منتدى ام السمائيين و الارضيين

منتدى ام السمائيين و الارضيين (http://st-maria.info/vb/index.php)
-   قسم اقوال قداسه البابا شنودة (http://st-maria.info/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   ان الله هو اله الكل (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=6229)

بنت مارمينا 05-13-2012 10:33 AM

ان الله هو اله الكل
 
إن الله هو إله الكل
هو إله الكل‏,‏ خالق الكل‏,‏ والمعتني بالكل‏,‏ ورازق الكل‏,‏ وكل أحد له نصيب فيه‏,‏ وهو ضابط الكل ومدبرهم‏.‏هو إله جميع الكائنات‏:‏ إله الملائكة والبشر‏,‏ والحيوان والطير‏,‏ والطبيعة الجامدة‏.‏
مادام الله قد خلق السماوات والأرض‏,‏ فهو إذن إله السماء وكل ما فيها‏,‏ وإله الأرض وكل ما فيها‏,‏ وكل ما تحت الأرض‏,‏ وما بين السماء والأرض‏.‏
هو إله الحقول التي يرويها الماء فتحيا وتنمو‏,‏ وهو إله الزهور الموجودة في الحقول‏.‏
وإله النحل الذي يمتص رحيقا من الزهور ويحوله شهدا‏.‏ وإله الإنسان الذي يأكل هذا الشهد المصنوع من هذا الرحيق‏.‏
إنه إله الطيور التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن‏,‏ وهو الذي يقوتها‏,‏ وهو إله زنابق الحقل التي لا تتعب ولا تغزل‏,‏ ومع ذلك ولاسليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها‏,‏ هو أيضا إله العصفور ينجيه من فخ الصيادين‏.‏ وهو أيضا إله الصيادين الذين نصبوا الفخ للعصفور‏.‏
هو إله الأرواح‏,‏ وإله الأجساد‏.‏ إله الأحياء الذين علي الأرض‏,‏ وإله الذين أدركتهم الوفاة وتركوا العالم الحاضر‏.‏
انه إله الأقوياء وإله الضعفاء‏..‏ إله هابيل الذي قتله أخوه‏,‏ وأيضا إله ذلك الأخ القاتل‏.‏
إنه إله الحكماء‏,‏ وإله البسطاء‏.‏ وهو إله سقراط وأفلاطون وأرسطو‏,‏ وهو إله أي إنسان أمي لا يعرف القراءة والكتابة‏.‏ وهو يفيض بنعمته علي هؤلاء وأولئك‏.‏
إنه إله الملائكة الذين يسبحونه في السماء قائلين‏:‏ قدوس قدوس قدوس‏...‏ وإله الملائكة الذين يرسلهم إلي الارض لعمل إنقاذ أو لتبليغ رسالة‏..‏ أولئك الذين يطيعون أمره للفور وينفذون مشيئته بدون إبطاء‏...‏ وهو في نفس الوقت إله البشر الذين يكسرون وصاياه أحيانا أو يترددون في تنفيذ إحدي الوصايا‏.‏
إن الله هو إله الأبرار الذين يعيشون في حياة الفضيلة والقداسة‏.‏ وفي نفس الوقت هو إله الخطاة الذين يقودهم إلي التوبة‏.‏ إنه إله أولئك الشيوعيين الملحدين‏,‏ الذين علي الرغم من إلحادهم أعطاهم القوة والمعرفة لكي يصعدوا في سفينة الفضاء إلي القمر‏.‏ وأطال آناته عليهم سبعين سنة حتي رجعوا إلي الايمان‏...‏ وهو إله أوغسطينوس الذي عاش بعيدا عن الايمان وعن الحياة الطاهرة زمنا طويلا‏..‏ إلي أن أرجعه لحياة التوبة‏..‏ وقاده في حياة البر حتي كتب كتاب اعترافاته وقال فيه‏:‏ كنت يارب معي‏,‏ ولكنني لفرط شقاوتي لم أكن معك‏,‏ لقد تأخرت كثيرا في حبك أيها الحب الذي لا حدود له‏.‏
إن الله الذي خلق الكل‏,‏ وبنفسيات متنوعة‏,‏ لم يطلب من الجميع أن يكونوا في نسق واحد من الحياة‏.‏ لذلك فهو إله البتوليين وإله المتزوجين‏,‏ إله النساك الذين يعيشيون في البراري وشقوق الجبال‏.‏ وأيضا إله الذين يجاهدون في خدمة المجتمع وفي العمل وسط الناس‏,‏ إنه إله الذين يعيشون في حياة التأمل والصلاة‏,‏ وإله الذين يعشيون في حياة الخدمة‏.‏ إنه إله القديس أنطونيوس المتوحد في جبل‏,‏ وإله يوسف الصديق الذي كان يعمل كوزير تموين في مصر‏,‏ يخزن القمح ويبيعه بحكمة لكي ينقذ الناس من المجاعة‏.‏ وهو أيضا إله الرعاة الذين يبذلون كل جهدهم في تفقد الرعية والاهتمام بها‏...‏إنه إله الذين يعملون في مجال التعليم وفي نفس الوقت هو إله الذين يتتلمذون علي أيديهم‏.‏ الله هو الرب الذي يشعر كل إنسان أيا كل عمله‏,‏ وأيا كان وضعه في المجتمع بأنه تحت رعاية الله وتحت حفظه وتحت اهتمامه‏.‏
إن الله هو إله المرضي الذين يطبون منه الشفاء‏,‏ وإله الأطباء الذين يعالجونه‏.‏ الكل يتطلعون إليه‏,‏ ويضعون حياتهم بين يديه‏.‏ فهو يعطي الطبيب الحكمة في معرفة المرض وفي طريقة التعامل معه وعلاجه‏.‏ وهو يعطي المريض الصبر واحتمال المرض والثقة في الله الشافي‏.‏
إن الله يهتم بالكل‏,‏ يبقي أن الكل يهتمون بأنفسهم‏,‏ هو يعمل بنعمته في الجميع‏,‏ ولكن المهم أن يستجيب الجميع لعمل نعمته‏.‏ والبشر في ذلك ليسوا في إتجاه واحد‏.‏ منهم من يناديه الله فيسمع ويسعي وراءه‏.‏ ومن يرفض النداء ويرفض السير في طريق الله‏.‏ وهناك نتذكر أيضا عبارة القديس أوغسطينوس حينما قال لله‏:‏ كنت معي ولكني لم أكن معك‏.‏
وهناك نسأل عن الرافضين لله‏:‏ هل الله أيضا يرفضهم؟ هو إله لهم‏,‏ ولكنهم لا يريدون أن يكونوا له‏!‏ ومع ذلك فإن الله الطيب والطويل الروح‏,‏ الذي لايشاء موت الخاطئ مثلما أن يرجع ويحيا‏...‏ هو يطيل أناته علي أولئك الرافضين‏.‏ ربما الذي لا يأتي اليوم‏,‏ سوف يأتي غدا‏.‏ والذي لا يريد أن يتوب‏,‏ يقدم الله له أسبابا كثيرة للتوبة‏,‏ ومؤثرات تعمل فيه‏.‏ لأن الله ليس هو إلها للطائعين فقط‏,‏ وإنما للعصاة أيضا‏,‏ حتي يخلصهم من عصياتهم بسعة صدره‏.‏ وإن كان إنسان أضعف من أن يحيا في حياة الفضيلة‏,‏ فهذا إن تخلي عنه الكل‏,‏ لا يتخلي عنه الله‏,‏ لأن الله هو إله الضعفاء أيضا‏,‏ يسندهم حتي يقيمهم‏.‏ إنه معين من ليس له معين‏,‏ ورجاء من ليس له رجاء‏.‏ وهو يشجع صغيري النفوس‏,‏ وينتشل الواقعين في اليأس‏,‏ فيغرس فيهم القوة والرجاء والامل‏.‏ وإنه يشفق علي المساكين‏,‏ ويعصب منكسري القلوب‏.‏ وينادي للمسبيين بالعتق‏,‏ وللمأسورين بالإطلاق‏.‏
لذلك يا أخي القارئ‏:‏ لا تفكر أبدا في وقت سقوطك أن لله قد تخلي عنك‏.‏ كلا بل هو يهتم بك بالأكثر‏,‏ لانك محتاج إليه بالأكثر‏.‏ حتي إن قويت عليك الحروب الروحية أو الحروب التي من سائر البشر‏,‏ فثق تماما أن الله سوف يتدخل برحمته لكي يعينك وينقذك من تعبك‏.‏ وإن تعرضت إلي خطية متعبة‏.‏ فقل في ثقة كاملة‏:‏ اعطني يارب قوة لأصمد وأنتصر‏.‏ موقنا أن الله ليس فقط إله القديسين‏,‏ إنما هو أيضا هو إله المحاربين بالخطية يساعدهم في الانتصار عليها‏.‏
مقال جريه الجمهوريه الاسبوعى بتاريخ
13- 12 - 2010


الساعة الآن 07:16 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين