ام العذارى
أم العذارى كانت السيدة العذراء بعد صعود الرب يسوع إلي السماء, تعاني آلاما كثيرة من اليهود الذين اضطهدوها, وأتعبوها بمضايقات متنوعة, وكانت تمضي إلي قبر ابنها وحبيبها تتعبد وتصلي, وكذلك كانت تصنع فترة ما في الهيكل (أعمال الرسل1: 14), وفي بيت الرسول القديس يوحنا الحبيب الذي أخذها كأمر المسيح لها علي الصليب, إلي بيته إذ قال له: هوذا أمك. ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلي خاصته (يوحنا19: 27). ولقد كانت العذراء مريم تقضي كل وقتها في العبادة والصلاة, وكانت تمارس الصوم, مكرسة كل طاقاتها لحياة التأمل الخالص. وقد أحبتها نساء وبنات وانضم حولها كثير من العذارى فضلوا حياة التعبد والخلوه وعشقن حياة البتولية والعفة الكاملة, تبعن العذراء مريم, واتخذنها رائدة لهن في حياة التأمل, والعبادة, والتكريس التام بالروح والنفس والجسد. وقد تألفت منهن, بقيادة العذراء مريم, أول جماعة من النساء المتبتلات المتعبدات, عرفن بعذارى جبل الزيتون, عشن حياة الرهبنة بغير شكل الرهبنة, وكن يعتزلن أحيانا في أماكن هادئة بعيدة عن صخب الحياة وضجيجها, رغبة في الانصراف إلي الله, في تعبد خالص. وقد صارت هذه الجماعة معروفة في الكنيسة الأولي, حتى أن النساء والبنات المعجبات بمثل هذه الخلوات الروحية, كن يلحقن بالعذاري العفيفات, ويمارسن صوم العذراء, بالتقشف والنسك, في تلك الأماكن الهادئة. ولقد استمر نظام العذارى في الكنيسة المسيحية, وصار للعذارى في الكنيسة قسم خاص بهن يسمي خورس العذارى أو صف العذارى, وقد بدأ هذا النظام في الكنيسة الأولي, واستمر كذلك إلي ما بعد القرن الرابع: كما هو معروف من قصة: - البابا ديمتريوس عندما وضع زوجته في بيت للعذاري - الانبا انطونيوس الذي وضع أخته في بيت للعذاري حيث لم يكن بعد عرف نظام رهبنة سواء للرجال او النساء وفي القرن الرابع دخلت كثيرات من المتبتلات أو المترملات في نظام الرهبنة, وصرن يعرفن بالراهبات, وهكذا كانت مريم العذراء هى أم العذارى والرائدة الأولي لنظام العذاري وبالتالي لنظام الراهبات. |
الساعة الآن 02:20 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين