توجيهات فى كشف الطرق التى تبدو مستقيمة وعاقبتها الهلاك الأبدي.
" توجد طريق تظهر للانسان مستقيمة و عاقبتها طرق الموت " (ام 16 : 25) توجيهات فى كشف الطرق التى تبدو مستقيمة وعاقبتها الهلاك الأبدي. لا يقدر أن يعتمد الشيطان فى حروبه ضد الإنسان على الأساليب الصريحة والمباشرة فى القتال ، ولكن فى سعيه لإقتناص الإنسان لإرادته ومملكته يلعب على كل الأوتار ، بالأساليب الصريحة وبغير الصريحة وبالمباشرة وغير المباشرة لعله ينجح فى إتمام خططه وتنفيذ مقاصده الشريرة . والطريق الروحى يحتاج كثيراً من التأني والاتضاع ، لان أمور كثيرة قد يعملها الإنسان ويندم إذ لا تكون على مستوى الحق وإرادة الإنجيل ، وأمور أخرى تحتاج منه أن يأخذ المشورة والرأى من الأخرين ، ولكن كبرياء الإنسان يمنعه من ذلك ، فما أحوج كل إنسان للتأنى والاتضاع فى حياته الروحية والتى بدونهما ستلحق به كل ندامة وتعب وخسارة . وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والتى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى : + تأنى الإنسان فى اتخاذ قراراته أمر لابد من لكل من يرغب فى السلوك بلا ندامة أو فشل فى الحياة ، أما العجلة فد تدبير الأمور فلا تشير إلى وجود الحكمة والمخافة فى الإنسان ، بل إلى ما فى داخله من طياشة ورعونة وعدم الإحساس بقيمة ما قد ينتج من فشل وهلاك وخسارة لا تعوض . + سلامة ما قد يتخذه الإنسان من قرارات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بصنع القرار على ضوء إرادة الرب وتدبير الروح ، لأنه حيث يكون هناك تدبير للقرار حسب مسرة الروح وإرادة الإنجيل تكون هناك النجاة والسلام ، ومتى فقد القرار تبعيته لتعاليم الحق الإلهي المعلنة بالإنجيل فقد القرار سلامته ومصداقيته ، ولحقت به روح الفشل والعجز عن الوصول للغرض الذى صنع من أجله . + ما أحوج الإنسان لقيادة الروح لأفكاره وخطواته ، بل وكل أعماله وتصرفاته ، لأنه حينما يقود الروح حياة الإنسان تتقدس أفعاله فى الحق ومتى تقدست أفعاله فى الحق كانت سبباً فى صلاحه ونموه فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس . + هناك أسباب كثيرة وبسيطة دفعت العديد من جبابرة الإيمان للسقوط فى أبشع الخطايا وأشدها جسامةً ، ومن بين هذه الأسباب البسيطة سلوكهم فى طريق بدت وكأنها مستقيمة ومقدسة ، وكانت هى بعينها طريق الشر والموت وإنكار الإيمان ، فما أحوجنا لروح الإفراز والتى ترشد دائماً لطريق الحق والنور ومعرفة المسيح . + من يرغب حقاً فى السلوك حسب الروح والحق لا تغلبه أعمال الشر المضلة بل يقوى عليها وينتصر ، وإن زادت وتضاعفت عليه حروب الشيطان المملوءة خبثاً والتى تدعوه بطريق غير مباشر لإنكار الإيمان والسلوك ضد روح الحق ، ومن ثم الموت ، فنعمة المسيح أمينة ويقظة الروح دائمة ومحبة الله لأولاده لا يعبر عنها ، وهذا كفيل بنجاة وسلامة جندي المسيح فى معترك الجهاد الروحي ، بل وانتصاره كل حين على أعمال الظلمة و قوى الشر الروحية . + أمور كثيرة يجب على الإنسان فعلها لكى يتجنب السير فى الطرق التى تظهر وكأنها مستقيمة وعاقبتها الهلاك الأبدي ، ومن بين هذه الأمور السلوك بإتضاع وتدقيق ، السعي لأخذ المشورة والعمل بها ، عدم البدء فى أى أمر يشك الإنسان فى صلاحه وقدسيته ، تنفيذ إرشاد الأب الروحي ، الصلاة الدائمة ، بغضة الفكر الشرير ومقاومته بكل قوة و إيمان ومثابرة ، قراءة سير القديسين لمعرفة ما اجتازوا به من حروب وكيف كان انتصارهم فيها ، عدم السعي للانتفاع بالأمور الزمنية والباطلة وبالأكثر عندما نكون لا حاجة لنا بها ونستطيع العيش بدونها أو بالتخلى عنها ، الاختبار الدائم لصلاحية أى عمل نود القيام به على ميزان الحق الإلهي المعلن بالإنجيل .. صديقي ، ما أصعب حال الإنسان الذى يكتشف أنه قضى أياماً ، بل وربما شهوراً وسنيناً سالكاً فى طريق كان يظن أنه هو الطريق الصالح والمستقيم و فوجىء أخيراً برداءة هذا الطريق والعاقبة الخطيرة للسير فيه ، لقد تعب كثيراً ولكن كان تعبه بلا معرفة ، مشى فى طريق مظلم وغير مقدس فباتت كل أعماله مرذوله لا نفع منها ولا طائل ، لذا فلنتعلم أن نسلك بروح الله لكى لا نحظى بالندم والتعاسة والحزن الدائم ، بل سلام المسيح الذى يفوق كل عقل وتدبير الروح الذى يمجد كل عمل فى حياة الإنسان ويقدسه ، لك القرار والمصير . http://www.emanoeel.com/up/uploads2/...db4ef1254f.gif |
الساعة الآن 06:17 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين