بشارة الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان
بشارة الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان (لوقا 1: 5-25)http://www.qzal.net/01/2013-01/13614605841.jpg بشارة الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان 5 كَانَ فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ الْيَهُودِيَّةِ كَاهِنٌ اسْمُهُ زَكَرِيَّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا،وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ. 6 وَكَانَا كِلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الرَّبِّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.7 وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانَتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانَا كِلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.8 فَبَيْنَمَا هُوَ يَكْهَنُ فِي نَوْبَةِ فِرْقَتِهِ أَمَامَ اللهِ،9 حَسَبَ عَادَةِ الْكَهَنُوتِ، أَصَابَتْهُ الْقُرْعَةُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى هَيْكَلِ الرَّبِّ وَيُبَخِّرَ. 10 وَكَانَ كُلُّ جُمْهُورِ الشَّعْبِ يُصَلُّونَ خَارِجاً وَقْتَ الْبَخُورِ. 11 فَظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ وَاقِفاً عَنْ يَمِينِ مَذْبَحِ الْبَخُورِ. 12 فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا اضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ. 13 فَقَالَ لَهُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا،لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا. 14 وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ،15 لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيماً أَمَامَ الرَّبِّ،وَخَمْراً وَمُسْكِراً لاَ يَشْرَبُ، وَمِنْ بَطْنِ أُمِّهِ يَمْتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. 16 وَيَرُدُّ كَثِيرِينَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ إِلَهِهِمْ. 17 وَيَتَقَدَّمُ أَمَامَهُ بِرُوحِ إِيلِيَّا وَقُوَّتِهِ،لِيَرُدَّ قُلُوبَ الآبَاءِ إِلَى الأَبْنَاءِ وَالْعُصَاةَ إِلَى فِكْرِ الأَبْرَارِ، لِكَيْ يُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعْباً مُسْتَعِدّاً». 18 فَقَالَ زَكَرِيَّا لِلْمَلاَكِ: «كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا؟» 19 فَأَجَابَ الْمَلاَكُ وَقَالَ لَهُ: «أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللهِ،وَأُرْسِلْتُ لأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا. 20 وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكَلَّمَ،إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ هَذَا،لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كَلاَمِي الَّذِي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ». 21 وَكَانَ الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زَكَرِيَّا وَمُتَعّجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكَلِ. 22 فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ،فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً.23 وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ. 24 وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ امْرَأَتُهُ، وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً: 25 «هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الرَّبُّ فِي الأَيَّامِ الَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ،لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النَّاسِ». كان عدد الكهنة في أيام المسيح، كما يقولون، عشرين ألف كاهن، ويظهر بالعودة إلى الأصحاح الرابع والعشرين من سفر أخبار الأيام الأول أن داود قد قسمهم في خدمة الهيكل إلى أربع وعشرين فرقة، وكانت فرقة أبيا التي ينتمي إليها زكريا الكاهن، الفرقة الثامنة، وكانت كل فرقة تأخذ خدمتها، أسبوعًا كاملاً من صباح السبت إلى صباح السبت التالي، على مدار السنة، وكانت الفرقة توزع نفسها خلال هذا الأسبوع، على مختلف أعمال الهيكل، وتلقي القرعة على من يدخل إلى القدس ليقدم البخور هناك، وكانت العادة أن الكاهن على هذا الأساس لا يكاد يدخل القدس سوى مرة واحدة، في حياته على الأغلب، وإذ وقعت القرعة على زكريا في ذلك اليوم البعيد، رأى الرؤيا التي غيرت تاريخه وحياته، ومن عجب أن تكون هذه الرؤيا في هيكل الله، وكما كانت الرؤيا لأشعياء في الهيكل لها تأثيرها العجيب، فإن رؤيا زكريا كان لها التأثير العظيم الذي أدخله في سجل الخالدين، وما أكثر ما يرتبط بيت الله في حياة الناس برؤيا الحياة والمصير، فيهب الواحد منهم ليقول ما قاله يعقوب قديمًا: «ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء» (تك 28: 17)!!.. والآن فلنعبر إلى قصة الرجل، ونأخذ منها الكثير من عبر الحياة فيما يلي من صور وأوضاع! من هو زكريا؟ هو زكريا الكاهن إبن برخيا، وليس هو زكريا النبي أحد الاثنى عشر نبيا الصغار، لأن ذلك لم يقتل بل مات ووجد جسده بغير فساد. كان لزكريا ومعنى الاسم «الله ذكر» وزوجته أليصابات، بيت صغير، على ربي الجبال العالية في يهوذا، إذ لم يكن للزوجين أولاد، مما قد يثير التساؤل أو الألم، أهو غضب من الله عليهما أن يحرمهما من الذرية، التي بها يمتد اسمهما بعد رحيلهما من هذه الدنيا، أو ليؤنس وحدتهما عندما يصبحان شيخين عجوزين يقعدان عن الحركة والحيوية، تلاحقهما صعفات الشيخوخة وأمراضها وأوصابها، على أي حال لم يكن هذان الزوجان هما أول من يتعرض لهذه المحنة، فقد تعرض لها الكثيرون قبلهما من خيرة الناس، وعلى رأسهم إبراهيم أبو المؤمنين عندما كانت سارة عاقرًا إلى وقت الشيخوخة، وعندما كانت راحيل عاقرًا، وأختها الكبرى تلد، وعندما كانت حنة مرة النفس، لأنها لا تنجب وضرتها تكيد لها وتضاعف من إحساسها بالحرمان، وما أكثر اللواتي أخفين نفوسهن عن عيون الناس كما أخفت إليصابات نفسها في الشيخوخة قبيل مجيء المعمدان!! ولقد ظن البعض أن زكريا انتهز الفرصة الوحيدة في عمره في هيكل الله عند تقديم البخور ليطلب طلبته القديمة، ولكن النص الكتابي واضح كل الوضوح بأن زكريا كان لا يتوقع إطلاقًا - وقد بلغت الشيخوخة منه ومن امرأته - أن يكون هناك ثمة رجاء في مجيء ابن في ذلك الوقت المتأخر من العمر، والكسندر هوايت يعتقد أن الخبر نفسه قد أثار ارتباكه إلى حد بعيد، وكأنما يقول للملاك: لا لقد جئت متأخرًا، ومتأخرًا جدًا، ومن ذا الذي يشرف على تربية الولد وتنشئته؟! لو أنك جئت بالخبر قبل ذلك بأربعين عامًا، لكانت بشارتك أعظم بشارة. وحديثك اشهى حديث إلى النفس، ثم كيف يمكن أن يكون هذا، وقد أصبحت شيخًا فانيًا وامرأتي كذلك! لقد أثار زكريا المشكلة التي يثيرها الضعف البشري عندما توزن الأمور بموازين العقل البشري! ولكن الله لا يمكن أن تنتهي طريقه بنهاية التفكير البشري أو حدود الذهن الإنساني! وقد عوقب زكريا، عندما أراد أن يوقف قدرة الله عند منعطف الذهن الإنساني القاصر! وكانت العقوبة غريبة في حد ذاتها، من المعتقد أنه لم يصب فقط بالبكم بل بالصمم أيضًا، وقد تعذر عليه أن يتكلم إلى الشعب، ولا إلى الذين تكلموا إليه يوم ميلاد ابنه، وتكرر القول: «فكان يؤميء إليهم وبقي صامتاً.. ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى» (لو 1: 22 و62) وإذا كان الإيماء الأول من جانبه دليلاً على عجزه عن الكلام، لكن الإيماء الثاني من جانب المخاطبين، ينهض دليلاً على تعذر التفاهم معه بالكلام، والحاجة إلى الإشارة التي يمكن أن تقوم مقام الكلام! على أن هذه العقوبة الظاهرة كانت في واقع الحال رحمة من الرب بالرجل، الذيي عاد إلى بيته، لتنضم إليه زوجته في نوع من العزلة إذ «أخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي نظر فيها إلى لينزع عاري بين الناس» (لو 1: 24 و25) لقد جاء الملاك جبرائيل ليبشر زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان. لأن زكريا هذا كان قد كبر وشاخ، وزوجته أليصابات كأنت عاقرا ومضى زمان حملها. وكان زكريا مداوما على الصلاة والطلبة إلى الله أن يرزقه ولدا، لأن بنى إسرائيل كانوا يعيرون من لم يرزق ولدا، ويستنقصون قدره. ويقولون عنه انه عديم البركة التي أعطالها الله تعالى لأدم، ولهذا كان الصديق مداوما الطلب أن يرزقه الله ولدا. فتحنن الله عليه وسمع طلبته. وأرسل له جبرائيل الملاك ليبشره بيوحنا. فاتاه وهو في الهيكل كما يقول الإنجيل المقدس وبشره بالنبي العظيم يوحنا، وأعلمه أنه يتقدم مجيء المسيح كما قيل بالأنبياء ليكون مناديا أمامه، فقال للملاك سائلا "كيف يكون لي هذا وأنا رجل شيخ، وامرأتي متقدمة في أيامها". فاعلمه الملاك أنه من قبل الله أتاه ليعرفه بهذا الخبر. فلا ينبغي أن يشك فيه. ثم أعلمه أنه سيبقى صامتا إلى أن يولد يوحنا، وفى يوم ختانه سئل عن اسمه. فطلب لوحا وكتب فيه يوحنا. وللحال انطلق لسانه وتكلم وسبح الله، وتنبأ عن ابنه يوحنا وعن السيد المسيح. وان ابنه سيكون نبيا، وينطلق أمام وجه الرب. تذكار بشارة زكريا الكاهن بميلاد يوحنا المعمدان بواسطة غبريال المبشر (26 توت) تذكار استشهاد زكريا الكاهن (8 توت) |
:(:confused: |
الساعة الآن 05:55 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين