشعب وجاء الوقت ليعرفوه فقد كان فى القديم ( لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً " خر 20 : 27 ) .
و اكثر من ذلك طلب الله أن يحلفوا باسمه ( أحترز لئلا تنسى الرب الذى أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية الرب الهك تتقى و اياه تعبد و باسمه تحلف " تثنية 6 : 13 "
+ وبشأن المرأة المتهمة بالخيانة الزوجية يقول وسيستحلف الكاهن المرأة ( عدد 5 : 19 ) .
+ كان الله يوجد أنه يحلف الشعب به للأسباب الآتية :-
+ كان مستواهم الروحى ضعيف .
+ كان بالقرب منهم امماً تحلف بمعبوداتها فكان الله لابد و أنه يسمح لهم أن يحلفوا به علامة على تعبدهم له.
+ لكى يخافوا الله و لا يحلفوا به باطلا .
+ لكن لما جاء السيد المسيح كان ذهن الشعب قد ارتقى فلا خوف عليهم من عبادة الأصنام و من ناحية أخرى كان علماء اليهود قد أباحوا لهم أن يحلفوا بالله فى جميع الأمور حتى التافه منها .
+ فالغرض الذى من أجله سمح لهم أن يحلفوا به قد انتهى لذلك امر رب المجد لا تحلفوا البتة .

خلاصة القول :

إذن شريعة العهد الجديد هى هى شريعة العهد القديم ولكن فى صورة أرقى و ما نقوله عن هذه الوصية نقوله على باقى الوصايا .
+ فكل ما قاله الرب يسوع المسيح لم يكن فيه أدنى مخالفة للشريعة القديمة و لقد كان يحرص له المجد على تبيان هذه الحقيقة دائما فعندما يقول " كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم أيضاً بهم " ويعقب على ذلك بقوله " لأن هذا هو الناموس و الأنبياء " متى 7 : 12 " .
+ و قال مرة أخرى " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من نفسك و من كل قدرتك هذه هى الوصية الاولى و الثانية تحب قريبك كنفسك بها تبين الوصيتين يتعلق الناموس كله و الأنبياء " متى 22 : 37 – 40 " فكأنه جاء مفسراً و موضحاً للناموس و مبيناً ما تقضيه و صايا العهد القديم .
أقوال الرسل و تصرفاتهم لا تنقض شريعة العهد القديم :-
+ كان الرسل يدخلون الهيكل فى أوقات العبادة " رومية 3 : 31 " .
+ كانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس واحدة .
+ و قال بولس الرسول " أفانبطل الناموس بالإيمان حاشا بل ثبت الناموس ( إذن الناموس مقدس و الوصية مقدسة و عادلة و صالحه ) رومية 7 : 12 " .
+ ليس إذن فى شريعة العهد الجديد ما يتعارض مع شريعة العهد القديم و تصرفات السيد المسيح ورسله الأطهار فضلا عن أقوال الرب و اقوال الرسل من بعده تبين احترام كامل لهذه الشريعة القديمة و اعتبار الشريعة الجديدة مؤيدة لها .
+ و نحن إذن نؤمن بالعهدين ونعتبر الشريعتين و نقدس الكتابين لم يستطيع اليهود لقصورهم و عجزهم أن يكملوه أو يدركوه كملته المسيحية ووضحته إذن فشريعة المسيح لم تخرج مطلقا عن معنى شريعة سيناء و لكن فهمت بمعنى أرقى من المعنى الذى فهمه علماء وشيوخ و افراد الأمة اليهودية .
الى أى مدى تعتبر شريعة العهد الجديد مكملة لشريعة العهد القديم ؟؟
+ إذا قلنا ان شريعة العهد الجديد مكمله لشريعة العهد القديم فلابد أن نعرف الى أى مدى هذا التكميل :-
+شريعة العهد القديم كانت شريعته مناسبة و ملائمة للشعب اليهودى و هو بعد من طفولة الايمان و جهالة المعرفة و كان ولابد من ربطة بقيود غاية فى الدقة و الصرامة و نظراً لمجاورته لشعوب وثنية ربما يتأثر بمعقداتها و طقوسها .
+ الناموس إذن مقدس و صالح فهو بمثابة المرشد و القائد الى المسيح ففى رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية ( 3 : 19 – 27 ) .
+ لو كانت الشريعة الى اعطيت قد استطاعت ان تعطى الحياة لكان حقاً أن البر بالشريعة ( بالناموس ) .
+ قبل أن يجئ الايمان كنا " كما لو مغلقا علينا تحت رقابة الشريعة فى انتظار الايمان الذى سوف يعلن " .
+ فلما جاء هذا الايمان صرنا فى غير حاجة بعد الى هذا المرشد ( لأنكم جميعاً أبناء الله بإيمانكم بيسوع المسيح ( غلاطية 4 : 1- 9 )
+ و الشريعة أيضاً كانت وصى على قاصر و القاصر أو الطفل هو الشعب المختار قبل مجئ المسيح .
+ طالما الوارث طفل ( قاصر ) فهو لا يختلف فى شئ عن العبد و نحن أيضاً عندما كنا أطفال مستعبدين بأفكار العالم + فلما ولد المسيح خضع للشريعة لكى ما يفتدى الذين كانوا تحت الشريعة
+ بواسطة المسيح صرنا أبناء وارثين وليس عبيد . + معنى هذا أن الشريعة القديمة و ما حوته من طقوس ورسوم كانت موقوته بظهور المسيح المنتظر الذى كانت الرموز تشير اليه ولم تكن فى حقيقتها غير مرشد يدل على الايمان بالمسيح ولذلك يقول الرسول . " لأن غاية الناموس هى المسيح " رومية 10 : 4 " .
+ ويقول القديس لوقا البشير " كان الناموس و الانبياء الى يوحنا لو 16 : 16 " . أى الى زمن يوحنا المعمدان اما بالمسيح فقد بدء عهد جديد عهد الايمان و الكمال المسيحى .
+ فإذا كانت الشريعة القديمة مؤدية الى المسيح أو الى شريعة العهد الجديد فليس بين الشريعتين تناقض فالشريعتين توأمان على مبدأ واحد و تلتقيان فى مركز واحد .
+ اما المبدأ الواحد فهو حاجة البشر الى فادى و مخلص يكون بموته و سفك دمه فداء للناس و خلاصهم .
+ و اما المركز الواحد فهو يسوع المسيح مخلص العالم فأى فرق بين الشريعتين يكون من هذه الناحية .
+ وشريعة العهد القديم تتطلع الى المسيح الآتى أما شريعة العهد الجديد فتقوم على اساس المسيح الذى اتى ، فكان لابد فى شريعة موسى من طقوس تشير الى مجئ المسيح و خلاصه العتيد حتى اذا جاء المسيح لم تعد ثمة حاجة الى تلك الطقوس المشيرة الرامزة فأى تغير أو تبديل يدرك الشريعة القديمة لتصبح ملائمة للعهد الجديد هو تغير و تبديل نرى فيه فرقاً بين شريعة ممهدة و شريعة نهائية أو بين شريعة مفتقرة إلى مخلص وشريعة كاملة به
إعداد: القمص/ مرقوريوس صليب - مدرس بالمعهد اللاهوتى بمطرانية شبرا الخيمة


الساعة الآن 02:27 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين