تاريخ الغلاطيون فى الكتاب المقدس
تاريخ الغلاطيون في الكتاب المقدس http://upload.konozalsamaa.com/uploads/13377269101.jpgوقد تم تنظيم غلاطية المكونة من قبائل متعددة، على الأسلوب الكلتي، فشغلت كل قبيلة من القبائل الثلاثة الرئيسية، وهي : "التوليستوبوجي" (Tolistobogu) ، و"التكتوساجس" (Tectusages) ، و"التركمي" (Trocomi) ، منطقة منفصلة، وكانت عواصمهم هي: "بسيونس" (Pessinus) و"أنكرا" (أنقرة حالياً) و"تافيوم" (Tavium) على الترتيب. وكان من الطبيعي أن ينضم ملك غلاطية الى بومبي في حربه ضد يوليوس قيصر وعندما انتصر قيصر خلعه من الحكم وفي 45 ق.م. وقف متهما بالتمرد أمام قيصر وكان يدافع عنه الخطيب الشهير "شيشرون" الذي وصل إلينا دفاعه وقد تصادق "ديوتاروس" مع ابن شيشرون عندما كان شيشرون حاكما لكيليكية وبعد اغتيال قيصر في السنة التالية استعاد "ديوتاروس" حكمه للاقليم واستطاع شراء اعتراف أنطونيوس وناصر بروتوس وكاسيوس في الحرب الأهلية – وكان هذا اختيار خاطئا أيضا – ولكن يبدو أنه لم يكن منه بد لأن القتلة كانوا يحولون بينه وبين الاتصال بروما ولكن بانتقاله في الوقت المناسب الى جانب أنطونيوس في فيلبي استعاد "ديوتاروس" ملكه وفى 42 ق.م. بعد أن قتل رئيس ربع منافس استعاد حكم كل غلاطية والمناطق الملحقة بها. ولهذه التفاصيل التاريخية أهميتها لمعرفة التطور الذي حدث في منطقة غلاطية الكلتية، حتى تحولت إلى ولاية رومانية متعددة الجنسيات، وكذلك لمعرفة السهولة التي كانت بها روما تقوم بتعديل حدود الولايات حسب المتغيرات الإدارية. ومات أمينتاس في حملته للقضاء على تمرد سكان المرتفعات الجنوبية في مملكته وفي 25 ق.م. انتهز "أوغسطس قيصر" فرصة إعاده تنظيم الإمبراطورية وتحصين حدودها وقام بتعديل حدود مملكة "أمينتاس" بإضافة أجزاء من فريجية وليكاؤنية وبيسيدية وربما من بمفيلية أيضاً، وجعلها ولاية واحدة باسم "غلاطية، ثم أضيفت بعد ذلك أجزاء من بافلاجونيا وبنطس إلى ولاية غلاطية التي ظل يحكمها مندوب امبراطورى حتى 72 م. وفي تلك السنة أضيفت كبدوكية وأرمينية الصغرى إلى الولاية، ووضعت تحت حكم مندوب قنصلي وقد أعاد الامبراطور "تراجان" تنظيم الدولة، فاستقطع في 137م أجزاء من ولاية غلاطية. وفي عهد "دقلديانوس"، في أواخر القرن الثالث بعد الميلاد انكمشت الولاية داخل حدودها العرقية القديمة وكانت المدن الرئيسية في القرن الأول الميلادي هي: أنكرا وأنطاكية بيسيدية، كما كانت ولاية غلاطية تضم المدن الأخرى التي زارها الرسول بولس زيارة مثمرة في رحلته الأولى إلى أسيا الصغرى، وهي مدن: إيقونية ولسترة ودربة، التي كان بها عدد كبير من الرومان واليونانين واليهود. والمعنى الدقيق لكلمة "غلاطية" له أهميته بالنسبة لدراسة العهد الجديد، إذ يدور حولها جدل لم يحسم نهائياً بعد. فمما لا يقبل الجدل أن الرسول بولس – حسبما جاء في الأصحاحين الثالث عشر والرابع عشر من سفر أعمال الرسل – قد زار المراكز الحضرية في الجزء الجنوبي من ولاية غلاطية، وأسس كنائس مسيحية هناك. ولكن هناك عبارة جاءت في سفر أعمال الرسل، وهي أن الرسول بولس ومن معه "اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية" (أع 16: 6) مما جعل البعض يقولون إن الرسول زار أيضاً القسم الشمالي من غلاطية التي كانت تسكنها الطبقة ذات الأصول الكلتية وأنه أسس هناك كنائس (وستناقش هذه القضية بشئ من التفصيل عند الحديث "عمن كتبت له الرسالة" في المبحث التالي). ولا يفوتنا أن نشير الى أن غلاطية ذكرت بين البلاد التي كتب الرسول بولس رسالته إليها حيث نقرأ: "إلى المتغربين من شتات بنتس وغلاطية وكبدوكية وأسيا وبثينية" (1 بط 1: 1). ويبدو واضحاً أن حامل الرسالة سار في طريقه من الشرق الى الغرب في النصف الشمالي من شبُة جزيرة أسيا الصغرى، وكانت هناك طرق معبَّدة، حيث اهتمت الحكومات الرومانية بتعبيد الطرق ليسهل الوصول إلى أطراف الامبراطورية الشاسعة. كما أن توجيه الرسالة الى المؤمنين في كل هذه الجهات المذكورة يدل على المدى الذي كانت قد وصلت إليه البشارة بالإنجيل، وأثمرت ثمرها في تأسيس مجتمعات مسيحية
|
الساعة الآن 06:43 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين