مشاهدة النسخة كاملة : مقالات رقداسة البابا شنودة عن الاناجيل الاربعة
بنت مارمينا
04-20-2012, 04:32 PM
مقالات قداسة البابا شنودة عن الاناجيل الاربعة
دراسات في الكتاب المقدس
إنجيل متي1
بقلم قداسة البابا شنوده الثالث
مقدمة:
1- إنجيل متي هو أكبر الأناجيل من جهة عدد الإصحاحات,وليس من جهة عدد الآيات.
فهو يشمل 28 إصحاحا,يليه إنجيل لوقا 24 إصحاحا,فإنجيل يوحنا 21 إصحاحا.وأصغر الأناجيل هو مرقس 16 إصحاحا.
أما من جهة عدد الآيات فهو الثاني في الترتيب:
إنجيل لوقا يشمل 1149 آية,وإنجيل متي 1068 آية,وإنجيل يوحنا 866 آية,وإنجيل مرقس 661 آية.
2- وإنجيل متي أكثر الأناجيل احتواء علي كلام السيد المسيح.
إذ أن كلمات السيد المسيح فيه تشمل 644 آية أي حوالي ثلاثة أخماس الإنجيل.وهنا نذكر ملاحظة مهمة وهي أن إنجيل متي ومثله إنجيل يوحنا,قد اهتما بأحاديث المسيح أكثر من القصة والوقائع.وعكس ذلك كان إنجيل مرقس وإنجيل لوقا.
وقد قال بابياس أحد آباء القرن الثاني إن القديس متي الرسول جمع أقوال المسيح باللغة الآرامية في كتاب اسمه Logia أي الأقوال أو الكلمات.ولعله أخذ من مجموعة هذه الأقوال أحاديث السيد المسيح التي وردت في إنجيله.
3- وإنجيل متي هو أكثر الأناجيل استخداما للعهد القديم.
ذلك لأن القديس متي قد كتب لليهود,ليبشرهم ويثبت لهم أن يسوع الناصري هو المسيح,المسيا المنتظر,الذي تتعلق به وتتحقق فيه أقوال الأنبياء في العهد القديم.ولذلك كان يكرر عباراتلكي يتم ما قيل في الأنبياءكما هو مكتوب..وما شابه ذلك.وما أكثر ما ورد في هذا الإنجيل عن الملكوت والناموس والأنبياء والمسيح وإسرائيل..
وفي العظة علي الجبل تعرض لما رسخ في مفاهيم الناس من تعاليم خاصة بالعهد القديم,وشرح لهم المفهوم السليم.
4- هذا الإنجيل كتبه متي الرسول بشهادة التقليد والآباء.
فقد شهد كل من القديسين إيريناوس,والعلامة أوريجانوس,والمؤرخ يوسابيوس بأن القديس متي هو الذي كتب هذا الإنجيل,وكتبه لليهود.
ومتي هو أحد الاثني عشر رسولا,وله اسم آخر هو لاوي.وورد في إنجيل مرقس أنهلاوي بن حلفيوأنه حينما دعاه المسيحكان جالسا في مكان الجبايةمر2:15.وإنجيل لوقا يقول عنه:عشار اسمه لاوي جالس عند مكان الجبايةلو5:27.أما في إنجيل متي فيقول:متي العشارمت10:3.
أما لغة الإنجيل الأصلية,فأرجح الآراء إنها اليونانية.
ظن البعض أنها العبرانية.وقالت الغالبية أنها اليونانية.وأراد البعض التوفيق بين الرأيين بافتراض نسخة باليونانية وأخري بالعبرانية.
ولكن المعروف أن كل النسخ القديمة جدا هي باليونانية.ولم توجد له أي نسخة أصلية بالعبرانية.
وكل الاقتباسات القديمة منه كانت باليونانية.والكلمات الآرامية التي فيه,كان الرسول يشرح معناها.
أما استخدام الرسول للآرامية,فكان في الـLogia حيث سجل كلمات المسيح كما قالها.وبعض كلمات قليلة معدودة في الإنجيل,مثل رقامت5:22,وايلي ايلي لما شبقتنيمت27:46..
5- وإنجيل متي ليس هو أقدم الأناجيل,فأقدمها إنجيل مرقس.
واضح أنه كتب قبل خراب أورشليم الذي حدث سنة 70م.ولولا ذلك ما اعتبرت النبوءة عن خراب أورشليم نبوءةمت23:38مت24:2مت24:15-20.
ونفس الكلام نقوله عن الأناجيل الثلاثة الأولي التي تسمي Synoptic Gospels.ولذلك نلاحظ أن إنجيل يوحنا الذي كتب سنة 95م أو ما بعدها لم يشر إلي تلك النبوءة.
أما إنجيل متي فتحدث عن أورشليم باعتبارهامدينة الملك العظيممت5:32والمدينة المقدسةمت27:53.وتحدث عن أبنية الهيكلمت24:1,وعن الموضع المقدسمت24:15.
والمعروف عند كل علماء الكتاب أن ترتيب الأناجيل الثلاثة الأولي تاريخيا هو مرقس,متي,لوقا.ولما كان المعروف أيضا-كما سنشرح في حينه- أن إنجيل لوقا قد كتب حوالي58-60.
فغالبا يكون إنجيل متي قد كتب قبل سنة 58بقليل.
وقد كتبه متي الرسول في أورشليم,أو في بلاد اليهودية عموما.وهنا يقف أمامنا سؤال مهم هو :
لماذا إذن وضع في ترتيب الأناجيل أولا,إن لم يكن أولها تاريخيا؟.ونقول إن السبب في ذلك هو:
6- إنجيل متي هو جسر بين العهدين القديم والجديد.
وهذا من جهة طبيعة كتابته كإنجيل موجه إلي اليهود,وفيه تحقيق نبوءات العهد القديم,وشرح بعض تعاليمه.فكان من اللائق أن يوضع أولا من جهة الترتيب,وأنه لم يكن أولا من جهة تاريخ كتابته.
علاقته بالعهد القديم:
واضح أنه جسر بين العهدين,من جهة ربطه أحداث العهد الجديد بنبوءات العهد القديم,وإتمامها,لكي يتم ما قيل بالأنبياء..بالإضافة إلي الاقتباسات..
فنجد في الإصحاحات الأربعة الأولي مثلا,تحقيقا لسبع عشرة نبوءة في العهد القديم.
+ ففي البشارة بميلاد المسيح من العذراء,قال:وهكذا كله لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائلهوذا العذراء تحبل وتلد ابنا,ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنامت1:23,22مشيرا إليأش7:14.
+ وعن مكان ولادته قال:في بيت لحم اليهودية.لأنه هكذا مكتوب بالنبي,وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا,لست الصغري بين رؤساء يهوذا.لأنه منك يخرج مدبر يرعي شعبي إسرائيلمت2:6,5,مشيرا إليميخا5:2.
+ وعن ذهاب المسيح إلي مصر وعودته منها قال عن يوسف النجار:فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا,وانصرف إلي مصر.وكان هناك إلي وفاة هيرودس.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل,من مصر دعوت ابنيمت2:15,14,وذلك تحقيقا لما ورد فيهوشع11:1.
+ وعن قتل الأطفال لعله يكون بينهم,قال:حينئذ تم ما قيل بأرميا النبي القائل:صوت سمع في الرامة:نوح وبكاء وعويل كثير.راحيل تبكي علي أولادها,ولا تريد أن تتعزي,لأنهم ليسوا بموجودين مت2:18,17مشيرا إليأر31:15.
+ وعن لقب يسوع الناصري قال:وأتي وسكن في مدينة يقال لها ناصرة.لكي يتم ما قيل بالأنبياء إنه يدعي ناصريامت2:23.
+ وعن عمل القديس يوحنا المعمدان في التمهيد لمجيء المسيح قال:فإن هذا هو الذي قيل عنه بأشعياء النبي القائل:صوت صارخ في البرية,أعدوا طريق الرب,اصنعوا سبله مستقيمةمت3:3,مشيرا عليأش40:3.
+ وفي التجربة علي الجبل قال:مكتوب ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان,بل بكل كلمة تخرج من فم اللهمت4:4 مشيرا إليتث8:3.وأيضامكتوب أنه يوصي ملائكته بك.فعلي أياديهم يحملونك لكي لاتصدم بحجر رجلكمت4:6,مشيرا إليمز 91:12,11.وأيضامكتوب لاتجرب الرب إلهكمت4:7,وهي منتث6:16.وأخيراحينئذ قال له يسوع:اذهب يا شيطان,لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبدمت4:10..مشيرا إليتث6:13وأيضاتث5:9.
+ وعن انتقال السيد المسيح إلي زبولون ونفتاليم,قال:وترك الناصرة وأتي فسكن في كفر ناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم.لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائل:أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم.الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورا عظيما..مت4:13-16مشيرا إليأش9:2,1.
وهكذا شرح من نبوءات العهد القديم:ميلاد المسيح من عذراء,وميلاده في بيت لحم,وذهابه إلي مصر,ومقتل الأطفال,وصوت يوحنا الصارخ,وكلمات التجربة علي الجبل.وسكني المسيح في الناصرة وتبشيره في نواحي زبولون ونفتاليم..
وماذا أيضا في نبوءات العهد القديم عنه؟
+ حتي شفاء السيد المسيح للأمراض والأسقام قال:..وجميع المرضي شفاهم.لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائلهو أخذ أسقامنا وحمل أمراضنامت8:17,16مشيرا إليأش53:4.
+ وقال أيضا إنه تحقق في عمله وصفاته نبوءة أشعياء..لكي يتم ما قيل بأشعياء النبي القائلهوذا فتاي الذي اخترته.حبيبي الذي سرت به نفسي.أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق.لايخاصم ولايصيح,ولايسمع أحد في الشوارع صوته.قصبة مرضوضة لايقصف,وفتيلة مدخنة لايطفيء,حتي يخرج الحق إلي النصرة وعلي اسمه يكون رجاء الأمممت12:17-21.وهذه العبارات كلها منأش42:1-3.
+ وعن الذين لم يقبلوا كلام الرب قال:لأنهم مبصرين لايبصرون,وسامعين لا يسمعون ولايفهمون.فقد تمت فيهم نبوءة أشعياء القائلة:تسمعون سمعا ولاتفهمون ومبصرين تبصرون ولا تنظرون.لأن قلب هذا الشعب قد غلظ,وآذانهم قد ثقل سماعها.وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا بعيونهم ويسمعوا بآذانهم ويفهموا بقلوبهم ويرجعوا فأشفيهممت13:13-15...انظرأش6:10,9.
+ وعن كلام المسيح بأمثال قال:لكي يتم ما قيل بالنبي القائلسأفتح بأمثال فمي,وأنطق بمكتوبات منذ تأسيس العالممت13:35.
+ وفي توبيخه للكتبة والفريسيين,قال لهميا مراؤون,حسنا تنبأ عنكم أشعياء قائلا:يقترب إلي هذا الشعب بفمه ويكرمني بشفتيه.وأما قلبه فمبتعد عني بعيدامت15:7-8مشيرا إليأش29:13.
+ نلاحظ في كل ما سبق أن الإنجيلي يشرح لهم أن السيد الرب في تعليمه وفي معاملاته,ينطبق عليه ما قاله الأنبياء من قبل,وبخاصة سفر أشعياء النبي الذي يسمونه النبي الإنجيلي.
+ وفي دخول السيد المسيح إلي أورشليم راكبا علي أتان وجحش ابن أتان,يقول:فكان هذا كله,لكي يتم ما قيل بالنبي القائل:قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعا,راكبا علي أتان وجحش ابن أتانمت21:5,4,مشيرا بذلك إلي ما ورد في نبوءة زكريا النبيزك9:9.
+ وفي كلام السيد المسيح عن خراب أورشليم يقول:فمتي نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس,فيفهم القاريءمت24ك15.وهذه النبوءة موجودة فيدا9:27,دا12:11.
+ وفي أحداث القبض علي السيد المسيح وصلبه يقول:إن ابن الإنسان ماض كما هو مكتوب عنه.ولكن ويل لذلك الرجل الذي به يسلم ابن الإنسان,كان خيرا لذلك الرجل لو لم يولدمت26:24.كما قال الرب لتلاميذه:كلكم تشكون في في هذه الليلة,لأنه مكتوب إني أضرب الراعي,فتتبدد خراف الرعيةمت 26:31 مشيرا بذلك إلي نبوءة زكريازك13:7..وقيلوأما هذا كله فقد كان,لكي تكمل كتب الأنبياءمت26:56.وما أسهل الرجوع في هذا كله إليمز22وأيضا إلي سفر مراثي أرميا..
+ وفي إرجاع يهوذا للفضة التي أخذها,وشراء حقل الفخاريمت27:7,6تم ما ورد عن ذلك في سفر زكريازك11:12,11.
+ وفي اقتسام ثياب الرب عند صلبه قيلولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها,لكي يتم ما قيل بالنبي:اقتسموا ثيابي بينهم,وعلي لباسي ألقوا قرعةمت27:35.وقد رجع هذا إليمز22:18.
وهكذا نري أن الإنجيلي,كما شرح أن ميلاد المسيح وأحداث ذلك ينطبق علي أقوال الأنبياء,وكذلك تعاليمه ومعاملاته,شرح أيضا أن أحداث صلبه ينطبق عليها أيضا ما ورد في الأنبياء.
نضيف إلي هذا كله اقتباسات السيد المسيح من العهد القديم,وبخاصة في مناقشاته مع رؤساء اليهود,مما ورد في هذا الإنجيل.
علي أن علاقة إنجيل متي بالعهد القديم,وبكتابته لليهود لها معني حديث آخر إن شاء الله,نكمل فيه هذا المقال.
إنجيل متي2
ذكرنا قبلا كيف أن إنجيل متي يعتبر جسرا بين العهدين القديم والحديث.لذلك وضع أولا في الترتيب مع أنه ليس أقدم الأناجيل.
وشرحنا النقطة الأولي في ذلك من حيث إنه قدميسوع الناصريعلي أنه الشخص الذي تحققت فيه نبوءات العهد القديم,وتم فيه المكتوب في الناموس والأنبياء.
وننتقل إلي نقطة أخري في تقديمه للسيد,وهي أنه:
المسيح:
إنه المسيح الذي ينتظره اليهود كمخلص لهم..
وهذا اللقب واضح من بدء الإنجيل,ومتكرر في أول إصحاح.
+ فأول آية في إنجيل متي تقول:كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيممت1:1.والإشارة هنا إلي داود وإبراهيم,تعني أنه كان يكتب لليهود الذين يقابلون إبراهيم وداود بكل التوقير والإجلال:إبراهيم كأعظم الآباء,وداود كأعظم الملو
بنت مارمينا
04-20-2012, 04:34 PM
أن المسيح لابد سيأتي من نسله,ويجلس علي كرسيه.
لم يفعل هكذا إنجيل لوقا الذي أرجع النسب إلي شيث وإلي آدملو3:38ولم يفعل هكذا أيضا إنجيل مرقس الذي قال:بدء إنجيل يسوع المسيح ابن اللهمر1:1.
+ ويكرر القديس متي لقب المسيح فيقول:ويعقوب ولد يوسف رجل مريم التي ولد منها يسوع الذي يدعي المسيحمت1:16...
ثم في عدد الأنساب يقول:ومن سبي بابل إلي المسيح أربعة عشر جيلامت1:17.
+ ثم عن ميلاد المسيح يقولوأما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا ..مت1:18.
وهكذا يكرر لقب المسيح أربع مرات في الإصحاح الأول.
+ ويستخدم نفس اللقب في قصة المجوس مع هيرودس الملك الذيجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب,وسألهم أين يولد المسيح؟مت2:4.
+ وكما استخدم لقب المسيح في الميلاد,استخدم أيضا في محاكمته.
فأمام مجلس السنهدريم سأله رئيس الكهنة قائلااستحلفك بالله الحي أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن اللهمت26:63.وأكد له السيد هذه الحقيقية.
وأسلوب سؤال رئيس الكهنة يعني مدي فهمه لعبارةالمسيحمن حيث كونه ابن الله.انظر أيضامت26:68.
+ وحتي بيلاطس استخدم أيضا لقبالمسيح لأنه كان اللقب المعروف به الرب,فقال لليهود:من تريدون أن أطلق لكم:باراباس أم يسوع الذي يدعي المسيح؟مت27:17.فلما طلبوا باراباس,عاد يسألهم مرة أخريفماذا افعل بيسوع الذي يدعي المسيح؟مت27:22.
+ ويستخدم إنجيل متي لقب المسيح في شهادة القديس بطرس.
إذ سأل السيد تلاميذه:وأنتم من تقولون إني أنا؟فأجاب سمعان بطرس وقال:أنت المسيح ابن الله الحيمت16:16,15,فطوبه السيد المسيح علي تلك الإجابة,وقال له:إن لحما ودما لم يعلن لك,لكن أبي الذي في السمواتمت16:17.
ونلاحظ هنا أيضا أن القديس بطرس الرسول كان يفهم معنيالمسيحإنه ابن الله المحيي...
+ وبالإضافة إلي ذلك قدم القديس متي لليهود يسوع المسيح علي أنه ملك اليهود..
ملك اليهود:
+ فالمجوس قد جاءوا يسألونأين هو المولود ملك اليهود؟مت 2:2فلما سمع هيرودس ذلك سأل رؤساء الكهنة والكتبةأين يولد المسيح؟مت2:4.وهذا يعني أن المسيح هو ملك اليهود,في نفس الوقت الذي هو فيه ابن الله الحي.
إنها إذن ثلاثة ألقاب يتصف بها شخص واحد:
المسيح,وابن الله الحي,وملك اليهود.
+ ونلاحظ أن الكتبة لما فحصوا,أوردوا النبوءة عن بيت لحم وقول الرب عنهالأن منك يخرج مدبر يرعي شعبي إسرائيلمت2:6.هذا المدبر والراعي,هو الملك الذي كان ينتظره اليهود كمخلص.وتدخل كل هذه كألقاب أخري له..
+ شرح إنجيل متي أيضا أن المسيح دخل أورشليم كملك.
وأورد النبوءة التي تقول:هوذا ملكك يأتيك وديعا راكبا علي أتان وجحش ابن أتانمت21:5,4.
وشرح كيف أن الشعبكانوا يصرخون قائلين:أوصنا لابن داودمت21:9,والمقصود بابن داود هنا أنه الوريث له في ملكه.وتفاصيل استقباله في أورشليم كملك معروفةمت21:8-11.
+ وتتكرر عبارة المسيح ابن داود للدلالة علي ملكه.
إذ سأل السيد الفريسيين قائلا:ماذا تظنون في المسيح:ابن من هو؟فأجابوا ابن داودحينئذ قال لهمفكيف يدعوه داود بالروح ربا قائلا:قال الرب لربي اجلس عن يميني حتي أضع أعداءك موطئا لقدميكمت22:41-44.
وهنا يضيف إلي الملك أيضا لقبرب.
ونجمع الألقاب حتي الآن فنقول:المسيح,ابن الله,ملك اليهود,الراعي,المدبر,ابن داود,الرب..كلها لشخص واحد..
+ ويتكرر لقبملك اليهودفي قصة الصلب:
فالسيد حينما يقف أمام بيلاطس الوالي ليحاكمه,يسأله الوالي قائلا:أأنت ملك اليهود؟مت27:11,فيجيب المسيح بالإيجاب..
وكتب بيلاطس علة صلبه فوق صليبه وهيهذا هو يسوع ملك اليهودمت27:37.
+++
وكما قدم إنجيل متي المسيح كملك لليهود حتي لو كان مرفوضا من آبائهم كملكمت27:9..إلا أنه في نفس الوقت اظهر لهم سلطته..
سلطته:
+ هذه السلطة واضحة في قول السيد المسيح:كل شيء قد دفع إلي من أبي..مت11:27 تعالوا إلي ياجميع المتعبين والثقيلي الأحمال,وأنا أريحكممت11:28.
+ وأيضا قوله لتلاميذه قبل الصعوددفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض..مت 28:18.
+ وهذا السلطان يوجب الطاعة له,حسب قول الآب عنه في قصة التجلي:هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.له اسمعوامت 17:5.
+ علي أن تقديم السيد المسيح علي اعتبار أنه الابن,سنفرد له فصلا خاصا إن شاء الله.
+++
فهل اقتصر القديس متي في إنجيله علي تقديم يسوع الناصري لليهود,علي اعتبار أنه الشخص الذي تحققت فيه نبوءات الأنبياء وأنه هو المسيح,ابن الله الحي,ملك اليهود والمدبر الذي يرعي الشعب,وأنه ابن داود,ورب داود,وله كل سلطان في السماء وعلي الأرض..؟
كلا,بل قدم لهم أدلة أخري لاجتذابهم.فما هي؟
أدلة أخري:
هناك أدلة أخري تدل علي أن القديس متي كتب لليهود,نذكر من بينها:
1- إشاراته الكثيرة إلي أورشليم والهيكل وإسرائيل.
مثل قول الرب:ولا تحلفوا بأورشليم لأنها مدينة الملك العظيممت5:35.وقوله عنهاالمدينة المقدسةمت27:53.
كذلك حديثه عن الهيكل وأبنية الهيكلمت24:1ووصفه له بأنهالموضع المقدسمت24:15وأنههيكل اللهمت21:12.
نضيف إلي هذا حديثه عن إسرائيل.مثل عبارةيرعي شعبي إسرائيلمت2:6,وأسباط إسرائيل الإثني عشرمت19:28,اذهب إلي أرض إسرائيل..مت2:20.
2- في حديثه عن إرساليته وإرسالية التلاميذ:
فقد قال للمرأة الكنعانية:لم أرسل إلا إلي خراف بيت إسرائيل الضالةمت15:24.وفي إرساله لتلاميذه قال لهم:في طريق أمم لا تمضوا,ومدينة للسامريين لاتدخلوا,بل اذهبوا بالحري إلي خراف بيت إسرائيل الضالةمت10:6,5.
3- إشاراته كثيرا إلي الناموس والأنبياء.
وقد تحدثنا عن هذا الأمر.ونضيف إليه قول الرب:علي كرسي موسي جلس الكتبة والفريسيون..مت23:1.إن تعبيركرسي موسيإنما هو تعبير يهودي لليهود.
+++
وعلي الرغم من كل هذا:
شرح القديس متي اختلاف الرب مع اليهود.
خلاف معهم:
نظروا إليه كمنافس منذ معرفتهم بولادته.
وظهر ذلك في موقف هيرودس الملك منه.فلما علم من المجوس بخبر ولادتهاضطرب وكل أورشليم معه,فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب..مت2:4,3.وكان ما كان من أمر هيرودس يقتلكل أطفال بيت لحم وجميع تخومها من ابن سنتين فما دون-بحسب الزمان الذي تحققه من المجوسمت2:16-18.
وشرح أيضا وقوف المعمدان ضدهم:
وقوله لهم:اصنعوا ثمارا تليق بالتوبة.ولاتفتكروا أن تقولوا في أنفسكم لنا إبراهيم أبا.لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيممت3:9,8.
وذكر الإنجيل أيضا توبيخ السيد للمدن اليهودية التي لم تتب بكرازته.
فقال:ويل لك يا كورديون,ويل لك يا بيت صيدا..وأنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلي السماء,ستهبطين إلي الهاوية.لأنه لوصنعت في سادوم القوات المصنوعة فيك,لبقيت إلي اليوم.ولكن أقول لكم إن أرض سادوم تكون لها حالة أكثر احتمالا يوم الدين مما لكمت11:20-24.
وقال أيضا لهم:جيل فاسق وشرير يطلب آية,ولاتعطي له إلا آية يونان النبي..رجال نينوي سيقومون في يوم الدين مع هذا الجيل ويدينوه,لأنهم تابوا بمناداة يونان وهوذا أعظم من يونان ههنا.ملكة التيمن ستقوم في يوم الدين مع هذا الجيل وتدينه,لأنها أتت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان.وهوذا أعظم من سليمان ههنامت12:38-42.وفي كل هذا فضل الأمم عليها..كونه يكتب لليهود لايعني أنه يجاملهم علي حساب الحق..بل يكتب لهم,ويوبخهم حينما يلزم التوبيخ.
+ وفضل الرب عليهم الأمميين الأكثر إيمانا.
فمدح قائد المائة الذي قال لهقل كلمة فقط فيبرأ غلامي.ووبخ اليهود بقوله:الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا وأقول لكم إن كثيرين سيأتون من المشارق والمغارب ويتكئون مع إبراهيم واسحق ويعقوب, في ملكوت السموات.وأما بنو الملكوت فيطرحون إلي الظلمة الخارجية,هناك يكون البكاء وصرير الأسنانمت8:8-13.
+ ومع كتابة القديس متي لليهود,أوضح قبول الأمم.
كما يتضح من كل الأمثلة السابقة,ومن قوله للمرأة الكنعانيةعظيم هو إيمانكمت15:28.
ولا ننسي أنه ذكر إيمان المجوس في أول إنجيلهمت2:11,1,وهم بلا شك من الأمم,أتوا من المشرق.
+ ومن المشاكل التي اختلفت فيها اليهود,حرفية فهمهم للسبت.
لقد كتب القديس متي لليهود,ليشعرهم بأن المسيح الذي ينتظرونه ثم جاء لهم وقد رفضه آباؤهم.وفي نفس الوقت كتب لهم ليخرجوا عن الحرفية في فهم وصايا الله وليبعدهم عن التعليم الخاطيء الذي كان لمعلميهم من الكتبة والفريسيين والكهنة والشيوخ ومن أمثلة ذلك فهمهم الخاطيء لحفظ السبت.
حدث ذلك لما انتقدوا تلاميذ الرب لقطفهم السنابل في يوم سبت.فشرح الرب لهم كيف أكل داود من خبز التقدمة لما جاع ثم قال لهم:أما قرأتم التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء؟!مت 12:1-5وذلك حينما يلزم إجراء طقس ديني حسب الشريعة,ويوافق ذلك يوم سبت.
وهكذا نجد أن الرب سلك معهم بأسلوب الحوار والإقناع.وختم حواره معهم بقوله:إن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا.
إنجيل متي (3)
ذكرنا كيف شرح إنجيل متي أن السيد المسيح اختلف مع اليهود,وكيف وبخ المدن اليهودية التي لم تؤمن به,وأوضح قبول الأمم وكان من نقط الخلاف معهم حرفيتهم في مفهوم تقديس السبت ,نتابع حديثنا في هذه النقطة وهي:
الخلاف بين اليهود والمسيح:
شغل إنجيل متي الإصحاحين 2,1 عن نسب وميلاد المسيح,والإصحاح الثالث عن العماد,والرابع عن التجربة في البرية وبدء الكرازة والإصحاحات 7,6,5 عن العظة علي الجبل .والإصحاحين 9,8 عن المعجزات.
وهنا في المعجزات بدت قصة الصراع بين اليهود والمسيح
غاظتهم قدرة المسيح العجيبة علي المعجزات وعمله بعض هذه المعجزات في يوم سبت بالإضافة إلي تصريحاته التي تدل علي لاهوته وسلطانه .فوقفوا ضده في السر أولا,ثم في العلن في الصراع الواضح.
+ قال السيد المسيح للمفلوج: مغفورة لك خطاياك فلما فكروا في قلوبهم أنه يجدف قال لهم: ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطان علي الأرض أن يغفر الخطايا,قال للمفلوج: قم احمل سريرك وامش...فقام ومضي إلي بيته (مت9:2 ـ7).
الناس تعجبوا ومجدوا الله أما الكتبة فاغتاظوا.المعجزة واضحة ,ومعها غفران الخطايا الذي هو من سلطان الله وحده.
+ وصرحوا بالعداوة,لما أخرج الشيطان من الأخرس ,وتكلم الأخرس وتعجب الجموع قائلين لم يظهر قط في إسرائيل مثل هذا .أما الفريسيون فقالوا برئيس الشياطين يخرج الشيطان (مت 9:22 ــ24) وكان السيد المسيح يحاورهم ويرد علي ادعاءاتهم.
+ وبدأوا يهاجمون السيد من جهة تلاميذه وعدم غسل أيديهم قبل الأكل ,قائلين إن هذا هو تقليد الشيوخ (مت15:2,1) .ورد عليهم المسيح بأنهم يتعدون أحيانا وصية الله بسبب تقليدهم.ووبخهم بقول أشعياء النبي ,بأنهم يعبدون الرب بشفاههم,وأنهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس (مت 15:9,8)
+ووقفوا ضد المسيح يوم دخل أورشليم كملك.واحتجوا علي صراخ الأولاد في الهيكل فرد عليهم بقول الكتاب:من أفواه الأطفال والرضعان هيأت سبحا (مت21:16,15) ولما رأوه يعمل عجائب ومعجزات ويطهر الهيكل, سأله رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب قائلين بأي سلطان تفعل هذا؟ فأحرجهم بسؤالهم عن معمودية يوحنا هل هي من السماء أم من الناس؟(مت 21:25,23,15).
+ ووبخهم أيضا بمثله عن الكرامين والأردياء ( مت 21:33 ــ44).
بعد ذلك طلبوا أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع (مت 21:46).
+وأرادوا أن يجربوه أيضا بسؤاله عن الطلاق ( مت 19:3 ــ 9).
+ وأرادوا أن يصطادوه بكلمة فسألوه أيجوز أن تعطي جزية لقيصر؟ (مت 22:15 ــ 22).فرد عليهم بإجابة تعجبوا لها وتركوه ومضوا.
+ ثم جاء إليه الصدوقيون بسؤال عن المرأة التي تزوجت سبعة إخوة ,ليجربوه من جهة القيامة,لمن تكون؟! فأبكمهم بإجابته وجعل الجموع يبهتون من تعليمه (مت 22:23 ــ33).
+ ثم جاء ناموسي ليجربه بسؤال عن أعظم الوصايا (مت 22:34 ــ 40). ثم أحرجهم الرب بسؤال عن علاقة داود بالمسيح؟ أهو ابنه أم ربه؟ (مت 22:41 ــ 45).ولم يستطيعواأن يجيبوه بكلمة وهنا يقول الإنجيل:
ومن ذلك الوقت لم يجسر أحد أن يسأله البتة ( مت 22:46) .بعد ذلك كانت الويلات التي صبها علي الكتبة والفريسيين.
وقد شملت إصحاح 23 كله من الإنجيل .وبها اختتم الرب مجال الحوار معهم وكشفهم أمام الجماهير ووصفهم بالمرائين وبالقادة العميان .وحملهم كل دم زكي سفك من دم هابيل الصديق حتي دم زكريا بن براخيا.
كان ذلك في الأسبوع الأخير.وقد أراد الرب أن يغير القيادات الدينية كلها,ليطهر الجو أمام الكنيسة التي سيؤسسها.
+ومن ذلك الحين بدأ تفكيرهم الجدي في قتله..
فاجتمع رؤساء الكهنة والكتبة وشيوخ الشعب إلي دار رئيس الكهنة الذي يدعي قيافا. وتشاوروا لكي يمسكوا يسوع ويقتلوه(مت 26:4,3).وبدأ الاتفاق مع يهوذا علي تسليمه وجعلوا له ثلاثين من الفضة (مت 26:15,14).ثم كان القبض عليه, والمحاكمة أمام مجلسهم..وتسليمه إلي بيلاطس البنطي,والإصرار علي صلبه.والقصة معروفة (مت 27,26).
المسيح ابن الله, وابن الإنسان
إنجيل متي قدم يسوع الناصري لليهود ,علي أنه المسيح الذي ينتظرونه.وقد شرحنا هذه النقطة من قبل.
وكلمة المسيح كانت تعني عند اليهود معاني متعددة .منها المسيح المخلص ,ومنها المسيح الملك ,ابن داود ,ومنها المسيح ابن الله وهذا المعني الأخير أراد القديس متي الإنجيلي أن يثبته جيدا في بشارته.
ابن الله:
نلاحظ هذا المفهوم جيدا في سؤال رئيس الكهنة للسيد أثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم أستحلفك بالله أن تقول لنا:
هل أنت المسيح ابن الله؟ (مت 26:63).
إذن كان رئيس الكهنة عنده اعتقاد أن المسيح هو ابن الله,وأن اللقين مرتبطان معا .أو أنه أراد أن يسأل عن ذلك أو يسأل سؤالا يصل منه إلي إثبات تهمة معينة...
وعبارة ابن الله هنا ,تحوي بلا شك معني لاهوتيا.
فهي لا تعني البنوة العامة ,التي نقول بها في صلواتنا أبانا الذي في السموات ولا البنوة التي قيل عنها في سفر التكوين:رأي أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات(تك 6:2).
ولاقول الرب في بداية سفر أشعياء النبي:ربيت بنين ونشأتهم أما هم فعصوا علي ( أش1:2),ولا قول اليهود للسيد الرب والآن يارب أنت أبونا نحن الطين وأنت جابلنا ( أش 64:8)..إنما المقصود بنوة بمعني خاص ومن نفس لاهوته.
فلما أجاب السيد المسيح علي رئيس الكهنة بالإيجاب وأضاف في المعني اللاهوتي من الآن ترون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة وآتيا علي سحاب السماء (مت26:64) حينئذ مزق رئيس الكهنة ثيابه وقال:قد جدف.
ونلاحظ بنوة المسيح لله في قصة العماد:
حيث أعلن الرب بصوت من السماء قائلا : هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (مت3:17) .وهذا التصريح أوضحه القديس متي في بدء إنجيله.
وأظهر أن هذه النقطة هي التي كانت تقلق الشيطان وتشغله لذلك بدأ تجربته بقوله للمسيح: إن كنت ابن الله,فقل أن تصير هذه الحجارة خبزا (مت 4:3) وطبعا هذه القدرة لا تعني البنوة العادية التي ينالها سائر البشر بالتبني بالإيمان...
وشهادة أخري للآب وقت التجلي:
سجلها متي الإنجيلي بقوله:وصوت من السحابة قائلا:هذا ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا ( مت17:5).تشبه شهادته وقت العماد,مع إضافة له اسمعوا وفي مناسبة أخري قال عن الآب:أبي السماوي(مت18:35).
وكثيرون شهدوا بهذه البنوة في مجال المعجزة.
فالذين في السفينة لما رأوا المسيح وقد مشي علي الماء ,وأمسك بيد بطرس وجعله يمشي معه,وأسكت الريح جاءوا وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله (مت 14:33) وطبعا لا يقصدون هناالبنوة العامة التي لسائر البشر,لأن الشهادة ارتبطت بمعجزة عظيمة وارتبطت بسجودهم له أيضا وإيمانهم..
وقد شهد بطرس الرسول ببنوة المسيح لله فطوبه الرب.
وذلك حينما سأل الرب تلاميذه وأنتم من تقولون إني أنا فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي فأجابه الرب طوبي لك يا سمعان بن يونا,إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في السموات .وأنا أقول لك أيضا أنت بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيستي,وأبواب الجحيم لن تقوي عليها (مت 16:15 ــ18)
فهذه البنوة لله ,التي استحقت هذه الطوبي والتي اعتبرت إعلانا من الله وهي الصخرة التي يبني الرب عليها كنيسته ,هي بلا شك ليست بنوة عادية.
حتي الذين تهكموا عليه وقت الصلب استخدموا تعبير ابن الله بمعني لاهوتي.فقالوا:قد اتكل علي الله فلينقذه الآن إن أراده,لأنه قال أنا ابن الله (مت27:43) وقالوا له أيضا: إن كنت ابن الله.فانزل عن الصليب (مت 27:40) أي أن البنوة لله تحمل القدرة علي المعجزة.
وقد صرح السيد المسيح ببنوته للآب في مجال مجد عظيم.
فقال:ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته وحينئذ يجازي كل واحد بحسب عمله(مت 16:27).وعبارة يأتي في مجد أبيه لم يكتف فيها ببنوته للآب وإنما له نفس مجد الآب أي أنه مساو له في المجد يضاف إلي هذا أن الملائكة ملائكته وأنه سيكون الديان ,ويجازي كل واحد بحسب عمله...إنها شهادة عجيبة من الابن عن علاقته بالآب في البنوة والمجد ,وكل
بنت مارمينا
04-20-2012, 04:35 PM
هذا يثبت لاهوته.
وهو نفسه قال إنه ابن الله أو الابن بمعني لاهوتي.
فقال:كل شئ قد دفع إلي من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب .ولا أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له (مت 11:27)
فهنا نوع من التخصيص في عبارة أبي وفي عبارة الابن فهو ليس أحد الأبناء إنما هو الابن وله سلطان مطلق كل شئ قد دفع إلي من أبي
وقد أكد هذا السلطان المطلق للابن:
إذ قال السيد في آخر الإنجيل لتلاميذه:قد دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض(مت 28:18).
إذن ليست هي بنوة عامة وإنما هي بنوة خاصة به وحده تجعله يقول إنه الابن ,وأنه قد أخذ كل السلطان في السماء وعلي الأرض.وليس فقط السلطان ,وإنما أيضا المعرفة.فليس أحد يعرف الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له..
وكرر هذا الأمر في مثل الكرامين الأردياء.
فقال عن صاحب الكرم (الآب) وأخيرا أرسل إليهم ابنه قائلا :يهابون ابني.ونلاحظ هنا التخصيص المختلف عن البنوة العامة.
ويكمل فلما رأوا الابن قالوا هذا هو الوارث هلم نقتله (مت 21:38,37).
وعبارتا الابن,والوارث تقدمان أيضا لاهوتيا...
ابن الإنسان:
واضح أنه في حديثه عن المجئ الثاني ,يستخدم تعبير ابن الإنسان في الدلالة علي لاهوته:
+ فكما ورد في (متي16:27) كما شرحنا ورد أيضا في (مت 13:40 ــ42)وهكذا يكون في انقضاء العالم يرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلي الإثم,ويطرحونهم في أتون النار سلطان الدينونة العامة وتعبير ملائكته وهم ملائكة الله..كل هذا يدل علي لاهوته.
+ وكذلك في (مت24:31,30)..ويبصرون ابن الإنسان آتيا علي سحاب السماء بقوة ومجد كثير.فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت .فيجمعون مختاريه من الأربع رياح,ومن أقصاء السموات إلي أقصائها... وهنا يضيف إلي تعبير ملائكته ,عبارة مختاريه.
+ ونفس الوضع أكثر في (مت 25:31) يقول ومتي جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة والقديسين,فحينئذ يجلس علي كرسي مجده ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم عن بعض..ثم يقول الملك:تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم هنا ابن الإنسان وتعالوا يا مباركي أبي
مثل ابن الإنسان ويأتي في مجد أبيه (مت 16:27).
فيستخدم تعبير (ابن الإنسان) للدلالة علي (ابن الله).
وهذا دليل أكيد علي الإيمان بالطبيعة الواحدة,إذ يتكلم عن ناسوته ولاهوته بتعبير واحد .فهو ابن الإنسان وابن الآب معا.وهو الذي أخلي ذاته (في 2:7) والذي يأتي في مجده ومجد أبيه,وهو الديان,الذي يهب الملك المعد منذ تأسيس العالم ,ويأمر بطرح فاعلي الإثم في أتون النار .الملائكة ملائكته .والمختارون يصفهم بمختاريه
+ يقول عن ابن الإنسان ,إنه رب السبت ( مت 12:8).
+ يقول إنه له السلطان علي مغفرة الخطايا (مت 9:6).وكل هذه دلالات علي لاهوته.
ولماذا إذن استخدم تعبير (ابن الإنسان) بالذات؟
ذلك لأنه أتي من نسل هذا الإنسان,لينوب عن الإنسان في دفع أجرة الخطية أي الموت ( رو 6:23).فلكي يقوم بهذه الرسالة ــ أي الفداء ــ لابد أن يكون ابن الإنسان المحكوم عليه بالموت ولقد عبر عن هذه الرسالة بقوله:
لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يخلص ما قد هلك (مت 18:11).
ومن أجل قضية الخلاص هذه ,قال:إن ابن الإنسان سوف يسلم إلي أيدي الخطاة فيقتلونه ,وفي اليوم الثالث يقوم (مت17:22) أيضا (مت17:9,12) (مت 20:18) ولكنه في (مت 19:28) يقول: إن ابن الإنسان سوف يجلس علي كرسي مجده,حتي تكمل القصة فلا تقف عند حد الألم والموت والقيامة.
إنجيل متي4
تصحيح مفاهيم
تب القديس متي لليهود,ولكنه لم يجاملهم...
بل شرح لهم كيف أن المسيح الذي انتظروه,قد اختلف معهم,واختلفوا معه,وقاوموه وقالوا لبيلاطساصلبه اصلبه..
وشرح أيضا كيف أن السيد المسيح قد صحح لهم كثيرا من مفاهيمهم الخاطئة في الدين,وكثيرا من تعليم قادتهم.وسنضرب هنا بعض الأمثلة لذلك:
مفهوم الملكوت:
كانوا ينتظرون المسيح ملكا لليهود,بمفهوم أرضي,يعيد لهم مملكة داود وسليمان.ونادوا بالمسيح ملكا,فرفض ذلك.
ونادي المسيح لهم بملكوت الله وملكوت السموات.
وكان هذا الملكوت موضع بشارة المعمدان,والمسيح وتلاميذه.
فقال:جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهود,قائلا:توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السمواتمت3:2,1.
وقال عن السيد المسيح:من ذلك الزمان,ابتدأ يسوع يكرز ويقول:توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السمواتمت4:17.وكان يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم,ويكرز ببشارة الملكوت..مت4:23.
وتكررت عبارة ملكوت السموات في العظة علي الجبل.
فقالطوبي للمساكين بالروح,لأن لهم ملكوت السمواتمت5:3.
طوبي للمطرودين من أجل البر,لأن لهم ملكوت السمواتطوبي لكم إذا عيروكم وطردوكم,وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين.افرحوا وتهللوا,لأن أجركم عظيم في السمواتمت5:12,10.
إنه يجذب تفكيرهم إلي الملكوت السمائي,وليس الأرضي.
وهكذا يقول أيضا في العظة علي الجبل:من نقض إحدي هذه الوصايا الصغري,وعلم الناس هكذا,يدعي أصغر في ملكوت السموات.وأما من عمل وعلم,فهذا يدعي عظيما في ملكوت السمواتمت5:19فإني أقول لكم إن لم يزد بركم علي الكتبة والفريسيين,لن تدخلوا ملكوت السمواتمت5:20..
إلي جوار حديثه الكثير عن الآب السماوي.
وهذا سنشرحه بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله.وقصده أن يرفع تفكيركم باستمرار إلي السماء.حتي إن صلوا يقولونأبانا الذي في السمواتمت5:9لتكن مشيئتك كما في السماء,كذلك علي الأرضمت5:10.
ودعاهم أن يطلبوا أولا ملكوت الله وبرهمت6ك33.
ولايهتموا بالأرضيات من أكل وشرب ولبسمت6:25-32قائلا:لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلي هذه كلهابل اطلبوا ملكوت الله وبرهوهذه كلها تزاد لكم.
وعرفهم الطريق إلي ملكوت السموات بقوله:ليس كل من يقول لي يارب يارب,يدخل ملكوت السموات بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السمواتمت7:21.
وقال لتلاميذه:قد أعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السمواتمت13:11.
وفي الإصحاح الثالث عشر,ضرب أمثالا كثيرة لملكوت السموات:
وقال لهم:ملكوت السموات يغصب,والغاصبون يختطفونهمت11:12.
فضرب مثل الزارع الذي خرج ليزرع,وبذاره هيكلمة الملكوتمت13:18.
وشبه ملكوت السموات بمثلالحنطة والزوانمت13:24-26.وقاليشبه ملكوت السموات حبة خردل..مت13:31يشبه ملكوت السموات خميرة..مت13:33وأيضا يشبه ملكوت السموات كنزا مخفيا في حقلمت13:44وأيضا يشبه ملكوت السموات إنسانا تاجر يطلب الآليء حسنةمت13:45وأيضا يشبه ملكوت السموات شبكة مطروحة في البحر..مت13:47كل كاتب متعلم في ملكوت السموات يشبه رجلا رب بيت يخرج من كنزه جددا وعتقاءمت13:52.
إنه تركيز شديد علي ملكوت السموات في إصحاح واحد.
كذلك في البركة التي منحها لبطرس:
قال له:..وأعطيك مفاتيح ملكوت السموات,فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السموات.وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السمواتمت16:19.وهذه البركة أيضا منحها لباقي التلاميذمت18:18.
هذا كله جعل التلاميذ يسألون من هو الأعظم في ملكوت السمواتمت18:1.
فدعا إليه طفلا وأقامه في وسطهم.وقال:الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات.فمن وضع نفسه مثل هذا الولد,فهو الأعظم في ملكوت السموات..مت18:2-4.وقال في مناسبة أخري:دعوا الأولاد يأتون إلي ولاتمنعوهم.لأن لمثل هؤلاء ملكوت السمواتمت19:14.
وتكلم عن ملكوته في مجيئه الثانيمت16:28.
وأنه في ذلك اليوم يجلس علي كرسي مجدهمت25:31.ويقول الملك للذين عن يمينه:تعالوا إلي مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالممت25:34..ويجيب الملك ويقول لهم:بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر,فبي قد فعلتممت25:40.
وباستمرار يجذب الناس إلي السماء فيقول:
لاتكنزوا لكم كنوزا علي الأرض..بل اكنزوا لكم كنوزا في السماءمت6:20,19لاتحلفوا البتة,لا بالسماء لأنها كرسي اللهمت5:34.
مفهوم السبت:
شرح إنجيل متي كيف أن اليهود أخطأوا في فهم وصية السبت,حتي أنهم كانوا يحتجون علي فعل الخير في السبوت,وعلي إجراء معجزة في يوم سبت.وكيف أنهم اصطدموا بالسيد المسيح في هذه النقطة,فكان يشرح لهم ويصحح مفاهيمهم.
احتجوا علي التلاميذ كيف كانوا يقطفون السنابل في يوم السبت حين جاعوا..فشرح لهم الرب ذلكمت12:1-4.وقال لهم:أما قرأتم في التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل,يدنسون السبت وهم أبرياء؟!.وقال لهم إني أريد رحمة لاذبيحةمت12:5-7.
بل قال لهمإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضا.
ولما تقدم إليه صاحب اليد اليابسة ليشفيه,سألوه قائلين:هل يحل الإبراء في السبوت؟لكي يشتكوا عليه.
فقال لهم:أي إنسان منك له خروف واحد.فإن سقط هذا في السبت في حفرة أفما يمسكه ويقيمه؟!فالإنسان كم هو أفضل من الخروف!إذن يحل فعل الخير في السبوتمت12:9-12.ثم قال للإنسان:صاحب اليد اليابسةمد يدك فمدها فعادت سليمة.
فلما خرج الفريسيون تشاوروا عليه لكي يهلكوهمت12:14.
أي أنهم لم يقبلوا منه تصحيح مفاهيمهم عن السبت.
سبب الطلاق:
كان هذا موضوع قدمه الفريسيون للرب ليجربوه:
هل يحل لك أن تطلق امرأتك لكل سبب؟
فأجابهم بأن الطلاق لم يكن موجودا منذ البدء..وأن موسي سمح لهم بالطلاق من أجل قساوة قلوبهم.وأن ما جمعه الله لايفرقه إنسانمت19:3-8.ثم وضع لهم تعليما مهما وهو:
سبب الطلاق هو علة الزنا.
قال الربإن من طلق امرأته إلا بسبب الزنا,وتزوج بأخري,يزني.والذي يتزوج بمطلقة يزنيمت19:9.
وفي العظة علي الجبل قال نفس التعليم:
وقيل من طلق امرأته,فليعطها كتاب طلاق.وأما أنا فأقول لكم:إن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا,يجعلها تزني.ومن تزوج مطلقة,فإنه يزنيمت5:32,31.
مفاهيم أخري:
يمثلها في العظة علي الجبل قول الرب:سمعتم أنه قيل..أما أنا فأقول لكم.
صحح مفهوم القسمالحلفان,فقال:سمعتم أنه قيل للقدماء لا تحنث,بل اوف للرب أقسامك.وأما أنا فأقول لكم لاتحلفوا البتة..بل ليكن كلامكم نعم نعم.لا لا.وما زاد علي ذلك.فهو من الشريرمت5:33-37.
وصحح مفهوم القربان وإكرام الوالدينمت 15:3-6.وعن الهيكل والمذبح وذهب الهيكلمت23:16-22.ووبخ تقاليدهم الخاطئة.
وأعطاهم مفهوما جديدا عن العبادة في الخفاء,سواء كانت صلاة أو صوما أو صدقةمت6.وعن العبادة الداخلية,وليس مجرد المظاهر الخارجيةمت23:25-28.
صحح مفهومهم عن المحبة,فقال لهم:سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك وأما أنا فأقول لكم:أحبوا أعداءكم,باركوا لاعنيكم,احسنوا إلي مبغضيكم,وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكممت5:44,34.وقال لهم في ذلك:لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم,فأي أجر لكم؟!أليس العشارون أيضا يفعلون ذلك؟!..مت5:46,45.وصحح مفهومهم عن مجازاة الشر فقال:سمعتم إنه قيل عين بعين,وسن بسن.وأما أنا فأقول لكم:لاتقاموا الشر,بل من لطمك علي خدك الأيمن,فحول له الآخر أيضا..مت5:38-41.
أحاديث الرب:
يتميز إنجيل متي بتسجيله الكثير من أحاديث الرب حتي أنها شملت 644 آية من عدد آياته الـ1068 أي أكثر من 0.6 من الإنجيل.
وهكذا اهتم بالأحاديث أكثر من الأحداث والتاريخ.
ومثله إنجيل يوحنا.وعكس ذلك إنجيلا مرقس ولوقا.
ونود أن نقسم الأحاديث في إنجيل متي إلي أحاديث طويلة,شمل البعض منها إصحاحا كاملا أو أكثر من إصحاح وأحاديث أخري مهمة وتشمل جزءا من إصحاح وسنترك في مقالنا هذا الأحاديث الفردية والعادية والتي وردت في مناسبات أو لقاءات.
سته أحاديث طويلة:
1- العظة علي الجبل,وشملت 3 إصحاحاتمت5-7.
2- إرساليته للتلاميذ ونصائحه لهممت10.
3- أمثال عن الملكوتمت13.
4- تعليم عن العظمة وعن العثرة,وعن المغفرةمت18.
5- توبيخه للكتبة والفريسيينمت23.
6- أمثال وأحاديث عن نهاية العالممت25,24.
أحاديث قصيرة:
1- حديثه عن يوحنا المعمدانمت11:7-19.
2- توبيخه للمدن التي لم تؤمنمت11:20-24مت12:38-45.
3- حديثه عن الكلام وخطورتهمت12:31-37مت15:10-20.
4- حديثه عن الطلاقمت19:3-12.
5- حديثه عن التواضعمت20:22-28.
6- بعض أمثال:مثل فعلة الكرممت20:1-16.
7- مثل الابنين,ومثل الكرامين الأردياءمت21.
طريقة التجميع:
يقول بعض علماء الكتاب المقدس إن القديس متي اتبع أسلوب التجميع في إنجيله ويضربون مثلا لذلك.
أ- العظة علي الجبل:
وردت مجتمعه في إنجيل متي في 3 إصحاحات متتالية,بينما وردت متفرقة في إنجيل لوقا,في مناسبات معينة في:لو16:20-49.لو11:1-4لو9:13لو33:36لو12:22-59,58,34,33,31.لو13:27,24.لو16:18,17,13.
ب- أمثال الملكوت:
فقد جمع أمثالا كثيرة عن الملكوت في إصحاح واحد هومت13.وقد وردت ثلاثة أمثال منها فقط في أناجيل أخري.
مثل الزارعمت13:1-3مر4:1-20لو8:4-15.
مثل حبة الخردلمت13:32,31مر4:32,30لو8:19,18.
مثل الخميرةمت13:33لوقا13:21,20.
علي أننا نلاحظ أن القديس متي لم يسجل كل أمثال الملكوت فيمت13.
فقد ذكر مثلا عن الملكوتفعلة الكرمفيمت20:1-16ومثل الابنين ومثل الكرامين الأردياء فيمت21:28-44.ومثل عرس ابن الملك فيمت22:1-14ومثل العذاريمت25:1-13ومثل الوزناتمت25:14-30.
ج- تعاليم الرب لتلاميذه:
وردت مجتمعه فيمت10بينما وردت متفرقة في مرقس ولوقا.
مت10:9-15فيمر6:8-11,لو9:3-5لو10:4-12.
مت10:19-22فيمر13:11-13,لو21:12-17.
مت10:26-33فيلو12:2-9.
مت10:35,34فيلو12:51-53.
بنت مارمينا
04-20-2012, 04:36 PM
مت10:35,34فيلو12:51-53.
وللتوفيق نقول:ما أسهل أن بعض الأحاديث تقال أكثر من مرة:
فمثلا يمكن أن يلقي السيد الرب عظة كاملة علي الجبل.تأتي مناسبة يقول فيها جزءا من التعليم يكون قد ورد في نفس العظة,للتأكيد علي أمر معين.فهو مثلا يقول تعليما عن الطلاق في العظة علي الجبلمت5:32.
ثم يقابله الفريسيون ليجربوه,ويسألونه في موضوع الطلاق,فيجيب بنفس الكلام,وبشيء من التفاصيلمت19:3-12ويرد ذلك فيمر10:2-12.
أو أن السيد الرب يقدم الصلاة الربانية كتعليم عام في العظة علي الجبلمت6:9-15.ثم يحدث أن أحد تلاميذه يقول لهعلمنا يارب أن نصلي كما علم يوحنا تلاميذهفيقول متي صليتم فقولوا أبانا الذي في السموات..لو 11:1-4.وليس في هذا التكرار ما يدعو إلي نظرية التجميع...
أشياء قيلت بصفة جامعة في إحدي المناسبات.
ثم ذكر بعضها مرة أخري في مناسبة ما
+++
ولا ننسي أن طريقة التكرار هذه وردت مرارا في العهد القديم,يكفي كمثال لها سفر التثنية Deutronomy ويترجمه البعض تثنية الاشتراع,أي إعادة كتابة الشريعة بطريقة مركزة.
فمثلا الوصايا العشر وردت فيخر19وفيتث5.
وهذا التكرار هو لمجرد التذكرة والتثبيت والتأكيد.
بل إننا نلاحظ ملاحظة أخري.وهي أن وصية معينة,وردت في سفر واحد,هو سفر حزقيال النبي,مكررة مرتين.اقتضت الضرورة هذا,أو اقتضتها حكمة معينة.
مثال ذلك:ورد فيحز3:17-19.
وأنت يا ابن آدم.قد جعلتك رقيبا لبيت إسرائيل.فاسمع الكلمة من فمي,وانذرهم من قبلي.إذا قلت للشرير موتا تموت,وما أنذرته أنت,ولا تكلمت إنذارا للشرير عن طريقه الرديئة لإحيائه,فذلك الشرير يموت بإثمه,وأما دمه فمن يدك أطلبه.وإن أنت أنذرت الشرير,ولم يرجع عن شره ولا عن طريقه الرديئة فإنه يموت بإثمه.وأما أنت فقد نجيت نفسك.
وهذا الذي ورد فيحز3ورد تماما فيحز33:7-9.
+++
طريقة التجميع إذن التي يقول بها أولئك العلماء لا تعني أن القديس متي الرسول قد جمع أشياء متفرقة أصلا!وهذا يبدو غير معقول.
فتوصيات السيد المسيح لتلاميذه حين أرسلهممت10,لابد أنه قالها كلها مجتمعة حين أرسلهم.
لأنه من غير المعقول أن يكون قد أرسلهم للخدمة,دون أن يزودهم بنصائحه وإرشاداته.
إما أن تكرر شيء من هذا,في مناسبة معينة استدعت ذلك,لايمكن أن يعني مطلقا أن الأصل هو التفرق,ثم جمعه القديس متي بأسلوبه..!
+++
ومن جهة أمثال الملكوت,ذكرنا قبلا أنها لم ترد كلها فيمت13,إنما وردت أمثال في ثلاثة إصحاحات أخري.
إنجيل متي(5)
الأسلوب العددي في إنجيل متي
من الأمور البارزة التي تميز إنجيل متي,استخدام الأسلوب العددي,الذي به تسهل دراسة الإنجيل.
ومن الأرقام التي كثر استخدامها7,5,3,2.
وسنحاول هنا أن نعطي فكرة عن استخدامه لهذه الأرقام:
الرقم2:
استخدامه إما في الدلالة علي العدد,أو في المقارنة بين أمرين أو شخصين.
فمن جهة رقم 2من الناحية العددية:
نجد من جهة سلسلة أنساب السيد المسيح أنه يقول عنه في أول إنجيله:
ابن داود,ابن إبراهيم(مت1:1).
ونجد إصحاحين:إصحاح للتطويبات(مت5)وآخر للويلات(مت23).
في دخول السيد المسيح إلي أورشليم كانراكبا علي أتان,وجحش ابن أتان(مت21:7,6).
وقد ذكر أن السيد صرخ مرتين وهو علي الصليب:
صرخ بصوت عظيم:إيلي إيلي لما شبقتني(مت27:46).
صرخ أيضا بصوت عظيم,وأسلم الروح(مت27:50).
وذكر مرتين فيهما أشبع السيد الجموع:في معجزة الخمس خبزات والسمكتين(مت14:15-21)ومعجزة السبع خبزات(مت15:32-38).
وذكر معجزتين في كل منهما شفي اثنين من العميان(مت9:27-31),(مت20:29-33).
ومن جهة المقارنات,نجد أمثلة عديدة جدا منها:
قال عن الآب السماوي إنه يشرق شمسه علي الأشرار والصالحين,ويمطر علي الأبرار والظالمين(مت5:45,44).
وقاللا يقدر أحد أن يخدم سيدين...لا تقدرون أن تخدموا الله والمال(مت6:24).
وتكلم عن الباب الواسع,والباب الضيق.واحد يؤدي إلي الهلاك وآخر يؤدي إلي الحياة.كثيرون يدخلون من الأول,وقليلون يجدون الثاني(مت7:14,13).
كذلك المقارنة بين الذئاب والحملان(مت7:15).
ومقارنة بين الشجر الجيد والشجر الردئ وثمارهما(مت7:16-18).
كذلك مقارنة بين البيتين:أحدهما مبني علي الصخر,والآخر مبني علي الرمل,ومصير كل منهما(مت7:24-27).
ومقارنة بين مجموعتين من العذاري:جاهلات وحكيمات(مت25).
وبين السمك الجيد والسمك الردئ(مت13:47).
كذلك المقارنة بين المرضي والأصحاء,والخطاة والأبرار,في قوله:
لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب,بل المرضيلم آت لأدعوا أبرارا بل خطاة إلي التوبة(مت9:13,12).
كذلك التمييز في الدينونة بين اليمين والشمال,الخراف والجداء,فيمضي الأشرار إلي عذاب أبدي,والأبرار إلي حياة أبدية(مت25:31-46).
الرقم3:
*قسم قائمة الأنساب إلي ثلاثة أقسام متساوية,كل منها يشمل14جيلا.
*تحدث عن ثلاثة من المجوس قدموا للمسيح ثلاث هدايا:ذهبا,ولبانا,ومرا(مت2:13).
*تحدث عن ثلاث رؤي ليوسف النجار(مت1:20)(2:19,13).
*ذكر ثلاث تجارب للسيد المسيح(مت4).
*ذكر أن عمل المسيح كان يكرز ويعلم ويشفي(مت4:23).
*ذكر تسع تطويبات أي3*3(مت5).
*ذكرثلاث درجات في الأخطاء معها ثلاث عقوباتمن يغضب علي أخيه باطلا..من قال رقا..من قال يا أحمق..(مت5:22).
*ذكر ثلاثة أنواع من العبادة تكون في الخفاءمتي صنعت صدقة..متي صليت..متي صمت..(مت6).
*قالاسألوا..اطلبوا..اقرعوا..(مت7:7).
*ثلاث مرات قال له الخطاة باسمك:باسمك تنبأنا,وباسمك أخرجنا شياطين.وباسمك صنعنا قوات كثيرة(مت7:22).
*وثلاث مرات قال لا تخافوا(مت10:31,28,26).
*وثلاث مرات قاللا يستحقني(مت10:38,37).
*وأعطي الويلات لثلاث مدن لم تتب.وهي كورزين,وبيت صيدا,وكفرناحوم(مت11:20-23).
*وذكر ثلاثة أنواع من الخصيان(مت19:12).
*وذكر أن محبة الله تكون بالقلب والفكر والنفس(22:37).
*وفي حديثه عن يوحنا المعمدان,كرر ثلاث مرات عبارةماذا خرجتم إلي البرية لتنظروا؟(مت11:7-9).
*وقال لا تدعوا لكم ثلاثة:أبا, ومعلما,وسيدا(23:8-10).
*وفي ويلاته للكتبة والفريسيين قال إنهم يعشرون ثلاثةالنعناع,والشبث,والكمونوتركوا ثلاثة:الحق والرحمة والإيمان(مت23:23).
وذكر الحلفان ثلاثة:المذبح والهيكل والسماء(مت23:20-22).
*وقال سأرسل لكم ثلاثة:أنبياء وحكماء وكتبة(مت23:34).
*وذكر ثلاثة أعطيت لهم وزنات(مت25).
*وبطرس أنكر ثلاث مرات(مت26:69-75).
*وثلاثة استهزأوا بالمصلوب(مت27:44,41,39).
*وذكرثلاث علامات تدعو للإيمان ظهرت أثناء الصلب:حجاب الهيكل انشق,والأرض تزلزلت,وقيام أجساد موتي(مت27:52,51).
*وذكر أسماء ثلاث نسوة نظرن من بعيد أثناء الصلب:مريم المجدلية,ومريم أم يعقوب ويوسي,وأم ابني زبدي(مت27:56).
*وذكر ثلاث مهام عهد بها المسيح إلي تلاميذه بعد القيامة:تلمذوا,وعمدوا,وعلموا(مت28:20,19) .
الرقم5:
مثل الخمس عذاري الحكيمات,والخمس الجاهلات(مت25).
صاحب الخمس وزنات,ربح خمسا أخر(مت25).
معجزة الخمس خبزات التي أشبعت خمسة آلاف(مت14:17-21)(مت16:9).
الرقم7:
سلسلة الأنساب:ثلاث مجموعات من14(7*2)(مت1).
معجزة إشباع الجموع من سبع خبزات,والباقي في سبع سلال مملوءة(مت15:34-37).
المغفرةلا أقول لك إلي سبع مرات.بل إلي سبعين مرة سبع مرات(مت18:22,21).
الصلاة الربية تشمل سبع طلبات(مت6:9-13).
الروح النجس يأتي بسبع أرواح أخر(مت12:45).
سبعة إخوة تزوجوا امرأة(مت22:25).
****
كل ما ذكرناه هو مجرد أمثلة لاستخدام القديس متي للأسلوب العددي في إنجيله.
ويبقي علي القارئ العزيز أن يتتبع ذلك كله في تفاصيل أخري عديدة.
نجيل يوحنا(1)
يتميز عن باقي الأناجيل الثلاثة بلاهوتياته ومعجزاته وأحاديثه وأسلوبه
الآخر في زمنه:
إنجيل يوحنا هو آخر إنجيل قد كتب (حوالي سنة 95م).
الأول هو مرقس,والبعض يجعله قبل سنة 56م.
والثاني هو متي,والثالث هو لوقا(قبل أعمال الرسل).
ومادامت الأناجيل الثلاثة قد سبقته وانتشرت,فما كان هناك داع لأن يكتب الأمور التي أصبحت معروفة ومحفوظة من الكل.
وهكذا لم يكتب أحداث البشارة والميلاد,سواء ميلاد السيد المسيح أو يوحنا المعمدان,وكذلك سلسلة الأنساب,وقصة العماد,والتجربة علي الجبل,العظة علي الجبل وغالبية المعجزات.
المعجزة الوحيدة التي ذكرت في الأناجيل الأربعة من معجزة إطعام الجموع بالخمس خبزات والسمكتين.ذكرها يوحنا(يو6:5-13),مع ما تبعها من المشي علي الماء (يو6:18-25).
أما باقي المعجزات التي ذكرها,فلم تذكر في إنجيل غيره.
كما ذكر أيضا أحاديث للرب,لم ترد في إنجيل غيره.
فما هي تلك المعجزات والأحاديث؟ وماذا كان هدف يوحنا من كتابته؟
هدف الإنجيل؟
إنه يوضحه بصراحة في أواخر إنجيله,فيقول:
وآيات أخري كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب.وأما هذه فقد كتبت,لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله,ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه(يو2:30-31).
إذن فهدفه كان مزدوجا:لاهوتيا,وروحيا.
والهدف اللاهوتي هو الإيمان بأن يسوع هو المسيح ابن الله.
والهدف الروحي:أن تكون لكم حياة باسمه.
وقد حقق هذين الهدفين بطريقين:بالمعجزات التي ذكرها,وبالأحاديث التي انفرد بها:وتحوي إعلان السيد المسيح عن نفسه,وشهادة الآب والآخرين عنه.
ما انفرد به من أحاديث:
1- حديثه عن نثنائيل وعنه(يو1:47-51).
وهو حديث فيه معجزة تثبت معرفته بالغيب,مما يدل علي لاهوته.مما جعل نثنائيل يؤمن ويعترف قائلايامعلم أنت ابن الله.وينتهي الحديث بقول الربمن الآن ترون السماء مفتوحة,وملائكة الله يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان.وهذه عبارة أخري تدل علي لاهوته.
هذا اللقاء,بما يحمله من حديث,ورد في إنجيل يوحنا فقط,وكذلك باقي الأحاديث التي سنذكرها.
2- حديثه مع نيقوديموس (يو3).
وهو حديث عن المعمودية,الميلاد من الماء والروح,أعقبه قولهكذا أحب الله العالم,حتي بذل ابنه الوحيد,لكي لايهلك كل من يؤمن به,بل تكون له الحياة الأبدية(يو 3:16).وتحدث الرب عن أهمية الإيمان به,وأن الذي لايؤمن به يدان (يو3:18).والإيمان به أمر هام سنتحدث عنه بالتفاصيل.
3- حديث المعمدان عن المسيح (يو3:26-36).
للمعمدان أحاديث عن المسيح وردت في الأناجيل الأخري.أما حديثه الذي سجله إنجيل يوحنا,فهو حديث منفرد مميز,لم يرد في أي إنجيل آخر,فهو يقول فيه عن المسيح:الذي يأتي من فوق هو فوق الجميع.
الذي يأتي من السماء,هو فوق الجميع.
الآب يحب الابن,وقد دفع كل شيء في يديه.
الذي يؤمن بالابن,له حياة أبدية.
والذي لايؤمن بالابن,لن يري حياة,بل يمكث عليه غضب الله.
نلاحظ هنا تكرار عبارةالابن,والإيمان به.
كما قال عنه أيضا إنه العريس الذي له العروس.
4- حديث المسيح مع السامرية (يو4).
إنه حديث جعلها تؤمن أنه المسيح(يو4:29),كما آمن به السامريون أيضا أنه هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم(يو4:42).واعترف السيد أيضا في حديثه مع السامرية أنه هو المسيا أي المسيح.وذلك أن المرأة لما قالت لهأنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح يأتي.فمتي جاء ذاك يخبرنا بكل شيء أجبابهاأنا الذي أكلمك هو(يو4:25-26).
وهذا إعلان صريح من السيد عن ذاته أنه المسيا,المسيح.كما أظهر للمرأة أن عنده الماء الحي,وأنه يعرف خفاياها...
5- أحاديث المسيح مع اليهود(يو5:8).
في هذه الإصحاحات أحاديث مع اليهود لم ترد في إنجيل آخر.
ففي الإصحاح الخامس,تحدث حديثا لاهوتيا عجيبا عن علاقة الآب,حتي أن اليهود طلبوا أن يقتلوه,لأنه قال إن الله أبوه,معادلا نفسه بالله(يو5:18).
وفي الإصحاح السادس قال لهم إنه الخبز الحي النازل من السماء,وتحدث عن التناول من جسده ودمه,وأن من يأكله يحيا به(6:42-57).
وفي الإصحاح الثامن:قال لهمأنا هو نور العالم(يو8:12) وقال قبل أن يكون إبراهيم,أنا كائن.أبوكم إبراهيم تهلل بأن يري يومي,فرأي وفرح(يو8:56-58).
وقال لهم أيضا عن نفسهإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا(يو8:36).
6- حديثه عن نفسه كالراعي الصالح(يو10).
لايوجد سوي في إنجيل يوحنا.وفيه يقول إنه يبذل نفسه عن الخراف(يو10:11).وأنه يضع نفسه عن خرافه(يو10:15).وأن له السلطان علي نفسه يضعها أو يأخذها,فيقول:ليس أحد يأخذها مني,بل أضعها أنا من ذاتي.لي سلطان أن أضعها,وسلطان أن آخذها أيضا(يو10:18)..وواضح أن هذا الكلام دليل علي لاهوته...
وفي حديثه عن نفسه كالراعي الصالح,قال عن خرافهأنا أعطيها حياة أبدية,ولن تهلك إلي الأبد.ولايخطفها أحد من يدي(يو10:28).
7- حديث آخر مع اليهود(يو10).
قال فيه أنا والآب واحد (يو10:30).
فأمسكوا حجارة ليرجموه,علي اعتبار أنه جدف!!
وقال لهم إن كنت لا أعمل أعمال أبي,فلا تؤمنوا بي(يو10:37).
إن لم تؤمنوا بي,فآمنوا بالأعمال,لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الآب في وأنا فيه(يو10:38).
الأعمال التي أنا أعملها باسم أبي,هي تشهد لي(يو10:25).
8- حديثه مع مرثا(يو11).
في مناسبة إقامة أخيها لعازر من الموت..
قال لمرثا أنا هو القيامة والحياة.من آمن بي ولو مات فسيحيا.وكل من كان حيا وآمن بي,فلن يموت إلي الأبد(يو11:25-26).
وقال لها أيضاألم أقل لك أيضا إن آمنت ترين مجد الله(يو11:40).
9- حديثه مع الآب(يو12:28).
قال للآبأيها الآب مجد اسمكفجاء صوت من السماءمجدت وأمجد أيضا.فلما ظن الجمع أن صوت رعد أو صوت ملاك,أجابهمليس من أجلي هذا الصوت,بل من أجلكم.الآن دينونة هذا العالم.الآن يطرح رئيس هذا العالم خارجا..(يو12:30-31).
10- حديثه مع التلاميذ عن غسل أرجلهم(يو13).
وهنا يقدم الإنجيل معني روحيا,إذ يقول الرب لتلاميذهفإن كنت-وأنا السيد والمعلم- قد غسلت أرجلكم,فأنتم يجب أن يغسل بعضكم أرجل بعض.لأني أعطيتكم مثالا(يو13:14-15).
مع حديث آخر مع التلاميذ.
11- أحاديث بعد العشاء مع تلاميذه(يو14:16).
وتشمل ثلاثة إصحاحات..منها حديثه مع فيلبسأنا معكم زمانا هذه مدته,ولم تعرفني يا فيلبس؟! من رآني فقد رأي الآب..ألست تؤمن أني في الآب والآب في ..(يو14:8-10).
أنا هو الطريق والحق والحياة(يو14:6).
أنا الكرمة الحقيقية..وأنتم الأغصان..(يو15:1-5).
12- من حديث طويل عن إرساله لهم الروح القدس المعزي :
(يو15:26)(يو16:7-15).
13-وتعزيات كثيرة لتلاميذه:
14- مناجاته الطويلة مع الآب(يو17).
وتشمل الإصحاح السابع عشر كله,ولم ترد إلا في إنجيل يوحنا.وفيها أكثر من شهادة بأنه هو والآب واحد..(يو17:21-22) وشهادة أنه في الآب,والآب فيه.
15- السيد مع مريم المجدلية(يو 20).
وقوله لهالاتلمسيني,لأني لم أصعد بعد إلي أبي(يو20:17).وهذا اللقاء لم يرد في أي إنجيل آخر,وفي مقدمته إيمان بطرس ويوحنا بالقيامة(يو20:8).
16- لقاء المسيح مع التلاميذ ومنحهم الروح القدس للكهنوت(يو20).
حيث نفخ في وجوههم وقال لهم اقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه,تغفر له.ومن أمسكتم خطاياه,أمسكت(يو20:22-23).
17- حديثه مع توما بعد القيامة(يو20)
وكيف سمح له أن يضع يده في جنبه,ويبصر أثر المسامير في يديه,وقال لهلاتكن غير مؤمن,بل مؤمنا..فقال توماربي وإلهي..(يو20:26-29).
18- حديثه مع التلاميذ عند بحيرة طبرية(يو21).
وقوله لبطرسأتحبني أكثر من هؤلاء..ارع غنمي..ارع خرافي..(يو21:22).
معجزات انفرد بها:
1- رؤيته للنثنائيل تحت التينة(يو1:48-50).
2- تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا الجليل (يو2:1-11).
3- شفاء ابن خادم الملك,في قانا الجليل(يو4:46-54).
4- شفاء مريض بيت حسدا بعد 38 سنة(يو5:2-16).
5- منح البصر للمولود أعمي(يو9:1-38).
6- إقامة لعازر بعد أربعة أيام (يو11).
7- صيد السمك الكثير(153 سمكة)(يو21:1-14).
هذه المعجزات لم ترد في أي إنجيل آخر,وسنشرحها بالتفصيل.
كذلك ذكر معجزتين وردتا في أناجيل أخري,وهما معجزة الخمس خبزات والسمكتين (يو6:5-13).والمشي علي الماء (يو6:18-25).
إنجيل يوحنا(2)
المعجزات في إنجيل يوحنا
انتقي يوحنا الإنجيلي تسع معجزات: سبع منها لم ترد إلا في إنجيله فقط,أما الاثنتان الأخريان:فواحدة منهما وردت في كل الأناجيل,وهي معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين.والأخري وردت في بعض الأناجيل وهي معجزة المشي علي الماء.
ونلاحظ في هذه المعجزات أن ثلاثا منها فيها عنصر الخلق,وهي من شأن الله وحده وهي:
1- تحويل الماء خمرا.
2- منح البصر للمولود أعمي.
3- معجزة الخمس خبزات والسمكتين.
تحويل الماء خمرا:
وهي أولي المعجزات التي حدثت في قانا الجليل(يو2:1-11).
وعنصر القوة فيها أنها تشمل القدرة علي الخلق,إذ خلق الرب مادة جديدة,لم تكن موجودة.
فالمعروف أن الماء يتكون من مادتين هما الأوكسجين والأيدروجين.فمن أين أتت مادة الكحول وباقي مركبات الخمر؟! لقد خلقها خلقا من لاشيء..
والخلق صفة من صفات الله وحده.
ومما يزيد في قوة المعجزة,أنها تمت بمجرد مشيئته الداخلية,بدون أية عملية وبدون أي أمر.
لقد أمر أن يملأوا الأجران ماء..ثم قال لهم استقوا..فإذا بالماء قد صار خمرا..!لم يمد يده عليه,ولم يرشمه,ولم يقل ليصر الماء خمرا.وإنما بمجرد أنه شاء أن يحدث هذا,تم التحول وخلق مادة جديدة!
في سفر التكوين,قال الله ليكن نور,فكان نور(تك1:3).وهكذا بالنسبة إلي باقي الخليقة..أما هنا,فلم يقل ليصر الماء خمرا,وإنما شاء فكان..
إبصار المولود أعمي:
وهو أيضا عملية خلق: خلق عينين لهذا الأعمي(يو9).
وهي معجزة لم تحدث من قبل,كما قال الرجلمنذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولود أعمي(يو9:32).وكان من نتائجها أن الأعمي آمن وسجد للرب(يو9:38).
ومما يزيد قوتها,أمران:
1- أن خلق العينين تم بطريقة تشبه خلق الإنسان الأول.
إذ أنه صنع طيناوطلي بالطين عيني الأعمي(يو9:6-11).
الطين الذي إذا وضع في عيني بصير,يفقد بصره ويصير أعمي,هنا يوضع في عيني أعمي فيبصر!!
ومما يزيد قوة المعجزة أيضا:
2- قوله لهاذهب واغتسل في بركة سلوام(يو9:7) والمفروض أن الاغتسال يزيل الطين من عينيه.
فبدلا من أن يزيل الطين بالماء,نراه علي العكس قد تثبت,ارتبط في الجسد بأنسجة وأعصاب وشرايين,وصار عينين تبصران!!
معجزة الخمس خبزات:
أي إطعام حوالي خمسة آلاف رجل بخمسة أرغفة وسمكتين(يو6:5-14).وهي المعجزة الوحيدة التي ذكرت في إنجيل يوحنا,وفي باقي الأناجيل الثلاثة أيضا.
وفيها أيضا عملية خلق..
فكيف أمكن إشباع الآلاف من خمس خبزات وسمكتين؟! والعجيب في هذه المعجزة وما يزيد في قوتها,أنه بعد أن شبع الجموع,فضلت عنهم كسر ملأت اثنتي عشرة قفة!!(يو6:12-13).وهنا تبدو عملية الخلق واضحة حتي لو لم يأكل الناس شيئا.
كيف امتلأت اثنتا عشرة قفة من بقايا خمس خبزات وسمكتين؟! إلا بخلق مادة من الخبز والسمك تملأ القفف.
وهنا يبدو السيد خالقا,مما يدل علي لاهوته.وبهذا يحقق يوحنا الإنجيلي هدفه من كتابة الإنجيل.واختياره هذه المعجزة علي الرغم من ذكرها قبلا في الأناجيل الثلاثة الأخري.
إقامة لعازر:
ذكرت في الأناجيل الأخري معجزتان لإقامة الموتي أجراها الرب.وهما إقامة ابنة يايرس,وإقامة ابن أرملة نايين.
ولكن معجزة إقامة لعازر كانت لها قوة خاصة تميزها(يو11).
إذ كان قد دفن في قبر,ومرت عليه أربعة أيام,والمفروض أن جسمه يكون قد بدأ يتحلل,حتي أن أخته مرثا قالت للربيا سيد قد أنتن,لأنه له أربعة أيام(يو11:39).
وكأن المعجزة هنا معجزتين:
1- حفظ الجسد سليما طوال الأربعة أيام التي قضاها في القبر.
2- إقامة الجسد من الموت بإرجاع الروح إليه واتحادها به.
والمعجزة تمت أيضا بفعل أمر:لعازر هلم خارجا(يو11:43).
رؤية نثانائيل:
قال الرب لنثانائيلقبل أن دعاك فيلبس,وأنت تحت التينة,رأيتك(يو1:48).
والتقليد يروي قصة خاصة بهذه المعجزة,لا داعي الآن لذكرها,ولكن يكفي من الاعتماد علي نص الإنجيل أن نقول:
تدل هذه المعجزة علي معرفة بالغيب خاصة بالله وحده.
ولعل هذا ما جعل نثانائيل يقول بعدها مباشرةيا معلم,أنت ابن الله,وهكذا آمن.ولكن الرب أضاف إلي هذا الإيمان قوله لنثانائيلهل آمنت لأني قلت لك إني رأيتك تحت التينة؟سوف تري أعظم من هذا..الحق الحق أقول لكم:
من الآن ترون السماء مفتوحة..وملائكة الله يصعدون وينزلون علي ابن الإنسان.
وهذه علاقة أخري للسيد مع ملائكة السماء تثبت لاهوته..
بعد أن أورد القديس يوحنا في إنجيله بعض معجزات عن سيطرة الرب علي الطبيعة: علي الماء,وعلي الأسماك,علي صحة الإنسان.
المشي علي الماء:
معجزة المشي علي ماء البحر وردت في أناجيل أخري.
ووردت في إنجيل يوحنا(6:18-25).ومما يعطي قوة أكثر لهذه المعجزة,حالة البحر وقتذاك إذهاج البحر من ريح عظيمة تهب(ع18) ومشي السيد علي البحر,بعد أن جدفوا بالسفينة نحوا من خمس وعشرين غلوة أو ثلاثين.
صيد السمك الكثير:
وهي معجزة بعد القيامة,ووردت في إنجيل يوحنا فقط(يو21:3-11).
وتشبه نفس المعجزة التي حدثت مع بطرس الرسول,وشاهدها يوحنا ويعقوب ابنا زبدي(لو5:1-11).وكانت نتيجتها أن هؤلاء التلاميذتركوا كل شيء وتبعوه..
وقوة المعجزة هنا في نقطتين:
أ- أن الرب عرف أين يوجد السمك:
فقال لهمالقوا الشبكة إلي جانب السفينة فتجدوا(ع6).
ب- كثرة السمك الذي وجدوه:
وفي ذلك قيلولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك.
وهذا يشبه ما قيل في(لو5):امسكوا سمكا كثيرا جدا,فصارت شبكتهم تتخرق.
وهنا نري نفس القوة هي هي,في بدء الكرازة,وما بعد القيامة.
ومن تأثير هذه المعجزة قال يوحنا لبطرسهو الرب(ع7).
شفاء ابن خادم الملك:
وهي معجزة انفرد بها إنجيل يوحنا ووردت في (يو4:46-45).
وقوة هذه المعجزة تظهر في نقطتين:
أ- كان المريض علي شفا الموت:
خادم الملك سأله أن ينزل ويشفي ابنه,لأنه كان مشرفا علي الموت.لذلك قال له يا سيد انزل قبل أن يموت ابني.
والأمر الآخر في قوة المعجزة:
ب- أنها تمت بالأمر,وفي نفس اللحظة,ودون أن يري الرب المريض.
وكانت نتيجة هذه المعجزة أن خادم الملكآمن هو وبيته كله(يو4:51-53).
وهذه المعجزة,مثل معجزة تحويل الماء خمرا,تمت هي أيضا مثلها في قانا الجليل.
شفاء مريض بيت حسدا:
هي أيضا من المعجزات التي انفرد بها إنجيل يوحنا(5:1-9) وتظهر قوة هذه المعجزة في:
أ- المريض طال عليه المرض.
كان له ثماني وثلاثون سنة ملقي إلي جوار بركة بيت حسدا.إذن فهذا مرض مستعص.ولاشك خلال تلك المدة الطويلة رآه كل أهل المنطقة كبارا وصغارا.وبخاصة لأن المكان مشهورا,وكانت تتم فيه معجزات شفاء بواسطة ملاك يحرك الماء فمن نزل أولا يبرأ.
ب- تمت المعجزة بالأمر,وبدون أية عملية.
قال له الربقم احمل سريرك وامش.فللحال برأ..بمجرد أمر صدر من الرب,حتي دون أن يضع عليه يده.
ج- لم يبرأ المريض فقط,وإنما أيضا حمل سريره ومشي.
هذا الذي كان مضطجعا علي فراشه إلي جوار البركة,لايقوي علي القيام,بل كان محتاجا إلي إنسان يحمله ويلقيه في البركة!! أصبح هو قادرا أن يقوم ويحمل سريره.وكان ذلك في يوم سبت.
نلاحظ في هذه المعجزة,أن بعضها تم في يوم سبت.
أ- معجزة شفاء مريض بيت حسدا(يو5).
ب- معجزة منح البصر للمولود أعمي(يو9).
ج- معجزة إقامة لعازر(يو11).
****
ذكر القديس يوحنا الإنجيلي,أن هناك معجزات أخري لاحصر لها.
فقالوآيات أخري كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب.وأما هذه فقد كتبت,لتؤمنوا أن يسوع المسيح ابن الله,ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه(يو20:30, 31).
وقال أيضا في آخر إنجيلهوأشياء آخر كثيرة صنعها يسوع,إن كتبت واحدة فواحدة,فلست أظن أن العالم نفسه يسع الكتب المكتوبة(يو21:25).
نقطة أخري أنفرد بها إنجيل يوحنا وهي حديثه عن السيد المسيح,من حيث هو الابن الوحيد,وتأكيده لهذه الحقيقة.
ابن الله الوحيد:
mena_malak
04-20-2012, 04:50 PM
:rolleyes:
:p
vBulletin® v3.8.11 Beta 4, Copyright ©2000-2024