" من يقول اني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي "
" من يقول اني زكيت قلبي تطهرت من خطيتي " (ام 20 : 9) ولم يغفل الكتاب المقدس التعرض لهذا الأمر بل أهتم به كثيراً ، فهناك العديد من الإشارات الصريحة لهذا الأمر فى الكتاب المقدس ، فى العهد القديم والجديد ايضاً ، إذ هى خطية تضرب بجذورها لأيام آدم والأجيال الأولى من الجنس البشرى . ومن بين الذين تعرضوا للحديث فى هذا الأمر القديس يوحنا الإنجيلى ، وبالتحديد فى رسالته الأولى ، إذ أوضح حقيقة لا يمكن الخروج عنها وهى : أنه إن قلنا أننا بلا خطية نفعل ثلاثة أمور رديئة وتكون سبباً مباشراً فى هلاكنا وفقداننا لحياتنا الأبدية ، وهذه الامور الثلاثة هى كالتالى : 1- إن قلنا أننا بلا خطية " نضل انفسنا و ليس الحق فينا "(1يو 1 : 8) 2- إن قلنا أننا بلا خطية " نكذب و لسنا نعمل الحق " (1يو 1 : 6) 3- إن قلنا أننا بلا خطية "نجعله كاذبا و كلمته ليست فينا " (1يو 1 : 10) 1-أن قلنا أننا بلا خطية " نضل انفسنا و ليس الحق فينا " : لأننا نرفض حسبان المسيح لنا فى عداد المحتاجين للخلاص والمغفرة ، وبالتالى نحكم على أنفسنا بالهلاك لأننا رفضنا الوجود فى ظل العناية الإلهية القادرة أن تقودنا إلى ميناء الخلاص وبر النجاة بأمان وسلام ، بل رفضنا الإحتساب ضمن المحتاجين لخلاص المسيح ، وهكذا نضل بعيداً ويصدق قول أشعيا النبى "كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد الى طريقه ... " (اش 53 : 6) ، أو نضل لأننا رفضنا الإقتناع بحقيقة ضعفنا وإمكانية سقوطنا فى أى لحظة . 2-أن قلنا أننا بلا خطية " نكذب و لسنا نعمل الحق لأنه مكتوب : " اذ الجميع اخطاوا و اعوزهم مجد الله " (رو 3 : 23) ، و هكذا فعندما نظن أننا بلا خطية وغير محتاجين لمجده نقع فى الكذب ولسنا نعمل الحق الذى أوصى به الله . .. فكل إنسان خاطىء ولا يوجد بار واحد ، وهكذ راح القديس اغسطينوس يصرح بهذا قائلاً "لا يوجد إنسان على الأرض يمكن أن يقول عنه البشر بتأكيد كامل أنه بار حتى يرحل من هذا العالم " .. ومما يؤيد حقيقة أن كل إنسان خاطىء ، أن الإنسان إن لم يكن خاطىء بالفعل فهو خاطىء بالفكر ، وإن لم يكن بالفكر ، فهو خاطىء بإمكانية الفكر ، فطالما الإنسان مازال يحيا فى الجسد فهو عرضه للسقوط ، وهذا ما دعى أحدهم إلى القول ذات مره : من ظن فى نفسه أنه بلا عيب فقد حوى فى ذاته سائر العيوب . 3-أن قلنا أننا بلا خطية " نجعله كاذبا و كلمته ليست فينا " : لأن المسيح جاء ليحرر الخطاة الذى أنا وانت منهم ، وعندما نقول أننا بلا خطية فنحن نتهمه بالكذب ونهين مجيئه ورسالته ونعتيرعمله على الصليب عمل فضولى منه لا فائدة منه أو مبرر له ، هذا إن قلنا أننا بلا خطية . ولم يغفل القديس يوحنا الرسول عن ذكر الحلول العملية لقضية البر الذاتى ، بل أورد العديد من الحلول والتى من بينها ، الإعتراف بالخطيه ، فطريق التوبة يبدأ بالإقتناع بالخطية والإعتراف بها ، لذا نجده يقدم هذا الحل العملى قائلا : " ان اعترفنا بخطايانا فهو امين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل اثم " (1يو 1 : 9) ، فالحل يا صديقى هو أن تعترف بخطاياك ولا تقول أنك بلا خطية ، ولا تحاول أيضاً أن تخبئها ، لأنه مكتوب أن " من يكتم خطاياه لا ينجح و من يقر بها و يتركها يرحم " (ام 28 : 13) ، لك القرار والمصير أذكرونا فى صلواتكم |
الساعة الآن 06:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين