منتدى ام السمائيين و الارضيين

منتدى ام السمائيين و الارضيين (http://st-maria.info/vb/index.php)
-   قسم اقوال قداسه البابا شنودة (http://st-maria.info/vb/forumdisplay.php?f=23)
-   -   عناصر التعامل داخل الاسرة (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=6084)

بنت مارمينا 05-09-2012 10:15 AM

عناصر التعامل داخل الاسرة
 
قضايا و اراء




عناصر التعامل داخل الأسرة
بقلم‏:‏البابا شنودة الثالث



http://www.ahram.org.eg/Archive/2008...abashnoda6.jpgهناك عناصر هامة لازمة للتعامل داخل الأسرة لصيانة الأسرة وسلامتها‏.‏

ولعل من أهم هذه العناصر‏:‏ عنصر الفهم‏.‏ فيلزم للأبوين أن يفهما نفسية أبنائهما في كل مرحلة من مراحل العمر‏,‏ وما يناسب كل مرحلة من أسلوب التعامل‏.‏ فيعرفون مثلا كيفية معاملة الطفل الخجول‏,‏ والطفل المشاكس‏,‏ والطفل العدواني‏,‏ والطفل الأناني‏,‏ والطفل العنيد‏,‏ وطريقة معاملة كل منهم‏.‏ كذلك علي الزوج أن يفهم نفسية المرأة وطباعها‏.‏ وعلي الزوجة أن تفهم عقلية الرجل ونفسيته وكل منهم يتعامل مع الآخر بما يناسب ذلك الفهم‏.‏

والمرأة الحكيمة ـ لكي تكون زوجة ناجحة ـ ينبغي أن تدرك كيف تتعامل مع الرجل‏.‏ فتحادثه بمعلومات تشبعه‏,‏ ولكن لا تتعالي عليه بمعلوماتها حتي لا تخدش كبرياءه‏.‏ والمرأة الحكيمة تحفظ لرجلها كرامته‏...‏ ويمكنها في مجال الحق أن تقنعه‏,‏ ولكنها لا تشعره بأنها تقوده‏!‏ وفي حالة ضيقه تحتمله‏,‏ ولا تزيده ضيقا علي ضيق‏,‏ وتحاول أن تخفف عنه علي قدر الإمكان‏.‏ إن كان يناسبه الصمت تصمت‏,‏ وإن كان يناسبه الضحك تضحكه‏.‏ وإن كان مستعدا للحوار تحاوره‏.‏

إن كانت بين الزوجين مودة وثقة سيصارح كل منهما الآخر بما يتعبه‏.‏ وإن لم توجد المودة والثقة‏,‏ يحاول كل منهما أن يوجدها‏.‏ ويمكن أن يتعاتب الزوجان أحيانا بطريقة موضوعية بعيدة عن الحدة‏.‏ ولا يكون العتاب لأي سبب فكثرة العتاب تزيل مشاعر الحب‏,‏ وتزيل أيضا مشاعر الاحترام‏.‏ كذلك لا يجوز في العتاب أن كل طرف يحاول أن يثبت خطأ زميله‏.‏ كما لا يجوز أن يكون العتاب بطريقة جارحة أو بأسلوب يشعره أنه في عتابه قد فقد ثقته وتقديره‏,‏ وفي الزواج ليس من الصالح أن كلا من الزوجين يقيم نفسه رقيبا علي تصرفات الطرف الآخر‏.‏ فيحاسبه ويعاتبه‏,‏ ويشعره بالخطأ أحيانا‏,‏ ناسيا كل أعمال محبته السابقة‏,‏ أو مسيئا للظن فيه‏!!‏

ومن الخطر أن يشعر أحد الزوجين أنه في الزواج قد فقد حريته‏!‏ وأنه أصبح مقيدا في كل تصرفاته‏,‏ يحاسبه الطرف الآخر علي كل كلمة وكل زيارة‏,‏ وكل ابتسامة وكل إعجاب بأحد من الناس‏,‏ مهما يكن إعجابا عاديا بريئا‏!‏ وكل ذلك في جو من الشك المتعب للنفس‏,‏ وفي محاولة للمراقبة أو السيطرة‏!‏ ومن الخطر أن يتحول ذلك إلي جو من النكد‏..‏ فكثير من الزيجات قد فشلت بسبب النكد‏.‏

ومن العناصر اللازمة لهدوء الأسرة عنصر طول البال‏.‏ فيلزم للأم مثلا أن تكون مستريحة الأعصاب‏,‏ ولا تجعل أولادها ضحية لتعبها النفسي أو الجسدي‏,‏ أو نتيجة لخلاف بينها وبين زوجها أو بين بعض المعارف‏.‏ فلا يجوز لأبنائها أن يتحملوا اضطراب أعصابها‏,‏ أو كونها غير قادرة علي الاحتمال‏,‏ أو تعاني ضيق الخلق‏,‏ أو أنها تكون أحيانا عصبية لا تحتمل كلمة منهم‏,‏ بل تصيح وتنتهر‏,‏ وربما تضرب وتؤذي‏!‏ وقد يلتقط أولادها منها هذا الأسلوب في تعاملهم مع بعضهم البعض‏!‏ بينما المفروض فيها أن تكون قدوة لهم في كل شيء‏,‏ عليها إذن ـ في وقت غضبها ـ أن تضع حدودا للغضب واسلوبه‏.‏ فيكون غضبها لسبب لازم يفهمه الأطفال ويأخذون منه درسا‏.‏ ولا ينحرف الغضب إلي العنف‏,‏ أو إلي استخدام ألفاظ غير لائقة‏,‏ أو التهديد بما لا تستطيع تنفيذه‏!‏

ومن العناصر اللازمة للتعامل مع الأبناء‏,‏ عنصر الحنان‏.‏ فمن النافع للأطفال أن يشبعوا من حنان الوالدين‏,‏ حتي لا ينحرفوا إلي التماس الحنان من مصدر خارجي لا نضمن سلامته‏.‏ وحنان الوالدين ينبغي أن يكون بحكمة‏,‏ فلا يتحول إلي تدليل خاطيء يسيء إلي تربيتهم‏,‏ ولا يتيح للأبناء أن يستغلوه في السلوك بلا مبالاة وكأنهم لم يخطئوا‏!‏ أو أن الأم تدافع عنهم أمام أبيهم من جهة أخطائهم وتبررها‏,‏ أو تغطي عليها حتي لا يراها‏!!‏ وهكذا لا يجد الأبناء من يربيهم‏.‏ والحنان أيضا يشمل العطاء لما يحتاجه الأبناء‏.‏ فيعطيهم الآباء ما يحتاجونه دون أن يطلبوا‏.‏ ولا شك أن هذا يترك في نفوسهم أثرا طيبا‏,‏ ويبادلون والديهم حبا بحب‏.‏ علي أن العطاء ينبغي ألا يمتزج بالإصراف والبذخ‏,‏ وإنما يكون في حدود المعقول‏.‏ وذلك حتي لا يشب الابن شاعرا بأن كل ما يطلبه واجب التنفيذ‏,‏ مهما تكن حالة الأسرة لا تسمح بذلك‏.‏

من الأمور اللطيفة التي يحبها الأطفال عنصر المرح في البيت‏.‏ والأبوان المرحان يكسبان محبة أبنائهما‏.‏ حتي الضيوف والأقرباء الذين يزورون البيت‏:‏ إن كانوا يتصفون بالمرح‏,‏ يحبهم الأولاد ويلتفون حولهم‏,‏ ويسعدهم تكرار زيارتهم‏.‏ وإن لم يجد الأبناء مرحا في البيت سيبحثون عنه خارج محيط الأسرة‏,‏ ولا نضمن أي نوع من المرح سيجدونه وتأثير ذلك عليهم علي أن المرح في البيت يجب أن يكون منضبطا‏,‏ وله حدود وأوصاف فيعرفون بأي أسلوب يكون المرح‏,‏ ومع من يكون‏,‏ وإلي أي حد‏.‏ ويميزون بين الفكاهة المقبولة وغير المقبولة‏,‏ وكيف أن المرح لا يتحول إلي التهريج‏.‏

من العناصر اللازمة للتعامل داخل الأسرة‏,‏ عنصر الحكمة‏:‏ الحكمة في تربية الأولاد‏.‏

والحكمة في التعامل بين الزوجين‏,‏ والحكمة في حل المشاكل إن وجدت‏.‏ والحكمة في مقابلة الأخطاء‏.‏ فهناك أمور تحتاج إلي تدخل جاد‏,‏ وأمور أخري يحسن تركها بعض الوقت‏.‏ حتي لا يأخذ الوالد موقف الشرطي في محيط أسرته‏.‏

من العناصر اللازمة لقيام الأسرة وسلامتها‏,‏ عنصر الاحترام والتقدير‏:‏ ونقصد أولا الاحترام المتبادل بين الزوجين وتقدير كل منهما للآخر‏,‏ وتبادل عبارات المجاملة والشكر التي قد يفقدها الزوجان أحيانا في تعاملهما معا بحجة رفع الكلفة‏!‏ ولست أري إطلاقا أن رفع الكلفة يمنع الاحترام اللازم‏.‏ بل إن احترام الزوجين لبعضهما البعض يكون درسا لأبنائهما‏.‏ والمرأة المثقفة الحكيمة تستطيع أن تكلم زوجها في أمور يحترم فيها عقلها ومعرفتها‏.‏ بعكس المرأة التي يأتي زوجها من عمله‏,‏ فلا تحدثه إلا في أمور تافهة تتعلق بعملها في البيت وصلتهما بالجيران والأقارب‏!‏ وإن أراد أن يتكلم أو يناقش في موضوع مهم‏,‏ لا يجد العقلية التي تناسبه أو تشبعه‏...‏ علي أن عنصر الاحترام ينبغي أن يشمل أيضا محيط الأبناء والأقارب والأصدقاء‏.‏




الساعة الآن 04:17 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين