معنى الحب المسيحى الآزلى
معنى الحب المسيحى الأزلى
يتضح لنا من العنوان أننا نحتاج للفهم السليم الإنجيلى الموحى به من الله من خلال رسله عن مصدر الحب ، و معناه ، و كيف نعيشه و نعبر عنه ، و مع من يجب أن نعيشه ، و غير ذلك من المفاهيم . مصدر الحب http://i53.servimg.com/u/f53/12/43/22/30/crossb10.gif يقول القديس بولس الرسول فى رسالته لأهل أفسس : " لكى يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه فى الإنسان الباطن . ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم و أنتم متأصلون و متأسسون فى المحبة حتى تستطيعوا أن تدركوا مع جميع القديسين ما هو العرض و الطول و العمق و العلو ، و تعرفوا محبة المسيح الفائقة المعرفة .. " ( أف 3: 16 – 19 ) . إذ التفت بإرشاد الروح القدس تجد أن الله الحال فينا بروحه هو يؤيد بكل قوة إنساننا الباطن ( و الذى هو الوعى والإدراك و الضمير و القلب و الإرادة و المشاعر ) بل و يؤسس فيه فعل الحب و يساعده على إدراك محبة المسيح الفائقة المعرفة ، وهذا ما يؤيده قول بولس عن أولى ثمار الروح فى قوله : " و أما ثمر الروح فهو محبة .. " ( غل 5: 22 ) . لذا يجب الانتباه إن مفهوم الحب الذى كوناه بدون الروح القدس الذى يهبنا الإدراك لمفهوم الحب و ينبهنا لمصدر الحب ، هو حب ناقص ، و كثيراً ما يكون غير ناضج و أحياناً أخرى مفهوم خاطئ . ومن هنا تأتى المشكلات و القصور بالأفعال فى التعبير عن ما نسميه أو ما نظنه حباً . فالحب الذى يؤسسه فينا الروح هو حب يعرفنا مع جميع القديسين محبة المسيح الفائقة المعرفة " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " ( يو 3: 16 ) . و هذا ما تنشده قصيدة الحب العجيب : كل حب فى كيانى نبعه حب يسوع كل حب فى الوجود رده حب يسوع و يقول الشيخ الروحانى ( القديس يوحنا سابا ) : " أولئك يارب الذين أشرقت عليهم بشعاع من حبك لم يحتملوا السكنى بين الناس بل ألقوا عنهم كل حب جسدانى ، و سعوا خلف الغنى بحبه ما صبروا أن يبقوا فى طريق العالم لحظة واحدة . آه أيها الحب الإلهى لقد سلبت منهم كل شئ " . أى أنه إذ تأصل و تأسس فينا مفهوم الحب بالروح القدس على مستوى حب يسوع سيكون عندنا وقتئذ المصدر والمفهوم الصحيح للحب و منه يمكن الانطلاق لممارسة الحب بطريقة عملية حقيقية ناضجة فى مجالات مختلفة . معنى الحب : هو ميول و شعور نحو الأخر نعبر عنه بالكلمات و بالأفعال معاً . مثلاً : أنا أحب الله و أعلن له ذلك فى صلواتى و تسابيحى ( الكلام ) ، و أخدم أخوتى فى صور متعددة ( الأفعال ) وهذا الشعور فيه العطف و الحنان و التسامح و العطاء و البذل و الاحتمال و تفضيل الأخر ، و فيه العدل و الرحمة وفيه الكثير من الإيجابيات ، و يكون خال من السلبيات كالأنانية و غيرها . كيف نعيش الحب و نعبر عن الحب 1- الوصية : " إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى " ( يو 14: 15 ) . 2- الترك : " من أحب أباً أو أماً أكثر منى فلا يستحقنى .. " ( مت 10: 37 ) . 3- الخدمة : " لأننى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى .. بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم " ( مت 25: 35 – 40 ) . 4- المشاركة : " و كان لجمهور الذين آمنوا قلب واحد و نفس واحدة ، ولم يكن أحد يقول إن شيئاً من أمواله بل كان عندهم كل شئ مشتركاً " ( أع 4: 32 ) . 5- السلوك : " و اسلكوا فى المحبة كما أحبنا المسيح و أسلم نفسه لأجلنا قرباناً و ذبيحة لله رائحة طيبة " ( أف 2: 5 ) . يشتم الناس دائماً سلوك المحب كأنه رائحة طيبة لما فيه من بذل و تضحية كما أحب الرب يسوع بالفعل ؛ و ذلك لأننا " رائحة المسيح " ( 2كو 2: 15 ) . 6- الانتباه : الانتباه لملامحه الإنجيلية و ممارستها ( 1كو 13 ) . مع من نعيش الحب ؟ 1- حب الله : " تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قدرتك و من كل فكرك .. " ( لو 10: 27 ) . " نحن نحبه لأنه هو أحبنا أولاً " ( 1يو 4: 19 ) . 2- الحب الأخوى : " لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره " ( 1يو 4: 20 ) . " أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هى من الله .. " ( 1يو 4: 7 ) . 3- الحب الزيجى : http://i169.photobucket.com/albums/u...jesus_love.gif " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة و أسلم نفسه لأجلها " ( أف 5: 25 ) . " و أما أنتم الأفراد كل واحد امرأته هكذا كنفسه و أما المرأة فلتهب رجلها " ( أف 5: 33 ) . " حكمة المرأة تبنى بيتها و الحماقة تهدمه بيدها " ( أم 14: 1 ) . 4- الحب الأسرى : على الأبناء : " أكرم أباك و أمك لكى تطول أيامك على الأرض التى يعطيك الرب إلهك " ( خر 20: 12 ) . " يا ابنى احفظ وصايا أبيك و لا تترك شريعة أمك " ( أم 6: 20 ) . " الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه و المستهزئ لا يسمع انتهاراً " ( أم 13: 1 ) . " اسمع لأبيك الذى ولدك و لا تحتقر أمك إذا شاخت " ( أم 23: 22 ) . على الآباء : " أدب ابنك لأن فيه رجاء و لكن على إماتته لا تحمل نفسك " ( أم 19: 18 ) . " أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا " ( كو 3: 21 ) . " و أنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم بل ربوهم بتأديب الرب و إنذاره " ( أف 6: 4 ) . 5- محبة الأعداء : قال الرب يسوع فى الموعظة على الجبل : " .. أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم . أحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا من أجل الذين يسيئون إليكم و يطرودنكم " ( مت 5: 46 ) . " لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأى أجر لكم أ ليس العشارون أيضاً يفعلون ذلك " ( مت 5: 46 ) . وهنا نجد أن الرب يطالبنا بحب لا تنادى به إلا تعاليمه و لا يستطيع أن يعيشه إلا المسيح الساكن فينا . " ليحل المسيح بالإيمان فى قلوبكم " ( أف 3: 17 ) . " و لا يمكن أن يعيشه إلا بقوة روحه " ( أف 3: 17 ) . " لأنه القادر أن يفعل فوق كل شئ أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر بحسب القوة التى تعمل فينا " ( أف 3: 20 ) . أى أنه إذا كان حب الأعداء صعباً علينا فهو القادر أن يفعل هذا بدلاً عنا بقوته التى فينا . وأيضاً اعلم أن الصفة تتعظم و تتجلى فى وجود نقيضها فالحب يتجلى إذا وجد أعداء و مبغضين ومعاندين ، فالسامرى لم يظهر لنا قدره إلا فى وجود اليهودى ( اليهود أعداء للسامريين ) . ولا يعرف طعم الحرية إلا من ذاق العبودية . 2- لذا فصلى أن تدرك بإرشاد الروح القدس محبة المسيح الفائقة المعرفة ( أف 3: 19 ) و أن يتأصل فيك مفهوم الحب الحقيقى كما عرّ فه الإنجيل ( أف 3: 18 ) . احذر : محبة العالم عداوة لله ( يع 4: 4 ) . محبة المال أصل لكل الشرور ( 1تى 6: 10 ) . اهتمام الجسد عداوة لله ( رو 8: 7 ) فلذلك لنملئ قلوبنا بالحب الصادق و النقي باسم الرب يسوع المسيح .... ولتكن علاقة الجميع علاقة مخلصة وصادقة و مسيحية و مقدسة باسم الرب http://i53.servimg.com/u/f53/12/43/22/30/crossb10.gif |
الرب يبارك خدمتك شكراااااااااااااا |
الساعة الآن 04:30 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين