بنت مارمينا
05-09-2012, 10:45 AM
أنـواع النفسـيات
http://desmond.imageshack.us/Himg259/scaled.php?server=259&filename=photopopeshenoudaiiisea.jpg&res=landing
بقلم: البابا شنودة الثالث
ليست كل النفسيات من نوع واحد, سواء في ذلك الأبرار أو الأشرار, فكل واحد له طبعه الذي يتميز به عن الآخر. فهناك نفسيات اجتماعية يمكنها ان تندمج مع الاخرين وتتعامل معهم, ونفسيات أخري تحب الوحدة والهدوء, ونفسيات ثالثة تندمج في الاخرين معا, يمكنها ان تعيش في المجتمع أو تعيش في الوحدة, حسبما تتيح الظروف لها, وتنجح وتنتج في الحالين. توجد نفسية مستريحة, وتريح غيرها من الناس.. تعيش سعيدة وراضية, ويكون تعاملها مع الناس سهلا, الخير الذي فيها تفيض به علي الاخرين, وما في طبعها من الكرم والحب تغدقه علي غيرها
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ومن هذا النوع الممرضون والممرضات, والذين يعملون في إطفاء الحرائق وانقاذ الغرقي, والذين يكرسون أنفسهم في خدمة مرضي الجزام ومرضي السل, وفي خدمة المعوقين والعجائز والمسنين, ويجدون سعادتهم في إسعاد غيرهم.
أما النفسية الشريرة: فما فيها من شر تظنه في غيرها..
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
فالإنسان الكذاب يظن ان جميع الناس يكذبون مثله! وان قلت له شيئا, يسأل أصحيح هذا الكلام؟ هل أنت متأكد؟ إذن احلف. هل بذمتك حدث هذا فعلا؟.. ذلك لان الكذب الذي في طبعه يسقطه علي غيره, ويشك في كل ما يصل إليه.. والشخص الماكر يظن بالمثل ان غيره يمكر به, وكذلك غير الأمين لايأتمن أحدا علي سره, ولا علي ماله, ولا علي عرضه.. وإن كان في نفسية شخص: الخداع, يفكر ان كل من يقابله يمكن ان يخدعه فيتخوف منهم, وان كانت الخيانة في طبعه, يظن ان غيره سيخونه, فيحترس حتي من أصدقائه المقربين, وان كان في نفسيته سوء الظن, يسيء الظن في كل من يتردد اليه.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
وإن كان شخص في نفسيته عقدة الاضطهاد ـ يظن ان كل شخص يمكن ان يضايقه أو يتآمر عليه, وبذلك يعيش في خوف وربما في انطواء. وهذا النوع من الناس ينفث فيمن حوله نفس الخوف والشك ويقول لمن يطلب نصيحته خذ حذرك من الناس, فمن الجائز ان يخدعوك أو يكذبوا عليك أو يضطهدوك.. وبهذا النصح يربي فيه ما يشبه نفسيته! حتي بعض الوظائف المعينة تجد عند أصحابها نفسية الشك والتحقيق في كل شيء.. والنفسيات تتنوع أحيانا بحسب الوراثة أو البيئة أو التربية.. فالابن مثلا يمكن ان يرث نوعا من النفسية من أبيه أو أمه, أي يرث طبعا معينا يظل ثابتا في نفسيته, أو يلتقطه من نوع التربية. وهكذا نري بعض الشعوب تتميز بطباع خاصة, أو نفسية تسود علي الغالبية أو يتأثر الشخص بالجو العام, حتي في التقاليد, وفي العقيدة أيضا.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
فمثلا في البلاد الشيوعية, يتأثر الطفل من صغره بالجو الشيوعي, ويصير شيوعيا, لاتقبل نفسيته الايمان بوجود الله, ولابحياة اخري, وفي تأثير البيئة والجو العام علي طباع الناس ونفسياتهم نجد كثيرا من الناس سافروا إلي الخارج وقضوا هناك فترة طويلة قد أثر ذلك علي طباعهم وتقاليدهم, وحينما يرجعون الي بلادهم تكون نفسياتهم قد تغيرت وصارت لهم طباع لم تكن فيهم من قبل!
وأحيانا تتأثر النفسية بالقدوة والمثل ونوع الصداقة.
وفي ذلك قال أحد الأدباء إن قلت لي من هم أصدقاؤك, أقل لك من أنت. ومن المبالغة الشديدة في هذا التأثر, تقول بعض الأمثال من عاشر قوما أربعين يوما, صار منهم!!
وتتأثر النفسية ايضا بنوع القراءة, ان كانت عميقة ومقنعة لهم. كما تتأثر النفسية أيضا بنوع العقد.
فمثلا انسان خانه صديقه العزيز عليه جدا, وكانت تلك الخيانة عميقة الأثر في نفسه, فقد تغرس في نفسيته عقدة من الصعب عليه ان يتخلص منها, وهي ان أي شخص يمكن ان يخونه, فيتخوف من بعض أصدقائه ويحترس من خيانة غيره له. كذلك من يقع في عقدة الخوف, ومن طباع تكونت فيه منذ طفولته, وعقدته في بعض الأمور.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ومع كل ماذكرناه يمكن للنفسية ان تتغير..
بل قد تتغير الي العكس, إن أثرت عليها عوامل مضادة علي درجة من العمق, كما حدث في توبة بعض مشاهير التاريخ.. ومثال ذلك القديس أوغسطينوس الذي كان في بدء حياته بعيدا عن الله والإيمان, وبعيدا عن حياة العفة والطهر, وقد كتب تفاصيل خطاياه في كتاب اعترافاته..
ولكنه لما تاب ـ وكانت توبته صادقة وعميقة, تغير إلي العكس تماما وصار راهبا ثم أسقفا, وقاد حياة الفضيلة والتأمل في جيله, بل ترك تأثيره الروحي في أجيال طويلة من بعده.. ومن الناحية السلبية, يمكن للنفسية ان تتعب وتمرض.. بل تدخل أيضا في صراع مع الذات, وتنقسم علي ذاتها.. وقد يصيبها القلق والاضطراب وربما لغير سبب مقنع.. نعم, هناك نفسيات قلقة باستمرار وخائفة ومنزعجة.. الشك يصيبها بالقلق. مثل أم تأخر ابنها الي ساعة متأخرة بالليل, وتظل تلعب بها الأفكار: ربما حدث له حادث مؤسف, أو ربما خطفه بعض الأشرار.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ويظل زوجها يبتسم في وجهها ويلاطفها, ربما ابننا تأخر في المذاكرة مع أصدقائه, أو قد يكون في لهو معهم أو في النادي. وهي تستمر في قلقها, وتقول لزوجها: ربما تعب ابننا من معاملتنا وفضل البعد عن البيت, وهكذا تظل في القلق حتي يرجع ابنها بسلامة, دون ان يضره شيء.
وهناك نفسية تتعب فتغير ذاتها:
كإنسان في نفسيته بعض التردد والخوف, فلا يقدر علي اتخاذ قرار سريع أو بطيء, فهو دائما يتقلب فيما ينبغي ان يفعله أو يتجه اليه, كمن يتردد في نوع الدراسة التي يدرسها أو في نوع العمل أو الوظيفة التي تحكم مستقبله, أو يتردد في موضوع الزواج وأي فتاة يختار؟ وهل سيسعد في اختياره أم لا.
وتردده هذا يصل به الي نوع آخر من المرض النفسي, هو عدم الثقة بالنفس. فلا يثق بأي شيء يصل اليه تفكيره: هل هو صواب أم خطأ. ويضطر إلي ان يقابل غيره, ويعرض عليه الأمر. وما يصل اليه من المشورة, ربما لايثق هل يستطيع ان ينفذه أم لا؟
انها نفسية تحتاج الي من يسندها باستمرار, ومن تثق في حكمته وصحة رأيه.
وبعد, ألا تري معي ان هذا الموضوع طويل, وان انواع النفسيات تحتاج منا الي لقاء آخر لنوفيه حقه؟
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-e14a480070.gif
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
http://desmond.imageshack.us/Himg259/scaled.php?server=259&filename=photopopeshenoudaiiisea.jpg&res=landing
بقلم: البابا شنودة الثالث
ليست كل النفسيات من نوع واحد, سواء في ذلك الأبرار أو الأشرار, فكل واحد له طبعه الذي يتميز به عن الآخر. فهناك نفسيات اجتماعية يمكنها ان تندمج مع الاخرين وتتعامل معهم, ونفسيات أخري تحب الوحدة والهدوء, ونفسيات ثالثة تندمج في الاخرين معا, يمكنها ان تعيش في المجتمع أو تعيش في الوحدة, حسبما تتيح الظروف لها, وتنجح وتنتج في الحالين. توجد نفسية مستريحة, وتريح غيرها من الناس.. تعيش سعيدة وراضية, ويكون تعاملها مع الناس سهلا, الخير الذي فيها تفيض به علي الاخرين, وما في طبعها من الكرم والحب تغدقه علي غيرها
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ومن هذا النوع الممرضون والممرضات, والذين يعملون في إطفاء الحرائق وانقاذ الغرقي, والذين يكرسون أنفسهم في خدمة مرضي الجزام ومرضي السل, وفي خدمة المعوقين والعجائز والمسنين, ويجدون سعادتهم في إسعاد غيرهم.
أما النفسية الشريرة: فما فيها من شر تظنه في غيرها..
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
فالإنسان الكذاب يظن ان جميع الناس يكذبون مثله! وان قلت له شيئا, يسأل أصحيح هذا الكلام؟ هل أنت متأكد؟ إذن احلف. هل بذمتك حدث هذا فعلا؟.. ذلك لان الكذب الذي في طبعه يسقطه علي غيره, ويشك في كل ما يصل إليه.. والشخص الماكر يظن بالمثل ان غيره يمكر به, وكذلك غير الأمين لايأتمن أحدا علي سره, ولا علي ماله, ولا علي عرضه.. وإن كان في نفسية شخص: الخداع, يفكر ان كل من يقابله يمكن ان يخدعه فيتخوف منهم, وان كانت الخيانة في طبعه, يظن ان غيره سيخونه, فيحترس حتي من أصدقائه المقربين, وان كان في نفسيته سوء الظن, يسيء الظن في كل من يتردد اليه.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
وإن كان شخص في نفسيته عقدة الاضطهاد ـ يظن ان كل شخص يمكن ان يضايقه أو يتآمر عليه, وبذلك يعيش في خوف وربما في انطواء. وهذا النوع من الناس ينفث فيمن حوله نفس الخوف والشك ويقول لمن يطلب نصيحته خذ حذرك من الناس, فمن الجائز ان يخدعوك أو يكذبوا عليك أو يضطهدوك.. وبهذا النصح يربي فيه ما يشبه نفسيته! حتي بعض الوظائف المعينة تجد عند أصحابها نفسية الشك والتحقيق في كل شيء.. والنفسيات تتنوع أحيانا بحسب الوراثة أو البيئة أو التربية.. فالابن مثلا يمكن ان يرث نوعا من النفسية من أبيه أو أمه, أي يرث طبعا معينا يظل ثابتا في نفسيته, أو يلتقطه من نوع التربية. وهكذا نري بعض الشعوب تتميز بطباع خاصة, أو نفسية تسود علي الغالبية أو يتأثر الشخص بالجو العام, حتي في التقاليد, وفي العقيدة أيضا.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
فمثلا في البلاد الشيوعية, يتأثر الطفل من صغره بالجو الشيوعي, ويصير شيوعيا, لاتقبل نفسيته الايمان بوجود الله, ولابحياة اخري, وفي تأثير البيئة والجو العام علي طباع الناس ونفسياتهم نجد كثيرا من الناس سافروا إلي الخارج وقضوا هناك فترة طويلة قد أثر ذلك علي طباعهم وتقاليدهم, وحينما يرجعون الي بلادهم تكون نفسياتهم قد تغيرت وصارت لهم طباع لم تكن فيهم من قبل!
وأحيانا تتأثر النفسية بالقدوة والمثل ونوع الصداقة.
وفي ذلك قال أحد الأدباء إن قلت لي من هم أصدقاؤك, أقل لك من أنت. ومن المبالغة الشديدة في هذا التأثر, تقول بعض الأمثال من عاشر قوما أربعين يوما, صار منهم!!
وتتأثر النفسية ايضا بنوع القراءة, ان كانت عميقة ومقنعة لهم. كما تتأثر النفسية أيضا بنوع العقد.
فمثلا انسان خانه صديقه العزيز عليه جدا, وكانت تلك الخيانة عميقة الأثر في نفسه, فقد تغرس في نفسيته عقدة من الصعب عليه ان يتخلص منها, وهي ان أي شخص يمكن ان يخونه, فيتخوف من بعض أصدقائه ويحترس من خيانة غيره له. كذلك من يقع في عقدة الخوف, ومن طباع تكونت فيه منذ طفولته, وعقدته في بعض الأمور.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ومع كل ماذكرناه يمكن للنفسية ان تتغير..
بل قد تتغير الي العكس, إن أثرت عليها عوامل مضادة علي درجة من العمق, كما حدث في توبة بعض مشاهير التاريخ.. ومثال ذلك القديس أوغسطينوس الذي كان في بدء حياته بعيدا عن الله والإيمان, وبعيدا عن حياة العفة والطهر, وقد كتب تفاصيل خطاياه في كتاب اعترافاته..
ولكنه لما تاب ـ وكانت توبته صادقة وعميقة, تغير إلي العكس تماما وصار راهبا ثم أسقفا, وقاد حياة الفضيلة والتأمل في جيله, بل ترك تأثيره الروحي في أجيال طويلة من بعده.. ومن الناحية السلبية, يمكن للنفسية ان تتعب وتمرض.. بل تدخل أيضا في صراع مع الذات, وتنقسم علي ذاتها.. وقد يصيبها القلق والاضطراب وربما لغير سبب مقنع.. نعم, هناك نفسيات قلقة باستمرار وخائفة ومنزعجة.. الشك يصيبها بالقلق. مثل أم تأخر ابنها الي ساعة متأخرة بالليل, وتظل تلعب بها الأفكار: ربما حدث له حادث مؤسف, أو ربما خطفه بعض الأشرار.
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
ويظل زوجها يبتسم في وجهها ويلاطفها, ربما ابننا تأخر في المذاكرة مع أصدقائه, أو قد يكون في لهو معهم أو في النادي. وهي تستمر في قلقها, وتقول لزوجها: ربما تعب ابننا من معاملتنا وفضل البعد عن البيت, وهكذا تظل في القلق حتي يرجع ابنها بسلامة, دون ان يضره شيء.
وهناك نفسية تتعب فتغير ذاتها:
كإنسان في نفسيته بعض التردد والخوف, فلا يقدر علي اتخاذ قرار سريع أو بطيء, فهو دائما يتقلب فيما ينبغي ان يفعله أو يتجه اليه, كمن يتردد في نوع الدراسة التي يدرسها أو في نوع العمل أو الوظيفة التي تحكم مستقبله, أو يتردد في موضوع الزواج وأي فتاة يختار؟ وهل سيسعد في اختياره أم لا.
وتردده هذا يصل به الي نوع آخر من المرض النفسي, هو عدم الثقة بالنفس. فلا يثق بأي شيء يصل اليه تفكيره: هل هو صواب أم خطأ. ويضطر إلي ان يقابل غيره, ويعرض عليه الأمر. وما يصل اليه من المشورة, ربما لايثق هل يستطيع ان ينفذه أم لا؟
انها نفسية تحتاج الي من يسندها باستمرار, ومن تثق في حكمته وصحة رأيه.
وبعد, ألا تري معي ان هذا الموضوع طويل, وان انواع النفسيات تحتاج منا الي لقاء آخر لنوفيه حقه؟
http://smiles.al-wed.com/smiles/13/11569_074uq.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-e14a480070.gif
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا