مغارة الميلاد
مغارة الميلاد https://i.ytimg.com/vi/jv-82IJSdfQ/hqdefault.jpg بقلم القمص ساويرس القمص جرجس كاهن كنيسة الشهيد أبو قسطور بردنوها- مطاي كان لابد أن يمضي يوسف إلي بيت لحم منبت عائلته لتسجيل اسمه فهي مسقط رأس داود جده ولكي تكتتب مريم أيضا لكونها من عائلة داود وكانت بيت لحم علي مسيرة أربعة أيام من الناصرة ولم يكن أشق من هذه الرحلة علي امرأة دنت أيامها لتلد وكان عليها أن تقطع مسافة 150 كم علي متن حمار. فاليوم الأول هبطت القافلة مرتفعات الناصرة حتي وصلت إلي سهل يزراعيل المعروف اليوم (بمرج بن عامر) وفي ثاني يوم وصلا إلي (عين جنيم) بلد الماء والخضر, وفي ثالث يوم وصلا سوخار حث كانت بئر يعقوب الشهيرة والتي التقي فيها الرب يسوع بالمرأة السامرية فيما بعد, وفي اليوم الرابع عبرا جبل جرزيم إلي بيت إيل وواصلا السير حتي جبل يهوشافاط حتي أطلت مدينة أورشليم وهيكلها الفخيم وبعدها عرجا قليلا علي هيكل الرب حتي انتهيا إلي بيت لحم. فوجداها مزدحمة جدا ذلك لوصول الغرباء إليها فدعتهما الحاجة إلي التفتيش عن مأوي آخر وبعد عناء شديد دام طويلا اضطرا أن يبيتا في أحد الكهوف تحت لزوم الولادة التي كان قد حل ميعادها, ويذكر التقليد أن المغارة كانت تابعة للخان المعروف باسم (كيمهام) (أر41:17) والذي أقيم هناك منذ القديم في بيت بوعز الذي ورثه داود بن يسي الذي كان يرعي غنم أبيه فوق التلال الموحشة هناك, والتي وطأتها في القديم راعوث جدة المخلص وهي كسيرة القلب تجمع فلول الحنطة من وراء الحصادين. ويقول الفيلسوف (جيوفاني) من علامات تواضع الرب أن يكون مجيئه إلي العالم غير محتفي به. لقد ولد يسوع في مغارة حقيرة وليس في البهو الطلق المثير الذي اخترعته قرائع المصورين كأنهم يخجلون أن يكون ربهم قة ولد وسط الأقذار. إنه لم يولد في المغارة الفخمة التي صورها أبناء العصر الحاضر من الرخام البديع تزينها تماثيل صغيرة أشبه بتماثيل الحلوي. هذه هي المغارة التي ولد فيها يسوع والتي كانت البيت الأول لهذا القدوس الطاهر الذي أخلي ذاته لأجلنا جاء إلي أحقر مكان في العالم وبين عظم اتضاعه لأجلنا. اتضاع يفوق العقل علي هذه الأرض البائسة في سكون الليل ومن عذراء بريئة طاهرة وبتول, وهذه المغارة اليوم داخل كنيسة الميلاد المجيد التي شيدتها الملكة هيلانة سنة 330 ميلادية وهي عبارة عن حجرة منحوتة من الصخر جتحتوي علي غرفتين صغيرتين ومن يزر هذا المكان اليوم يقف مبهوتا وهو يتطلع إلي النجمة العظيمة المضيئة المطعمة من الرخام الأبيض وحولها 16 قنديلا مضاءة ليلا ونهارا وتحيط بها كتابة لا تينية ترجمتها (هنا ولد يسوع المسيح من العذراء القديسة مريم) فلننظر إلي هذه المغارة الحقيرة في مظهرها والعظيمة في داخلها من أجل المولود الإلهي الذي حل فيها, ولنسجد أمام هذا الإله المتواضع الذي ارتضي أن يأتي ويسكن فينا نحن الخطاة قائلا (ههنا أسكن لأني أردتها... لمساكينه أشبع خبزا ولكهنتها ألبس الخلاص) (مز 132:15) فليس لابن الله منزل بين البشر (لو 2:7) لأنه قال مملكتي ليست من هذا العالم |
لمساكينه أشبع خبزا ولكهنتها ألبس الخلاص) (مز 132:15) فليس لابن الله منزل بين البشر (لو 2:7) لأنه قال مملكتي ليست من هذا العالم |
الساعة الآن 01:01 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين