المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القلب المنقسم والمتنعم لا يسكنه الله


بن الملك
06-09-2012, 06:49 AM
" .. حتى متى تعرجون بين الفرقتين ان كان الرب هو الله فاتبعوه و ان كان البعل فاتبعوه فلم يجبه الشعب بكلمة "
(1مل 18 : 21)

القلب المنقسم والمتنعم لا يسكنه الله
--------------------------------------------

يريدنا الله فى عبادتنا له أن نعيش فى قداسة وكمال حتى نستطيع ان نحيا فى ظل فرح الروح وأمجاده ، ونستطيع أيضا أن نعاين نور مجد قيامة المسيح المباركة وما تحمله هذه القيامة فى طياتها من قوة وأمجاد وبركات .. بيد أن هذا الكمال وهذه القداسة لا تتآتى لمن يحمل فى داخله الميل نحو التفكير بأمجاد العالم الزائلة ولمن صار فى انشغال دائم بالأمور الباطلة والفاسدة ..

وهكذا نصل سريعا إلى حقيقة هامة وهى أن التأرجح بين طريق العالم ودرب الملكوت يحرم الإنسان كثيرا من الوصول لإرادة الله ومواعيده المباركة
، وقلما نلاحظ فى حياتنا اليومية ثمرة هذا التأرجح وما نحصده بسبب ذلك من تعب وحرمان وخسائر لأننا اعتدنا على فهم الأمور ليس بحسب منطق الروح بل بحسب عقلنا البشري الضعيف.

ولاحظ صديقي ما يلى :

+ لا يسر الله بالعمل فى حياة الذين يعرجون بين الحق والباطل وبين النور و بين الظلمة والخير والشر ، لان القلب المنقسم قلب غير نقي لأنه رافض لناموس المسيح ، والذى يرفض ناموس المسيح يرفض المسيح نفسه ، ومن يرفض المسيح يرفض الفرح والبركة ورضا الله ، ومن ثم فالحاجة إلى قلب طاهر ومستقيم لا يعرف غير الرب ولا يفكر إلا فى كل ما هو خير و طاهر ، ومسرة الله أن يهب هذا القلب الطاهر لكل إنسان ”وأعطيهم قلبا واحدا واجعل فى داخلكم روحا جديدا “ (حز 11: 19).

+ لا تقل خطورة ومخاطر الزنا الروحي عن خطورة ومخاطر الزنا الجسدى ، بل تزيد أضعافا مضاعفة ، وذلك لأنه إذا كان الزنا الجسدي يجلب على الحياة مزيدا من الآلم والرذل والمعاناة ، فالزنا الروحى يجلب على الحياة غضب الله ومقاومته لكل طرق وأعمال الإنسان ، ومتى قاوم الله أعمال الإنسان حتما ستصبح حياة ذلك الإنسان جحيما لا يطاق أو بالوعة لمصائب لا تنتهى .

+ إعلان المسيح عن حتمية تبعيته من كل القلب فى قوله " لا يقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد و يحب الاخر او يلازم الواحد و يحتقر الاخر لا تقدرون ان تخدموا الله و المال " (مت 6 : 24) لا يحمل فقط إعلان حقيقة عدم إمكانية التوفيق بين الله والعالم ، بل وفى قوله هذا إعلانا عن مخاطر عظيمة سوف تواجه كل من يحاول الارتباط بالعالم و إقامة علاقة قوية مع الله ، فلا يمكن لأى إنسان أن يحيا فى بتولية القلب وهو يسعي فى طريق الاغتناء بالمادة ، ولا يقدر أحد على إرضاء شهواته وإرضاء الله ، وإن حاول مثل هذا الإنسان أن يفعل هكذا سيفشل ، ومتى فشل سيعرف أنه " لا يقدر خادم أن يخدم سيدين ، لأنه أما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر " وسيعرف أيضا أنه لاخلطة للبر مع الإثم ولا شركة للنور مع الظلمة ولا اتفاق للمسيح مع بليعال . ولا نصيب للمؤمن مع غير المؤمن . ...

+ توصينا كلمة الرب قائلة " أعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله " ، ولكن متى كانت محبتنا لقيصر أكثر من محبتنا لله فسوف لا نستحق شخص الله ولا عطاياه المباركة وسوف نحرم من استجابة صلواتنا ، ومتى كانت طاعتنا لقيصر أكثر من طاعتنا لله فحتما سوف نواجه خسارة وندامة وحرمان ، ومتى كان عطاؤنا لقيصر أكثر من عطاؤنا لله فسوف يفارق حياتنا سلام الله ومزيدا من بركاته .
+ الاهتمام البالغ بطاعة الناس ، سيما الذين تربطنا بهم المصالح الشخصية ، لاشك انه دليل واضح على قدر ما نحمله فى داخلنا من فساد وشر ولا إيمانية ، كما أن اتكالنا على غير الرب وقت الفرج ولجوئنا إليه وقت العوز والشدة إشارة لتمسكنا بالعالم والأمور الزمنية أكثر من تمسكنا بالحق وإصرارنا على رفض السير باستقامة ونقاوة وعفاف .

صديقى ، أطلب من الله الآن أن يطهر قلبك ويمنحك قلبا جديدا لا تملأه سوى محبة المسيح والإشتياق الدائم لطاعته ، لانه أى مجدا لنا فى السماويات إن عشنا مخدوعين بما نملكه من قلب منقسم ومتنعم لا يرضى الله ؟ واى سلام وبركة سيحظى بهما من أهمل السعى فى نقاوة قلبه لجعله مرضيا لدى الله ؟ وأى فرح سيعطى لمن ارتضى الظلمة فى قلبه وظن فى ذلك صوابا وسعادة ؟
لك القرار والمصير .