منتدى ام السمائيين و الارضيين - جزيرة ساموثراكي في الكتاب المقدس

جزيرة ساموثراكي في الكتاب المقدس
نظرة كتابية وتاريخية

http://upload.konozalsamaa.com/uploads/13361031041.jpg

اسم يوناني مكون من كلمتين هما " ساموس" ، " تراكي" أي " مرتفع تراكيا " ، وهي جزيرة صغيرة تقع فى بحر إيجه بالقرب من شاطئ " تراكيا" فى الجنوب من مصب نهر
"هبروس" ( Hebrus) فى شرقي مكدونية، وإلى الشمال من جزيرة " إمبرورس" (Imbros)، وإلى الشمال الشرقي من " ليمنوس " ( Lemnosy ) ، وإلى الشمال الغربي من ترواس. ويرتفع فى وسطها جبل " فنجاري" ( Fengari) إلى نحو 5.577 قدماً، وهو يشكل أحد المعالم الرئيسية فى شمالي بحر إيجه. ويقال إنه من فوقه استطلع " بوسيدون" سهول طروادة، ولذلك سماها هوميروس فى الالياذة " جزيرة بوسيدون" .
وتقع ساموثراكي على الطريق البحري بين بحر إيجه ومضيق الدردنيل ومنه إلى البحر الأسود. ولم تكن المدينة مأهولة حتى القرن السابع قبل الميلاد لوعورة شواطئها، ولكن يذكر بليني أنها – بحكم الضرورة – كانت ترسو على شواطئها السفن التى تمخر عباب شمالي بحر إيجه تجنباً لمخاطر السفر ليلاً. وقد اشتركت إحدى سفن ساموثراكي فى معركة سلاميس البحرية الشهيرة فى ب بين اليونان وفارس ( 480 ق.م. ) .
وكانت الجزيرة تشتهر بعبادة الأم العظيمة سيبيل ( Cybele). وفى العهود اليونانية ازدهرت عبادة التوأم " كابيري" (Cabieri) ونافست عبادة " ديمتر" (Demeter) "وبرسيفون" (Persephone) وانتسب إليها فيليب المقدوني وزوجته أولمبياس Olympias))، والكثيرون من عظماء الرومان، مثل الإمبراطور هادريان. ولا يعرف أصل هذين الإلهين التوأم، وينسبها هيرودوت إلى البلاسجيين، سكان بلاد اليونان الأوائل وينسبهما البعض الآخر إلى أصول فريجية أوفينيقية .

وقد قام بالتنقيب فى الجزيرة بعثات فرنسية ونمساوية فى القرن التاسع عشر، وأخيراً قامت بالتنقيب فيها جامعة نيويورك. وقد كشف التنقيب عن معبد الآلهة العظام ، ومقصورة مستديرة للملكة المصرية " أرسينوي" الثانية شريكة بطليموس الثاني. وأهم ما كشف عنه التنقيب هو تمثال " النصر المجنح" الموجود الآن فى متحف اللوفر، كان قد إقامه " ديمتريوس بوليورسيتس" ( Poliorcetes) فى وسط نافورة لتخليد ذكرى الانتتصار البحري للرودسيين فى 300 ق. م. واكتشف فى 1863م.
وبعد أن أقلعت السفينة بالرسول بولس وصحبه من ترواس توجهوا " بالاستقامة إلى ساموثراكي، وفى الغد إلى نيابوليس " ( أع 16: 11)، أي أنهم باتوا ليلة بالقرب من شواطئ ساموثراكي، إذ لم يكن ثمة مرفأ فى الجزيرة . والأرجح أنه توقف فيها مرة أخرى فى رحلته الثالثة فى خلال الخمسة الأيام فى طريقة من مقدونية إلى ترواس ( أع 20: 6).