تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سلسة مقالات قصيرة عن الروح القدوس ابونا متى المسكين


بنت مارمينا
05-05-2012, 12:00 PM
سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(9)


مخاوف الروح وأخطاره


http://www.fathermatta.com/gallery/rdng.jpg


يظن الجهلاء أن للروح القدس مخاوف وأخطاراً، ولكن ليس الروح هو الذى يُلقينا على الجبال؛ بل كبرياؤنا، ولا هو الذى يُسقطنا فى حضيض الأودية؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا.
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس، أن يحذر من هذين الخطرين: خطر الزهو والاعتداد بالذات، وخطر اليأس وصغر النفس.
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول؛ فلا يمكن أن نعود إلى اتضاعنا السهل، إلا بالمحن والانحدار تلو الانحدار!!
كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة، وقد احتواها بحرارة العبادة، والغيرة المتقدة، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك بربط خطاياها، وتفقد رجاءها؛ حينئذ يتخلى عنها الروح، فتقع فى حضيض الدنيا، وتلتصق بتراب الأرض، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة، وبحر اليأس، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح!!
فيا روح الله الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية، أعطنى اتضاع المسيح، الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله.
حقق فىّ رجاء المسيح ووعده، خذ منى وأعطنى، خذ مما له وحصنى، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً، لأنسان يحمل ثقل خطاياه.
إن كان العشار المبرر لم يستطع أن يرفع عينيه إلى السماء، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير؟
وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار، فاحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر.
فيا روح الله أمنى ضد الزهو والكبرياء.
الناس فى العالم يؤمنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة، ولكن أمنى أنت ضد الغنى واعظمة والكرامة.
أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده.
أمنى ضد الارتفاع الخاطئ، لئلا أسقط، ويكون سقوطى عظيماً.
احملنى فى مركبتك الخفيفة، التى تلغى ثقلى، واحتوينى بحرارتك التى تعزلنى عن العالم، فأرتفع حيث تشاء!

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:00 PM
سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(8)

غضب الروح


http://www.fathermatta.com/gallery/rdng.jpg



"فحل روح الله على شاول عندما سمع هذا الكلام وحمى غضبه جداً." (1صم6:11)

يوجد غضب بشرى، ويوجد غضب إلهى. غضب الإنسان لا يصنع بر الله، ولا يوافق قصد مشيئته، لأنه من حركة النفس عندما تحقد وتثور لذاتها، ذلك لأنها تستاء من الألم.
الغضب المقدس يتفجر من الروح فى القلب، أما غضب الإنسان فينبع من جرح يكون قد أصاب الذات.
عندما يحمى غضب الروح فى قلب الإنسان، ينسى نفسه، ويطلب ما لله. وعندما يهيج القلب بالغضب المُفسد، ينسى الإنسان الله، وكل ما هو لله، ولا يذكر إلا نفسه، وما أصاب كرامته.
عندما يغضب الله لنفسه، يهتف له الأبرار، لأنه مستحق كرامة ومجداً. وعندما يغضب الإنسان لنفسه، يبكى القديسون، لأن اسم الله يُهان!!

فيا روح المسيح، يا من أتيت لكى تقدس كل غرائز طبيعتى لله، قدس غضبى لك، ليمجدك ويخدم برك.
لقد أتيت لا لكى تهلك بل لتخلص.
فلا تطفئ شجاعتى، التى تدفعنى للغضب المُفسد، بل اشعلها بروحك لكى تنقاد إلى المتواضعين.
اسند غضبى، حتى لا يتحيز لنفسى أو "ليوم بشر"، واملك على تسرعى، حتى لا أحكم قبل الوقت، أو أدين، وأنا مديون.
لا تجعلنى أغضب على خطيئة إنسان أو خطئه، وأنا واقع مثله تحت الحكم!!
أيقظ ضميرى، يا روح الله، حتى لا أحزن على اليقطينة الذابلة، وأنسى المدينة الهالكة، فأغضب لتوافه الأمور، وأنسى عملك العظيم، وجسامة الخدمة!!
تكلم فى قلبى، يا روح الله، حينما تثور طبيعتى فىّ، حتى لا أنطق إلا بكلمات الصخور واليقين، وكل ما يبنى الآخرين؛
وحينما تشعل غضبى على بيتك وأولادك ومقدساتك وعبادتك وحقك، امنع نفسى من أن تنزل بمستوى الغيرة المقدسة، إلى مستوى الطين والتراب.

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:04 PM
سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين


أسبقية الروح




قبل أن يقول الله : "ليكن نور" كان روح الله يرف على وجه المياه. لقد كان الروح هو المفتاح الأول الذى انبعث منه صوت فى الكون وللنفس البشرية. لم يكن هناك فائدة من حضور النور، ما لم يكن الروح أولاً. فالنور لا يجعل وجه المياه سعيداً، ما لم ترف الحياة
عليه.

إن النور هو فى الخارج فقط، أما الروح فمكان راحته فى الداخل حيث تنبعث السعادة من العمق.
هكذا أيضاً من العبث أن تحيطنى بالنور والعشب وطير السماء وسمك البحر، بل حتى ولو بلغت القمة فى علاقتى مع إخوتى البشر الذين خُلقوا على صورة الله، فلن تكون هناك سعادة فى أعماقى، ما لم يرف الروح على وجه نفسى.

إن ما يجعلنى سعيداً ليس ما أحصل عليه، بل ما أكونه، وما أكونه أنا هو الروح !! إذن، فقد كان من الضرورة حضور الروح قبل كل هبات الله: قبل النور، وقبل الجلد، وقبل كل خليقة، وقبل عشب الحقل. وكما أنه من الحسن أن يسبق فرح الحياة فى القلب الفرح
بالكون، هكذا قبل أن يقوم النور يجب أن يرف روح الله على وجه المياه.



أيها الروح الإلهى الذى سبق نسيمك كل الأشياء،

إننى، بجهل، أسعى لأقلب ترتيب أعمالك،

إننى أسأل عن الأشياء قبل أن أسأل عنك.

إننى قبل أن أطلبك، أسعى فى طلب النور والشمس والقمر والنجوم والعشب الأخضر وطير السماء وحيوان الأرض ووجوه الناس.

لقد نسيت أن النور بدونك لا يكون، والحشائش لا تنمو، والطيور والحيوانات لا توجد.

تعال انت بنفسك فى قلبى قبل كل شئ، ورف على وجه المياه.

لتُعط النور حقيقته ومعناه، وللحشائش قوتها ونفعها، وللطير والحيوان أُلفته وصحبته معى.

تعال واجعلنى أرى صورة الله التى فى الإنسان، فأطلبها قبل أن أطلبه، وأحبها فأحبه، وأكرمها فى كل وجه، فأجد الفرح والسلام.

فبدونك، أيام خليقتى هى أمسية حزينة، بدون صباح، ولكن عندما تتحرك على وجه المياه سوف يشرق


فى قلبى سبت الخلود الذى لا يغشاه ليل!.

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:07 PM
سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين
(9)


مخاوف الروح وأخطاره


http://www.fathermatta.com/gallery/rdng.jpg


يظن الجهلاء أن للروح القدس مخاوف وأخطاراً، ولكن ليس الروح هو الذى يُلقينا على الجبال؛ بل كبرياؤنا، ولا هو الذى يُسقطنا فى حضيض الأودية؛ بل يأسنا وصغر نفوسنا.
فعلى الإنسان الذى يُصادق الروح القدس، أن يحذر من هذين الخطرين: خطر الزهو والاعتداد بالذات، وخطر اليأس وصغر النفس.
لأنه بينما يكون الروح صاعداً بنا إلى علو التأمل والصلاة، وبينما تنتابنا أفكار الزهو والخيلاء، فنسقط على شوامخ جبال الرؤى والتجليات والأحلام، حيث يفصلنا عن الواقع مخاطر النزول؛ فلا يمكن أن نعود إلى اتضاعنا السهل، إلا بالمحن والانحدار تلو الانحدار!!
كذلك بينما يكون الروح حاملاً النفس فى مركبته النارية الملتهبة، وقد احتواها بحرارة العبادة، والغيرة المتقدة، ثم يحدث أن تميل إلى اليأس والشك من صعودها وتتمسك بربط خطاياها، وتفقد رجاءها؛ حينئذ يتخلى عنها الروح، فتقع فى حضيض الدنيا، وتلتصق بتراب الأرض، حيث يفصلها عن حقيقة الروح والحياة الأبدية هوة سحيقة، وبحر اليأس، الذى لا يمكن عبوره إلا على دم المسيح!!
فيا روح الله الذى أصعد إيليا إلى السماء على مركبته النارية، أعطنى اتضاع المسيح، الذى أصعده من تراب القبر إلى عرش الله.
حقق فىّ رجاء المسيح ووعده، خذ منى وأعطنى، خذ مما له وحصنى، لأن الصعود بالروح شاق شاق جداً، لأنسان يحمل ثقل خطاياه.
إن كان العشار المبرر لم يستطع أن يرفع عينيه إلى السماء، فكيف ترتفع روحى لتبلغ الله؟ وإن كان التلميذ الغيور صرخ أنه غير مستحق لأن يقترب الرب إلى سفينته، فكيف أبلغ أنا حضرة القدير؟
وإن كان الصعود شاقاً بهذا المقدار، فاحتمال السقوط من بعد الصعود أشق وأخطر.
فيا روح الله أمنى ضد الزهو والكبرياء.
الناس فى العالم يؤمنون حياتهم ضد الفقر والعوز والذلة، ولكن أمنى أنت ضد الغنى واعظمة والكرامة.
أمنى ضد نفسى حتى لا تطلب العزة التى لله وحده.
أمنى ضد الارتفاع الخاطئ، لئلا أسقط، ويكون سقوطى عظيماً.
احملنى فى مركبتك الخفيفة، التى تلغى ثقلى، واحتوينى بحرارتك التى تعزلنى عن العالم، فأرتفع حيث تشاء

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:09 PM
7 - سلسلة مقالات قصيرة عن الروح القدس ـ أبونا متى المسكين - تأثير الروح فى العالم الد (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548)


سلسلة مقالات (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) قصيرة (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) عن الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) القدس (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) ـ أبونا (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) متى المسكين

(7)

تأثير الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) فى العالم (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) الدنيوى

http://www.fathermatta.com/gallery/rdng.jpg (http://www.fathermatta.com/gallery/rdng.jpg)



"ولما جاءوا إلى هناك، إلى جبعة، إذا بزمرة من الانبياء لقيته (شاول)، فحل عليه روح الله فتنبأ فى وسطهم." (1صم10:10)

† "ولما جاءوا إلى هناك ... إذا بزمرة من الأنبياء لقيته".
ما أعظم فعل الجماعة على النفس الضعيفة، وما أحلى اجتماع الإخوة فى عين الروح. إذ لما اجتمعوا لم يكن من مانع لدى الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) لكى يحل على هذه الزمرة، ويحل أيضاً على شاول. هكذا
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات انفتاح الذهن. اصمت وانتظر بلإيمان وأنت ترى الله.
هذا هو ناموس نظرة الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) الداخلية. أو لماذا رأى اسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله؟ أليس ذلك بسبب أن الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) كان حالاً عليه ؟
والروح وديع هادئ، كالحمامة، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !!
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى، ومع هذا لا أستطيع أن أراها، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة. لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعهتها من الرؤية، ولكن حاجتها إلى حلول الروح!! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة.
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية، فما بالك بعين الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا. وعندما يحل الروح، نرى ما لم نكن نراه، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى.
++++++++++++++++++++++

أيها الروح (http://popekirillos.net/forums/showthread.php?t=32548) الذى يحل فى القلب، فترى العين ما لايرى، وينطق اللسان برجاء الخلاص،
إنى أنتظرك، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً، وأعد لسانى بالتسبيح.
تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجائب الله اتى تحيط بى.
تكلم بالسلام لنفسى، حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء، والملائكة آتية من فوق.
تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى، تسجد لك فى الخفاء، فأتنبأ برحمتك، التى تفوق عجز الإنسان.

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:10 PM
إعلان الروح

"فلما حلت عليهم الروح تنبأوا ولكنهم لم يزيدوا." (عدد25:11"

+ "لما حلت عليهم الروح تنبأوا".
إن حلول الروح يفك عقدة اللسان المربوط بعجز الخطيئة، ويُجلى الرؤيا أمام العين التى تعتمت بالشهوة.
إن أوقات الإعلانات والرؤى هى أوقات انفتاح الذهن. اصمت وانتظر بلإيمان وأنت ترى الله.
هذا هو ناموس نظرة الروح الداخلية. أو لماذا رأى اسطفانوس السماء مفتوحة وابن الإنسان جالساً عن يمين الله؟ أليس ذلك بسبب أن الروح كان حالاً عليه ؟
والروح وديع هادئ، كالحمامة، وفى الوداعة والهدوء تنظر العين ما لم تكن تراه !!
هناك مئات من الأشياء الروحية العجيبة تحيط بى، ومع هذا لا أستطيع أن أراها، إذا كان يعوزنى الهدوء والوداعة. لماذا كانت هاجر تعانى البؤس والشقاء فى الصحراء ؟ وبئر الماء كان أمام عينيها مباشرة، ومع ذلك تاهت عن رؤيتها ؟ لم تكن إرادة النظر التى منعهتها من الرؤية، ولكن حاجتها إلى حلول الروح!! أو بالحرى إلى الهدوء والوداعة.
الحزن والكآبة يفسدان العين الجسدية، فما بالك بعين الروح ؟ اليأس يبدد الخيرات والنعم من محيط الرؤيا، ويخفى منظر الله الواقف أمامنا. وعندما يحل الروح، نرى ما لم نكن نراه، ولكن عندما نحاول أن نزيد الرؤيا تكف وتتلاشى.
++++++++++++++++++++++

أيها الروح الذى يحل فى القلب، فترى العين ما لايرى، وينطق اللسان برجاء الخلاص،
إنى أنتظرك، وأعد قلبى لمجيئك كل يوم، وأهيئ قلبى بالشكر مقدماً، وأعد لسانى بالتسبيح.
تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أتيقظ للأنغام العذبة التى تعزف حولى بعجائب الله اتى تحيط بى.
تكلم بالسلام لنفسى، حتى أستطيع فى أحرج ساعات ظلمتى أن أرى السلم القائم بين الأرض والسماء، والملائكة آتية من فوق.
تكلم، ياروح الله، بالسلام لنفسى، حتى أدرك فى شدة حيرتى أن هناك سبعة آلاف ركبة حولى، تسجد لك فى الخفاء، فأتنبأ برحمتك، التى تفوق عجز الإنسان.

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:12 PM
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ.
متى 5 : 8

أنقياء القلب ذوو بساطة روحية تنعكس على قلوبهم فتزيدهم صفاء . فقنى القلب صاحب روح وديعة و بسيطة كالطفل , لا يستمدها من أخلاق مصطنعة , و انما هى خصال يهبها الله كطبيعة جديدة للانسان الوديع المحب الذى ارتوى من نهر نعمة الله .

لذلك نسمع السيد المسيح الذى ظهر لـ"فيبى" المتنصرة, يقول لها عندما ارتبكت و اضربت من ملاحقة الذين ارادوا الفتك بها : " انظرى الى " , " انظرى الى " . لا نظرة العين , بل نظرة القلب التى حققها موسى بأمر الرب أن يصنع حية نحاسية يرفعها على صارى , حتى اذا نظر اليها الذين كانت الحيات المحرقة تلدغهم يبرأون فى الحال . و كان هذا تشبيها لما سيكون من أمر المسيح و ابليس الحية القديمة قتال الناس منذ البدء ( وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ يوحنا 3 : 14, أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. يوحنا 8 : 44 ) . فكل من نظر الى المسيح بالروح و الحق يبرأ من ملاحقة أعدائة .

هكذا الذين ينظرون بقلوبهم بالروح الى المسيح , تبرأ قلوبهم من كل غش او فساد , و تتنقى و تصفو كالنور . لأن من كثرة النظر الى المسيح فى انجيلة المقدس و فى وصاياه المعزية , تستنير أعين قلوبهم و تتنقي من شوائب العالم , التى تعكر من صفاء القلب و الروح .

و من كثرة النظر الى المسيح تخترق عيونهم حجب الظلمة التى تصيب القلوب من جراء سماع قباحات العالم و النظر اليها فى ما يسمى بالتلفزيون و الصور الخارجة عن حدود الادب , التى تسد منافذ النعمة و تعمى عيون القديسين .

فنقاوة القلب فى هذه الايام بضاعة نادرة , لا يهنأ بها الا الذين ضاموا عن الدنيا و مباهجها . فطوبى لاولائك الاحبة الذين أخرجوا هذه التلفزيونات من بيوتهم , و هيأوا للمختارين فرص القداسة رحمة بمستقبلهم العتيد ان يكون .

أعرف سيدة نبيلة تحسب من القديسات , ظلت تترجى زوجها أن يتخلص من التلفزيون الذى يلهى الاولاد عن الله و الطهارة و الدراسة ايضا . و أخيرا استجاب لها , و أخذ التلفزيون و نزل من البيت و وضعة على الرصيف , و وقف هو و زوجتة يترقبون مصيرة . و لكن مر علية كثيرون و هم مستغربون الامر , و أخيرا جاء انسان و التقط التلفزيون و جرى و هو يبتفت وراءه .فما كام من السيدة النبيلة الا ان صفقت بيديها و شكرت الله و زوجها , و عاشت الاسره فى خوف الله و تربى الاولاد عى التقوى .

يا ليت اولاد الله يسمعوننى اليوم و يتخلصون من هذا الوباء الاخلاقى, الذى يفسدالنفوس و القلوب . و ان كانت الاسرة لم تشتر بعد هذه المسيبة , فياليتها لا تشترى بيديها خراب أخلاق الاولاد , بل و ربما الكبار أيضا .

فالعالم اليوم و صاحب هذا العالم دخل كل البيوت , و أفسد قلوب النشء الذين هم ذخيرة الكنيسة , و فقدوا نصيبهم فى ميراث المسيح و شركتة السعيدة .

و يكفى جدا رجاء المسيح , أن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله . فهل نعاين التلفزيون بعد أو نعاين الله ؟ احكموا انت حكما عادلا و لا تخيبوا ظن المسيح فيكم , فتحكموا على انفسكم بالحرمان من ملكوت الله و معاينة الحياة الابدية فى ملك الله السعيد

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:13 PM
طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللَّهَ.
متى 5 : 8

أنقياء القلب ذوو بساطة روحية تنعكس على قلوبهم فتزيدهم صفاء . فقنى القلب صاحب روح وديعة و بسيطة كالطفل , لا يستمدها من أخلاق مصطنعة , و انما هى خصال يهبها الله كطبيعة جديدة للانسان الوديع المحب الذى ارتوى من نهر نعمة الله .

لذلك نسمع السيد المسيح الذى ظهر لـ"فيبى" المتنصرة, يقول لها عندما ارتبكت و اضربت من ملاحقة الذين ارادوا الفتك بها : " انظرى الى " , " انظرى الى " . لا نظرة العين , بل نظرة القلب التى حققها موسى بأمر الرب أن يصنع حية نحاسية يرفعها على صارى , حتى اذا نظر اليها الذين كانت الحيات المحرقة تلدغهم يبرأون فى الحال . و كان هذا تشبيها لما سيكون من أمر المسيح و ابليس الحية القديمة قتال الناس منذ البدء ( وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى الْحَيَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ابْنُ الإِنْسَانِ يوحنا 3 : 14, أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. يوحنا 8 : 44 ) . فكل من نظر الى المسيح بالروح و الحق يبرأ من ملاحقة أعدائة .

هكذا الذين ينظرون بقلوبهم بالروح الى المسيح , تبرأ قلوبهم من كل غش او فساد , و تتنقى و تصفو كالنور . لأن من كثرة النظر الى المسيح فى انجيلة المقدس و فى وصاياه المعزية , تستنير أعين قلوبهم و تتنقي من شوائب العالم , التى تعكر من صفاء القلب و الروح .

و من كثرة النظر الى المسيح تخترق عيونهم حجب الظلمة التى تصيب القلوب من جراء سماع قباحات العالم و النظر اليها فى ما يسمى بالتلفزيون و الصور الخارجة عن حدود الادب , التى تسد منافذ النعمة و تعمى عيون القديسين .

فنقاوة القلب فى هذه الايام بضاعة نادرة , لا يهنأ بها الا الذين ضاموا عن الدنيا و مباهجها . فطوبى لاولائك الاحبة الذين أخرجوا هذه التلفزيونات من بيوتهم , و هيأوا للمختارين فرص القداسة رحمة بمستقبلهم العتيد ان يكون .

أعرف سيدة نبيلة تحسب من القديسات , ظلت تترجى زوجها أن يتخلص من التلفزيون الذى يلهى الاولاد عن الله و الطهارة و الدراسة ايضا . و أخيرا استجاب لها , و أخذ التلفزيون و نزل من البيت و وضعة على الرصيف , و وقف هو و زوجتة يترقبون مصيرة . و لكن مر علية كثيرون و هم مستغربون الامر , و أخيرا جاء انسان و التقط التلفزيون و جرى و هو يبتفت وراءه .فما كام من السيدة النبيلة الا ان صفقت بيديها و شكرت الله و زوجها , و عاشت الاسره فى خوف الله و تربى الاولاد عى التقوى .

يا ليت اولاد الله يسمعوننى اليوم و يتخلصون من هذا الوباء الاخلاقى, الذى يفسدالنفوس و القلوب . و ان كانت الاسرة لم تشتر بعد هذه المسيبة , فياليتها لا تشترى بيديها خراب أخلاق الاولاد , بل و ربما الكبار أيضا .

فالعالم اليوم و صاحب هذا العالم دخل كل البيوت , و أفسد قلوب النشء الذين هم ذخيرة الكنيسة , و فقدوا نصيبهم فى ميراث المسيح و شركتة السعيدة .

و يكفى جدا رجاء المسيح , أن طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله . فهل نعاين التلفزيون بعد أو نعاين الله ؟ احكموا انت حكما عادلا و لا تخيبوا ظن المسيح فيكم , فتحكموا على انفسكم بالحرمان من ملكوت الله و معاينة الحياة الابدية فى ملك الله السعيد

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:17 PM
كان اليهود من أشد الناس و أعنفهم فى ايمانهم بيهوه , الذى هو الله . و لما جاء المسيح جاء ليأخذ دور يهوه تماما , فكان الأمر من أصعب ما يكون على اليهود , و خاصة الكتبة و الفريسيين و رجال الكهنوت , اذ لم يطيقوا قط أن يتكلم عن نفسة كمن له سلطان يهوه و أكثر . فكونه يقول انه ابن الله , أى ابن يهوه , اعتبروا ذلك تجديفا , و أرادوا مرارا رجمه بالحجارة . فكان المسيح يلجأ فى الدفاع عن نفسه الى قوله انه يعمل اعمال الله , فلماذا الرجم , و هو قادر ان يقيم الموتى و يشفى جميع المرضى بجميع الامراض ؟ فكان يسأل مَنْ رفعوا الحجارة ليرجموه : أى عمل أنا عملته حتى ترجمونى , « َإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ » يوحنا 10 : 38 , فالاعمال « تَشْهَدُ لِي. » يوحنا 10 : 25 انى « أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». يوحنا 10 : 30 . فكانوا يسدون آذانهم و يصرخون فى وجهه : ليس من أجل اعمال عملتها , بل من اجل انك : « وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً » يوحنا 10 : 33 !!

و لكن هنا و من هنا يُسْتَعْلَنَ سر المسيح , أنه و هو انسان, هو هو اله . فمن يصدق ؟ كان الأمر يعلو على عقولهم و فوق طاقتهم في التفكير . فلجأ المسيح لهذه الآية : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 كان هذا عسيرا على عقولهم و على إيمانهم , لان المسيح كان يعتمد على إقناعهم بالأعمال التي لا يعملها إلا الله. فكانوا يصرخون بأنهم غير فاهمين و لا مصدقين. لأنه كما يقول اشعياء النبي انه قد انطمست عقولهم حتى لا يفهموا و حتى لا يؤمنوا.( لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» 39 لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40 «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». 41 قَالَ إِشَعْيَاءُ هَذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. يوحنا 12 : 38-41. ) ( فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. 10 غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى». اشعياء 6 : 9 - 10 ) و كان هذا الأمر بالذات معروفا لدى المسيح . و وافق علية بولس الرسول و صرح به , و هو المطلع على سر المسيح ة الله , أن« لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. »2 تسالونيكي 3 : 2 , و انه قد انطمست عقولهم و قلوبهم لان الله و المسيح أيضا كان ينفى تبعيتهم له , و يصرح لهم علنا أنهم ليسوا من خرافه , لأن خرافه هو يعرفها و هى تعرفه . , أعلن لهم لا يمكن أن يأتى اليه احد « إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ أَوَّلاً » . يوحنا 6 : 44 . هو حينما قال لهم « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 ¸كان هذا تعجيزا لهم , و لكن كانت هذه هي حقيقة بل جوهر حقيقة المسيح , فبينما هو إنسان , كان هو هو الإله الذي أرسله الله إلى العالم ليسهد له .

فحينما قال : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 , كان هذا القول هو حجر المحك , أو جوهر قضية المسيح , أنه لن يؤمن به الا من دعاه الاب و جذبه جذبا للايمان بالمسيح . لأن الاب كان له مختارون , هؤلاء هم الذين دعاهم و جذبهم ليتتلمذوا للمسيح و يؤمنوا به و يحبوه . فمفتاح الايمان بالمسيح كان فى يد الاب , يدعو من يشاء و يرفض من يشاء .

و فى قول المسيح هذه الاية المدخل السرى اليه , أى آمنوا اولا بالله حقا . فان امنتم بالله حقيقة , فلابد ستؤمنون بى حتما . و هنا فتح باب سر المسيح , الذى هو الاب الذى أرسله , و الذى أعطاه ما يقول و ما يعمل . و فى الواقع و عين الامر , ان المسيح بقوله هذه الاية كان يظهر و يعلن لهم انهم لا يؤمنون بالله , و بالتالى لن يؤمنوا به . فان ارادوا حقا أن يؤمنوا به , فعليهم أولا أن يؤمنوا بالله . لأن الحقيقة و عين الامر , أن الله الاب و المسيح واحد , فالذى يؤمن بالاب يكون قد آمن بالابن .

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:18 PM
كان اليهود من أشد الناس و أعنفهم فى ايمانهم بيهوه , الذى هو الله . و لما جاء المسيح جاء ليأخذ دور يهوه تماما , فكان الأمر من أصعب ما يكون على اليهود , و خاصة الكتبة و الفريسيين و رجال الكهنوت , اذ لم يطيقوا قط أن يتكلم عن نفسة كمن له سلطان يهوه و أكثر . فكونه يقول انه ابن الله , أى ابن يهوه , اعتبروا ذلك تجديفا , و أرادوا مرارا رجمه بالحجارة . فكان المسيح يلجأ فى الدفاع عن نفسه الى قوله انه يعمل اعمال الله , فلماذا الرجم , و هو قادر ان يقيم الموتى و يشفى جميع المرضى بجميع الامراض ؟ فكان يسأل مَنْ رفعوا الحجارة ليرجموه : أى عمل أنا عملته حتى ترجمونى , « َإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا بِي فَآمِنُوا بِالأَعْمَالِ » يوحنا 10 : 38 , فالاعمال « تَشْهَدُ لِي. » يوحنا 10 : 25 انى « أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ». يوحنا 10 : 30 . فكانوا يسدون آذانهم و يصرخون فى وجهه : ليس من أجل اعمال عملتها , بل من اجل انك : « وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلَهاً » يوحنا 10 : 33 !!

و لكن هنا و من هنا يُسْتَعْلَنَ سر المسيح , أنه و هو انسان, هو هو اله . فمن يصدق ؟ كان الأمر يعلو على عقولهم و فوق طاقتهم في التفكير . فلجأ المسيح لهذه الآية : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 كان هذا عسيرا على عقولهم و على إيمانهم , لان المسيح كان يعتمد على إقناعهم بالأعمال التي لا يعملها إلا الله. فكانوا يصرخون بأنهم غير فاهمين و لا مصدقين. لأنه كما يقول اشعياء النبي انه قد انطمست عقولهم حتى لا يفهموا و حتى لا يؤمنوا.( لِيَتِمَّ قَوْلُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ: «يَا رَبُّ مَنْ صَدَّقَ خَبَرَنَا وَلِمَنِ اسْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ؟» 39 لِهَذَا لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْمِنُوا. لأَنَّ إِشَعْيَاءَ قَالَ أَيْضاً: 40 «قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ لِئَلَّا يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ». 41 قَالَ إِشَعْيَاءُ هَذَا حِينَ رَأَى مَجْدَهُ وَتَكَلَّمَ عَنْهُ. يوحنا 12 : 38-41. ) ( فَقَالَ: «اذْهَبْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّعْبِ: اسْمَعُوا سَمْعاً وَلاَ تَفْهَمُوا وَأَبْصِرُوا إِبْصَاراً وَلاَ تَعْرِفُوا. 10 غَلِّظْ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ وَثَقِّلْ أُذُنَيْهِ وَاطْمُسْ عَيْنَيْهِ لِئَلاَّ يُبْصِرَ بِعَيْنَيْهِ وَيَسْمَعَ بِأُذُنَيْهِ وَيَفْهَمْ بِقَلْبِهِ وَيَرْجِعَ فَيُشْفَى». اشعياء 6 : 9 - 10 ) و كان هذا الأمر بالذات معروفا لدى المسيح . و وافق علية بولس الرسول و صرح به , و هو المطلع على سر المسيح ة الله , أن« لأَنَّ الإِيمَانَ لَيْسَ لِلْجَمِيعِ. »2 تسالونيكي 3 : 2 , و انه قد انطمست عقولهم و قلوبهم لان الله و المسيح أيضا كان ينفى تبعيتهم له , و يصرح لهم علنا أنهم ليسوا من خرافه , لأن خرافه هو يعرفها و هى تعرفه . , أعلن لهم لا يمكن أن يأتى اليه احد « إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ أَوَّلاً » . يوحنا 6 : 44 . هو حينما قال لهم « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 ¸كان هذا تعجيزا لهم , و لكن كانت هذه هي حقيقة بل جوهر حقيقة المسيح , فبينما هو إنسان , كان هو هو الإله الذي أرسله الله إلى العالم ليسهد له .

فحينما قال : « أَنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ فَآمِنُوا بِي. » يوحنا 14 : 1 , كان هذا القول هو حجر المحك , أو جوهر قضية المسيح , أنه لن يؤمن به الا من دعاه الاب و جذبه جذبا للايمان بالمسيح . لأن الاب كان له مختارون , هؤلاء هم الذين دعاهم و جذبهم ليتتلمذوا للمسيح و يؤمنوا به و يحبوه . فمفتاح الايمان بالمسيح كان فى يد الاب , يدعو من يشاء و يرفض من يشاء .

و فى قول المسيح هذه الاية المدخل السرى اليه , أى آمنوا اولا بالله حقا . فان امنتم بالله حقيقة , فلابد ستؤمنون بى حتما . و هنا فتح باب سر المسيح , الذى هو الاب الذى أرسله , و الذى أعطاه ما يقول و ما يعمل . و فى الواقع و عين الامر , ان المسيح بقوله هذه الاية كان يظهر و يعلن لهم انهم لا يؤمنون بالله , و بالتالى لن يؤمنوا به . فان ارادوا حقا أن يؤمنوا به , فعليهم أولا أن يؤمنوا بالله . لأن الحقيقة و عين الامر , أن الله الاب و المسيح واحد , فالذى يؤمن بالاب يكون قد آمن بالابن .

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:21 PM
« أَنَا قَدْ جِئْتُ نُوراً إِلَى الْعَالَمِ حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. » يوحنا 12 : 46
كان العالم قبل مجئ المسيح يعيش فى حياة محكومة بقبضة الشيطان , فى ظلمة عقلية و روحية و دينية , تتحكم فى كل ملكاته , من عبادات وثنية تقوم على الخرافات العقلية , و انحرافات أخلاقية تسيطر على كل غرائز الانسان . و فى وسط هذا الظلام أشرق نور المسيح , ينادى بالعفه و الطهارة و قداسه السيره , و يدعم تعاليمه بالايات التى كان يعملها وسط الشعب , من شفاء كل انواع الامراض و اقامة الموتى و التعليم القائم على الحق و المعرفه المستنيره ,

فابتداء الانسان يكتشف بنفسه أسرار الخلق , و قواعد الايمان الصحيح , و التمسك بالمبادئ الجديده القائمه على عبادة الله بالروح و الحق , و أقام المسيح رسله و تلاميذة ينادون بقرب ملكوت الله , الذى يدعو المسيح اليه , و يجرون الايات و المعجزات وسط الشعب الذى ابتدأ يستيقظ على التعاليم الجديدة , و يتعرف على مستقبل حياته الابدية .
و بعد أن عين المسيح رسله الاثنى عشر , الذين أخذوا يجوبون مع المسيح جميع مدن فلسطين , عين الرب سبعين رسولا اخرين , ليغطوا حاجة الخدمه و التعليم فى كافة البلاد . و هكذا ابتدأ نور المسيح يملأ ربوع البلاد , و تعاليمة تغطى كل العقول و القلوب . و بتعبير الانجيل , ابتدأ الشعب الجالس فى الظلمه يرى « نورا عظيما » متى 4: 16 .
و ابتدأ المسيح من الجليل , التى كانت تعيش فى الظلمة سنين كثيرة , و منها امتدت كرازة المسيح و التلاميذ الى اليهودية و أورشاليم . و هكذا عم نور المسيح كل البلاد .
و عندما قرب زمان الصليب , أنذرهم المسيح قائلا أن «النُّورُ مَعَكُمْ زَمَاناً قَلِيلاً بَعْدُ فَسِيرُوا مَا دَامَ لَكُمُ النُّورُ لِئَلَّا يُدْرِكَكُمُ الظّلاَمُ». يوحنا 12 : 35 .
و واضح من هذا الكلام أن المسيح ركز على أن النور هو وجوده بينهم , و ان بأرتفاعه سيغيب عنهم مصدر النور الدائم الحقيقى , و لا تبقى منه الا تعاليمه و وصاياه , التى تركها لبنى البشر .
و هكذا اصبح الانجيل بعد صعود المسيح , هو المصدر الوحيد الذى استمر يشع بنور المسيح , الى أن ورثناه نحن بنى القرن الحادى و العشرين . أى عمر الانجيل هو هذه السنين يشع بنور المسيح , الذى نستنير به و نحيا به و نحيا فى المسيح و كأنه معنا و بيننا , لأن الانجيل يحمل لنا هذا النور الذى اضاء المسكونه منذ هذه الالاف من السنين .
و اينما يكرز بالانجيل يحل الروح القدس و يدعم الاقوال بالاعمال , يأخذ من المسيح و يخبرنا , و يفرح قلوب السامعين و العاملين . و نور الانجيل الذى هو المسيح ذاته , حينما يتوفر الانسان للاستيعاب منه يستضئ بنور المسيح . و ان هو داوم على الحياة فى نور المعرفة التى يغرسها الانجيل بالروح فى قلوب الدارسين , فالنور يتحول الى استناره تضئ بالمعرفه , و هكذا يصبح الانسان المتمرس فى الانجيل مصدر للنور , لأن المسيح نفسه يصبح هو العامل فيه . و المسيحية قامت على أعلام من القديسين و أساقفة أناروا أجيالهم , و لا زلنا نستقى من نورهم .

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:23 PM
حينما تقـدّم أبو الولد المريض بالصـرع إلى المسيح: [ وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى اَلْجَمْعِ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ رَجُلٌ جَاثِياً لَهُ
وَقَائِلاً: يَا سَيِّدُ اِرْحَمِ اِبْنِي فَإِنَّهُ يُصْرَعُ وَيَتَأَلَّمُ شَدِيداً وَيَقَعُ كَثِيراً فِي اَلنَّارِ وَكَثِيراً فِي اَلْمَاءِ. وَأَحْضَرْتُهُ إِلَى تَلاَمِيذِكَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَشْفُوهُ .
فَأَجَابَ يَسُوعُ: أَيُّهَا اَلْجِيلُ غَيْرُ اَلْمُؤْمِنِ اَلْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ؟ إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟ قَدِّمُوهُ إِلَيَّ هَهُنَا!
فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ فَخَرَجَ مِنْهُ اَلشَّيْطَانُ. فَشُفِيَ اَلْغُلاَمُ مِنْ تِلْكَ اَلسَّاعَةِ... وَأَمَّا هَذَا اَلْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَاَلصَّوْمِ ] [ متى 17: 14 ـ 21 ]...
لم يكـن له الإيمان الكافى... لأنه

سأل المسيح:
[ لَكِنْ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئاً فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا ] [ مرقس 9: 22 ]...
فلم يعجب المسيح هـذا التردد, وأعـاد السؤال له هـكذا:
[ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ فَكُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ ] [ مرقس 9: 23 ]...
وهـكذا ربط المسيح معجـزة الشفـاء بالإيمان, وليس بالتحـنن...
وهـذا كـثيرًا ما نخطـئ فيه جمـيعـًا...
فنقـول:
{ إن أراد الله أن يتحـنن عـلينا, يشفى هـذا أو ذاك أو يشفينى }...
فهـنا ردّ الله يكـون:
{ أنا أتحـنن عـلى من يؤمن أنّـى قادر أن أشفـيه...
أى بمعنـى آخـر تحننى عـلى خـليقتى دائم ومتوفـر فى جمـيع الحـالات...
غـير أنـه لا ينفـّذ إلا لمن يؤمـن به...
فليس التقـصـير فى تحننى...
ولكـن التقـصـير فى إيمانكم بى }...

فتحـنن الله لإتيـان الأعـمـال الخـارقة للعـادة يتطـلّب إيمانـًا خـارقـًا للعـادة...
أى عـلى قـدر صـعـوبة الشفـاء يطـلب الله شدة الإيمـان...
ولكن ليس عـند الله شئ مستحـيل...
فكـل إيمان يساويه عـمـا من الله: [ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ ]...
أمّا لغـير القادرين عـلى الإيمان, فتحـننه جاهـز وفعـال إذا سأل...
[ فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو اَلْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: أُومِنُ يَا سَيِّدُ فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي ] [ مرقس 9: 24]...

هنـا وضـع الله أمام تفكـيرنا نمـوذجًا مستحيلاً لعـمـل الإيمان...
إذ قال أنه:
[ لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا اَلْجَبَلِ: اِنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ ] [ متى 17: 20 ]...
[ إِنَّ مَنْ قَالَ لِهَذَا اَلْجَبَلِ اِنْتَقِلْ وَاِنْطَرِحْ فِي اَلْبَحْرِ وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ.
لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ ] [ مرقس 11: 23, 24 ]...

هـنا يُلاحـظ القـارئ أن المسيح يطلب إيمانـًا قليلاً, ولكـن ليس ضعـيفـًا...
بل كما فى حـبة الخـردل هـو فعّـال أشد الفعـالية والحـيوية...
وإن أردنا أن نشبه القـليل والفعـل العظيم المقابل له...
يكـون كما صـوره لنا عـالم الطبيعيات أرشيميدس اليونانى, فهـو يقـول:" اعطونى رافعـة طريلة, واعطونى نقطة ثابتة خارج الأرض, وأنا أحـرك الأرض كلها من مكانها"...
بل ووضع قانون الرافعات طبقـًا لذلك...
وهو معـروف لدى دارسى الميكانيكا...
والروافع كـثيرة, ولكن أن نجـد نقطة ثابتة خارج الأرض, فلا يمكن!!!
فهـذا الثبوت هـو الذى يطلبه المسيح بصـلاة الإيمان حتـى يحـرّك به الجـبل أو يشفى المريض, سيان فكلاهما فوق الطبيعة...

وكـثيرون يسألوننى:
" لماذا نطلب مـن الله بإلحـاح ودمـوع, والله لا يستجيب؟"...
فأقـول:
" هـذا هـو المحـال فيما يخص الله مـع شعـبه...
فكـلّ شئ ممكن إلا أن يكـون الله غـير صـادق أو يغـيّر وعـده...
[ حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اَللهُ صَادِقاً وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِباً ] [ رومية 3: 4 ]...
فالمسيح جعـل استجابة السؤال مضمـونة بدمه واسمه وحـق بنوّته...
فهـو الذى سبق وقال:
[ كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ ] [ مرقس 11: 24 ]"...

وهكـذا جـعـل المسيح استجابة الصـلاة لا تعـتمد عـلى رؤيته أو فـكره الخاص...
بـلّ جـعـلها مرهـونة بإيماننا...
وأى إيمـان؟...
الإيمان الذى يثـق أثنـاء الصـلاة أنه قـد نـال ما يطـلبه فيكـون له!!!...
أى كمـا أراد ووثـق بالإيمان...
بمعنـى أن الله أعـطانا فى المسيح أن نقـرر أولاً إن كـنا ننـال بالإيمان ما نطـلبه أو لا ننال...
أمّا هـو فمستعـد أن يعـطى...
بلّ ويقـول بولس الرسول أكـثر من ذلك:
[ وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ أَكْثَرَ جِدّاً مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا ] [ أفسس 3: 20 ]...

فإن قـرّرنا بقـوة الإيمـان فى الصـلاة التى نصـلّيها أننـا قـد نلنـا ما طلبنـاه...
يكـون لنـا بقـدر ما طـلبنا, وأكـثر مما طـلبنا, أو حتى أكـثر مما فكـّرنا...
لأن سخـاء الله فى المسيح لا بـدّ أن يغـلب طمعـنا فيه, لمـاذا؟...
لأنها هـى مسرّة الله فى المسيح أن يُفـَرِّح قـلوبنا لنشكـره ونعـطيه المجـد...
فمهما طمعـنا فى محـبته وسخائه فهـو الذى سيتمجـد بالأكـثر...
لهـذا نسمعـه يستحـثنا لأن نطـلب واثقـين فيه:
[ اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ الآبِ بِاسْمِي يُعْطِيكُمْ.
إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً ] [ يوحنا 16: 23, 24 ]...

وبمعنتى آخـر نحن مسئولون عـن استجـابة صـلواتنا...
ولا اعـتبار لصـعـوبة ما نطـلبه حتـى ولو كان نقـل جـبل...
ألم يقـل هـو ذلك؟...
فقـد وضـع لـنا المسيح القاعـدة للإستجابة...
وجـعـل الإستجابة حاضـرة عـنده مهما كان الطـلب فـوق المستحـيل: نقـل جـبل!!...
وهـكذا أخـرج من دائرة شكوكـنا أن يكـون الطـلب معـقـولاً...
بل استحـثنا لمنتهى الطـمع فى استجابته مهما كان الطلب كبـيرًا جـدًا أو غـير معـقـول...
إذ جـعـل الشرط الوحـيد الذى يحـرّكه مباشرة للإستجـابة هـو الثقـة فى أنه يعـطينا ما نطـلبه...
وبعـد ذلك : [ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ ] ...

وفى الحـقيقة, هـذا الشرط الوحـيد الذى وضعـه المسيح لإستجابة السؤال والطـلبة بأن نثـق فيه أنه أعـطانا ( وليس سيعـطينا ) ما نطـلب...
هـو كسر للمعـقـول لبلوغ منتهى الثقـة الشخـصية فيه...
فالآب السماوى يريد أن يدربّـنا إذا أعـوزنا شئ نمـدّ أيدينـا ونأخـذه من حـيبه!!...
[ جَاهِدْ جِهَادَ اَلإِيمَانِ اَلْحَسَنَ، وَأَمْسِكْ بِالْحَيَاةِ اَلأَبَدِيَّةِ اَلَّتِي إِلَيْهَا دُعِيتَ أَيْضاً، وَاِعْتَرَفْتَ اَلاِعْتِرَافَ اَلْحَسَنَ أَمَامَ شُهُودٍ كَثِيرِينَ ] [ 1 تسالونيكى 6: 12 ]...
بهـذه الجـرأة عـبنها يعـطينا أن نمسك بعـطاياه عـلى أساس محـبته الفائقـة نحـونا...
فالذى أعـطانا حـياته فهـو حـتمًا يعـطينا ما نطـلبه:
[ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِاسْمِي. وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ
لأَنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ ] [ يوحنا 16: 26, 27 ]...
[ اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى اِبْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضاً مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟ ] [ رومية 8: 32 ]...

إذن, فـوعـد المسيح بأن كـلّ ما نطـلبه فى الصـلاة [ فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ فَيَكُونَ لَكُمْ ] هو تصـريح موطـّد ومؤكـّد ومبنى عـلى ثقـة الابن فى الآب والآب فى الابن...
فاستجـابة السؤال والطـلبة, أصبحـت ثمـرة من ثمـار التجسّد والموت والقـيامـة...
أى تحصـيل عـمـل لاهـوتى كـبير جـدًا وعـميق للغـاية...
فالذى يطـلب بعـد ذلك ويسأل فى الصـلاة ويشك فى قـدرة المسيح عـلى الاستجـابة, أو يشك فى عـدم صـلاحـيته هـو للأخـذ...
فهـو كأنما يشك فى عـمـل المسيح الفـدائى كـله...
ويشك فى الصـلة العـظمى التى تربـط الآب بالابن...
فإن كـنا نؤمـن بالمسيح فالآب يحـبنا...
وإن كـنا موضع محـبة الآب, فنحـن نسأل لنأخـذ...
ولسنا نسأل لنشحـذ لرحمـة بعـد, بل نسأل لنأخـذ حسب وعـد المسيح والآب...

إذن, المسيح قـد وضـع المحـك الكـبير فى استجـابة الصـلاة أن نؤمـن بأن ما نطـلبه نـناله ليكشف به مستوى إيمانـنا به وبالآب, ومستوى ثقـتنا فى عـلاقـته هـو بالآب...
فـإن كانت صحـيحة أخـذنا فى الحـال ما طـلبناه بـدون إلحـاح...
هـذا فى الحقـيقـة دستور الصـلاة المُجـابة...
وقانونهـا الذى يعـتمد عـلى صحـة وقـوة إيمـاننا بالمسيح والآب...
إذن, فمـن صحـة وقـوة إيماننا بالمسيح والآب, فنحـن نستمـد استجـابة الصـلاة...
كذلك فإستجابة الصـلاة تكـون أكـبر شاهـد عـلى صحـة وقـوة إيماننا بالمسيح والآب...

وأصـبح تطبيق هـذا القانون هـو كالآتى:
اطـلب ورفـّع طـلبك وزده صـعـوبة, واطـمع فى سخاء المسيح والآب ما شئت, ورسّخ الإيمان فى قـلبك أنك قـد نلت كل ما طـلبت, فيكـون لك:
[ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ ]...
فهـذا القـانون هـو بحسب كمشيئة المسيح والآب, وفيه يتمجّـد الآب بالابن فى كـل طـلبة ننالها!!..

والذى يرفـّع من طـلبه ويزيـد من صـعـوبته, هـو فى الحـقـيـقة يرفـّع من تمجـيد الآب والمسيح ويزيـد فى تمجـيدهما...
فهـل بعـد ذلك يحـق لأى إنسان أن يقـول إنه طـلب من المسيح مـرارًا وبإلحـاح ودمـوع ولم يُستجب له؟؟...
ألا يكـون مثـل هـذا التصـريح هـو اتهـام مباشر لصـدق المسيح والآب؟...
وألا يعـتبر مثـل هـذا الاخـتبار هـو خطـأ إيمانى يستحـق المـراجـعـة والنصـحيح؟...

والآن وقـد عـرفـنا أن الله والمسيح أعـظم من أى سؤال وطـلبة مهما كـان صـعـبًا بلّ مستحـيلاً...
وأن الوعـد ثابت ومؤكـّد أن المسيح مستعـد للإستجـابة إن كنّـأ نثـق فـى هـذه الإستجابة...
أصـبح الشك فى الإستجـابة يُضـاف إلى عـدم إيماننا وليس لعـدم سمـاع الله...

من هـنا نفهـم خطـورة وقـوفنـا أمـام الله نصـلّى ونطـلب...
فنحـن نضـع أنفسنا أمام اخـتبار إيمـانى هائل...
لذلك يلزم أن نعـمـل حساب سؤالنا وطلبتنا مـرات ومـرات...
هـل نحـن جادون فى الصـلاة والسؤال؟...
هـل نحـن عـلى مستوى الثقـة فى استجابة المسيح؟...
هـل إيماننا بالمسيح والآب هـو عـلى يقـين الحـق, وأن وعـوده صـادقة, وأنه أمـين عـلى ما يقـول, وأنه مستعـد أن يهب لنـا كـل شئ نطـلبه؟...
وحينـئذ نتقـدّم بالسؤال والطلـبة ولا نتزحـزح عـن ثقـتنا بأنه قـد استجـاب...
أمـا هـو فصـادق وأمـين...

أعـطنى ركـبًا منحـنية وقـلوبًا صـادقة فى إيمانها بوعـد المسيح والآب, طـمّاعـة فى سخـاء الآب واستجابة المسيح, وسوف تـرى كيف أن العـمى يبصـرون, والصـمّ يسمعـون, والشلّ والعُـرج يمشون ويجـرون ويرقصـون, وكـل انـواع الأمـراض تُشفى حتى المستعـصية من سرطان وسل وتليف كـبدى و....
فالمسيح هـو أمس واليوم وإلى الأبـد...
الطبيب الذى جـاء من أجـل المرضى, وليدعـو الخطـاة إلى التوبة...

بنت مارمينا
05-05-2012, 12:25 PM
صلاة قصيرة يعلمها الرهبان للداخلين الجدد في الحياة الرهبانية . و هي صلاة العشار , التي كان يقولها و هو خجل من نفسه , يدق صدره , في مقابل الفريسى , الذي صلى بافتخار انه ليس مثل العشار الحقير , لأنه يصلى رافعا رأسه , فنزل العشار إلى بيته مغفور الخطايا , أما الفريسى فلم تغفر خطاياه .

و كانت هذه الصلاة تدخل النفس في حالة هدوء و سلام , يل و ثقة و فرح بالله . و هكذا برع في هذه الصلاة رهبان كثيرون . و كانت بابا في السماء , مفتوحا لدى الله . و تطورت هذه الصلاة القصيرة إلى صلوات أخرى أتقنها الإنسان , فهي مفتاح ناجح للراهب المبتدئ , لا تبزها صلاة . علما بان الذي رواها هو المسيح نفسه , فهي مدعمة لفكر المسيح الذي يقبل كل صلاة ترضية . و نحن نقولها هنا متأثرين بواقعها على القلب , و سيطرتها على الضمير , جلبها للراحة . و شهادة أجيال الرهبان لها تؤكد صدقها و مفعولها الفريد في الإنسان الباحث عن بداية الحياة الروحية , و الذي يهوى التلمذة للمسيح و القديسين . و ما أسعدها أياما , تلك التي كنا نقضى ساعتها نصلى بلا حدود , دون انشغال للفكر .

و نحن هنا نقدم للقارئ كهدية من أيام رهبنتنا الأولى , تأتى ثمارها عندا يتعودها الإنسان , و تصير على مستوى الحديث مع الله .

فطلب الرحمة من الله يليق كل ساعة . و إذا ذاقها الإنسان متواترا في حياته , يعود إلى تكرارها عن إحساس بفضلها عليه , لأنها تسحب الذهن الشارد , ترده إلى حضرة الله , فيتعود اليقظة و الاتصال بالله بأسهل طريقة , و هي طريقة التعود .

و التكرار بالصوت المنخفض أسهل من التكرار بدون صوت , لان بالصوت المنخفض يدخل السمع في التمرين الدائم , فيزيده رسوخا في الذهن . فإذا توقف الذهن , عاد للتمرين بسهولة و يسر . و إذا غاب كثيرا عن التكرار , يعود إليه نادما , لان التكرار الواعي يخلق الاحساس بالضرورة , فهو لا يخرج عن حقيقة الصلاة التي تترسخ في الذهن باعتبارها عمل الله , و التي تفوق كل عمل آخر للعقل . و هي تحسب طريقا موصلا إلى الله , كشفه المسيح من عنده , كطريق مختصر للإنسان يطلب الله , غير مزوق بكثرة الألفاظ و المعاني .

و في هذه الصلاة القصيرة جدا , يتركز كل ما يعوز الإنسان , و كل ما يريده الله. قصيرة غاية القصر , و متواضعة غاية التواضع . و يكفى أن تكون من فم المسيح . و تكريما للمسيح تحسب أجمل صلاة . فهو أكثر معرفه بحاجة الإنسان من الإنسان نفسه . فكل حاجة الإنسان هي من عنده , و مستعد أن يعطيها لمن يطلبها .

و قد وعد وعدا أكيدا : اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ. متى 7 : 7 , و هي تغطى كل احتياجات الإنسان . و قال أيضا : إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئاً بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً. يوحنا 16 : 24