ملكوت الله
هذا الملكوت هو مملكة القديسين.. يملك فيها الله بالبر وبالسلام. ولذلك يقال عن الله إنه ملك السلام، وملك البر. ونحن نرتل إلي الله قائلين له: يا ملك السلام، أعطنا سلامك.. كان لا بُد أن تنتهي دولة الشيطان، ويطرح خارجًا (يو 12: 31). ويسقط رئيس هذا العالم مثل البرق من السماء (لو 10: 18). كان النور الحقيقي آتيًا إلي العالم (يو 1: 9) فيملك علي العالم وينقشع الظلام.. ولكن متى ملك الرب؟ وكيف؟ بدأت تباشير الملكوت بميلاد المسيح. أي أنه ملك علي الصليب، واشترانا بدمه واقترب الملكوت بكرازته. ولذلك نجد أن يوحنا المعمدان كان يكرز قائلًا "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات" (مت 3: 2). وتم الملكوت علي الصليب. "الرب ملك علي خشبة" كما قال المزمور (مز 95). (رؤ 5: 9)، فصرنا ملكه. وعلي الصليب غَنَّت الملائكة بقول المزمور "الرب قد ملك، فلتتهلل الأرض. لتفرح الجزائر الكثيرة" (مز 96) "الرب قد ملك فلترتعد الشعوب" (مز 96). ملكوت الرب إذن مرتبط بالصليب والفداء. ومن هنا كان أبناء الملكوت هم كل المفديين. وقد تم الفداء، بموت المسيح علي الصليب، وقت الساعة التاسعة. لذلك فإن مزامير الساعة التاسعة تكثر فيها عبارة "الرب قد ملك". ولما كان الصلب هو مقدمة الموت، فإن آخر مزمور في صلاة الساعة السادسة ( ساعة الصلب ) هو مزمور "الرب قد ملك ولبس الجلال" (مز 92 : 1). إذن في قولنا ليأت ملكوتك، نذكر الفداء العظيم، فبدون الفداء ما كان ملكوت. ونحن بعبارة "ليأت ملكوت" نطلب أن يشمل الفداء كل أحد، يؤمن به الكل، ويتمتع به الكل. وذلك لأن الرب لم يقدم الخلاص لفرد، وإنما حمل خطايا العالم كله (يو 1: 29) لخلص الكل بالفداء.. وهذا الملكوت هو مملكة القديسين.. ولا ننسى الأغنية الجميلة التى سجلها القديس يوحنا الرسول في رؤياه، سمعها من الغالبين، وهم يرتلون في السماء قائلين "عظيمة وعجيبة هي أعمالك، أيها الرب القادر علي كل شيء. عادلة وحق هي طرقك يا ملك القديسين" (رؤ 15: 3). حقًا إن الله هو ملك علي القديسين. منطقيًا هو ملك علي العالم كله، كخالق وكإله.. ولكن من الناحية العملية هو ملك علي القديسين الذين سلموه حياتهم بالتمام، يملك عليها ويدبرها حسب مشيئته الصالحة. أما الأشرار فهم متمردون علي ملكوته.. الله هو إذن ملك علي الذين يفتحون له قلوبهم. والذين يفتحون قلوبهم هم القديسون، لذلك فالرب ملك القديسين. كل أعضاء مملكة الله، من القديسين. وكل من لا يحيا حياة البر والقداسة، ليس هو عضوًا في ملكوت الله. ولأن القداسة هي محبة الإنسان لله من كل قلبه.. لذلك قال الكتاب "ملكوت الله داخلكم". ملكوت الله هو أن يملك الله علي قلب المؤمن، وعلي فكره وعلي حواسه، وعلي حياته كلها. فيصبح كل ما فيه ملكًا لله، مقدسًا لله. وبهذا دعي أعضاء الملكوت بأنهم قديسون.. هؤلاء القديسين هم "الذين قبلوه" الذين آمنوا به، واعتمدوا، وصاروا أعضاء في جسده، أي في الكنيسة، يمارسون حياتها، ويتمتعون بأسرارها المقدسة، ويحفظون وصايا الرب. لذلك حسن أن نقول أن مملكة الله هي الكنيسة المقدسة. ورؤساء الكنيسة، إنما هم وكلاء لله، أقامهم علي عبيده لرعايتهم، وسيعطون حسابًا عنهم أمامه.. وكل من هو داخل الكنيسة، محفوظ في الملكوت. أما الأشرار فإنهم يقفون خارجًا، في الظلمة البرانية. لا لأن الله رفضهم من ملكه، وإنما لأنهم هم الذين رفضوا أن يملك الله عليهم.. والأبرار يسميهم الكتاب "بنو الملكوت".. فلينظر كل إنسان إلي نفسه، هل هو من أبناء الملكوت؟ إن الله يريد أن يمتلئ ملكوته بالمؤمنين. وهؤلاء يصرخون إليه قائلين "تقلد سيفك علي فخذك أيها الجبار. استله، وانجح، واملك". ولكن الله لا يشاء أن يملك إلا بإرادتنا. إنه يريدنا أن نحب ملكوته، ونسعى إليه، لا أن يدخلنا إلي الملكوت قهرًا وإجبارًا. الله له الملك. ولكنه وهب الناس حرية الإرادة، يخضعون بها لملكه إن أرادوا، أو لا يخضعون. يسيرون تحت قيادته الروحية أو لا يسيرون.. البعض قبلوه ملكًا. والبعض في تمرد وخيانة، صاحوا قائلين " ليس لنا ملك إلا قيصر" (يو 19: 15). ونحن نطلب هذا الملكوت فى صلاتنا اليومية لجميعنا. فهكذا علمنا الرب ( متى صلينا ) أن نقول لأبينا السماوي " ليأت ملكوتك " (لو 11: 2).. الذى تفسـيــره " أمتلك قلوبنا " http://st-maria.info/up/uploads/1426065991825.gif صلوا من أجل الخدمة فى منتدى أم السمائيين والأرضيين ومن أجل ضعفى أنا الخاطى الشماس / ملاك حمايه جرجس http://st-maria.info/up/uploads/1426065991825.gif http://st-maria.info/up/uploads/1426064223831.gif |
الساعة الآن 10:52 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11 Beta 4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات ام السمائيين و الارضيين