ملاك حمايه جرجس
04-12-2012, 10:44 PM
جلسة وداعيه بين السيد المسيح وتلاميزه
http://www.wallfahrtskloster-bornhofen.de/html/Augenblick/01kAbendmahl.jpg
(http://1.bp.blogspot.com/-V39Z2hNaoyo/TaGi8a6wKGI/AAAAAAAACWY/GPxyPIk4YNo/s1600/betrayal-last-supper.jpg)
فى الحقيقة إن الإنسان لابد أن يتردد كثيرا قبل أن يتكلم عن جلسة وداعية بين المسيح وتلاميذه فنسال أولا :
أحقا ودع المسيح تلاميذه ؟
الوداع معناه الترك . والمسيح لم يتركهم مطلقا ، هذا الذى قال لهم
( حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى ، فهناك أكون فى وسطهم )
( مت 18 : 20 )
وهو الذى قال لهم أيضا قبيل الصعود
( ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر ) ( مت 28 : 20 )
ولكنه على أية الحالات كان تركهم بالجسد ، والى حين .
+ ومع ذلك كان الأمر صعبا عليهم . وكان الرب يعرف هذا ، لذلك جلس معهم يخفف عليهم ويعزيهم كان يعرف أن هذا الأمر صعب عليهم . ويظهر هذا من قوله لهم
( لانى قلت لكم هذا ، قد ملأ الحزن قلوبكم )
( يو 16 : 6 )
فما هو هذا الأمر الذى قاله لهم فحزنوا ؟
انه قوله لهم
( أما الآن فأنا ماض إلى الذى أرسلنى )
كان لابد أن يواجههم الرب بالواقع الذى سيحدث..
+ ثم بعد ذلك يعالج تأثير هذا على مشاعرهم .
أما عن هذا الواقع ، فقال لهم ( يا اولادى ، أنا معكم زمانا قليلا بعد . وكما قلت لليهود :
( حيث اذهب أنا لا تقدرون انتم أن تأتوا )
( يو 13 : 23 )
وكان لابد أن يرد على سؤالهم الذى يقولونه:
( إلى أين تذهب ؟ )
( يو 13 : 36 )
( لسنا نعلم أين تذهب ؟ )
( يو 14 : 5 )
كان لابد أن يجيب المسيح ، وبصراحة .
فبماذا أجاب ؟
قال : أنى ذاهب إلى الاب
( يو 16 : 16 )
وبعد قليل لا تبصروننى
( يو 16 : 17 )
وماذا أيضا ؟
إنكم ستبكون ، والعالم يفرح
( يو 16 : 20 )
+ وكان لابد أن يقول لهم حقيقة أخرى ، بالإضافة إلى ذهابه وهى :
( إن كانوا قد اضطهدونى ، فسيضطهدونكم )
( يو 15 : 20 )
ولتعزيتهم أعطاهم الرب رجاء فى كل شئ .
فمن جهة ذهابه ، سيرونه مرة أخرى
إن عبارة ( لا تبصروننى ) أو ( لا تروننى ) هى نصف الحقيقة ، النصف المؤلم.
* فما هو النصف الآخر المعزى ؟
قال لهم الرب ( بعد قليل لا تبصروننى . ثم بعد قليل أيضا تروننى ) .
( يو 16 : 17 )
( وبعد قليل لا يرانى العالم . واما انتم فتروننى )
( يو 14 : 19 )
معنى أن العالم لا يراك ، انك ستموت .
فكيف نراك نحن إذن ؟
+ يجيب المسيح عن هذا الفكر . بقوله
( أنى أنا حى )
( فى ذلك اليوم تعلمون أنى أنا فى أبى ، وأبى فى )
(الذى يحبنى ...... اظهر له ذاتى )
أعطاهم إذن فكرة عن قيامته ، وانهم سيرونه.
كان قد قال لهم إن ابن الإنسان سيصلب ، وفى اليوم الثالث يقوم
( مت 16 : 21 )
( مت 20 : 18 ، 19 )
+ وهو اليوم يؤكد لهم هذه الحقيقة فى عبارات كلها حب :
( لا أترككم يتامى . انى آتى إليكم )
( يو 14 : 18 )
نصف الحقيقة ( إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح )
فما هو النصف الآخر المضئ إذن ؟
+ انه ( ستحزنون ، ولكن حزنكم سيتحول إلى فرح ... ساراكم أيضا ، فتفرح قلوبكم . ولا ينزع أحد فرحكم منكم )
( يو 16 : 20 ، 22 )
+ عجيب هو الرب ، انه فى وداعة ، يتحدث عن الفرح . كان يؤلمه جدا حزن تلاميذه بسبب فراقه لهم . انه يعرف تماما مقدار محبتهم له. أما عن محبته هو ، فيكفى قول الكتاب عنها
(إذ كان قد احب خاصته الذين فى العالم ، احبهم حتى المنتهى )
( يو 13 : 2 )
+ وقلب الرب حساس جدا من جهة راحة هؤلاء الذين يحبهم ويحبونه . لذلك يقول لهم هنا :
لا أترككم يتامى .
+ عبارة ( يتامى ) هنا ، تشعرهم بأنهم أولاده .
وهو فى هذه الجلسة يستخدم أيضا تعبير( يا اولادى )
(يا اولادى ، أنا معكم زمانا قليلا بعد )
( يو 13 : 33 )
+ انتم اولادى ، وأنا اعلم أنكم تتيتمون من بعدى ، ولكنى لا أترككم يتامى ، ولا أترككم حزانى ، ساتى إليكم . سأراكم فتفرح قلوبكم ، وأقول لكم إن حزنكم هو إلى حين ، وحين بسيط ، فبعد قليل ستروننى ..
* انتم لست فقط أولادى ، بل احبائى أيضا .
( انتم احبائى ، إن فعلتم ما أوصيتكم به .
لا أعود اسميكم عبيدا .... لكنى قد سميتكم أحباء )
(يو 15 : 14 ، 15 )
+ أنا سأضع نفسى عنكم
( ليس لاحد حب اعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه )
( يو 15 : 13 )
( كما أحبنى الآب أحببتكم أنا . اثبتوا فى محبتى )
( لو 15 : 9 )
+ جميل أن تكون جلسة الوداع ، هى حديث حب كهذا .
ويضيف الرب فى تعزيته لهم تشبيها جميلا ، فيشعرهم انه لا انفصال بينه وبينهم ، وهو علاقة الكرمة بالأغصان
فيقول لهم ( أنا هو الكرمة ، وانتم الأغصان ) ( يو 15 : 5) إننا معا ، ( انتم فى ، وأنا فيكم ) علاقتى بكم ، كعلاقة الرأس بالجسد . لستم غرباء عنى . اثبتوا فى وأنا فيكم ن كما يثبت الغصن فى الكرمة ، حينئذ لا يكون وداع بينى وبينكم ، لانه لا يكون فراق أبدا
+ ما أجمل تشبيه ، كله حب وعاطفة وعزاء فى ساعة كهذه مبارك أنت يارب فى كل تعزيانك الجميلة يضيف أيضا بان ذهابه هو للفائدة وللفرح .
+ فيقول لتلاميذه ( لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع . سمعتم انى قلت لكم انى ماض ، ثم آتى إليكم . لو كنتم تحبوننى ، لكنتم تفرحون لانى قلت أمضى إلى الاب )
(يو 14 : 27 ، 28 )
+ نعم ، لانه بهذا تنتهى عبارة ( أخلى ذاته ) (فى 2 : 6 ، 7 )
+ هناك سأرجع إلى ما قبل إخلاء الذات ، وذلك اعظم ... لذلك إن كنتم تحبوننى ستفرحون انى أمضى .
+ ثم أن ذهابى نافع لكم ، لاعد لكم مكانا .
( لا تضطرب قلوبكم .... فى بيت أبى منازل كثيرة . أنا أمضى لاعد لكم مكانا . وان مضيت وأعدت لكم مكانا ،أتى أيضا وأخذكم إلى حتى حيث أكون أنا ، تكونون انتم أيضا )
( يو 14 : 1-3 )
* نعم ، سنكون معا باستمرار
+ ولكن وجودنا الدائم معا ، سيكون هناك وليس هنا .
لا تضطرب قلوبكم ، فهذا افضل . أما هنا ، فأنى اترك لكم سلامى
( سلامى اترك لكم . سلامى أنا أعطيكم )
( يو 14 : 27 )
* انه سلام من نوع آخر ، سلام روحى ثابت ، ليس كالسلام الذى يعطيه العالم
لكن كيف يكون لنا سلام يارب ، وأنت بعيد عنا ؟ هنا الفائدة الثالثة من ذهابى . أرسل لكم الروح القدس :
وقد أفاض الرب فى حديثه عن هذه النقطة بالذات :
فقال لهم . وقد كرر عبارة ( المعزى ) اكثر من مرة . فقال لهم :
( لانه إن لم انطلق ، لا يأتيكم المعزى . ولكن إن ذهبت أرسله لكم )
( يو 16 : 7 ) ، لذلك :
( أقول لكم الحق ، انه خير لكم أن انطلق )
( يو 16 : 7 )
( واما المعزى الروح القدس الذى يرسله الاب بأسمى ، فهو يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم )
( يو 14 : 26 )
( ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الاب ، روح الحق الذى من عند الاب ينبثق فهو يشهد لى ، وتشهدون انتم أيضا )
( يو 15 : 26 )
( ومتى جاء ذاك ، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق )
( يو 16 : 13 )
وأضاف الرب فى تعزيته لتلاميذه ، بان هذا الروح المعزى سيمكث معهم إلى الأبد ، وسيكون فيهم
( يو 14 : 16 ، 17 )
هذا يذكرنا أيضا بما قاله لهم قبيل الصعود ( ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وحينئذ تكونون لى شهودا )
( أع 1 : 8 )
كان الحديث عن الروح القدس تعزية كبيرة للتلاميذ ......
نلاحظ فى وداع المسيح لتلاميذه انه كان صريحا معهم
أراد أن يعزيهم على أساس الحق والواقع ، ويقوى قلوبهم ولكن بدون إخفاء الحقائق ، كما كان صريحا معهم من جهة أخطائهم ومن جهة المتاعب التى ستصادفهم ، بعد صلبه .
+ كان هذا نافعا لهم من جهة الإيمان ، واتقاء المفاجأة.
قال لهم ( أقول لكم الآن قبل أن يكون ، حتى متى كان تؤمنون )
( يو 13 : 19 )
( يو 14 : 29 )
( كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرونى انى قلته لكم )
( يو 16 : 4 )
* كان صريحا معهم فى ذكر ما سيصدر عنهم من أخطاء .
قال لهم إن الشيطان مزمع أن يغربلكم ، وإنكم كلكم تشكون فى هذه الليلة ، وقال تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونى وحدى . وقال لبطرس ستنكرنى ثلاث مرات
وحتى يهوذا قدم له الرب تحذيرات . فقال واحد منكم سيسلمنى ، وحدد ذلك بقوله الذى اغمس أنا اللقمة وأعطيه ، وقال له موبخا
( ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة )
(يو 13 : 21 ، 26،27)
وكان صريحا معهم فى ذكر المتاعب التى سيتعرضون لها.
فقال لهم
( إن كانوا قد اضطهدونى فسيضطهدونكم )
( إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضنى قبلكم )
( لأنكم لستم من العالم لذلك يبغضكم العالم ) ( يو 15 : 18-20 )
بل قال لهم اكثر من هذا
( سيخرجونكم من المجامع ، بل تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله )
( يو 16 : 2 )
حقا إن الصراحة فى هذه الأمور افضل لذلك قال لهم فى هذا المجال ( قد كلمتكم بهذا لكى لا تعثروا إن السيد المسيح واضح فى هذا الأمر منذ البداية ، منذ حديثه عن الباب الضيق وعن حمل الصليب . ولكنه أيضا يخلط الحديث عن الضيقة بالعزاء فيقول لهم
( فى العالم سيكون لكم ضيق . ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم )
( يو 16 : 23 )
وما دام قوتى معكم ستغلبونه .
نلاحظ فى هذه الجلسة الوداعية ، انه أعطاهم وعودا كثيرة :
بعضها من جهة ظهوره لهم مثل
( أنا آتى إليكم )
( بعد قليل تروننى )
( اعد لكم مكانا . آتى وأخذكم إلى ..)
ووعود أخرى من جهة إرساله الروح القدس إليهم ، وعمل هذا الروح فيهم ومكوثه معهم إلى الأبد .... وأيضا وعود أخرى من جهة طلباتهم ، فقال لهم
( كل ما طلبتم من الاب بأسمى يعطيكم )
( اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا )
( يو 16 : 23 ، 24 )
( مهما سألتم بأسمى ، فذلك افعله .... ان سألتم شيئا بأسمى فأنى افعله )
( يو 14 : 13 ، 14 )
+ ولعل من الوعود المعزية جدا ، والعجيبة أيضا ، قوله لهم :
( الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بى ، فالأعمال التى أنا اعملها ، يعملها هو أيضا ، ويعمل اعظم منها )
( يو 14 : 12 )
+ وفى جلسته الوداعية معهم ، زودهم بوصايا .
فمن جهة علاقتهم ببعضهم البعض ، أعطاهم وصية واحدة لا غير وهى
( هذه هى وصيتى ، أن تحبوا بعضكم بعضا ) والى اى حد يارب يكون هذا الحب ؟
فيكمل وصيته قائلا :
(أن تحبوا بعضكم بعضا ، كما أحببتكم )
( يو 15 : 12 )
* ومن يستطيع هذا ، أن نحب بنفس الحب الذى أحببتنا به ، حتى بذلت ذاتك عنا ، الحب الذى قيل فيه
( احب خاصته الذين فى العالم ، احبهم إلى المنتهى )
( يو 13 : 1)
ولكن الرب يكرر نفس الوصية ، فى نفس الجلسة الوداعية :
( وصية جديدة أنا أعطيكم ، أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا ، تحبون انتم أيضا بعضكم بعضا )
( يو 13 : 34 )
+ ويعتبر الرب أن هذه المحبة التى مثل محبته ، علامة التلمذة له ، فيقول
( بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى ، إن كان لكم حب ، بعضكم لبعض )
( يو 13 : 35 )
انه مستوى سامى جدا من الحب ، يطلبه الرب منا .
+++ نحب بعضنا بعضا ، كما أحببنا هو . وكيف احبنا هو ؟ يعمق الرب مفهومنا لهذا الحب ، فيقول
( كما احبنى الاب ، كذلك أحببتكم أنا اثبتوا فى محبتى )
( يو 15 : 9 )
أصارحك يارب أن الأمر قد ازداد صعوبة فى الفهم ، أو صعوبة فى التنفيذ ، وهنا نعرض وصية المحبة كما أعطيت لنا ، فى ثلاث نقاط :
ا- الاب احب الابن
( وهى محبة غير محدودة بلا شك )
ب- والابن احبنا ، بنفس المحبة
( غير المحدودة )
التى أحبه بها الاب
ج- والمطلوب أن نحب بعضنا بعضا بهذا الحب . ها مطانية يارب أمامك . اعترف أننا لم نصل ولن نصل مطلقا إلى مستوى هذا الحب . حقا إنها وصية جديدة .
* جديدة فى مفهومنا ، وجديدة فى مستواها ، جديدة فى هذا التشبيه الذى شبهت به ..
* إننا مهما أحببنا ، ومهما بذلنا ، فلن نصل إلى محبه الابن لنا ، أو إلى محبة الاب للابن .
* لهذا نتضع أمامك ، ونطلب أن تسكب فينا هذا الحب من عندك ، من الروح القدس ، لان الطاقة البشرية وحدها لا تستطيعه .... نحب بعضنا بعضا ، كما احبنا ! وكيف ذلك ؟
+ لقد أحب المسيح تلاميذه ، فى محبتهم له ، وفى ضعفاتهم .
كما أحبهم وهم يحبونه ، أحبهم أيضا فى خوفهم وفى ضعفهم وفى هروبهم . قال لبطرس ستنكرنى ثلاث مرات . ولم يقل ذلك فى انفعال ، ولا فى غضب ، إنما فى حب وإشفاق ، وهو يقول معها ( طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك ) انه يحبنا فى سقطاتنا وضعفاتنا ، لكى يخلصنا من هذه السقطات والضعفات ...
( وفيما نحن خطاة ، مات المسيح لاجلنا )
( رو 5 : 8 )
وفى البستان ، حينما تركوه وحده وناموا ، قابل أيضا ضعفهم بإشفاق ، ونسب الضعف إلى الجسد فقط ، وقال عنهم
( الروح نشيط ، أما الجسد فضعيف )
( مت 26 : 41 )
(ناموا الآن واستريحوا )
وسيأتى الوقت الآن ضعفاء . هذا حق . لذلك لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا قوة من الاعالى )
(لو 24 : 49 )
وهذه القوة ستنالونها حين يحل الروح القدس عليكم ،حينئذ تكونون لى شهودا )
( أع 1: 8 )
أنا لا احتقر الضعف ، إنما فى حبى امنح القوة . هذه محبتى لكم .
فماذا ستكون محبتكم لى ؟
سأضرب لكم مثال لهذه المحبة
( أنا الكرمة ، وانتم الأغصان )
( يو 15 : 5 )
إذن نحبك يارب ، كما يحب الغصن كرمته ، إذ لا حياة له بدون الثبات فى الكرمة . ان انفصل عنها يجف ويموت . لذلك قال لهم الرب فى جلسته الوداعية ( اثبتوا فى محبتى )
( الذى يثبت فى وأنا فيه ، هذا ياتى ثمر كثير ) ( يو 15 : 5 )
وماذا عن الذى لا يثبت ؟
قال الرب لهم
( إن كان أحد لا يثبت فى ، يطرح خارجا كالغصن ، فيجف ، ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق ) ولذلك ( اثبتوا فى وأنا فيكم ) ( اثبتوا فى محبتى )
( يو 15 : 4 ، 5 )
ولعل التلاميذ يسألون :
كيف نستطيع يارب أن نحبك ، ونثبت فى محبتك .
+ يجيبهم الرب فى هذه الجلسة الوداعية
( إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى ، كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى واثبت فى محبته ) ( يو 5 : 10 )
إذن فالمحبة ليست مجرد عاطفة ، ولا يليق بنا أن نحب بالكلام واللسان ...)
( 1يو 3 : 18 )
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayata79fb37893.gif
صلوا من أجل الخدمة فى
منتدى أم السمائيين والأرضيين
وصلوا من أجل ضعفـى أنا الخاطى .
الشماس ملاك حمايه جرجس
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayata79fb37893.gif
http://r27.imgfast.net/users/2711/13/36/84/smiles/865100.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3838)
http://www.9o9i.com/upfiles/oyh60873.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3697)
http://img181.imageshack.us/img181/5894/raamanm5.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3697)
http://www.wallfahrtskloster-bornhofen.de/html/Augenblick/01kAbendmahl.jpg
(http://1.bp.blogspot.com/-V39Z2hNaoyo/TaGi8a6wKGI/AAAAAAAACWY/GPxyPIk4YNo/s1600/betrayal-last-supper.jpg)
فى الحقيقة إن الإنسان لابد أن يتردد كثيرا قبل أن يتكلم عن جلسة وداعية بين المسيح وتلاميذه فنسال أولا :
أحقا ودع المسيح تلاميذه ؟
الوداع معناه الترك . والمسيح لم يتركهم مطلقا ، هذا الذى قال لهم
( حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى ، فهناك أكون فى وسطهم )
( مت 18 : 20 )
وهو الذى قال لهم أيضا قبيل الصعود
( ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر ) ( مت 28 : 20 )
ولكنه على أية الحالات كان تركهم بالجسد ، والى حين .
+ ومع ذلك كان الأمر صعبا عليهم . وكان الرب يعرف هذا ، لذلك جلس معهم يخفف عليهم ويعزيهم كان يعرف أن هذا الأمر صعب عليهم . ويظهر هذا من قوله لهم
( لانى قلت لكم هذا ، قد ملأ الحزن قلوبكم )
( يو 16 : 6 )
فما هو هذا الأمر الذى قاله لهم فحزنوا ؟
انه قوله لهم
( أما الآن فأنا ماض إلى الذى أرسلنى )
كان لابد أن يواجههم الرب بالواقع الذى سيحدث..
+ ثم بعد ذلك يعالج تأثير هذا على مشاعرهم .
أما عن هذا الواقع ، فقال لهم ( يا اولادى ، أنا معكم زمانا قليلا بعد . وكما قلت لليهود :
( حيث اذهب أنا لا تقدرون انتم أن تأتوا )
( يو 13 : 23 )
وكان لابد أن يرد على سؤالهم الذى يقولونه:
( إلى أين تذهب ؟ )
( يو 13 : 36 )
( لسنا نعلم أين تذهب ؟ )
( يو 14 : 5 )
كان لابد أن يجيب المسيح ، وبصراحة .
فبماذا أجاب ؟
قال : أنى ذاهب إلى الاب
( يو 16 : 16 )
وبعد قليل لا تبصروننى
( يو 16 : 17 )
وماذا أيضا ؟
إنكم ستبكون ، والعالم يفرح
( يو 16 : 20 )
+ وكان لابد أن يقول لهم حقيقة أخرى ، بالإضافة إلى ذهابه وهى :
( إن كانوا قد اضطهدونى ، فسيضطهدونكم )
( يو 15 : 20 )
ولتعزيتهم أعطاهم الرب رجاء فى كل شئ .
فمن جهة ذهابه ، سيرونه مرة أخرى
إن عبارة ( لا تبصروننى ) أو ( لا تروننى ) هى نصف الحقيقة ، النصف المؤلم.
* فما هو النصف الآخر المعزى ؟
قال لهم الرب ( بعد قليل لا تبصروننى . ثم بعد قليل أيضا تروننى ) .
( يو 16 : 17 )
( وبعد قليل لا يرانى العالم . واما انتم فتروننى )
( يو 14 : 19 )
معنى أن العالم لا يراك ، انك ستموت .
فكيف نراك نحن إذن ؟
+ يجيب المسيح عن هذا الفكر . بقوله
( أنى أنا حى )
( فى ذلك اليوم تعلمون أنى أنا فى أبى ، وأبى فى )
(الذى يحبنى ...... اظهر له ذاتى )
أعطاهم إذن فكرة عن قيامته ، وانهم سيرونه.
كان قد قال لهم إن ابن الإنسان سيصلب ، وفى اليوم الثالث يقوم
( مت 16 : 21 )
( مت 20 : 18 ، 19 )
+ وهو اليوم يؤكد لهم هذه الحقيقة فى عبارات كلها حب :
( لا أترككم يتامى . انى آتى إليكم )
( يو 14 : 18 )
نصف الحقيقة ( إنكم ستبكون وتنوحون والعالم يفرح )
فما هو النصف الآخر المضئ إذن ؟
+ انه ( ستحزنون ، ولكن حزنكم سيتحول إلى فرح ... ساراكم أيضا ، فتفرح قلوبكم . ولا ينزع أحد فرحكم منكم )
( يو 16 : 20 ، 22 )
+ عجيب هو الرب ، انه فى وداعة ، يتحدث عن الفرح . كان يؤلمه جدا حزن تلاميذه بسبب فراقه لهم . انه يعرف تماما مقدار محبتهم له. أما عن محبته هو ، فيكفى قول الكتاب عنها
(إذ كان قد احب خاصته الذين فى العالم ، احبهم حتى المنتهى )
( يو 13 : 2 )
+ وقلب الرب حساس جدا من جهة راحة هؤلاء الذين يحبهم ويحبونه . لذلك يقول لهم هنا :
لا أترككم يتامى .
+ عبارة ( يتامى ) هنا ، تشعرهم بأنهم أولاده .
وهو فى هذه الجلسة يستخدم أيضا تعبير( يا اولادى )
(يا اولادى ، أنا معكم زمانا قليلا بعد )
( يو 13 : 33 )
+ انتم اولادى ، وأنا اعلم أنكم تتيتمون من بعدى ، ولكنى لا أترككم يتامى ، ولا أترككم حزانى ، ساتى إليكم . سأراكم فتفرح قلوبكم ، وأقول لكم إن حزنكم هو إلى حين ، وحين بسيط ، فبعد قليل ستروننى ..
* انتم لست فقط أولادى ، بل احبائى أيضا .
( انتم احبائى ، إن فعلتم ما أوصيتكم به .
لا أعود اسميكم عبيدا .... لكنى قد سميتكم أحباء )
(يو 15 : 14 ، 15 )
+ أنا سأضع نفسى عنكم
( ليس لاحد حب اعظم من هذا ، أن يضع أحد نفسه عن أحبائه )
( يو 15 : 13 )
( كما أحبنى الآب أحببتكم أنا . اثبتوا فى محبتى )
( لو 15 : 9 )
+ جميل أن تكون جلسة الوداع ، هى حديث حب كهذا .
ويضيف الرب فى تعزيته لهم تشبيها جميلا ، فيشعرهم انه لا انفصال بينه وبينهم ، وهو علاقة الكرمة بالأغصان
فيقول لهم ( أنا هو الكرمة ، وانتم الأغصان ) ( يو 15 : 5) إننا معا ، ( انتم فى ، وأنا فيكم ) علاقتى بكم ، كعلاقة الرأس بالجسد . لستم غرباء عنى . اثبتوا فى وأنا فيكم ن كما يثبت الغصن فى الكرمة ، حينئذ لا يكون وداع بينى وبينكم ، لانه لا يكون فراق أبدا
+ ما أجمل تشبيه ، كله حب وعاطفة وعزاء فى ساعة كهذه مبارك أنت يارب فى كل تعزيانك الجميلة يضيف أيضا بان ذهابه هو للفائدة وللفرح .
+ فيقول لتلاميذه ( لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع . سمعتم انى قلت لكم انى ماض ، ثم آتى إليكم . لو كنتم تحبوننى ، لكنتم تفرحون لانى قلت أمضى إلى الاب )
(يو 14 : 27 ، 28 )
+ نعم ، لانه بهذا تنتهى عبارة ( أخلى ذاته ) (فى 2 : 6 ، 7 )
+ هناك سأرجع إلى ما قبل إخلاء الذات ، وذلك اعظم ... لذلك إن كنتم تحبوننى ستفرحون انى أمضى .
+ ثم أن ذهابى نافع لكم ، لاعد لكم مكانا .
( لا تضطرب قلوبكم .... فى بيت أبى منازل كثيرة . أنا أمضى لاعد لكم مكانا . وان مضيت وأعدت لكم مكانا ،أتى أيضا وأخذكم إلى حتى حيث أكون أنا ، تكونون انتم أيضا )
( يو 14 : 1-3 )
* نعم ، سنكون معا باستمرار
+ ولكن وجودنا الدائم معا ، سيكون هناك وليس هنا .
لا تضطرب قلوبكم ، فهذا افضل . أما هنا ، فأنى اترك لكم سلامى
( سلامى اترك لكم . سلامى أنا أعطيكم )
( يو 14 : 27 )
* انه سلام من نوع آخر ، سلام روحى ثابت ، ليس كالسلام الذى يعطيه العالم
لكن كيف يكون لنا سلام يارب ، وأنت بعيد عنا ؟ هنا الفائدة الثالثة من ذهابى . أرسل لكم الروح القدس :
وقد أفاض الرب فى حديثه عن هذه النقطة بالذات :
فقال لهم . وقد كرر عبارة ( المعزى ) اكثر من مرة . فقال لهم :
( لانه إن لم انطلق ، لا يأتيكم المعزى . ولكن إن ذهبت أرسله لكم )
( يو 16 : 7 ) ، لذلك :
( أقول لكم الحق ، انه خير لكم أن انطلق )
( يو 16 : 7 )
( واما المعزى الروح القدس الذى يرسله الاب بأسمى ، فهو يعلمكم كل شئ ، ويذكركم بكل ما قلته لكم )
( يو 14 : 26 )
( ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الاب ، روح الحق الذى من عند الاب ينبثق فهو يشهد لى ، وتشهدون انتم أيضا )
( يو 15 : 26 )
( ومتى جاء ذاك ، روح الحق ، فهو يرشدكم إلى جميع الحق )
( يو 16 : 13 )
وأضاف الرب فى تعزيته لتلاميذه ، بان هذا الروح المعزى سيمكث معهم إلى الأبد ، وسيكون فيهم
( يو 14 : 16 ، 17 )
هذا يذكرنا أيضا بما قاله لهم قبيل الصعود ( ولكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وحينئذ تكونون لى شهودا )
( أع 1 : 8 )
كان الحديث عن الروح القدس تعزية كبيرة للتلاميذ ......
نلاحظ فى وداع المسيح لتلاميذه انه كان صريحا معهم
أراد أن يعزيهم على أساس الحق والواقع ، ويقوى قلوبهم ولكن بدون إخفاء الحقائق ، كما كان صريحا معهم من جهة أخطائهم ومن جهة المتاعب التى ستصادفهم ، بعد صلبه .
+ كان هذا نافعا لهم من جهة الإيمان ، واتقاء المفاجأة.
قال لهم ( أقول لكم الآن قبل أن يكون ، حتى متى كان تؤمنون )
( يو 13 : 19 )
( يو 14 : 29 )
( كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرونى انى قلته لكم )
( يو 16 : 4 )
* كان صريحا معهم فى ذكر ما سيصدر عنهم من أخطاء .
قال لهم إن الشيطان مزمع أن يغربلكم ، وإنكم كلكم تشكون فى هذه الليلة ، وقال تأتى ساعة وقد أتت الآن تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته وتتركونى وحدى . وقال لبطرس ستنكرنى ثلاث مرات
وحتى يهوذا قدم له الرب تحذيرات . فقال واحد منكم سيسلمنى ، وحدد ذلك بقوله الذى اغمس أنا اللقمة وأعطيه ، وقال له موبخا
( ما أنت تعمله فاعمله بأكثر سرعة )
(يو 13 : 21 ، 26،27)
وكان صريحا معهم فى ذكر المتاعب التى سيتعرضون لها.
فقال لهم
( إن كانوا قد اضطهدونى فسيضطهدونكم )
( إن كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضنى قبلكم )
( لأنكم لستم من العالم لذلك يبغضكم العالم ) ( يو 15 : 18-20 )
بل قال لهم اكثر من هذا
( سيخرجونكم من المجامع ، بل تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم انه يقدم خدمة لله )
( يو 16 : 2 )
حقا إن الصراحة فى هذه الأمور افضل لذلك قال لهم فى هذا المجال ( قد كلمتكم بهذا لكى لا تعثروا إن السيد المسيح واضح فى هذا الأمر منذ البداية ، منذ حديثه عن الباب الضيق وعن حمل الصليب . ولكنه أيضا يخلط الحديث عن الضيقة بالعزاء فيقول لهم
( فى العالم سيكون لكم ضيق . ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم )
( يو 16 : 23 )
وما دام قوتى معكم ستغلبونه .
نلاحظ فى هذه الجلسة الوداعية ، انه أعطاهم وعودا كثيرة :
بعضها من جهة ظهوره لهم مثل
( أنا آتى إليكم )
( بعد قليل تروننى )
( اعد لكم مكانا . آتى وأخذكم إلى ..)
ووعود أخرى من جهة إرساله الروح القدس إليهم ، وعمل هذا الروح فيهم ومكوثه معهم إلى الأبد .... وأيضا وعود أخرى من جهة طلباتهم ، فقال لهم
( كل ما طلبتم من الاب بأسمى يعطيكم )
( اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا )
( يو 16 : 23 ، 24 )
( مهما سألتم بأسمى ، فذلك افعله .... ان سألتم شيئا بأسمى فأنى افعله )
( يو 14 : 13 ، 14 )
+ ولعل من الوعود المعزية جدا ، والعجيبة أيضا ، قوله لهم :
( الحق الحق أقول لكم : من يؤمن بى ، فالأعمال التى أنا اعملها ، يعملها هو أيضا ، ويعمل اعظم منها )
( يو 14 : 12 )
+ وفى جلسته الوداعية معهم ، زودهم بوصايا .
فمن جهة علاقتهم ببعضهم البعض ، أعطاهم وصية واحدة لا غير وهى
( هذه هى وصيتى ، أن تحبوا بعضكم بعضا ) والى اى حد يارب يكون هذا الحب ؟
فيكمل وصيته قائلا :
(أن تحبوا بعضكم بعضا ، كما أحببتكم )
( يو 15 : 12 )
* ومن يستطيع هذا ، أن نحب بنفس الحب الذى أحببتنا به ، حتى بذلت ذاتك عنا ، الحب الذى قيل فيه
( احب خاصته الذين فى العالم ، احبهم إلى المنتهى )
( يو 13 : 1)
ولكن الرب يكرر نفس الوصية ، فى نفس الجلسة الوداعية :
( وصية جديدة أنا أعطيكم ، أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم أنا ، تحبون انتم أيضا بعضكم بعضا )
( يو 13 : 34 )
+ ويعتبر الرب أن هذه المحبة التى مثل محبته ، علامة التلمذة له ، فيقول
( بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى ، إن كان لكم حب ، بعضكم لبعض )
( يو 13 : 35 )
انه مستوى سامى جدا من الحب ، يطلبه الرب منا .
+++ نحب بعضنا بعضا ، كما أحببنا هو . وكيف احبنا هو ؟ يعمق الرب مفهومنا لهذا الحب ، فيقول
( كما احبنى الاب ، كذلك أحببتكم أنا اثبتوا فى محبتى )
( يو 15 : 9 )
أصارحك يارب أن الأمر قد ازداد صعوبة فى الفهم ، أو صعوبة فى التنفيذ ، وهنا نعرض وصية المحبة كما أعطيت لنا ، فى ثلاث نقاط :
ا- الاب احب الابن
( وهى محبة غير محدودة بلا شك )
ب- والابن احبنا ، بنفس المحبة
( غير المحدودة )
التى أحبه بها الاب
ج- والمطلوب أن نحب بعضنا بعضا بهذا الحب . ها مطانية يارب أمامك . اعترف أننا لم نصل ولن نصل مطلقا إلى مستوى هذا الحب . حقا إنها وصية جديدة .
* جديدة فى مفهومنا ، وجديدة فى مستواها ، جديدة فى هذا التشبيه الذى شبهت به ..
* إننا مهما أحببنا ، ومهما بذلنا ، فلن نصل إلى محبه الابن لنا ، أو إلى محبة الاب للابن .
* لهذا نتضع أمامك ، ونطلب أن تسكب فينا هذا الحب من عندك ، من الروح القدس ، لان الطاقة البشرية وحدها لا تستطيعه .... نحب بعضنا بعضا ، كما احبنا ! وكيف ذلك ؟
+ لقد أحب المسيح تلاميذه ، فى محبتهم له ، وفى ضعفاتهم .
كما أحبهم وهم يحبونه ، أحبهم أيضا فى خوفهم وفى ضعفهم وفى هروبهم . قال لبطرس ستنكرنى ثلاث مرات . ولم يقل ذلك فى انفعال ، ولا فى غضب ، إنما فى حب وإشفاق ، وهو يقول معها ( طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك ) انه يحبنا فى سقطاتنا وضعفاتنا ، لكى يخلصنا من هذه السقطات والضعفات ...
( وفيما نحن خطاة ، مات المسيح لاجلنا )
( رو 5 : 8 )
وفى البستان ، حينما تركوه وحده وناموا ، قابل أيضا ضعفهم بإشفاق ، ونسب الضعف إلى الجسد فقط ، وقال عنهم
( الروح نشيط ، أما الجسد فضعيف )
( مت 26 : 41 )
(ناموا الآن واستريحوا )
وسيأتى الوقت الآن ضعفاء . هذا حق . لذلك لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا قوة من الاعالى )
(لو 24 : 49 )
وهذه القوة ستنالونها حين يحل الروح القدس عليكم ،حينئذ تكونون لى شهودا )
( أع 1: 8 )
أنا لا احتقر الضعف ، إنما فى حبى امنح القوة . هذه محبتى لكم .
فماذا ستكون محبتكم لى ؟
سأضرب لكم مثال لهذه المحبة
( أنا الكرمة ، وانتم الأغصان )
( يو 15 : 5 )
إذن نحبك يارب ، كما يحب الغصن كرمته ، إذ لا حياة له بدون الثبات فى الكرمة . ان انفصل عنها يجف ويموت . لذلك قال لهم الرب فى جلسته الوداعية ( اثبتوا فى محبتى )
( الذى يثبت فى وأنا فيه ، هذا ياتى ثمر كثير ) ( يو 15 : 5 )
وماذا عن الذى لا يثبت ؟
قال الرب لهم
( إن كان أحد لا يثبت فى ، يطرح خارجا كالغصن ، فيجف ، ويجمعونه ويطرحونه فى النار فيحترق ) ولذلك ( اثبتوا فى وأنا فيكم ) ( اثبتوا فى محبتى )
( يو 15 : 4 ، 5 )
ولعل التلاميذ يسألون :
كيف نستطيع يارب أن نحبك ، ونثبت فى محبتك .
+ يجيبهم الرب فى هذه الجلسة الوداعية
( إن حفظتم وصاياى تثبتون فى محبتى ، كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى واثبت فى محبته ) ( يو 5 : 10 )
إذن فالمحبة ليست مجرد عاطفة ، ولا يليق بنا أن نحب بالكلام واللسان ...)
( 1يو 3 : 18 )
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayata79fb37893.gif
صلوا من أجل الخدمة فى
منتدى أم السمائيين والأرضيين
وصلوا من أجل ضعفـى أنا الخاطى .
الشماس ملاك حمايه جرجس
http://www.nsaayat.com/up/uploads/nsaayata79fb37893.gif
http://r27.imgfast.net/users/2711/13/36/84/smiles/865100.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3838)
http://www.9o9i.com/upfiles/oyh60873.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3697)
http://img181.imageshack.us/img181/5894/raamanm5.gif (http://st-maria.info/vb/showthread.php?t=3697)