بنت مارمينا
05-09-2012, 10:34 AM
مستويات ثلاثة في سلوك الإنسان
http://img444.imageshack.us/img444/8125/d8b4d986d988d8afd8a934.jpg
بقلم : البابا شنودة الثالث
يتكون الانسان من ثلاثة عناصر رئيسية هي الجسد والروح والنفس, وقد كان قدماء المصريين يميزون بين الروح والنفس.. فالروح يسمونها الكا, والنفس يسمونها الباء, وسنحاول في هذا المقال أن نتحدث عن هذه العناصر الثلاثة, ومدي تأثير كل منها علي الانسان, وسنبدأ أولا بالجسد والروح, وبعد ذلك عن النفس.
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
* الجسد مأخوذ من المادة, فهو في احتياج إلي المادة بطريقة طبيعية لحفظ كيانه, من جهة غذائه وشرابه ودوائه, ومن جهة إقامته وراحته, فإن أخذ من المادة ما يلزمه, لا يكون قد أخطأ في شئ.
ولكن وجه الخطأ يأتي, حينما يشتهي الجسد المادة بطريقة غير طبيعية, وحينما تسيطر عليه هذه الشهوة وتعطل عمل الروح, إذ يشتهي الجسد ما هو ضد شهوة الروح فيقاومها.
* والجسد ليس شرا بطبيعته, وإلا ما كان الله قد خلق جسدا, لأنه لا يخلق شرا, ولكن الشر هو في انحراف شهوات الجسد, وذلك حينما يقع الجسد في شهوة الزني, أو شهوة البطنة, أو في السكر والعبث أو في شهوة القنية والامتلاك, أو شهوة المال عموما, أو شهوة ما يمتلكه الغير.
* مثل هذا الشخص يصير جسدانيا, أي أنه يسلك في شهوات الجسد, وهو في هذه الحالة يكون بلا ضابط, وتسيطر عليه الحواس.
** ولكن ليست كل الأجساد في هذا المستوي الجسداني, إذ توجد أجساد طاهرة, لأشخاص يعيشون في الجسد, ولكن ليس حسب أهواء الجسد وشهواته, بل يمكنهم أن يضبطوا تلك الشهوات والأهواء والغرائز لتسلك في مسلكها دون انحراف. والجسد المنضبط هو الذي يخضع لقيادة الروح ولا يقاومها.
** فإن كنا قد تحدثنا عن المستوي الجسداني وأخطائه ولزوم انضباطه فما هو المستوي الروحي إذن؟
الانسان الروحي يهفو بسلامة روحه, وبالنمو في السلوك بالروح, سواء بالنسبة الي نفسه أو إلي غيره, وهكذا يتحاشي كل ما يعطل روحياته, ويضع أمامه في كل حين, وفي كل أمر, أن تكون صلته دائمة بالله تبارك اسمه, ينفذ وصاياه, ويبني ملكوت الله علي الأرض, وينشغل بمحبة الله وملائكته وسمائه.
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
** والانسان: الروحي يتغذي بالفضيلة, ويتغذي بالصلاة والتسبيح ومحبة الله, يقوده ضميره الصالح, وعقله المنير, وفهمه السليم لوصايا الله, وحرصه الشديد علي مصيره في الأبدية, وحبه للخير حيثما يحل, ومهما تكن الظروف.
** وروحه تخضع لله, وجسده يخضع لقيادة روحه ويحفظ التوازن بين احتياجات جسده, والضوابط التي تضعها مبادئه ومثالياته.
** هذا هو المستوي الروحي الذي يسلك فيه الانسان بالروح. علي ان الانسان مهما بلغ من مستوي روحي, يجب ألا يغتر بذاته أو تأخذه الخيلاء, والكبرياء, ظانا أنه ارتفع الي المستوي الذي لايمكن أن يخطئ بل يعرف أن الشيطان له حيله الكثيرة, وأنه قبل الكسر الكبرياء, وقبل السقوط تشامخ الروح, كما قال سليمان الحكيم ولذلك فالانسان الروحي, مهما بلغ من علو, يلزمه التواضع وفي نفس الوقت يحيا حياة الحرص والتدقيق.
* وفي كل ذلك يعتمد علي الله في كل شئ ودائما ينسب كل قوة يعمل بها إلي الله الذي منحه إياها, ويطلب باستمرار أن يحفظه الله من الزلل. تكلمنا عن المستويين الجسداني والروحاني, فما هو اذن المستوي النفساني, الخاص بالنفس؟
** في المستوي النفساني يتركز الانسان حول نفسه, ويقع في حب الذات وما تشتهيه النفس من رفعة وسلطة, ومن شهرة ومديح الناس, وقد يقع في الانانية, إذ يحب ذاته وحدها, ويرجو الخير ـ كل الخير ـ لنفسه فقط وليس للغير, وبهذا قد يقع أيضا في الجسد والغيرة, ويدبر المكائد حتي لا ينافسه أحد.. وهكذا فإنه يستخدم الفكر أيضا والمشاعر من أجل النفس, أي من أجل نفس واحدة هي نفسه!
** وقد يطلب من الله بعض المواهب, ويكون غرضه منها ليس عمل الخير ولا خدمة المجتمع, وإنما التباهي بما قد وصل اليه, لكي ينال رفعة في نظر الغير.
** وهذا المستوي النفساني بعيد عن حياة الروح تماما التي تتصف بالتواضع وإنكار الذات وتفضيل الغير..
** وسنحاول أن نقارن بعض الشئ بين هذه المستويات الثلاثة التي يسلك الانسان في واحدة منها..
** نقطة معينة مهمة وهي متعة كل مستوي:
الجسد متعته في اللذة, واللذة هي من عمل الحواس, كما أنها مؤقتة وزائلة, وهي تختلف تماما عن الفرح والسرور.
أما النفس فسرورها ولذتها تكون في حيز ضيق وهو الذات. وهو مسرور محدود وزمني, يكون له وقت عارض وينتهي.
** ولكن الروح هي التي تفرح الفرح الحقيقي, تفرح بالخير وانتشاره, وتفرح بوجودها في حضرة الله, وتفرح بانتصارها علي شهوات الجسد وعلي اغراءات الشيطان, وتفرح بنجاح الآخرين ونموهم وبرهم, بل تفرح أيضا بما يسمي مذاقة الملكوت أي كيف تتذوق ملكوت الله وهي علي الأرض وتبتهج بعشرته, كذلك فإن الروح تتميز بأنها تفرح بالألم إذا كان من أجل الله, وفرح الروح هو فرح دائم يبدأ هاهنا علي الأرض ويستمر في الأبدية.
** ما يظنه المستوي الجسدي أو المستوي النفسي من فرح أو من لذة وسرور ـ ما أسهل أن ينقلب في الأبدية إلي حزن, حين يكشف لهم الله حقيقة ما كانوا فيه فيندمون!
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
** كذلك الشهوة تختلف تماما في المستويات الثلاثة:
فشهوة الجسد هي في المادة, وشهوة النفس هي في الذات, أما شهوة الروح فهي في الخير والأبدية والحياة مع الله.
** يبقي السؤال الأخير في مقالنا هو: هل يمكن التوفيق بين هذه المستويات الثلاثة؟ وكيف؟
يمكن ذلك في الشخصية المتكاملة, التي تعمل كلها من أجل هدف واحد مجاله الخير بحيث لا تتعارض اتجاهات الروح مع الجسد ولا مع النفس, فالنفس تنكر ذاتها, والجسد لا يأخذ من المادة إلا ما يلزمه فحسب ولاينحرف الانسان في كل عناصره عن هدف الخير.
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-e14a480070.gif
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا
http://img444.imageshack.us/img444/8125/d8b4d986d988d8afd8a934.jpg
بقلم : البابا شنودة الثالث
يتكون الانسان من ثلاثة عناصر رئيسية هي الجسد والروح والنفس, وقد كان قدماء المصريين يميزون بين الروح والنفس.. فالروح يسمونها الكا, والنفس يسمونها الباء, وسنحاول في هذا المقال أن نتحدث عن هذه العناصر الثلاثة, ومدي تأثير كل منها علي الانسان, وسنبدأ أولا بالجسد والروح, وبعد ذلك عن النفس.
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
* الجسد مأخوذ من المادة, فهو في احتياج إلي المادة بطريقة طبيعية لحفظ كيانه, من جهة غذائه وشرابه ودوائه, ومن جهة إقامته وراحته, فإن أخذ من المادة ما يلزمه, لا يكون قد أخطأ في شئ.
ولكن وجه الخطأ يأتي, حينما يشتهي الجسد المادة بطريقة غير طبيعية, وحينما تسيطر عليه هذه الشهوة وتعطل عمل الروح, إذ يشتهي الجسد ما هو ضد شهوة الروح فيقاومها.
* والجسد ليس شرا بطبيعته, وإلا ما كان الله قد خلق جسدا, لأنه لا يخلق شرا, ولكن الشر هو في انحراف شهوات الجسد, وذلك حينما يقع الجسد في شهوة الزني, أو شهوة البطنة, أو في السكر والعبث أو في شهوة القنية والامتلاك, أو شهوة المال عموما, أو شهوة ما يمتلكه الغير.
* مثل هذا الشخص يصير جسدانيا, أي أنه يسلك في شهوات الجسد, وهو في هذه الحالة يكون بلا ضابط, وتسيطر عليه الحواس.
** ولكن ليست كل الأجساد في هذا المستوي الجسداني, إذ توجد أجساد طاهرة, لأشخاص يعيشون في الجسد, ولكن ليس حسب أهواء الجسد وشهواته, بل يمكنهم أن يضبطوا تلك الشهوات والأهواء والغرائز لتسلك في مسلكها دون انحراف. والجسد المنضبط هو الذي يخضع لقيادة الروح ولا يقاومها.
** فإن كنا قد تحدثنا عن المستوي الجسداني وأخطائه ولزوم انضباطه فما هو المستوي الروحي إذن؟
الانسان الروحي يهفو بسلامة روحه, وبالنمو في السلوك بالروح, سواء بالنسبة الي نفسه أو إلي غيره, وهكذا يتحاشي كل ما يعطل روحياته, ويضع أمامه في كل حين, وفي كل أمر, أن تكون صلته دائمة بالله تبارك اسمه, ينفذ وصاياه, ويبني ملكوت الله علي الأرض, وينشغل بمحبة الله وملائكته وسمائه.
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
** والانسان: الروحي يتغذي بالفضيلة, ويتغذي بالصلاة والتسبيح ومحبة الله, يقوده ضميره الصالح, وعقله المنير, وفهمه السليم لوصايا الله, وحرصه الشديد علي مصيره في الأبدية, وحبه للخير حيثما يحل, ومهما تكن الظروف.
** وروحه تخضع لله, وجسده يخضع لقيادة روحه ويحفظ التوازن بين احتياجات جسده, والضوابط التي تضعها مبادئه ومثالياته.
** هذا هو المستوي الروحي الذي يسلك فيه الانسان بالروح. علي ان الانسان مهما بلغ من مستوي روحي, يجب ألا يغتر بذاته أو تأخذه الخيلاء, والكبرياء, ظانا أنه ارتفع الي المستوي الذي لايمكن أن يخطئ بل يعرف أن الشيطان له حيله الكثيرة, وأنه قبل الكسر الكبرياء, وقبل السقوط تشامخ الروح, كما قال سليمان الحكيم ولذلك فالانسان الروحي, مهما بلغ من علو, يلزمه التواضع وفي نفس الوقت يحيا حياة الحرص والتدقيق.
* وفي كل ذلك يعتمد علي الله في كل شئ ودائما ينسب كل قوة يعمل بها إلي الله الذي منحه إياها, ويطلب باستمرار أن يحفظه الله من الزلل. تكلمنا عن المستويين الجسداني والروحاني, فما هو اذن المستوي النفساني, الخاص بالنفس؟
** في المستوي النفساني يتركز الانسان حول نفسه, ويقع في حب الذات وما تشتهيه النفس من رفعة وسلطة, ومن شهرة ومديح الناس, وقد يقع في الانانية, إذ يحب ذاته وحدها, ويرجو الخير ـ كل الخير ـ لنفسه فقط وليس للغير, وبهذا قد يقع أيضا في الجسد والغيرة, ويدبر المكائد حتي لا ينافسه أحد.. وهكذا فإنه يستخدم الفكر أيضا والمشاعر من أجل النفس, أي من أجل نفس واحدة هي نفسه!
** وقد يطلب من الله بعض المواهب, ويكون غرضه منها ليس عمل الخير ولا خدمة المجتمع, وإنما التباهي بما قد وصل اليه, لكي ينال رفعة في نظر الغير.
** وهذا المستوي النفساني بعيد عن حياة الروح تماما التي تتصف بالتواضع وإنكار الذات وتفضيل الغير..
** وسنحاول أن نقارن بعض الشئ بين هذه المستويات الثلاثة التي يسلك الانسان في واحدة منها..
** نقطة معينة مهمة وهي متعة كل مستوي:
الجسد متعته في اللذة, واللذة هي من عمل الحواس, كما أنها مؤقتة وزائلة, وهي تختلف تماما عن الفرح والسرور.
أما النفس فسرورها ولذتها تكون في حيز ضيق وهو الذات. وهو مسرور محدود وزمني, يكون له وقت عارض وينتهي.
** ولكن الروح هي التي تفرح الفرح الحقيقي, تفرح بالخير وانتشاره, وتفرح بوجودها في حضرة الله, وتفرح بانتصارها علي شهوات الجسد وعلي اغراءات الشيطان, وتفرح بنجاح الآخرين ونموهم وبرهم, بل تفرح أيضا بما يسمي مذاقة الملكوت أي كيف تتذوق ملكوت الله وهي علي الأرض وتبتهج بعشرته, كذلك فإن الروح تتميز بأنها تفرح بالألم إذا كان من أجل الله, وفرح الروح هو فرح دائم يبدأ هاهنا علي الأرض ويستمر في الأبدية.
** ما يظنه المستوي الجسدي أو المستوي النفسي من فرح أو من لذة وسرور ـ ما أسهل أن ينقلب في الأبدية إلي حزن, حين يكشف لهم الله حقيقة ما كانوا فيه فيندمون!
http://img22.dreamies.de/img/16/b/jsslsn8ixlx.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=4144)
** كذلك الشهوة تختلف تماما في المستويات الثلاثة:
فشهوة الجسد هي في المادة, وشهوة النفس هي في الذات, أما شهوة الروح فهي في الخير والأبدية والحياة مع الله.
** يبقي السؤال الأخير في مقالنا هو: هل يمكن التوفيق بين هذه المستويات الثلاثة؟ وكيف؟
يمكن ذلك في الشخصية المتكاملة, التي تعمل كلها من أجل هدف واحد مجاله الخير بحيث لا تتعارض اتجاهات الروح مع الجسد ولا مع النفس, فالنفس تنكر ذاتها, والجسد لا يأخذ من المادة إلا ما يلزمه فحسب ولاينحرف الانسان في كل عناصره عن هدف الخير.
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-e14a480070.gif
http://www.emanoeel.com/up/uploads2/images/emanoeel-db4ef1254f.gif
لاتقرأ وتذهب بل سجل بالمنتدى لتكون عضوا مشاركا معنـــــــا