تاريخ الاكليريكية بين الجزور الكتابية والحقائق التاريخية 10
تاريخ الإكليريكية للقمص روفائيل سامى الإكليريكية بين الجذور الكتابية والحقائق التاريخية - 10 طل علينا الزمان بلمحات عن آباء بطاركة أولين وقوانين الهية في بداية علاقة الله بالبشر وسطر لنا تاريخ العهد القديم أسماء ارتبطت بالسيد الرب وعاشت بين يديه حياة التلمذة والتعليم في مواقف واتجاهات كثيرة كان من ضمن هذه الأسماء وأشهرها من عاشوا في عصر أطلق عليه مفسرو الكتاب المقدس بـعصر البطاركة أي رؤساء الآباء فكانت البداية مع أبينا إبراهيم الذي عرفته البشرية واشتهر بينها بمحبته للرب وإخلاصه له في إيمان كان مضرب الأمثال تحدث عنه الرسول بولس في رسالته إلي العبرانيين كنموذج للإيمان العامل وجاء عنه في سفر التكوين مقرونا بمواقف مشهورة وحية نصنفها بالإيمان العامل بالمحبة كما كانت له أعمال قننها الكتاب المقدس بعد ذلك ظهرت في لقائه بملكي صادق ملك ساليم كما جاء في النص الكتابيفخرج ملك سدوم لاستقباله بعد رجوعه من كسرة كدرلعومر والملوك الذين معه إلي عمق شوي الذي هو عمق الملك. وملكي صادق ملك شاليم أخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي. وباركه وقال مبارك أبرآم من الله العلي مالك السماوات والأرض, ومبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فأعطاه عشرا من كل شيء.تك 14: 17-20 وهكذا ظهر البطريرك الثاني في عصر البطاركة وهو إسحق بن إبراهيم رمز للطاعة وللسيد المسيح الراعي الأعظم وأما يعقوب البطريرك الثالث فكان رمزا للجهاد والمثابرة فكم من سنين قضاها في عمل ليتزوج برحيل التي أحبها وانفرد بذاك الحلم الذي كان رمزا وأشارة إلي السيدة العذراء في العهد الجديد وحصوله علي الوعد والعهد مع الرب وحياة البركة كما ذكرالكتاب قائلا فخرج يعقوب من بئر سبع و ذهب نحو حاران, وصادف مكانا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت وأخذ من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه فاضطجع في ذلك المكان, ورأي حلما وإذا سلم منصوب علي الأرض و رأسه يمس السماء و هوذا ملائكة الله صاعدة و نازلة عليها.و هوذا الرب واقف عليها فقال أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحق الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك. ويكون نسلك كتراب الأرض وتمتد غربا و شرقا و شمالا وجنوبا و يتبارك فيك و في نسلك جميع قبائل الأرض... فاستيقظ يعقوب من نومه و قال حقا أن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم. وخاف و قال ما ارهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء, وبكر يعقوب في الصباح و أخذ الحجر الذي وضعه تحت رأسه وأقامه عمودا وصب زيتا علي رأسه. ودعا اسم ذلك المكان بيت آيل و لكن اسم المدينة أولا كان لوز تك 28:10-19 وكان أول بطريرك يطلق اسم لبيت الله ويقيم طقوس مخصصة للصعود إلي بيت الرب كما ورد عنه في الكتاب ثم قال الله ليعقوب قم أصعد إلي بيت آيل وأقم هناك و اصنع هناك مذبحا لله الذي ظهر لك حين هربت من وجه عيسو أخيك. فقال يعقوب لبيته ولكل من كان معه اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم وتطهروا و أبدلوا ثيابكم.و لنقم و نصعد إلي بيت آيل فاصنع هناك مذبحا لله الذي استجاب لي في يوم ضيقت تك35: 1-7 وأسس لنا من خلال زيارته لبيت آيل قواعد مهمة في علم اللاهوت الطقسي والعقيدي نتيجة لعلاقته المتميزة مع الله, وهكذا أنار لنا سفر التكوين الطريق إلي الله عن طريق الإيمان العامل والحب الكامل والشامل لله وكيفية التكريس والعلاقة مع الله وخدمته فهذا هو عصر البطاركة الأولون الذين كرسوا حياتهم وتعلموا في إكليريكية العهد القديم علي يد المعلم الأعظم فهم صنعوا للبشرية ناموس قبل أن يحصل موسي النبي علي الناموس والوصايا والتعليم من فوق جبل سيناء. بطاركة إكليريكية العهد الجديد وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد أن وضع لنا بطاركة العهد القديم قواعد الإيمان والخدمة والطقس ويأتي المخلص إلي عالمنا ليؤسس إكليريكية العهد الجديد فيخرج منها الرسل الذين رجعوا بفرح إلي الرب كما قال الكتاب فرجع السبعون بفرح قائلين يا رب حتي الشياطين تخضع لنا باسمك لو10 : 17 وأشهر هذه المدارس اللاهوتية مدرسة الإسكندرية التي أسسها القديس مرقس في القرن الأول المسيحي وكان تقريبا أغلب بطاركة الكرسي المرقسي في الخمسة قرون الأولي للمسيحية من خريجيها إن لم يكونوا مديريها لشهرتهم بالعلم والغيرة علي توصيل الإيمان والخدمة منهم يسطس الذي جلس علي الكرسي المرقسي وصار السادس في عداد البطاركة وياروكلاس الذي صار البابا الثالث عشر وبعده القديس ديونسيوس البابا الرابع عشر كما تسعد الاكليريكية بأن البابا بطرس خاتم الشهداء البابا السابع عشر من خريجيها والبابا أرشيلاوس والبابا أثناسيوس البطريرك العشرين والبابا تيموثاوس الثاني والعشرين كانوا من طلابها وهكذا كانت الإكليريكية في عصورها الأولي أما ولودا لبطاركة اعتلوا الكرسي المرقسي وخدموا الكرازة بحب وعطاء مستمر فأسسوا لنا كنيسة قوية الإيمان أضاءت المسكونة بعقيدتها وإيمانها أشعل شرارتها الأرشيدياكون حبيب جرجس الذي وضع تقليد الاحتفال بعيد تجليس البابا وكانت الإكليريكية هي أول من أقام هذا الاحتفال وشارك في حمل شعلتها البابا شنودة الثالث الذي خدم الإكليريكية منذ أن كان طالبا بين صفوف طلابها وحتي أصبح مديرا واسقفا لها ثم تختاره العناية الإلهية ليكون بابا وبطريرك الكرازة المرقسية السابع عشر بعد المائة في تعداد بطاركة كرسي مارمرقس لتتسع خدمة الكرازة ويؤسس 550 كنيسة جديدة في 60 دولة كما أسس 50 إيبارشية منهم 28 إيبارشية خارج مصر وأقام 35 ديرا منهم 10 أديرة خارج مصر وزار كارزا في 38 دولة بالحب والإيمان والعلم وبدل إكليريكية واحدة كانت في الإسكندرية وأخري في القاهرة أصبح للإكليريكية حوالي 17 فرعا منهم ستة فروع خارج مصر واتسعت خدمة الكرازة المرقسية في كل العالم ليرجع الجميع بأنظارهم إلي الكرسي المرقسي ومدرسة إسكندرية اللاهوتية ويعرفون مدي صلابة إيمان الأقباط ومثابرتهم وجهادهم العلمي والروحي الذي يفوق العقل فانبهر العالم ببطريرك الإسكندرية وبشجاعته وخدمته في كل مكان في العالم وعرفانا وتقديرا لبابا الإسكندرية وخريج الإكليريكية قدمت له الجامعات المختلفة علي مستوي العالم تسع شهادات دكتوراه ليكون البابا البطريرك الوحيد والعظيم في البطاركة الذي استطاع بعلمه وحبه يلفت أنظار العالم ويحمل هذ العدد من الشهادات فهذه هي الإكليريكية وهذا هو تاريخها الذي ينحني له العالم تمجيدا لكل ثمرة من ثماره فهيهات أيها الفكر المغلوط وسماحة من الإكليريكية لكل من سبها وتعثر في التعبير عنها وتغاضي عن تاريخها العظيم ونعت خريجيها البواسل بصفات لاتليق وأنني أقولها وبحب وعرفنا أقولها لك الله يا إكليريكية اليوم تركوك وحفروا لأنفسهم آبارا لاتضبط ماء ليتنا نعود إليها متحدين. القمص روفائيل سامي [frame="10 50"] http://www.emanoeel.com/up/uploads2/...e14a480070.gif http://www.emanoeel.com/up/uploads2/...db4ef1254f.gif لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا [/frame] |
الساعة الآن 05:09 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين