بن الملك
06-13-2012, 09:28 PM
نؤثر فى أهل هذا الدهر ولا نتأثر بهم
" و لا تشاكلوا هذا الدهر "(رو 12 : 2)
لا ريب فى أن معاشرة الأتقياء تجلب على النفس مزيدا من السلام والحكمة وتدعو الإنسان للاستقامة والغيرة المقدسة والنمو فى معرفة المسيح ، بعكس السلوك حسب فكر أهل العالم وطرقهم فى الحياة ، وغنى عن التوضيح أن مجازاة سلوك أهل العالم الأردياء يولد فى النفس المزيد من الاشتياقات الدنيئة والميول الدنيئة نحو الفساد والشر والرفاهية .
تخبرنا كلمة الرب أن تجنب مجاراة الذين يفتكرون فى الأرضيات سلوك لابد منه و لا غنى عنه لمن يرغب فى حياة هادئة مقدسة فى الرب ، فقد أورد الرسول بولس تصريحاً رسولياً خطيراً يلزمنا بمقاطعة الذين يسلكون حسب الجسد وروح العالم ، وذلك ضمن إرشاداته الروحية لأهل كورنثوس ، حيث حذر من معاشرة أهل العالم قائلاً : " و أما الآن فكتبت إليكم ان كان احد مدعو اخا زانيا أو طماعا أو عابد وثن أو شتاما أو سكيرا أو خاطفا أن لا تخالطوا و لا تؤكلوا مثل هذا " (1كو 5 : 11) .. ولا شك أن ذلك يعد تصريحاً صريحاً بالبعد عن معاشرة الذين يسلكون حسب الجسد وروح العالم لأن " المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة "(1كو 15 : 33).
ولأن الإنسان المسيحي مدعواً للارتقاء كل حين فى معرفة الحق والنمو فى التقوى ، ومعاشرة أهل هذا الدهر يعطل هذا وذاك ، فحرى بهذا الإنسان عدم مجاراتهم والاختلاط بهم .
وكثيراً ما تدعو أعمال أهل هذا الدهر الأتقياء وذوى الإيمان للبعد عن حظيرة الإيمان ومعرفة المسيح ، وهذا ما يلاحظ كثيراً على المبتدئين روحياً وعلى الذين لم يتمرنوا بعد بالضيقات على الثبات فى النعمة والحق ..
فهاتين الفئتين ، المبتدئين روحياً والذين لم يتمرنوا بعد بالضيقات على الثبات فى النعمة والحق ، هاتين الفئتين كثيراً ما تنخدع بأفكار أهل العالم وسلوكهم فى الحياة ، وذلك عندما تظهر على أبناء هذا العالم علامات الغنى والمجد والكرامة وكل ما يميل اليه قلب الإنسان الضعيف ، رغم كل ما تحمله هذه العلامات الزمنية من فساد ومظهرية ونفاق.
ولا يمنع اعتناق أهل العالم لبعض مبادىء الحق من نعتهم با لأردياء والمضلين ، لأن الحق ليس أساساً فى حياتهم ، سيما أن اعتناقهم لمبادىء الحق كفيل بإلحاق نصيب من السلام فى نفوسهم وأيضاً لا غنى عن ذلك فى حياتهم لضمان ربح عدد أكبر من الناس لإتباعهم والإنجراف فى تيارهم الرديء و السير على خطاهم، رغم الفساد والجهل الذى يملأ حياة هؤلاء الأردياء .
وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :
+ إيصاء الإنجيل بعدم مجاراة أهل العالم ليس فيه إنكار لوصايا المسيح التى تدعو لمسالة الجميع والمحبة والاخاء ووحدانية الفكر والرأي والقلب ، ولكن دعوة للسلوك بالحكمة والتدقيق وعزل الخبيث من الحياة .
+ من باب الإيمان والإقتداء بالمقدسين أن نرفض كل تعامل مع الاخرين يعطل نمو إيماننا ويلحق العيب بأرواحنا ، فكثيرا ما يضل الإنسان ، على مستوى الفكر على الأقل ، عند مشاركته للمناقشات الغبية والتى لا يكون الغرض من مثيريها سوى إضعاف روح الإيمان لدى الاخرين وبث روح التشكيك فى الحق والإنجيل .
+ لا غنى عن الكرازة بالاسم الحسن والإنجيل ولا بديل للسلوك بوصايا المسيح ولا نفع لنفس تسلك ضد روح الحق ، ولكن الضرورة موضوعه علينا أن نعالج نفوس الذين يسلكون ضد روح الحق والإنجيل ومن يجدف على الاسم الحسن وطريق الحق ، لأن تعاليم الإنجيل وآباء الكنيسة ترشدنا للاهتمام بعلاج هؤلاء أجمعين ، وسنحصد تعبنا من أجل ذلك مجداً وكرامةً وأفراحاً لا تنتهى.
+ خدمة الاخرين وضعفاء النفوس وأصحاب الإيمان البسيط لا تعنى الخروج عن روح المكتوب " و لا تشاكلوا هذا الدهر " متى كان الغرض من خدمتهم اقتيادهم للحق ومعرفة المسيح وكنا نحمل فى داخلنا أيضاً روح المكتوب " لاحظ نفسك و التعليم " (1تي 4 : 16) ، والقول بغير ذلك يعد تجاهل صريح لرسالة الإنجيل ورفض صريح لدعوة السيد " اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها "(مر 16 : 15) .
+ مباركة النفس التى كانت سبباً فى خلاص الشاردين والخطاة وردهم للحق والبر ومعرفة المسيح ، لأن كلمة الوعد هي هذه " و الذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب الى ابد الدهور " (دا 12 : 3) ، فنعماً لكل من تعب ومازال يتعب ويجتهد فى البحث عن الخاطىء والضال والشارد والضعيف والجريح ، من أجل إحضارهم لحظيرة الإيمان بالمسيح ونموهم فى معرفة الحق.
صديقى إنها ساعة الآن لنفهم حقيقة وخطورة رسالتنا فى الحياة ونعرف كيف لا نتغير بسلوكيات أهل هذا الدهر بل نغيرهم بروح الحق والإنجيل ومؤازرة الروح القدس القادرة أن تمنحنا جميعاً حياة التقوى الصادقة والغيرة المقدسة والثبات فى نعمة المسيح على الأبد ، فهل ترفض مشاركة أهل هذا الدهر فى أعمالهم وأفكارهم و تكون سبباً فى تغيرهم نحو الحق والنعمة ومعرفة المسيح ؟ لك القرار والمصير .
" و لا تشاكلوا هذا الدهر "(رو 12 : 2)
لا ريب فى أن معاشرة الأتقياء تجلب على النفس مزيدا من السلام والحكمة وتدعو الإنسان للاستقامة والغيرة المقدسة والنمو فى معرفة المسيح ، بعكس السلوك حسب فكر أهل العالم وطرقهم فى الحياة ، وغنى عن التوضيح أن مجازاة سلوك أهل العالم الأردياء يولد فى النفس المزيد من الاشتياقات الدنيئة والميول الدنيئة نحو الفساد والشر والرفاهية .
تخبرنا كلمة الرب أن تجنب مجاراة الذين يفتكرون فى الأرضيات سلوك لابد منه و لا غنى عنه لمن يرغب فى حياة هادئة مقدسة فى الرب ، فقد أورد الرسول بولس تصريحاً رسولياً خطيراً يلزمنا بمقاطعة الذين يسلكون حسب الجسد وروح العالم ، وذلك ضمن إرشاداته الروحية لأهل كورنثوس ، حيث حذر من معاشرة أهل العالم قائلاً : " و أما الآن فكتبت إليكم ان كان احد مدعو اخا زانيا أو طماعا أو عابد وثن أو شتاما أو سكيرا أو خاطفا أن لا تخالطوا و لا تؤكلوا مثل هذا " (1كو 5 : 11) .. ولا شك أن ذلك يعد تصريحاً صريحاً بالبعد عن معاشرة الذين يسلكون حسب الجسد وروح العالم لأن " المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة "(1كو 15 : 33).
ولأن الإنسان المسيحي مدعواً للارتقاء كل حين فى معرفة الحق والنمو فى التقوى ، ومعاشرة أهل هذا الدهر يعطل هذا وذاك ، فحرى بهذا الإنسان عدم مجاراتهم والاختلاط بهم .
وكثيراً ما تدعو أعمال أهل هذا الدهر الأتقياء وذوى الإيمان للبعد عن حظيرة الإيمان ومعرفة المسيح ، وهذا ما يلاحظ كثيراً على المبتدئين روحياً وعلى الذين لم يتمرنوا بعد بالضيقات على الثبات فى النعمة والحق ..
فهاتين الفئتين ، المبتدئين روحياً والذين لم يتمرنوا بعد بالضيقات على الثبات فى النعمة والحق ، هاتين الفئتين كثيراً ما تنخدع بأفكار أهل العالم وسلوكهم فى الحياة ، وذلك عندما تظهر على أبناء هذا العالم علامات الغنى والمجد والكرامة وكل ما يميل اليه قلب الإنسان الضعيف ، رغم كل ما تحمله هذه العلامات الزمنية من فساد ومظهرية ونفاق.
ولا يمنع اعتناق أهل العالم لبعض مبادىء الحق من نعتهم با لأردياء والمضلين ، لأن الحق ليس أساساً فى حياتهم ، سيما أن اعتناقهم لمبادىء الحق كفيل بإلحاق نصيب من السلام فى نفوسهم وأيضاً لا غنى عن ذلك فى حياتهم لضمان ربح عدد أكبر من الناس لإتباعهم والإنجراف فى تيارهم الرديء و السير على خطاهم، رغم الفساد والجهل الذى يملأ حياة هؤلاء الأردياء .
وأرغب هنا فى ذكر بعض الملاحظات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :
+ إيصاء الإنجيل بعدم مجاراة أهل العالم ليس فيه إنكار لوصايا المسيح التى تدعو لمسالة الجميع والمحبة والاخاء ووحدانية الفكر والرأي والقلب ، ولكن دعوة للسلوك بالحكمة والتدقيق وعزل الخبيث من الحياة .
+ من باب الإيمان والإقتداء بالمقدسين أن نرفض كل تعامل مع الاخرين يعطل نمو إيماننا ويلحق العيب بأرواحنا ، فكثيرا ما يضل الإنسان ، على مستوى الفكر على الأقل ، عند مشاركته للمناقشات الغبية والتى لا يكون الغرض من مثيريها سوى إضعاف روح الإيمان لدى الاخرين وبث روح التشكيك فى الحق والإنجيل .
+ لا غنى عن الكرازة بالاسم الحسن والإنجيل ولا بديل للسلوك بوصايا المسيح ولا نفع لنفس تسلك ضد روح الحق ، ولكن الضرورة موضوعه علينا أن نعالج نفوس الذين يسلكون ضد روح الحق والإنجيل ومن يجدف على الاسم الحسن وطريق الحق ، لأن تعاليم الإنجيل وآباء الكنيسة ترشدنا للاهتمام بعلاج هؤلاء أجمعين ، وسنحصد تعبنا من أجل ذلك مجداً وكرامةً وأفراحاً لا تنتهى.
+ خدمة الاخرين وضعفاء النفوس وأصحاب الإيمان البسيط لا تعنى الخروج عن روح المكتوب " و لا تشاكلوا هذا الدهر " متى كان الغرض من خدمتهم اقتيادهم للحق ومعرفة المسيح وكنا نحمل فى داخلنا أيضاً روح المكتوب " لاحظ نفسك و التعليم " (1تي 4 : 16) ، والقول بغير ذلك يعد تجاهل صريح لرسالة الإنجيل ورفض صريح لدعوة السيد " اذهبوا الى العالم اجمع و اكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها "(مر 16 : 15) .
+ مباركة النفس التى كانت سبباً فى خلاص الشاردين والخطاة وردهم للحق والبر ومعرفة المسيح ، لأن كلمة الوعد هي هذه " و الذين ردوا كثيرين إلى البر كالكواكب الى ابد الدهور " (دا 12 : 3) ، فنعماً لكل من تعب ومازال يتعب ويجتهد فى البحث عن الخاطىء والضال والشارد والضعيف والجريح ، من أجل إحضارهم لحظيرة الإيمان بالمسيح ونموهم فى معرفة الحق.
صديقى إنها ساعة الآن لنفهم حقيقة وخطورة رسالتنا فى الحياة ونعرف كيف لا نتغير بسلوكيات أهل هذا الدهر بل نغيرهم بروح الحق والإنجيل ومؤازرة الروح القدس القادرة أن تمنحنا جميعاً حياة التقوى الصادقة والغيرة المقدسة والثبات فى نعمة المسيح على الأبد ، فهل ترفض مشاركة أهل هذا الدهر فى أعمالهم وأفكارهم و تكون سبباً فى تغيرهم نحو الحق والنعمة ومعرفة المسيح ؟ لك القرار والمصير .